العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-17, 03:59 PM   رقم المشاركة : 1
الخزرجي8
إثنا عشري






الخزرجي8 غير متصل

الخزرجي8 is on a distinguished road


[ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف...دعوة للنقاش؟]

بسم الله الرحمن الرحيم

أقول: إن الذي دعانا لطرح هذا الموضوع الحساس هو كثرة إثارته على صعيد النقاشات الكلاميّة و العقديّة, و كثرة التشنيع على القائلين بالتحريف, فارتأينا أن نعيد طرح هذا الموضوع لإعادة تقييم الأدلة المطروحة لكل فريق بعيداً عن التحيّزات المُسبقة و الأحكام المُتعسفة المُتسرّعة, و بالتالي تحديد الموقف الصحيح من القائلين بالتحريف بناءً على النتائج التي سنتوصّل إليها إن شاء الله بعد المُناقشة العميقة.

و قد قسمنا الموضوع إلى عِدة محاور على الترتيب التالي:

المحور الأوّل: المُطالبة بالأدلة النافية لتحريف القرآن المُثبتة أنه لا زيادة فيه و لا نقصان و لا تغيير, و مُناقشة الأدلة و إعادة تقييمها.

المحور الثاني: مُناقشة أدلة القائلين بالتحريف و تقييمها.

المحور الثالث: مُناقشة حكم القائلين بالتحريف بناءً على النتائج المُترتبة على المحور الأوّل و الثاني.


و لكن قبل الشروع بالموضوع نود لفت النظر إلى عِدة مُلاحظات نتمنى من الجميع الالتزام بها:

المُلاحظة الأولى: أنا شخصيّاً لا أقول بالتحريف و لا أنفيه, و لكني مُتوقّفٌ في المسألة, فنرجو اعتبارنا شخصاً مُحايداً لا من القائلين بالتحريف و لا من النافين له.

المُلاحظة الثانية: ليس الهدف من طرح الموضوع إثارة الشبهات حول القرآن, و لكن الهدف منه إعادة تقييم أدلة كل فريق بشكل موضوعي بعيداً عن القبليات الفكريّة و النفسيّة و التحيزات المُسبقة.

المُلاحظة الثالثة: الرجاء كُل الرجاء من الأخوة المُشاركين الالتزام بالترتيب المُمنهج المُشار إليه و عدم استباق الأحداث و عدم القفز إلى المحاور التالية إلا بعد استيفاء نقاش كُل محور بشكل مُسهَب.

نبدأ على بركة الله المحور الأوّل: ما الدليل على عدم وقوع التحريف في القرآن سواء بالزيادة أو النقيصة أو التغيير و التبديل؟







التوقيع :
إثبات الشئ لا ينفي ما عداه, و أحكام الأمثال فيما يجوز و ما لا يجوز واحد, و النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان , و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال
من مواضيعي في المنتدى
»» [ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف...دعوة للنقاش؟]
»» [هدية للمُتشدّقين بعلوم الحديث ضبط الصحابة
 
قديم 14-08-17, 08:12 PM   رقم المشاركة : 2
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


الزميل الخزرجي 8
نرحب بك وبالحوار الجاد بغية إظهار الحق بالدليل القاطع من الكتاب والسنة فهذان أساس العقائد
أما أن يكون الحوار حول شرعية الدستور والثقل الأكبر كونه مثار للشبهات فهذا ما يجعل الإسلام غرضاً مطروحاً للطعن من قبل المخالفين جميعاً
ناهيك عن أن طرح قضية التحريف شيء تنهز الجبال منه ويجلب غضب الله تعالى عندما يكون لمن يدعي الإسلام شيء منه وقر في قلبه بحجة رواية أو مقال كُتب بفصاحة خبيثة يغتر بها الجُهال .


ومع هذا إن كنت محايداُ فعلاً فالحوار يكون معك إن شاء الله ، ليس كرد الشبهات فالقرآن أسمى من ان يكون محل شبهة ولكن رد على الطاعنين فيه فحسب

مع ملاحظة هامة : لا نقبل من المحاور المخالف أن يضع لنا شروط أو مسار للحوار فهذا من شأن المشرفين حصراً
أما عن موضوعية الحوار فيعود للمحاور والمشرف في متابعته لعل فيه الفائدة .


بدايةً قولك :

اقتباس:
المُطالبة بالأدلة النافية لتحريف القرآن المُثبتة أنه لا زيادة فيه و لا نقصان و لا تغيير, و مُناقشة الأدلة و إعادة تقييمها.

من المهم أن ننبه بأن لفظ ( التحريف ) لم يأتي ذكره في كتب أهل السنة عن الصحابة ولا قارب المعنى أذهانهم البتة بل كل ما جاء في الروايات هو ( النسخ ) وهو غير التحريف الذي يعني التلاعب والتبديل البشري ، ولا أدري هل تقصد الأدلة المثبتة على التحريف أم الأدلة النافية؟

أبدأ ردي الأول حول صيانة القرآن بل عصمة القرآن بحجة صاحب الكتاب رب العزة عما يصفون فإن الله تعالى نفى التبديل في كلماته

نفى الله تعالى أي سبيل للفاعل في تبديل كلماته بلفظ ( مبدل )

( وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً ) الكهف الآية 27
( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ) الأنعام الآية 155

هنا سورة الحاقة وفيها قسم شديد ووعيد ينفي مزاعم القائلين بالتحريف على مر العصور يا هداك الله ، أي حتى وإن كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وليس المعنى الوقوع في النية حاشا نبينا المعصوم ولكن من باب الجدل ومحاججة المتقولين من المشركي قريش بأن القرآن من تأليف بشر وليس وحي مُنزل .

{ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ } * { وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } * { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } * { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } * { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } * { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } * { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } *

وهنا تفسير الطبرسي الشيعي الأثني عشري مجمع البيان :
{ تنزيل من رب العالمين } بيَّن أنه منزل من عنده على لسان جبرائيل حتى لا يتوهم أنه كلام جبرائيل { ولو تقول علينا } محمد صلى الله عليه وسلم { بعض الأقاويل } معناه ولو كذب علينا واختلق ما لم نقله أي لو تكلف القول وأتى به من عند نفسه. )


أن القرآن محفوظ بتمامه بنص محكم بلسان عربي مبين

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر الآية 9
{ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } * { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } البروج الآية 21 و 22

إلى هنا أنتظر ردك وللحوار بقية إن شاء الله






من مواضيعي في المنتدى
»» إلى الصدري / هذا هو مرجعك يحضر جلسات تحضير الأرواح
»» تقرير حصري / كشف جريمة تفجير المرقدين في سامراء
»» نور البدر في مسائل ليلة القدر
»» فضيحة نهابية المقابر/ مقتدى ومعممون يستلمون التبرعات وهيئة الحشد تنفي تخويل استلامها
»» إلى الشيعة والإمامية خاصة/ هل الإيمان بالمهدي عقيدة تحدد الإيمان والتكفير ؟
 
قديم 14-08-17, 08:58 PM   رقم المشاركة : 3
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road




الزميل الرافضي/ الخزرجي8 - هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى.


الرابط أدناه:

به بعض الإشكالات حول أصل موضوعك نأمل منك استيفاء الرد عليها والنقاش حولها ليتسنى لنا الاتفاق على شروط المناظرة في أصل موضوعك هذا.

الرابط:
إشكالات على موضوع الزميل الرافضي/ الخزرجي8 (ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف)




تفضل مشكوراً أجب على ما سألناك أعلاه، مع مراعاة ترتيب الأسئلة، كما التزمنا معك بوضع الإشكالات على موضوعك وفق سياقه ولم نقفز على أي نقطة.

حتى إذا ما فرغنا من هذه الأسئلة أمكننا الاتفاق على شروط المناظرة حول أصل موضوعك.



ويراعى مبدئياً عند الرد التالي:

عند الاستشهاد بآيات الذكر الحكيم، تنسخ الآية كاملة مع ذكر اسم السورة ورقم الآية ثم يذكر الشاهد من الآية (ولا تكتب كتابة لتجنب الخطأ).

عند الاستشهاد بالأحاديث (من دين المسلمين أو دين الإمامية – على حد سواء) ينسخ المتن والإسناد كاملاً مع إبراز موضع الشاهد منه.

عزو أيا من: (الروايات، أقوال الأئمة) لمرجع وذكر رقم الجزء والصفحة لنتحقق من سلامة النقل وعدم التدليس



اسأل الله عز وجل أن يهدينا وإياك لما اختلف فيه وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ









التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» بيان الإسلام: الزعم أن قاعدة تقوية الحديث الضعيف بكثرة طرقه على إطلاقها
»» الرافضي/ الاشتر النخعي 55 - هل سقطت العصمة المطلقة للأنبياء بدين الرافضة أم لا
»» الرد على شبهات: جمع القرآن، الناسخ والمنسوخ، القراءات، حديث نزل على سبعة أحرف.
»» الشذوذ الفكري والانحراف العقائدي وكذب وتدليس الرافضي/ الخزرجي8
»» هل الرفق واللين هما الأصل الذي يحرم الخروج عنه
 
قديم 14-08-17, 10:16 PM   رقم المشاركة : 4
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخزرجي8 مشاهدة المشاركة
   [size="6"]

المحور الأوّل: المُطالبة بالأدلة النافية لتحريف القرآن المُثبتة أنه لا زيادة فيه و لا نقصان و لا تغيير, و مُناقشة الأدلة و إعادة تقييمها.



أكبر دليل على عدم تحريف القرآن .. هو وجود الله تعالى .. ورحمته بالعباد ..

فلو تحرّف القرآن .. لأرسل نبياً بعد محمد عليه الصلاة والسلام !!

والرب الذي يترك عباده حيارى .. لا قرآن صحيح .. ولا نبي .. أكثر من 1400 سنة .. لا يستحق العبادة .. أليس كذلك ؟






 
قديم 15-08-17, 08:54 PM   رقم المشاركة : 6
الخزرجي8
إثنا عشري






الخزرجي8 غير متصل

الخزرجي8 is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

أقول:

أولاً: نشكركم على ترحيبكم و تفاعلكم.

ثانياً: بخصوص أن المُناقشة في القرآن تُثير شُبهات المخالفين في الدين للطعن في الإسلام, فجوابها:

1-أن هذا الكلام يجب أن يُوجّه أوّلاً للجماعات السلفيّة التي تُثير هذا الموضوع بغرض التشهير بالشيعة و تسقيط بعض رموزهم, فهؤلاء أيضاً يدفعون الشيعة لاستخراج روايات المُخالفين من الصحابة و التابعين الذين قالوا بتحريف القرآن أو نُسِب لهم ذلك-على أحسن التقديرات-, بالتالي هذه الإثارات تجعل القرآن غرضاً للطعن, فلماذا لا يُوجّه هذا الكلام لهم أيضاً؟!

2-ثم إنكم قلتم أن الطعن أو التشكيك بالقرآن سوف يجعل الإسلام غرضاً للطاعنين, و هذا الكلام غير دقيق على مبنى من يقول بنقص القرآن (لا الزيادة), لأنه إنما يثير هذه الإشكالات لإدانة من قام بالتحريف, بالتالي من يُشكك في نقص القرآن هو -حسب وجهة نظره- يُريد الدفاع عن الإسلام مما لحقه من المحرّفين الذين طال تحريفهم للدين دستور الأمة و ثقلها الأكبر, و هذا كما لا يخفى هدفٌ مشروع و دفاعٌ عن الدين لا نقضاً عليه.

3-ثم إن القائل بالتحريف (تحريف النقيصة لا الزيادة) لا يلتزم بالضرورة بأن قوله طعنٌ في الإسلام على اعتبار أن مصادر التشريع في الإسلام لا تنحصر بالقرآن, فحتى لو سلمنا بالقول بالنقيصة, فهذا لا ينفي حجيّة الجزء الباقي من القرآن, لأن القائل بالنقيصة يسلّم أن الجزء الباقي كلام الله, فلا مانع من الاحتجاج به على مبناه.

4-لو سلمنا أن القول بالنقيصة يستلزم الطعن بحجيّة القرآن, فإن للقائلين بالنقيصة أن يقولوا لو تنازلنا عن حجيّة القرآن, فسيبقى لنا حجيّة السُنة, و كما تعلمون –و هذا الأمر لا يحتاج لإثبات- أن السُنة لوحدها كافية في إثبات أصول الاعتقادات و فروع الفقهيات من معاملات و عبادات و أخلاق, فالقول بالنقصان لو استلزم بطلان حجيّة القرآن, فهو لا يستلزم بطلان حجيّة السنة كما هو واضح, بالتالي لا يستلزم بالضرورة بطلان الدين, فتأمّلوا!

