الجــواب :
قد روي ذلك ، والمعنى فيه: أن الله يعلم المحتضر ويبشره إذا كان من أهل الإيمان بما له من الحظ والنفع لموالاته وتمسكه بمحمد وعلي ، فكأنه يراهما ، وكأنهما حاضران عنده ، لأجل هذا الاعلام.
وكذلك إذا كان من أهل العداوة ، فإنه يعلمه بما عليه من الضرر بعداوتهما والعدول عنهما.
فكيف يجوز أن يكون شخصان يحضران على سبيل المحاورة والحلول في الشرق والغرب عند كل محتضر ، وذلك محـــال.
رسائل المرتضى - الشريف المرتضى 1/ 281
فالمعنى: أنه يعلم في تلك الحال ثمرة ولايته (ع) وانحرافه عنه، لأن المحتضر قد روي أنه إذا عاين الموت وقاربه، أري في تلك الحال ما يدله على أنه من أهل الجنة أو من أهل النار.
وهذا معنى قول أحدهم: إذا قارب الهلاك كدت أرى أعبرا أي الجزاء عليها.
وقد يقول العربي: "رأيت فلانا "، إذا رأى ما يتعلق من فعل به أو أمر يعود إليه.
وإنما اخترنا هذا التأويل ، لأن أمير المؤمنين (ع) جسم ، فكيف يشاهده كل محتضر ، والجسم لا يجوز أن يكون في الحال الواحدة في جهات مختلفة.
المصدر السابق 3/ 133