تنبيه على تصحيف في منهاج السنة حول سبي أهل البيت
الحمدلله وبعد
فمن المشهور عند الباحثين في تاريخ مقتل الحسين رضي الله عنه أن شيخ الإسلام ابن تيمية بعد من قلائل أهل العلم الذين كشفوا كثيرا من الأكاذيب المشتهرة في مرويات مقتل الحسين رضي الله عنه، ومن جملة تلك الأكاذيب قضية سبي أهل البيت، فشيخ الإسلام يعد أول من انتقد هذه المسألة-حسبما انتهيت إليه بعد طول بحث- ونقضها وبين بطلانها في عدة مواضع من كتبه، والذي يهمنا منها ما ذكره رحمه الله في منهاج السنة ، حيث قال: «وأما ما ذكر من سبي نسائه والذراري والدوران بهم في البلاد وحملهم على الجمال بغير أقتاب فهذا كذب وباطل, ما سبى المسلمون ولله الحمد هاشمية قط, ولا استحلت أمة محمد ص سبي بني هاشم قط, ولكن كان أهل الجهل والهوى يكذبون كثيراً... وفي الجملة فما يعرف في الإسلام أن المسلمين سبوا امرأة يعرفون أنها هاشمية، ولا سبي عيال الحسين ، منهاج السنة (4/558-559)،
وقال في موضع آخر: وقال أيضا: ومثل هذا الكذب الظاهر قول بعض الكذابين: إنه لما سبي بعض أهل البيت حملوا على الجمال عرايا، فنبتت لهم سنامات من يومئذ، وهي البخاتي. وأهل البيت لم يُسبَ أحد منهم في الإسلام، ولا حمل أحد من نسائهم مكشوف العورة، منهاج السنة (8/104)،
إلا أنه قد وقع في المطبوع في موضع ثالث كلام ظاهره إقرار ابن تيمية بوقوع السبي على آل البيت في عهد يزيد، حيث ورد فيه: فهذا هو البغض لآل محمد - صلى الله عليه وسلم - بلا ريب. [وكان ذلك من فعل الكفار بمعاونة الرافضة، وهم الذين سعوا في سبي الهاشميات ونحوهم إلى يزيد وأمثاله، فما يعيبون على غيرهم بعيب إلا وهو فيهم أعظم]، منهاج السنة (4/593).
ومن المعلوم أن محقق المنهاج الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله قد اعتمد على طبعة بولاق أصلا في عمله، ووقابلها بعدة نسخ خطية لمنهاج السنة، وقد ورد فيها النص هكذا وقد أشار إلى سقوط النص من ثلاث نسخ خطية من أجزاء منهاج السنة التي اعتمد عليها،
فالظاهر أنه أثبتها بناء على ما ورد في طبعة بولاق ،
وقد أشكل علي هذا النص كثيرا وحاولت أن أخَرِّج له تخريجات كثيرة، لأن مناقض لسائر تقريرات ابن تيمية في كتبه،
حتى وفقني الله وراجعت النسخة الخطية للجزء الثاني من منهاج السنة، والمحفوظة بمكتبة الحرم المكي برقم 2281، فوجدت النص فيها هكذا:
«وكان ذلك من فعل الكفار بمعاونة الرافضة، فالرافضة هم الذين سعوا في سبي الهاشميات لا يزيد وأمثاله، فما تجدهم يهيبون غيرهم بعيب إلا وهو فيهم أعظم!.
وهذه صورة الكلام من المخطوط
قلت: فبان أن الخلل من مطبوعة بولاق أو النسخة الخطية التي اعتمدت في طبعة بولاق، والمثبت في نسخة الحرم المكي هو الصواب والموافق لسياق الكلام، وبالله التوفيق.
جزاك الله سعيك استاذنا ابو حسان فعلا مجهود ذا فائدة كبيرة. والتفاتة عظيمة حلت الاشكال.
انا ارى تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم لكتاب منهاج السنة فيه جملة كبيرة من القصور.
كان الواجب على الدكتور ان يبين موطن الخلل.
الى جانب انه لم يعتمد بصورة كبيرة على مصادر دين الاثنى عشرية وارى أن يعاد تحقيق الكتاب مرة اخرى مع اضافة التعليقات الهامة وقبلها دراسة كتبهم الهزيلة التي الفت للرد على شيخ الاسلام رحمه الله واعلى الله مقامه.