5-ثم لماذا لا يُوجّه هذا الكلام إلى من نُسب إليه القول بالتحريف من الصحابة و التابعين الذين سنذكرهم تفصيلاً في المحور الثاني من البحث إن شاء الله؟!, فنحيل هذا الأمر لاحقاً.

خلاصة القول في النُقطة الثانية: أن إثارة موضوع التحريف لا يستلزم الطعن بالدين بالضرورة و لا ينفي حجيّة القرآن الباقي, و على من يقول بذلك أن يُوجّه كلامه أيضاً للجماعات السلفيّة التي تثير هذا الموضوع, و كذلك يُوجّهه لمن قال بالتحريف من الصحابة و التابعين و غيرهم.

ثالثاً: نحن لم نضع شروطاً و لم نُلزِم أحداً بها, و لكن تمنينا من المُشاركين الالتزام بالترتيب المُبيّن لكي يكون البحث منهجيّاً مُثمراً.

رابعاً: بخصوص الاستدلال بالآيات الثلاث التي ذُكِرَت, فجوابها:

فهناك جوابات عامّة, و هناك جوابات خاصّة بكل آية على حدى.

تُتبع...







التوقيع :
إثبات الشئ لا ينفي ما عداه, و أحكام الأمثال فيما يجوز و ما لا يجوز واحد, و النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان , و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال
من مواضيعي في المنتدى
»» [ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف...دعوة للنقاش؟]
»» [هدية للمُتشدّقين بعلوم الحديث ضبط الصحابة
 
قديم 15-08-17, 09:02 PM   رقم المشاركة : 7
الخزرجي8
إثنا عشري






الخزرجي8 غير متصل

الخزرجي8 is on a distinguished road


فأما الجوابات العامّة:

1-أن هذه الاستدلالات تستلزم الدور, و الدور باطل كما هو مُقرر في محلّه من علم المنطق, و بيان ذلك أن نقول:

إن معنى الدور في علم المنطق هو قيام إثبات الشيء على نفسه, و لنضرب مثالاً حتى تتبيّن الصورة.

مثال: لو أن إنساناً مُلحداً منكرٌ لوجود الخالق سأل مُسلماً ما الدليل على وجود الخالق؟, فقال له المُسلم: إن القرآن قال بذلك, فسيقول المُلحد: أنا لا أؤمن بقرآنك, لأن حجيّته قائمةٌ على إثبات صدق النبوّة, و إثبات صدق النبوّة قائمٌ على إثبات وجود الخالق, و هذا يستلزم الدور الباطل منطقيّاً, و يُسمّى الدور أحياناً بـ (الفكر الدائري) أي أن الشخص يحتج على إثبات شيءٍ على نفس الشيء الذي لم يثبت.

فنقول: إن استدلالكم على نفي تحريف القرآن من القرآن نفسه هو قيام إثبات الشيء على نفسه, و هذا يستلزم الدور, و الدور باطلٌ فالاستدلال كذلك.

فلقائلٍ أن يقول: لعل هذه الآيات المُستدَل بها هي من وضع و تأليف من قام بالتحريف لتعمية الأمر و إخفائه, فلا يمكن الاستدلال على القرآن بالقرآن لمن لم يثبت عنده حجيّة القرآن بعد.

و أدلة بُطلان الدور مبسوطةٌ في كُتب المنطق و الفلسفة, فمن أراد أن يُراجع الأدلة, فليذهب لمضانها من الكتب, و لا نظن أن عاقلاً يشك في بطلان الدور.

و لننقل كلام ابن تيمية في إبطال الدور, حيث قال:

[و كذلك الدور نوعان: دور قبلي: و هو أنه لا يكون هذا إلا بعد هذا، و لا هذا إلا بعد هذا، و هذا ممتنع باتفاق العقلاء.
وأما الدور المعي الاقتراني مثل المُتلازمين اللذين يكونان في زمان واحد كالأبوة و البنوة، و علو أحد الشيئين على الآخر مع سفول الآخر، و تيامن هذا عن ذاك مع تياسر الآخر عنه، و نحو ذلك من الأمور المتلازمة التي لا توجد إلا معاً، فهذا الدور مُمكن.
وإذا لم يكن واحد منهما فاعلاً للآخر و لا تمام للفاعل، بل كان الفاعل لهما غيرهما جاز ذلك.
و أما إذا كان أحدهما فاعلاً للآخر، أو من تمام كون الفاعل فاعلاً صار من الدور المُمتنع]. انتهى كلامه راجع كتاب منهاج السنة ج1 باب الاستطراد في الرد على قول الفلاسفة بقِدم العالم, الدور نوعان.

http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=108&ID=90

و قد تنبه الإمام أبو بكر الرازي المُلقب بـ (الفخر الرازي) إلى هذا الإشكال, حيث قال في تفسيره:

[احتج القاضي بقوله:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ} على فساد قول بعض الإماميّة في أن القرآن قد دخله التغيير و الزيادة والنقصان قال: لأنه لو كان الأمر كذلك لما بقي القرآن محفوظاً، و هذا الاستدلال ضعيف، لأنه يجري مجرى إثبات الشيء بنفسه، فالإماميّة الذين يقولون إن القرآن قد دخله التغيير و الزيادة و النقصان، لعلهم يقولون إن هذه الآية من جُملة الزوائد التي أُلحقت بالقرآن، فثبت أن إثبات هذا المطلوب بهذه الآية يجري مجرى إثبات الشيء نفسه و أنه باطل, و الله أعلم]. راجع مفاتيح الغيب المعروف بـ ( التفسير الكبير للرازي) تفسير آية [9] من سورة الحِجر.


http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...1&LanguageId=1

قُلت: ما أروع هذا الكلام النفيس الذي يدل على حِدة ذكاء الفخر الرازي, لأن مثل هذه الإشكالات لا يتنبه إليها إلا الأذكياء, و في كلام الرجل كثير من الإنصاف, حيث أنه نسب القول بالتحريف إلى (بعض) الإماميّة لا كلهم كما يفعل بعض المُتعصبين.

و قد صدق الذهبي عندما وصفه بـ "كبير الأذكياء", و قال عنه أنه "كان يتوقّد ذكاءً" !! راجع سير أعلام النُبلاء, الطبقة الثانية و الثلاثون, الجزء الواحد و العشرون, ترجمة (الفخر الرازي).

http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=60&flag=1

هذا الجواب الأوّل العام حول الاستدلال بالآيات على نفي التحريف, و هو إشكال منهجي.

2- أما الجواب الثاني هو أن نقول: إن الاحتجاج بهذه الآيات قائمٌ على أصل (حجيّة الظهور), و حجيّة الظهور مختلفٌ فيها عند الأصولييّن (عُلماء أصول الفقه و قواعد الاستنباط), فبين مُثبتٍ و نافٍ, و حتى على مبنى من قال بالثبوت فالحجيّة عنده ظنيّة لا قطعيّة.

و بيان ذلك, أن حجيّة الظهور المطروحة عند الأصولييّن معناها هو أنه هل أن ظواهر النصوص الشرعية حُجّة أو لا؟!, و هذه الحجيّة باتفاق الأصوليّة ليست قطعيّة, بل ظنيّة, فكيف يُستدَل على أصل عظيم –أصل صيانة القرآن من التحريف-, بأدلة قائمة على حجيّة ظنيّة؟!

ثم من حقنا أن نُطالب من يقول بحُجيّة الظهور بالدليل الشرعي القطعي الدال على جواز العمل هذا الظهور.

بمعنى أنه من أين جاز لك أيها المُستدِل أن تقول أن ظاهر هذه الآيات و الذي فهمته منها هو حُجّة في الشرع؟!

و لعل البعض يرى أن هذه المسألة بدهيّة, و لكن من حقنا أن نُطالبه بأدلتها لكي يتم له الاستدلال و يصح.

و لو سلمنا أنه جاء بالدليل القطعي التام على حُجيّة الظهور, فغاية الأمر أنها حُجيّة ظنيّة لا تغني من الحق شيئاً لا سيما في مسائل الأصول و الاعتقادات.

فخُلاصة الجواب الثاني العام, أن هذه الاستدلالات قائمةٌ على مبنى من يقول بحُجيّة الظهور, فأولاً يجب إثبات حُجيّتها, ثم ثانياً إثبات أن حُجيّتها قطعيّة لا ظنيّة اجتهاديّة, و هذا أيضاً إشكال منهجي.

تُتبع...







التوقيع :
إثبات الشئ لا ينفي ما عداه, و أحكام الأمثال فيما يجوز و ما لا يجوز واحد, و النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان , و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال
من مواضيعي في المنتدى
»» [هدية للمُتشدّقين بعلوم الحديث ضبط الصحابة
»» [ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف...دعوة للنقاش؟]
 
قديم 15-08-17, 09:20 PM   رقم المشاركة : 8
الخزرجي8
إثنا عشري






الخزرجي8 غير متصل

الخزرجي8 is on a distinguished road


أما بخصوص الجوابات الخاصة, فنقول.

الاستدلال بالآية لأولى, و هي [وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً]. آية [27] من سورة الكهف.

فالجواب:

1-أن المُفسّرين اختلفوا في معنى التبديل الوارد في الآية, فمنهم من قال أن معنى التبديل هو التغيير و التحريف, و منهم من قال أن المُراد من التبديل و أنه لا مُغيّرٌ لـما أوعد الله أهل طاعته و أهل معصيته, و منهم من قال أن التبديل المُشار إليه في الآية هو إخلاف ما أمر الله و رسوله (ص), بالتالي الآية تحتمل أكثر من وجه في تأويلها, و من يتشبّث بالتأويل الأوّل عليه أن يُقيم الدليل القطعي على صحته, فإذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال, فتأمّل!

قال أبو جعفر الطبري في تفسيره ما نصه:

[{لا مُبَدّلَ لكَلـماتِهِ} يقول: لا مُغيّرٌ لـما أوعد بكلـماته التـي أنزلها علـيك أهل معاصيه، و العاملـين بخلاف هذا الكتاب الذي أوحيناه إلـيك]. راجع تفسير جامع البيان في تأويل آي القرآن المعروف بـ (تفسير الطبري) تفسير آية [27] من سورة الكهف.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال القُرطبي في تفسيره ما نصه:

[{وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } قيل: هو من تمام قصة أصحاب الكهف؛ أي اتبع القرآن فلا مبدّل لكلمات الله و لا خلف فيما أخبر به من قصة أصحاب الكهف]. راجع الجامع لأحكام القرآن المعروف بـ (تفسير القُرطبي) تفسير آية [27] من سورة الكهف.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الشوكاني في تفسيره ما نصه:

[{وَٱتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ} أمره الله سبحانه أن يواظب على تلاوة الكتاب الموحى إليه، قيل: و يحتمل أن يكون معنى قوله: {واتل}: و اتبع، أمراً من التلوّ، لا من التلاوة، و {مِن كِتَـٰبِ رَبّكَ} بيان للذي أوحي إليه {لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ} أي: لا قادر على تبديلها و تغييرها، و إنما يقدر على ذلك هو وحده. قال الزجاج: أي ما أخبر الله به و ما أمر به فلا مُبدّل له، و على هذا يكون التقدير: لا مبدّل لحكم كلماته]. راجع فتح القدير المعروف بـ (تفسير الشوكاني) تفسير آية [27] من سورة الكهف.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال البغوي في تفسيره ما نصه:

[{وَٱتْلُ} أي: و اقرأ يا محمد، {مَآ أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِن كِتَـٰبِ رَبِّكَ} ، يعني القرآن، و اتبع ما فيه، {لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ} ، قال الكلبي: لا مُغيّر للقرآن. و قيل: لا مُغيّر لما أوعد بكلماته أهل معاصيه]. راجع تفسير معالم التنزيل المعروف بـ (تفسير البغوي) تفسير آية [27] من سورة الكهف.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الخازن في تفسيره ما نصه:

[{لا مُبدّل لكلماته} أي لا مُغيّر للقرآن و لا يقدر أحد على التطرق إليه بتغيير أو تبديل, فإن قلت موجب هذا أن لا يتطرق النسخ إليه. قلت النسخ في الحقيقة ليس بتبدليل لأن المنسوخ ثابت في وقته إلى وقت طريان الناسخ فالناسخ كالمُغاير فكيف يكون تبديلاً؟!, و قيل معناه لا مُغيّر لما أوعد الله بكلماته أهل معاصيه]. راجع لباب التأويل في معاني التنزيل المعروف بـ (تفسير الخازن) آية [27] من سورة الكهف.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الآلوسي في تفسيره ما نصه:

[{لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ} لا يقدر أحد على تبديلها وتغييرها غيره, و أما هو سبحانه فقدرته شاملة لكل شيء يمحو ما يشاء ويثبت، و يعلم مما ذكر اندفاع ما قيل: إن التبديل واقع لقوله تعالى:{وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً }(النحل: 101)الآية.
و الظاهر عموم الكلمات الأخبار وغيرها، و من هنا قال الطبرسي: المعنى لا مُغيّر لما أخبر به تعالى و لا لما أمر و الكلام على حذف مضاف أي لا مُبدّل لحكم كلماته انتهى. لكن أنت تعلم أن الخبر لا يقبل التبديل أي النسخ فلا تتعلق به الإرادة حتى تتعلق به القدرة لئلا يلزم الكذب المستحيل عليه عز شأنه. و منهم من خص الكلمات بالأخبار لأن المقام للإخبارعن قصة أصحاب الكهف, و عليه لا يحتاج إلى تخصيص النكرة المنفية لما سمعت من حال الخبر. و قول الإمام: إن النسخ في الحقيقة ليس بتبديل لأن المنسوخ ثابت في وقته إلى وقت طريان الناسخ فالناسخ كالمُغاير فكيف يكون تبديلاً توهم لا يقتدى به.
و من الناس من خص الكلمات بمواعيده تعالى لعباده الموحدين, فكأنه قيل اتل ما أوحي إليك و لا تبال بالكفرة المعاندين, فإنه قد تضمن من وعد الموحدين ما تضمن و لا مُبدّل لذلك الوعد، و مآله اتل و لا تبال فإن الله تعالى ناصرك و ناصر أصحابك, و هو كما ترى و إن كان أشد مناسبة لما بعد]. راجع روح المعاني المعروف بـ (تفسير الآلوسي) تفسير آية [27] من سورة الكهف.

قال الشنقيطي في تفسيره ما نصه:

[{لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}, بيّن جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه لا مُبدّل لكلماته. أي لأن أخبارها صدق: و أحكامها عدل، فلا يقدر أحد أن يبدل صدقها كذباً. و لا أن يبدل عدلها جوراً, و هذا الذي ذكره هنا جاء مُبينّاً في مواضع أخر، كقوله تعالى:
{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
(الأنعام: 115), فقوله: " صدقاً " يعني في الإخبار. و قوله " عدلاً " أي في الأحكام. وكقوله:{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ}(الأنعام: 34)]. راجع أضواء البيان في تفسير القرآن المعروف بـ (تفسير الشنقيطي) تفسير آية [27] من سورة الكهف.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

2- على فرض صحة التأويل الأوّل, و هو أن المُراد من التبديل في الآية التغيير, فمن يقول بتحريف النقيصة يُسلّم بهذا و لا يجده مُعارضاً لمبناه و مذهبه, حيث أن القائل بالنقيصة يقول أن النقيصة لا تعني التبديل, إنما تعني الإسقاط, و التبديل شيء و الإسقاط شيء آخر.

فالآية عنده لا تدل على نفي النقيصة, إنما تدل (على فرض صحة التأويل) على نفي الزيادة و التغيير, أما نفي الإسقاط فلا تدل الآية عليه, فتدبّر!


الاستدلال بالآية الثانية, و هي [وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ] آية [155] من سورة الأنعام.

فالجواب:

1-هو أن يُقال في هذه الآية ما قيل في الآية السابقة من أن أهل التفسير اختلفوا في تأويل معنى التبديل على أقوالٍ عِدة, و بالتالي يجب على من يستدل بهذه الآية أن يُثبت أن المعنى الذي ذهب إليه هو المعنى الصحيح, حيث أنه إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.

قال أبو جعفر الطبري في تفسيره ما نصه:

[يقول تعالى ذكره: و كملت كلمة ربك، يعني القرآن. سماه كلمة كما تقول العرب للقصيدة من الشعر يقولها الشاعر: هذه كلمة فلان. {صِدْقاً وَعَدْلاً} يقول: كملت كلمة ربك من الصدق و العدل و الصدق و العدل نصبا على التفسير للكلمة، كما يقال: عندي عشرون درهماً. {لا مُبَدّلَ لِكَلَماتِهِ} يقول: لا مُغِّير لما أخبر في كتبه أنه كائن من وقوعه في حينه و أجله الذي أخبر الله أنه واقع فيه. و ذلك نظير قوله جلّ ثناؤه:
{يُرِيدُونَ أنْ يُبَدّلُوا كَلامَ اللّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذَلِكُمْ قالَ اللّهُ مِنْ قَبْلُ}
فكانت إرادتهم تبديل كلام الله مسألتهم نبيّ الله أن يتركهم يحضرون الحرب معه، و قولهم له و لمن معه من المؤمنين:{ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ}
بعد الخبر الذي كان الله أخبرهم تعالى ذكره في كتابه بقوله:
{فإنْ رَجَعَكَ اللّهُ إلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فاسْتأذَنُوكَ للْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا}
الآية، فحاولوا تبديل كلام الله و خبره بأنهم لن يخرجوا مع نبيّ الله في غزاة، و لن يقاتلوا معه عدوًّا بقولهم لهم: ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ فقال الله جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يريدون أن يبدّلوا بمسألتهم إياهم ذلك كلام الله و خبره {قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذَلِكُمْ قالَ اللّهُ مِنْ قَبْل}
فكذلك معنى قوله:{لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ} إنما هو: لا مُغيّر لما أخبر عنه من خبر أنه كائن فيبطل مجيئه و كونه و وقوعه، على ما أخبر جلّ ثناؤه لأنه لا يزيد المفترون في كتب الله و لا ينقصون منها, و ذلك أن اليهود والنصارى لا شكّ أنهم أهل كتب الله التي أنزلها على أنبيائه، و قد أخبر جلّ ثناؤه أنهم يحرّفون غير الذي أخبر أنه لا مُبدّل له]. راجع جامع البيان في تأويل آي القرآن المعروف بـ (تفسير الطبري) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الرازي في تفسيره ما نصه:

[قال أهل المعاني، الكلمة و الكلمات، معناهما ما جاء من وعد و وعيد و ثواب و عقاب، فلا تبديل فيه و لا تغيير]. راجع مفاتيح الغيب المعروف بـ (التفسير الكبير للرازي) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال القُرطبي في تفسيره ما نصه:

[{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} قراءة أهل الكوفة بالتوحيد، و الباقون بالجمع. قال ابن عباس: مواعيد ربك، فلا مُغيّر لها. و الكلمات ترجع إلى العبارات أو إلى المتعلقات من الوعد و الوعيد و غيرهما. قال قتادة: الكلمات هي القرآن لا مُبدّل له، لا يزيد فيه المفترون و لا ينقصون. {صِدْقاً وَعَدْلاً} أي فيما وعد و حكم، لا رادّ لقضائه و لا خُلْف في وعده. و حكى الرّمّاني عن قتادة: لا مُبدّل لها فيما حكم به، أي إنه و إن أمكنه التغيير و التبديل في الألفاظ كما غيّر أهل الكتاب التوراةَ و الإنجيل فإنه لا يعتدّ بذلك. و دلّت الآية على وجوب ٱتباع دلالات القرآن؛ لأنه حق لا يمكن تبديله بما يناقضه، لأنه من عند حكيم لا يخفى عليه شيء من الأمور كلها]. راجع الجامع لأحكام القرآن المعروف بـ (تفسير القُرطبي) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال ابن كثير في تفسيره ما نصه:

[{لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَـٰتِهِ} أي ليس أحد يُعقّب حكمه تعالى، لا في الدنيا، و لا في الآخرة]. راجع تفسير القرآن العظيم المعروف بـ (تفسير ابن كثير) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الشوكاني في تفسيره ما نصه:

[و المُراد بالكلمات العبارات أو مُتعلقاتها من الوعد و الوعيد, و المعنى: أن الله قد أتمّ وعده و وعيده، فظهر الحق و انطمس الباطل, و قيل: المراد بالكلمة أو الكلمات القرآن، و { صِدْقاً وَعَدْلاً } منتصبان على التمييز، أو الحال، على أنهما نعت مصدر محذوف، أي تمام صدق و عدل {لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ} لا خُلف فيها و لا مُغيّر لما حكم به]. راجع فيض القدير المعروف بـ (تفسير الشوكاني) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال السمرقندي في تفسيره ما نصه:

[{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ} يقول: وجب قول ربك بأنه ناصر محمد - صلى الله عليه وسلم – و أن عاقبة الأمر به { صِدْقاً وَعَدْلاً } يعني صدقاً فيما وعد الله له من النصرة (وعدلاً) فيما حكم به {لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ} يقول: لا مُغيّرٌ لوعده كقوله:{لَنَنصُرُ رُسُلَنَا}
(غافر: 51), و يقال: {لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ} يعني لا ينقض بعضها بعضاً و لا يشبه كلام البشر]. راجع بحر العلوم المعروف بـ (تفسير السمرقندي) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الماوردي في تفسيره ما نصه:

[{وَتَمَّتَ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} يعني القرآن، و في تمامه أربعة أوجه مُحتملة:

أحدها: تمام حُجَجِهِ و دلائله, و الثاني: تمام أحكامه و أوامره, و الثالث: تمام إنذاره بالوعد و الوعيد, و الرابع: تمام كلامه و استكمال صوره, و في قوله:{صِدْقاً وَعَدْلاً} وجهان:

أحدهما: صدقاً في وعده و وعهده، و عدلاً في أمره ونهيه، قاله ابن بحر.

و الثاني: صدقاً فيما حكاه، عدلاً فيما قضاه، و هو معنى قول قتادة]. راجع النُكت و العيون المعروف بـ (تفسير الماوردي) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال البغوي في تفسيره ما نصه:

[{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} ، قرأ أهل الكوفة و يعقوب { كلمة } على التوحيد، و قرأ الآخرون (كلمات) بالجمع، و أراد بالكلمات أمره و نهيه و وعده و وعيده، {صِدْقاً وَعَدْلاً} ، أي: صدقاً في الوعد و الوعيد، و عدلاً في الأمر و النهي، قال قتادة و مقاتل: صدقاً فيما وعد و عدلاً فيما حكم. {لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَـٰتِهِ} ، قال ابن عباس: لا رادّ لقضائه و لا مُغيّر لحكمه و لا خُلْف لوعده، {وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ} ، قيل: المُراد بالكلمات القرآن لا مُبدّل له، لا يزيد فيه المفترون و لا ينقصون]. راجع معالم التنزيل المعروف بـ (تفسير البغوي) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال ابن عطيّة الأندلسي في تفسيره ما نصه:

[{لا مُبدّل لكلماته } معناه في معانيها بأن يُبيّن أحد أن خبره بخلاف ما أخبر به أو يُبيّن أن أمره لا ينفذ، و المثال من هذا أن الله تعالى قال لنبيه (عليه السلام)
{فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج}
(التوبة:83) إلى الخالفين، فقال المنافقون بعد ذلك للنبي (عليه السلام) و للمؤمنين ذرونا نتبعكم فقال الله لنبيه:
{يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل}
(الفتح:15) أو في قوله {فقل لن تخرجوا معي أبداً}
(التوبة:83) لأن مُضمّنة الخبر بأن لا يُباح لهم خروج، و أما الألفاظ فقد بدلتها بنو إسرائيل و غيرتها، هذا مذهب جماعة من العلماء، و روي عن ابن عباس أنهم إنما بدلوا بالتأويل والأوّل أرجح]. راجع المُحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـ (تفسير ابن عطيّة الأندلسي) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال ابن الجوزي في تفسيره ما نصه:

[وفي المُراد بهذه الكلمات ثلاثة أقوال.

أحدها: أنها القرآن، قاله قتادة, والثاني: أقضيتُه و عِداته, و الثالث: وعده و وعيده، و ثوابه و عقابه, و في قوله:{صدقاً وعدلاً} قولان.

أحدهما: صدقاً فيما أخبر، و عدلاً فيما قضى و قدَّر, و الثاني: صدقاً فيما وعد و أوعد، وعدلاً فيما أمر و نهى, و في قوله:{ لا مبدِّل لكلماته} قولان. أحدهما: لا يقدر المُفترون على الزيادة فيها و النقصان منها, و الثاني: لا خُلف لمواعيده، و لا مُغيّر لحكمه]. زاد المسير في علم التفسير المعروف بـ (تفسير ابن الجوزي) تفسير آية [115] من سورة الأنعام.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

2- على فرض صحة تأويل الآية بأن المُراد من التبديل في الآية التغيير, فمن يقول بتحريف النقيصة يُسلّم بهذا و لا يجده مُعارضاً لمبناه و مذهبه, حيث أن القائل بالنقيصة يقول أن النقيصة لا تعني التبديل, إنما تعني الإسقاط, و التبديل شيء و الإسقاط شيء آخر.

فالآية عنده لا تدل على نفي النقيصة, إنما تدل (على فرض صحة التأويل) على نفي الزيادة و التغيير, أما نفي الإسقاط فلا تدل الآية عليه, فتدبّر!



الاستدلال بالآية الثالثة, و هي [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] آية [9] من سورة الحِجر.

فالجواب:

1- اختلف المُفسرون بتأويل كلمات هذه الآية, فاختلفوا بمعنى الذِكر, فمنهم من قال أن الذِكر هو القرآن, و منهم من قال أن المُراد بالذِكر هو النبي محمد (ص), و كذلك اختلفوا في تأويل معنى الحفظ بالآية, فمنهم من قال أن الحفظ هو الحفظ من الزيادة و النقصان و التغيير, و منهم من قال أنه محفوظ عند الله تبارك و تعالى, و منهم من قال أن الحفظ هو الحفظ في صدور الرجال, فدلالة الآية على نفي التحريف غير تامّة لوجود عِدة احتمالات في تفسيرها, و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.

قال أبو جعفر الطبري في تفسيره ما نصه:

[حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ و حدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا ورقاء؛ و حدثنـي الـحسن، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء؛ و حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: {وإنَّا لَهُ لـحَافِظُونَ} قال: عندنا.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:{إنَّا نَـحْنُ نَزَّلْنا الذّكْرَ و إنَّا لَهُ لـحَافِظُونَ} قال فـي آية أخرى:{لا يَأْتِـيهِ البـاطِلُ}, و البـاطل: إبلـيس،{مِنْ بـينِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَـلْفِهِ}, فأنزله الله ثم حفظه، فلا يستطيع إبلـيس أن يزيد فـيه بـاطلاً و لا ينتقص منه حقًّا، حفظه الله من ذلك

حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: {و إنَّا لَهُ لـحَافِظُونَ} قال: حفظه الله من أن يزيد فـيه الشيطان بـاطلاً أو ينقص منه حقًّا.

و قيل: الهاء فـي قوله:{و إنَّا لَهُ لـحَافِظُونَ} من ذكر مـحمد (صلى الله عليه وسلم), بـمعنى: و إنا لـمـحمد حافظون مـمن أراده بسوء من أعدائه]. راجع جامع البيان في تأويل آي القرآن المعروف بـ (تفسير الطبري) تفسير آية [9] من سورة الحِجر.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الزمخشري في تفسيره ما نصه:

[و قيل: الضمير في {لَهُ} لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كقوله تعالى {وَ ٱللَّهُ يَعْصِمُكَ}(المائدة: 67)]. راجع الكشاف المعروف بـ (تفسير الزمخشري) تفسير آية [9] من سورة الحِجر.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الرازي في تفسيره ما نصه:

[المسألة الثالثة: إذا قلنا الكناية عائدة إلى القرآن فاختلفوا في أنه تعالى كيف يحفظ القرآن قال بعضهم: حفظه بأن جعله معجزاً مُبايناً لكلام البشر فعجز الخلق عن الزيادة فيه و النقصان عنه, لأنهم لو زادوا فيه أو نقصوا عنه لتغير نظم القرآن فيظهر لكل العقلاء أن هذا ليس من القرآن فصار كونه معجزاً كإحاطة السور بالمدينة, لأنه يحصنها و يحفظها، و قال آخرون: إنه تعالى صانه و حفظه من أن يقدر أحد من الخلق على معارضته، و قال آخرون: أعجز الخلق عن إبطاله و إفساده بأن قيض جماعة يحفظونه و يدرسونه و يشهرونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاء التكليف، و قال آخرون: المراد بالحفظ هو أن أحداً لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا: هذا كذب و تغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان: أخطأت أيها الشيخ و صوابه كذا و كذا، فهذا هو المراد من قوله: {وَ إِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ}].راجع مفاتيح الغيب المعروف بـ ( التفسير الكبير للرازي) تفسير آية [9] من سورة الحِجر.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...1&LanguageId=1

قال السمرقندي في تفسيره ما نصه:

[}إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذّكْرَ} أي: القرآن {وَ إِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ} يعني القرآن: و يقال يعني محمداً - صلى الله عليه وسلم - من القتل, و قال قتادة: يعني القرآن يحفظه الله تعالى من أن يزيد فيه الشيطان باطلاً أو يبطل منه حقاً]. راجع بحر العلوم المعروف بـ (تفسير السمرقندي) تفسير آية [9] من سورة الحِجر.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

قال الماوردي في تفسيره ما نصه:

[{ وإنا له لحافظون } فيه قولان:

أحدهما: و إنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه، حكاه ابن جرير.

الثاني: و إنا للقرآن لحافظون.

وفي هذا الحفظ ثلاثة أوجه:

أحدها: حفظه حتى يجزى به يوم القيامة، قاله الحسن.

الثاني: حفظه من أن يزيد فيه الشيطان باطلاً، أو يزيل منه حقاً، قاله قتادة.

الثالث: إنا له لحافظون في قلوب من أردنا به خيراً، و ذاهبون به من قلوب من أردنا به شراً]. راجع النُكت و العيون المعروف بـ (تفسير الماوردي) تفسير آية [9] من سورة الحِجر.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1

2- إن صح تأويل الحفظ أنه حفظٌ للقرآن, فهذا لا يقدح بقول من يقول بالنقيصة, حيث يمكن حمل هذا الحفظ على الحفظ من الزيادة لا النقيصة بدلالة أخبار النقيصة, فجمعاً بين الآية و الأخبار الدالة على النقيصة يُمكن حمل الحفظ بالحفظ من الزيادة لا النقيصة, و بهذا نكون قد وفقنا و جمعنا بين الأدلة دون أن نُسقط أيٍ منها, فتأمّل و اغتنم!

تُتبع...







التوقيع :
إثبات الشئ لا ينفي ما عداه, و أحكام الأمثال فيما يجوز و ما لا يجوز واحد, و النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان , و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال
من مواضيعي في المنتدى
»» [هدية للمُتشدّقين بعلوم الحديث ضبط الصحابة
»» [ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف...دعوة للنقاش؟]
 
قديم 15-08-17, 09:31 PM   رقم المشاركة : 9
الخزرجي8
إثنا عشري






الخزرجي8 غير متصل

الخزرجي8 is on a distinguished road


خُلاصة الجوابات الخاصة:

1-إن الآيات المُستدَل بها لا تدل دلالة قطعيّة على نفي التحريف, و قد اختلف المُفسرون في معناها, و من يُرجح معنى على غيره من المعاني يجب أن يُقيم الدليل القطعي عليه, و إلا فالآيات ليست قطعيّة الدلالة على صيانة القرآن من التحريف.

2-أنه على فرض تماميّة الاستدلال نقول لا مانع من الجمع بين دلالة هذه الآيات و أخبار التحريف, بأن نقول أن الآيات تُشير إلى أن الحفظ و عدم التبديل إنما هو بالزيادة لا النقيصة, و بهذا نكون قد جمعنا بين الأدلة دون أن نُسقط أيٍ منها, و هذه الطريقة بالجمع مُقررة عند جماهير الأصولية, بل هي المُتعيّنة, فالأصل مُحاولة الجمع, و إن لم نتمكن من الجمع, فنقوم بالترجيح.


[تلخيص المُشاركات]:

1-إن الاستدلال بآيات من القرآن على نفي تحريف القرآن يستلزم الدور الباطل بالاتفاق, و هو قيام إثبات الشيء على نفسه, فإذا كان اللازم باطلاً, فالملزوم مثله, و هذا إشكال منهجي عام.

2-أن الاستدلال بالآيات قائمٌ على (حُجيّة الظهور), و حُجيّة الظهور تحتاج إلى دليل, و إن سلمنا بتماميّة حُجيّة الظهور, فهي حُجيّة ظنيّة لا قطعيّة, و هذا أيضاً إشكال منهجي عام.

3-إن الآيات المُستدَل بها ظنيّة الدلالة على نفي التحريف, و لا يُمكن الاستدلال بالظني على أصل من أصول الاعتقاد, فالمُفسرون اختلفوا في تفسير كثير من مُفردات الآيات, بالتالي من يُريد إثبات صحة رأي من هذه الآراء, فعليه أن يُقيم الدليل القطعي الحاسم.

4-إن الآيات على فرض تماميّة دلالتها على نفي التحريف, فيجوز تخصيص هذا التحريف بالتحريف بالزيادة لا النقيصة لإمكان الجمع بينها و بين أدلة التحريف بالنقيصة, و كما يُقال بالأصول الجمع أولى من الترجيح.

ذلك و الحمد لله رب العالمين...







التوقيع :
إثبات الشئ لا ينفي ما عداه, و أحكام الأمثال فيما يجوز و ما لا يجوز واحد, و النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان , و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال
من مواضيعي في المنتدى
»» [ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف...دعوة للنقاش؟]
»» [هدية للمُتشدّقين بعلوم الحديث ضبط الصحابة
 
قديم 15-08-17, 09:34 PM   رقم المشاركة : 10
الخزرجي8
إثنا عشري






الخزرجي8 غير متصل

الخزرجي8 is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muhamad sulaiman مشاهدة المشاركة
  

الزميل الرافضي/ الخزرجي8 - هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى.


الرابط أدناه:

به بعض الإشكالات حول أصل موضوعك نأمل منك استيفاء الرد عليها والنقاش حولها ليتسنى لنا الاتفاق على شروط المناظرة في أصل موضوعك هذا.

الرابط:
إشكالات على موضوع الزميل الرافضي/ الخزرجي8 (ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف)




تفضل مشكوراً أجب على ما سألناك أعلاه، مع مراعاة ترتيب الأسئلة، كما التزمنا معك بوضع الإشكالات على موضوعك وفق سياقه ولم نقفز على أي نقطة.

حتى إذا ما فرغنا من هذه الأسئلة أمكننا الاتفاق على شروط المناظرة حول أصل موضوعك.



ويراعى مبدئياً عند الرد التالي:

عند الاستشهاد بآيات الذكر الحكيم، تنسخ الآية كاملة مع ذكر اسم السورة ورقم الآية ثم يذكر الشاهد من الآية (ولا تكتب كتابة لتجنب الخطأ).

عند الاستشهاد بالأحاديث (من دين المسلمين أو دين الإمامية – على حد سواء) ينسخ المتن والإسناد كاملاً مع إبراز موضع الشاهد منه.

عزو أيا من: (الروايات، أقوال الأئمة) لمرجع وذكر رقم الجزء والصفحة لنتحقق من سلامة النقل وعدم التدليس



اسأل الله عز وجل أن يهدينا وإياك لما اختلف فيه وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ




بسم الله الرحمن الرحيم

أقول: يُمكنك طرح الإشكالات المُتعلقة بموضوع التحريف في هذا الموضوع, و الرجاء كُل الرجاء الاقتصار على طرح ما يتعلّق بموضوع البحث حالياً, و هو البحث عن أدلة نفي تحريف القرآن.

ذلك, و الحمد لله رب العالمين...






التوقيع :
إثبات الشئ لا ينفي ما عداه, و أحكام الأمثال فيما يجوز و ما لا يجوز واحد, و النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان , و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال
من مواضيعي في المنتدى
»» [ما الدليل على صيانة القرآن من التحريف...دعوة للنقاش؟]
»» [هدية للمُتشدّقين بعلوم الحديث ضبط الصحابة
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:15 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "