العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > كتب ووثائق منتدى الحوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-17, 03:33 PM   رقم المشاركة : 1
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


مواقيت الصلاة في المصادر المعتمدة عند أهل السنة والشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة
الحمد لله وكفى. والصلاة والسلام على نبينا المصطفى، وعباده الذين اصطفى..
وبعد.
فإن أعظم أركان الدين العملية على الإطلاق… الصلاة: من أقامها أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين لأنها عموده كما صح عن النبي محمد . وقد أمر الله تعالى بالمحافظة عليها فقال:
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) البقرة/238. وكذلك أمر رسوله .
ومن المحافظة على الصلاة المحافظة على إقامتها في أوقاتها. وذلك يستلزم معرفة هذه الأوقات.
وهذه رسالة علمية مختصرة جامعة في تعيين الأوقات الخمسة للصلوات الخمس من كتاب الله تعالى
وسنة نبيه .
وقد كتبتها معتمداً على المصادر الروائية السنية والشيعية على حد سواء، ليتبين بوضوح أن هذه المصادر فيها الكثير مما يمكن الاستناد إليه للاتفاق في مثل هذه الأمور العظيمة.

ولذلك فقد ضممت إليها فصلاً قيماً للسيد محمد اسكندر الياسري النجفي، كتبه معتمداً على المصادر الشيعية التي تروي عن أئمة أهل البيت. حتى يكون الجميع على بينة من أمرهم في هذا الأمر العظيم –الصلاة. والله وحده أسأل أن يجمع قلوبنا على الحق، وييسر لنا سبيل الوصول إليه. إنه سميع قريب.





المؤلف/ الدكتور طـه حامد الدليمي
كتب في 1995






من مواضيعي في المنتدى
»» بالأسماء / 1000سني معتقل تم تصفيتهم بعيداً عن القضاء
»» حقيقة الثورات العربية وتساؤلات الشعوب
»» فضيحة نهابية المقابر/ مقتدى ومعممون يستلمون التبرعات وهيئة الحشد تنفي تخويل استلامها
»» لمن لا يجرؤ على الاعتراف كلمات قبل الانتخابات 2018
»» كلمتنا في الذكرى العاشرة لحرق مساجد بغداد
 
قديم 25-04-17, 03:34 PM   رقم المشاركة : 2
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


تســاؤلات بين يدي الـرسالة

نشأت في بيئة يرفع الأذان من بعض مآذنها ثلاث مرات ومن البعض الآخر خمساً. فأتألم لهذا الاختلاف، وتتولد في نفسي تساؤلات عديدة:
أليست الصلوات خمساً؟
أليست كل صلاة مسماة باسم وقت من الأوقات؟
ألم تكن هذه الأوقات عند نزول القرآن معروفة ومحددة فلكل وقت حد معلوم يختلف عن الآخر؟ أم ان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم أطلقوا هذه الأسماء أسماء الأوقات دون تحديد؟ أو ان بعضها متداخل في البعض الآخر؟
فلماذا غايروا بين الأسماء إذا لم تكن مسمياتها متغايرة ومعلومة؟ لا سيما وأن الأذان والصلاة شعيرة ظاهرة تعبر عن مظهر عظيم للجماعة والائتلاف، فتفرقنا فيها يؤدي بنا إلى التمزق ولا بد. فهل من صلى خمس صلوات في خمسة أوقات متفرقات صلاته غير صحيحة؟
الجواب: كلا، صلاته صحيحة بالاتفاق. فيلزم من هذا أن جمع الصلوات ليس بواجب.

وإذن فهل يصح عقلاً أو شرعاً أن نتمسك بشيء غايته الإباحة والجواز لنلغي به شيئاً هو من أعظم الواجبات: الوحدة والائتلاف؟!
وهل يجوز أن نتلقى التفرق –وهو من أعظم المخاطر الاجتماعية والمحرمات الشرعية- ثمناً مقابل شيء هو في أعلى أحواله لا يتعدى حكمه الجواز؟!

إن الاقتصار على ثلاثة أوقات أقل ما فيه أنه يدع المسلم في شك من صحة أداء أعظم أعمال الدين مهما كانت درجة هذا الشك. أما تفريق الصلوات على أوقاتها الخمسة فإنه يقطع هذا الشك ويبعث في النفس الطمأنينة والارتياح.
ثم أسأل نفسي أسئلة أخرى:
كم مرة كان رسول الله يصلي يومياً؟
وكم مرة كان الأذان يرفع من مسجده الشريف؟
وكم مرة كان أمير المؤمنين علي يصلي،
ويرفع الأذان من مسجده في الكوفة، أو مآذن الدولة المترامية الأطراف التي كان يحكمها أو كان من قبله يحكمها إخوانه الخلفاء الراشدون ؟

ويأتي الجواب المتفق عليه دائماً: إنهم كانوا يصلون ويؤذنون خمس مرات في خمسة أوقات متفرقات. إلا أنهم كانوا يصلون في بعض الحالات كالسفر والمرض والقتال ويجعلونها ثلاثة.
فأقول: هل يكفي هذا مسوغاً لأقامتنا الصلوات الخمس في مساجدنا ثلاث مرات فقط هكذا دائماً ومن دون عذر؟ فالمساجد ثابتة لا تنتقل ولا تسافر، والناس الذين حولها مقيمون وليسوا في قتال، فعلام نفعل ما لم يفعله رسول الله ، بل ولا علي  ؟!!

كل الذي أسمعه جواباً آية واحدة هي قوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) الإسراء/78 على أساس أن الأوقات المذكورة فيها ثلاثة: دلوك الشمس، وغسق الليل والفجر، فهي إذن ثلاثة لا خمسة.
لأن فعل النبي –وهو خير من يفهم أمر الله وينفذه- لا يتطابق وهذا التفسير: فلو كانت الآية تحدد الأوقات بثلاثة فقط لما جعلها الرسول خمسة وقد بعث بالحنيفية السمحة والرفق والتيسير ورفع الحرج، وكان حريصاً على هذه المعاني.

إن فعل رسول الله حجة في تفسير وبيان مقصود القرآن: يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:44). ففعل رسول الله بيان لمقصود الله في القرآن.
ونحن مأمورون باتباعه كما قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31).
ولقد أمـرنا فقال : (صلـوا كمـا رأيتمونـي أصلي )1
فإذا أمر الله بأمر ونفذه رسوله على صورة معينة فإن هذه الصورة هي البيان والتفسير لذلك الأمر.
فلا يعقل إذن أن يكون مراد الله ومقصوده في الآية ثلاثة أوقات، ورسوله يفسرها بخمسة.
ثم شاء الله جل وعلا أن يهديني بفضله ويريح نفسي ويشفي صدري، وذلك بالقرآن نفسه: إذ وجدت فيه آيات كثيرة أخرى تبين بوضوح لمن وقف عليها مجتمعة مواقيت الصلوات، وأن هذه المواقيت لم يقصر الله تعالى بيانها على آية واحدة فقط . فلله الحمد.








من مواضيعي في المنتدى
»» مليونا حاج على عرفة وكل عام وأنتم بخير
»» محاور بالقرآن يؤمن بأن القرآن محرف وفارس الشمري يدافع عن التحريف
»» نهاية ساسة السنة بين التصفيق للحشد الشيعي واندثار الحرس الوطني
»» الأسرى الفلسطينيون في الكيان الصهيوني يُطلق سراحهم في بغداد
»» سيادتنا بالصور في مظاهرات السيادة بقيادة دولة المليشيات
 
قديم 25-04-17, 03:35 PM   رقم المشاركة : 3
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


الفصل الأول
آية الإسراء

(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً)
(الإسراء:78)

نقطة الانطلاق : القرآن هو المرجع

لا يختلف مسلمان في أن كلمة القرآن هي الفصل والفرقان في كل نزاع، وأن ما خالف القرآن فمردود.
فنرجع إلى القرآن من أول الطريق ونريح أنفسنا من عناء الخلاف والجدل.
والقرآن الكريم قد قال كلمته في تحديد أوقات الصلاة في آيات كثيرة، فالواجب علينا أن ننظر في هذه الآيات مجتمعة مع بعضها ونربط بينها وهو ما يسمى في الأصول: الجمع بين أطراف الأدلة وحينذاك سيتبين لنا المقصود بوضوح. إلا أن هذه القاعدة غائبة عن أذهان الكثيرين فيقتصر على آية واحدة من آيات المواقيت الكثيرة المبثوثة في القرآن ثم تفسر تفسيراً يخرجها عن معناها ويجعلها متناقضة مع مثيلاتها من الآيات التي تعزل عنها ولا تذكر معها، ما يسهل على السامع الساذج أو الذي لم يتَح له تدبر القرآن قبول ذلك التفسير بمعزل عن هذه الآيات. أما الأسلوب العلمي المنصف فيقتضي جمع الأدلة المتفرقة ذات الموضوع الواحد، وإلا وقعنا في فخ (اتباع المتشابه) فإن ذلك أسلوب من أساليبه.

المحكم والمتشابه :

قال تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ):
أي مرجعه عند الاختلاف لكونها لا يدخلها الاحتمال أو الاشتباه. (وَأُخَرُ مُتَشَابهَاتٌ): أي فيها اشتباه واحتمال لأكثر من وجه. فما اشتبه وكان محتملاً لأوجه عدة مختلفة فلا يجوز أن يتخذ مرجعاً للدلالة على أحد هذه الوجوه دون الرجوع به إلى المحكم الذي يحدد بالضبط أياً من الوجوه هو المقصود؟ ولهذا كان (أم الكتاب) –وإلا كان الفاعل لذلك من الذين قال الله فيهم: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) فمن اتبع المتشابه واحتج به في معزل عن المحكم فهو من أهل الزيغ لأن المتشابه – إذا عزل عن المحكم – لا يمكن تحديد المراد منه على وجه القطع واليقين إلا الله، وإلى هذا أشارت الآية حين عقبت على ذكر المتشابه بالقول: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ). أما من توقف عند ما تشابه منه حتى يفهمه في ضوء المحكم –وإلا وكل الأمر إلى الله- فهو من أهل الرسوخ الذين ذكرتهم الآية بالقول: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ) (آل عمران:7). فأهل
الزيغ يعكسون الأمر فيتوقفون عند المحكم يخفونه ولا يحتجون به لأنه لا حجة لهم فيه، وإنما حجتهم في المحتمل والمتشابه الذي يمكن أن يستغلوه ويؤولوه على مرادهم فتراهم دائمي اللهج به كثيري الذكر له.
وتفصيل هذا له موضوع آخر فنرجع إلى الآية الكريمة.

موضع الاشتباه في آية الإسراء :

إن موضع الاشتباه في (الآية) هو حرف الجر (إلى) فسروه بمعنى حرف العطف (الواو) مع اختلافهما لفظاً ومعنى:
فإن (إلى) حرف جر يفيد معرفة (الغاية) وانتهائها.
تقول: [داومت في الدائرة من اليوم الأول في الشهر (إلـى) اليوم الثلاثين]. فإن التعبير بـ(إلى) أفادنا أنك داومت أياماً عديدة لا يومين فقط .
أما إذا قلت: [داومت اليوم الأول (و) اليوم الثلاثين] فجئت بحرف العطف (الواو) بدل حرف الجر (إلى) فإن المعنى بهذا الحرف يقلب المعنى تماماً ويجعل عدد الأيام يومين فقط هما اليوم الأول واليوم الثلاثون. بينما عدد أيام الدوام في المثال الأول أكثر من اثنين، على أن العبارة لم تحدد عدد الأيام، وإنما حددت الوقت المستغرق للدوام ابتداءً وانتهاءً. أما عدد الأيام بين البداية (اليوم الأول) والنهاية (اليوم الثلاثين) فلا يمكن معرفته بالضبط إلا بالرجوع إلى نظام الدائرة الذي به يعرف الموظف أيام العمل وأيام الاستراحة وأيام العطل. فإن كان النظام يقضي بأن يكون الدوام بين يوم وآخر فإن عددها خمسة عشر. وإن كان الدوام يومياً عدا يوم الجمعة فإن عدد الأيام يكون حوالي ستة وعشرين يوماً... وهكذا.
وتقول: [الدوام في المدرسة الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الواحدة ظهراً] إن هذه العبارة لم تبين عدد الدروس بين الساعة الثامنة والساعة الواحدة، وإنما حددت الوقت الذي تستغرقه الدروس ابتداءً وانتهاءً. أما عدد الدروس فلابد من دليل آخر لمعرفته.
فاحفظ هذا، وأعد قراءة الآية من جديد على ضوء هذه الأمثلة منتبهاً إلى أن في تركيبها حرف الجر (إلى) وليس حرف العطف (الواو)، فإن الله تعالى يقول: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ) ولم يقل: (وغسق الليل). والفرق بين العبارتين، كالفرق بين قولك: (داومت اليوم الأول واليوم الثلاثين) وقولك: (داومت اليوم الأول إلى اليوم الثلاثين).
فلو قال الله: (أقم الصلاة لدلوك الشمس وغسق الليل) لكانت الإقامة في وقتين اثنين هما الدلوك والغسق –العشاء. لكنه جل وعلا قد قال: (إِلَى غَسقِ اللَّيْلِ). أي إن إقامة الصلاة تبدأ عند (دلوك الشمس وتستمر إلى غسق الليل): وهو شدة ظلمته عند صلاة العشاء. وما بين الدلوك إلى الغسق أربعة أوقات حسب نظام الصلاة في الإسلام الذي عرفناه من نصوص أخرى غير الآية.







من مواضيعي في المنتدى
»» المقاومة العراقية تكشف أسرارًا ووقائع لم تنشر من قبل عن اللحظات الأخيرة قبل سقوط بغدا
»» فساد حكم الشيعة وشهادات جامعية عليا حول زيارة الحسين من يصدق ؟
»» زيارة كيري والحل الأمريكي لإنقاذ حكم الصفويين في المنطقة
»» إحصائية لفطائس متطوعي الجهاد الكفائي أكثر من 13 ألف قتيل ومفقود
»» خلافة أبي بكر الصديق في القرآن الكريم
 
قديم 25-04-17, 03:35 PM   رقم المشاركة : 4
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


الآية حددت الوقت ولم تعين العدد

إن التركيب اللفظي للآية لا يدل على عدد الأوقات وإنما يحدد الوقت الكلي ابتداءاً وانتهاءاً. أما الذي عين عدد أوقات الصلوات ما بين الدلوك إلى الغسق وجعلها أربعة فنصوص أخرى من كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم). ولو افترضنا أن هذه النصوص كانت قد جعلت العدد أقل أو أكثر لكانت الآية شاملة ومحتملة في لفظها لكل ذلك.
فالآية تحتمل أن تكون الصلاة ما بين الوقتين كل ساعة مثلاً، أو كل ساعتين لو كانت النصوص الشرعية تأمر بذلك، ويبقى لفظ الآية: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ) صالحاً للدلالة على الأمرين من دون أشكال. لكنه لما دلت النصوص الشرعية على أن العدد أربعة قلنا به. ولو زادت أو نقصت زدنا أو نقصنا، والآية المذكورة تفيدنا في كل الأحوال.
وبقي الوقت الخامس والأخير وهو المعين بقوله: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً). وهنا -وهذا ما ينبغي الانتباه إليه- جاء التعبير بحرف العطف (الواو) وليس بحرف الجر (إلى).
فلماذا اختلف التعبير في الموضعين؟
إن التعبير بحرف العطف (الواو) يدل على أن الوقت المعطوف وقت واحد لا أكثر، وأنه لا صلاة مفروضة بين الغسق إلى الفجر لأنه لو قال: (إلى قرآن الفجر) لكان اللفظ دالاً على وجود صلوات مفروضة بين العشاء والفجر. لكنه لما لم يكن شيء من ذلك بين هذين الوقتين جاء بحرف العطف (الواو) فقال: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) ولم يقل: (إلى قرآن الفجر)، فتبين أن المتبقي صلاة واحدة عند الفجر فقط.
وهذا هو السر في أنه في المرة الأولى جاء بحرف الجر (إلى)، بينما في المرة الأخرى جاء بحرف العطف (الواو).
فالآية إذن لم تعين العدد، وإنما حددت الوقت الذي خلاله تقام الصلوات ابتداءاً وانتهاءاً. والفرق واضح بين تعيين العدد وتحديد الوقت. فتنبه!!

وقد ورد ما يوافق هذا في مصادر الإمامية المعتبرة عندهم: فقد روى القمي عن أبي جعفر (ع) قال: فيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن الله وبينهن ووقتهن. و(غسق الليل) انتصافه ثم قال: (وقرآن الفجر أن قرآن الفجر كان مشهودا) فهذه الخامسة، وقال في ذلك: (أقم الصلاة طرفي النهار) وطرفاه المغرب والغداة (وزلفاً من الليل) وهي صلاة العشاء الآخرة( ).
وإذن فمن احتج بالآية دليلاً على العدد وقال بمقتضاها: إن الأوقات ثلاثة فقد اشتبه عليه الأمر، وجانبه الصواب. فيبين له وجهة الشبهة ووجه الحق، فإن أصر فهو متبع للمتشابه. أولئك أهل الزيغ نجانا الله وإياك منهم. (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8).

( ) فقيه من لا يحضره الفقيه 1/125.

موعظة
أخي المسلم!
يا من يخاف مقام ربه! ويرتجف خشية من العرض عليه والوقوف للحساب بين يديه!

هل تدري أن لك موقفين اثنين تقفهما بين يدي الله؟! أحدهما في الدنيا والآخر في الآخرة. وأنه على قدر ثباتك في الموقف الأول يكون ثباتك في الموقف الثاني؟
أما الأول فوقوفك أمامه في الصلاة. وأما الآخر فوقوفك أمامه يوم القيامة للحساب!
فهل يصح ديناً أم يسوغ عقلاً أن يرجع المسلم الحريص على دينه الخائف من ربه في أعظم عمل يدخره ليوم لقائه إلى المتشابهات، ويعتمد على الظنون والاحتمالات، وقيل ويقال؟!
أليس الأولى به أن يتثبت أشد التثبت ليكون على بينة من أمره وحجة ظاهرة من عمله، وأن يتعرف على حقيقة دينه من خلال الأدلة الشرعية المحكمة الواضحة؟ فإنها جنة أو نار. وثمنها هو النفس. فكيف يخاطر عاقل بنفسه؟ ويقامر بدينه؟
وعلام هذه المخاطرة؟ ولمصلحة من هذه المقامرة؟ ووسائل الربح المضمونة المتفق عليها معلومة ميسرة!

فإن المسلم إذا صلى كل صلاة في وقتها فلا أحـد من المسلمين –كائناً من كان- يمكن أن يعترض عليه، أو يقول له: إن صلاتك باطلة أو فيها مخالفة شرعية. بل على العكس سيكون مرتاح البال مطمئن النفس على صحة صلاته.
لكنه لو صلاها في غير وقتها فلا سبيل له إلى الاطمئنان، وإنما سيظل في شك وعدم يقين. فماذا هو قائل لو مات على هذه الحال ثم تبين له بعد الموت ما هو عليه من غلط وضلال؟!
وعلام هذه المغامرة المحفوظة بالمخاطر؟!! والبديل – أداء كل صلاة في وقتها - سهل متفق عليه.







من مواضيعي في المنتدى
»» من سنة العراق إلى مجاهدينا والعالم الإسلامي/ تهنئة رمضانية
»» بعد فشل قوات التحالف/ أراجوز مجلس الأنبار يهدد: لا قتال بالنيابة عن بغداد والمحافظات
»» عندما أبكانا الشيعة في عاشوراء
»» تفجير الكرادة وقصف خيم الدورة هذا هو العيد برسم إيران
»» الشيخ منقذ جبر عضو المكتب السياسي للجيش الإسلامي / أهل السنة ومعركة الهوية
 
قديم 25-04-17, 03:36 PM   رقم المشاركة : 5
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


الآية دليل على الإفراد وليس على الجمع

ومع هذا فإن المتدبر للآية يجدها دالة على إفراد الصلوات كل صلاة في وقت، وليس فيها دلالة على الجمع.
فإن الله يقول: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) وغسق الليل شدته وظلمته. والغاسق: الليل المظلم. قال
تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) (الفلق:3)( ).
وهذا يعني أن الله أوجب على المسلم أن تكون نهاية إقامته للصلوات في كل يوم عند اشتداد ظلمة الليل (الغسق). أي إن آخر صلاة -وهي العشاء- يجب أن تؤدى عند الغسق لا قبله. والذي نراه واقعاً في مساجد الإمامية اختتام الصلوات بعد غروب الشمس قبل اشتداد الظلمة التي عندها يصح إطلاق اسم (الغاسق) على الليل! فيصلون صلاة المغرب والعشاء جمعاً في وقت واحد هو وقت المغرب قبل غياب الشفق الأحمر واشتداد الظلمة. وهذا مخالف لمنطوق الآية لأنها تقول: (أقم الصلاة ... إلى غسق الليل) ولا يصح لأنه مخالف لأمر الله.

( 2) انظر: مفردات القرآن للأصفهاني مادة: غسق.


خير من فسر القرآن رسول الله

يقول الله جل وعلا مخاطباً رسوله : (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) (النحل:44). ويقول: (وما أنزلنا إليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) (النحل64). وبيان النبي  يكون إما بقوله أو بفعله أو تقريره.
فلنأت إلى هذا الذي اختلفنا فيه لنسأل:
أليس رسول الله قد بينه؟ أم تركه ملتبساً دون بيان؟ بلى لقد بينه بقوله وكذلك بفعله وتقريره. وقول رسول الله وفعله وتقريره بيان لما نزل من القرآن.

والآن نسأل: كم عدد الأوقات التي كان رسول اللهيؤدي فيها الصلوات المفروضة؟
إن كانت ثلاثة فالأمر محسوم على أن الأوقات ثلاثة. ولكن إذا كان المتفق عليه أن رسول الله كان يصلي خمس صلوات في خمسة أوقات متفرقات، أو ليس هذا كافياً في إنهاء الخلاف وحسم الأمر؟ لأن رسول الله خير من فهم خطاب الرب وفسره وعمل به.

النبي صلى في خمسة أوقات متفرقات:

من المجمع عليه بين جميع المسلمين أن النبي كان يصلي الصلوات الخمس في خمسة أوقات، وأن الأذان كان يرفع من مسجده خمس مرات لا ثلاثاً، ولم يكن يصلي ثلاث مرات إلا في حالات استثنائية كالسفر والمرض والمطر والبرد الشديد، أو تشريعاً لأمته عند الحرج. أما القاعدة العامة والقانون المطرد في صلاته وأذانه فخمس مرات. وهذا بيان عملي وتفسير تطبيقي في غاية الوضوح والاتفاق لما ورد في القرآن من آيات بهذا الخصوص.
وظننا في كل مسلم معظم لرسوله ومتبوعه أن يكون هذا البيان منه كافياً له في الفصل في هذا النزاع.
فلنُقم الصلاة إذن خمس مرات في مساجدنا في الأحوال العادية. ولا بأس بأن تكون ثلاثاً في الحالات الاستثنائية.
أليس هذا هو المنطقي والمنسجم مع المعقول والمنقول؟
وعلى هذا سار الخلفاء الراشدون (رضي الله عنهم) ومنهم سيدنا علي فقد كان يصلي خمس مرات في خمسة أوقات متفرقات. ولا يعرف عنه أنه كان يرفع له الآذان من مسجد الكوفة أو غيره في زمانه ثلاث مرات قط . وكذلك فعل المسلمون من بعده في مشارق الأرض ومغاربها.







من مواضيعي في المنتدى
»» خطير/ بقع مشعة في البصرة ومراقد نهب المال بإسم العترة
»» ماذا يجري لسنة العراق هذا الأسبوع ؟ والأمن يتهيأ لتأمين زيارة عيد الغدير
»» المصالحة والتسوية تتوج بإغتيال الشيخ عبد السلام الحديثي
»» من أسرار الدين الإمامي / الأئمة تنسخ الدين قرآن وسنة
»» بعد رفض العرب للاجئين، الهجرة غير الشرعية طريق آخر لموت سنة العراق
 
قديم 25-04-17, 03:37 PM   رقم المشاركة : 6
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


الإفراد أفضل بالاتفاق

لو سألت أي عالم من علماء الشيعة يجيز جمع الصلوات: أيهما أفضل: الجمع؟ أم الإفراد وأداء كل صلاة في وقتها؟
لأجاب: الإفراد أفضل، والجمع لا يتعدى كونه جائزاً. فهو ليس بواجب.

وعلى هذا الأساس فمن أراد أن يفعل الأفضل ويفوز بالأجر الأعظم أين يذهب؟ والمساجد لا تؤذن ولا تفتح إلا في الأوقات الثلاثة: الفجر والظهر والمغرب. فلماذا لا نرفع الآذان منها خمس مرات؟ حتى نتيح لمن يرغب في فعل الأفضل أن يصلي الصلاة في وقتها. ومن أراد الجمع فذلك شأنه إذ يمكنه أن يصلي ثلاث مرات من دون حرج عليه فلماذا لا نفعل هذا؟ ونصر على فعل المفضول، ونحرم من أراد الأفضل من الحصول على الفضيلة ولا نمكنه منها؟!

فعل المباح إذا أدى الوقوع في الحرام حرام:
من المعلوم شرعاً أن فعل المستحب (الذي هو أعلى درجة من المباح) لا يجوز إذا لزم منه فوات الواجب وإلا وقعنا في الحرام. كالذي يتضيق عليه وقت العصر فإذا صلى النافلة غابت الشمس قبل أداء الفريضة، أو يتضيق عليه وقت الصبح فإذا صلى النافلة طلعت الشمس.
فالنافلة في أصلها مستحبة إلا أنها في هذه الحالة تنقلب إلى حراماً. كذلك المباح إذا فوت علينا واجباً أدخلنا في حرام، ففعله حرام. بل الأمر أشد. هل يصح عقلاً أن تربح مائة دينار لتخسر ألفاً؟!

وهكذا جمع الصلوات فإنه في أحسن أحواله جائز (أو مباح) إلا أنه أكبر مظهر للفرقة وتمزيق المجتمع إلى طوائف كل طائفة لها صلاتها ومساجدها وآذانها، وهذا من أكبر الحرام. فكيف يصح هذا مع هذا؟ ومن يتحمل إثم هذا العمل؟!







من مواضيعي في المنتدى
»» قصيدة فكر وقوة لأمة التيه للشاعر عبد الله الدليمي
»» عصابة لخطف سنة ديالى في كردستان يرأسها ضابط شيعي تميمي
»» حملة سنيتنا تجمعنا / تصاميم مأساة سنة العراق
»» بعد هولوكوست أهل السنة/ قوانين تمهيدية لإلغاء الحدود مع إيران
»» خوفاً من دولة السنة / الشيعة تطالب بتطبيق بنود الفدرالية
 
قديم 25-04-17, 03:38 PM   رقم المشاركة : 7
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


الفصل الثاني
الأوقات الخمسة في القرآن الكريم

يقول تعالى:
(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء:103).
أي مكتوباً محدد الأوقات. بمعنى أن لكل صلاة وقتاً محدداً مفروضاً وقتت به وسميت باسمه: فوقت الفجر غير الظهر، والظهر غير العصر، وكذلك المغرب غير العشاء.
تقول لصاحبك: ائتني عصراً. فيأتيك وقت العصر المتعارف عليه دون شعور منه ولا أن يخطر بباله أن المقصود هو عند صلاة الظهر أو بعدها بعشر دقائق – كما يقال من دون دليل من شرع أو عقل أو عرف - كذلك لو قلت له: تعال وقت العشاء، فإنه لن يأتيك عند غروب الشمس، وإنما بعد اشتداد الظلمة وغياب الشفق. وإن شئت فجرب.
والله تعالى سمى صلواته بأسماء هذه الأوقات. وأمر بأدائها في أوقاتها المسماة بها. وذلك عند الاطمئنان وعدم الحرج بقتال أو سفر أو مطر أو مرض أو ما شابه فقال: (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أي أدوها في أوقاتها بأركانها وشروطها وحدودها (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً).
لقد جاءت هذه الآية في سياق كلام عن أداء الصلاة في الأحوال الطارئة المختلفة كالضرب في الأرض لأي سبب كالهجرة والسفر وطلب الرزق، أو عند حالة المرض أو حالة الخوف في ساحة القتال. ولا شك أن الجمع في هذه الأحوال مطلوب. وذكر الله ضمنها الأذى بالمطر أو المرض ثم ختمها بقوله: (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ…) الآية.
فقال تعالى في كـل ذلك: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً * وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً * فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَااطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء:100-103).

وهذا يشبه قوله تعالى في سورة البقرة (238،239): (حَافِظُوا عَلَىالصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً...) [هذا في حال الخوف. وهو كقوله في سورة النساء: (إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ)] (... فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) [وهذا في حال الأمن والاطمئنان. وهو كقوله تعالى في ما يقابله في سورة النساء: (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)]
أي إذا ذهب الظرف الاستثنائي فارجعوا إلى الأصل الذي يقول الله فيه: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ). ويقول: (فَإِذَا اطمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً). فمن جعلها ثلاثة في غير هذه الأحوال الطارئة المذكورة وما يلحق بها فهو ليس ممن حافظ على الصلوات وأقامها في أوقاتها.

جاء في كتاب نهج البلاغة عن علي بن أبي طالب (رض) من عهده إلى محمد بن أبي بكر حين قلده مصر: (صل الصلاة لوقتها الموقت لها. ولا تعجل وقتها لفراغ، ولا تؤخرها عن وقتها لاشتغال واعلم أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك)( 3).

(3 ) نهج البلاغة بشرح محمد عبدة 3/29







من مواضيعي في المنتدى
»» استفسار أرجو الجواب / كيف تعرف أن من تقلده هو الأعلم ؟
»» الهميم وجوقة التشيع في احتفالية الثورة الخمينية وتغاضي المواقع الرسمية لماذا؟
»» سيلفي حرق معتقلي جرف الصخر هدية للقمة العربية
»» تمدين الجيش.. وتمدين المجتمع
»» التقية وتكذيب علماء الشيعة للنبي ولا حرج!
 
قديم 25-04-17, 03:38 PM   رقم المشاركة : 8
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


أسماء الصلاة في القرآن
يعبر الله تعالى عن الصلاة بعدة ألفاظ ويسميها بأكثر من اسم:
- فمرة يسميها (قرآنا) لتضمنها قراءة القرآن كما في قوله تعالى: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً)(الإسراء:78) أي صلاة الفجر.
- ومرة يسميها (إيمانا) لأنها أعظم أعمال الإيمان كما رد الله على اليهود قولهم ببطلان صلاة المسلمين التي صلوها إلى بيت المقدس قبل نسخ التوجه منها إلى الكعبة فقال: (وَمَاجَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) (البقرة:143)
أي صلاتكم.
- ومرة يسميها(ذكرا) لأنها أعظم الذكر كما في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) (الجمعة:9)

أي إلى الصلاة.
- ومرة يسميها (تسبيحا) لتكرار التسبيح وكثرته فيها كما في قوله: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ) (النور:36) أي يصلي له فيها إذ لا يعقل أن المقصود بالتسبيح هنا أن يأتي المسلم إلى المسجد في أوقات الصلاة ليقول: (سبحان الله) ثم يخرج فإن المساجد إنما وضعت ليصلى فيها ولذلك قال بعدها: (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ) (النور:37). وقد قال بعدها وهو يذكر تسبيح المخلوقات كلهاوصلاتها: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (النور:41).
وهذا ما صرح به الكليني في روايته عن أبي عبد الله (ع) قال: (إذا زالت الشمس دخل وقت الظهر إلا أن بين يديها سبحة وذلك إليك إن شئت طولت وإن شئت قصرت)( 4).
- ومرة يسميها (دعـاء) لأن الصلاة دعاء كما في قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) (الكهف:28). وهكذا تتنوع صيغ التعبير الإلهي عن الصلاة.

( 4) فروع الكافي 3/276


وقت صلاة العصر
وفيه آيات كثيرة منها:
* (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238).
الوسط لغةً: ما له طرفان متساويان. والأرقام من واحد إلى خمسة (1-2-3-4-5) يتوسطها الرقم (ثلاثة)، وصلاة العصر من بين الصلوات الخمس هي الصلاة التي رقمها (ثلاثة) من حيث الترتيب، وتقع بين الطرفين المتساويين: الطرف الأول صلاة الصبح وصلاة الظهر، والطرف الثاني صلاة المغرب وصلاة العشاء. كأصابع اليد الواحدة: الإصبع الوسطى فيها هي التي تحمل الرقم (ثلاثة) وتقع بين الطرفين المتساويين: الخنصر والبنصر من جهة، والسبابة والإبهام من جهة أخرى.

صلاة الصبح والظهر ــــ صلاة العصر ــــ صلاة المغرب والعشاء.

هذا التفسير هو الراجح لما قدمنا. ولوجود أحاديث صحيحة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وبذلك وردت في مصادر الإمامية روايات عديدة عن أهل البيت . فهو أقوى التفاسير:
روى البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يوم الأحزاب: (ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة حتى غابت الشمس).
ورواه مسلم وأحمد وأبو داود بلفظ : (شغلونا عـن
الصلاة الوسطى صلاة العصر).
وعن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: حبس المشركون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس واصفرت فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وبيوتهم نارا) رواه أحمد ومسلم وابن ماجة.
وقد روى ابن بابويه القمي عن أبي جعفر (ع) قال: في بعض القراءة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (صلاة العصر) وقوموا لله قانتين (في صلاة العصر) 5.
وروى القمي عن الحسن بن علي (ع) أنه قال: وأما صلاة العصر فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل
وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات( 6).
وهذا يدل على أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر لا غيرها.

5 فقيه من لا يحضره الفقيه 1/125، ورواه الكليني أيضاً في فروع الكافي 3/271.
6 فقيه من لا يحضره الفقيه 1/137.

العصر مقترنة مع صلاة الفجر:
يقول تعالى:
* (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ) (النور:36،37).
الآصال: جمع أصيل وهو وقت العصر إلى المغرب( 7).
ومن المعلوم أن الأصيل لا يدخل وقته إلا بعد الظهر بساعات فمن صلى العصر عند الظهر فليس ممن يذكر الله ويسبحه ويقيم الصلاة بالغدو والآصال كما أمر الله.
ولقد ذكر هذان الوقتان مقترنين في عدة مواضع من الكتاب منها:
* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الأحزاب:41،42) فمن لم يصل الصلاة وقت الأصيل فليس ممن امتثل أمر الله فذكره ذكرا كثيرا، وهذه صفة المنافقين الذين قال الله عنهم: (إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ
قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلاً) (النساء:142).
(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الانسان:25).
* (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ) (الرعد:15).

فلا يليق بك أيها الإنسان المسـلم أن تتخلف عن جميع الخلق في هـذا
الوقت المبارك -وقت الأصيل فلا تسجد لربك كما يسجدون!

( 7) مختار الصحاح للرازي.







من مواضيعي في المنتدى
»» خالد الملة يثني على السيستاني وموقعهم يروج خرافة ظهور دم الحسين!
»» عاجل لأصحاب الفيسبوك / طريقة العمل الجماعي للتصدي للخطر الشرقي
»» بالصور جنود الخميني أمس قادة الحكومة العراقية اليوم
»» نحن لا نملك عيوناً لمن لا يرى في وضح النهار/ هام
»» فضيحة صفقة استيراد الكلاب البوليسية وطرق نهب الميزانية
 
قديم 25-04-17, 03:39 PM   رقم المشاركة : 9
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


وقبل الغروب :

ذكر لله تعالى وقت العصر في مواضع أخرى من القرآن محدداً تحديداً دقيقاً بأنه: (قبل الغروب)، وليس عند الظهر أو بعده بعشر دقائق. من ذلك قوله:
* (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) (قّ:39) ولا شك أن هذين الوقتين: (قبل طلوع الشمس) و(قبل الغروب) هما وقت صلاة الصبح، وصلاة العصر.
* (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) (طـه:130). فأين صلاة ما (قبل الغروب) ممن يصلي العصر وقت الظهر؟‍ وهل يمكن أن نطلق لفظ (قبل الغروب) على وقت الظهر؟
أو نقول عن هذا الوقت: إنه المقصود بقوله: (قبل الغروب)؟‍‍‍‍‍‍

تخصيص وقتي العصر والفجر بالقسم:

لقد أفرد الله جل ذكره هذين الوقتين دون بقية الأوقات الخمسة بالقسم في كتابه الكريم! وما ذاك إلا لعظمهما وتميزهما: فهما الوقتان اللذان يجتمع فيهما ملائكة الليل وملائكة النهار، ولا يجتمعون في غيرهما كما ثبت ذلك عن النبي (ص). ومن تعظيمهما إقامة الصلاة فيهما. فكيف نحافظ على وقت الظهر ولا نحافظ على وقت العصر؟ الذي أقسم الله به فقال: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر:1،2). وسمى سورة من القرآن باسمه، هي سورة (العصر). كما أقسم بالوقت الآخر فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (الفجر:1،2) وسمى سورة باسمه، هي سورة (الفجر).
فلماذا يؤكد الله على وقت العصر كل هذا التأكيد ونحن نفرط به هذا التفريط ؟!‍
لماذا نتصيد الرخص ونترصد الأعذار وإن كانت أوهاما وشبهات؟‍

وقت (العشي): العصر
ويسمي الله وقت (العصر) باسم آخر هو (العشي) ويقرن بينه وبين الفجر أيضاً. يذكر ذلك في مقام التنويه بذكر الذين يدعون ربهم في هذين الوقتين المعظمين مع أمره رسوله (صلى الله عليه وسلم) بإكرامهم وعدم الإساءة إليهم كما في قوله:
* (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(الكهف:28).
* (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(الأنعام:52).

الله تعالى يأمر الأنبياء بصلاة (الصبح) و(العصر)
* قال تعالى مخاطباً نبيه زكريا (عليه السلام): (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) (آل عمران:41).
* وخاطب نبيه موسى (عليه السلام) قائلاً:
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ) (غافر:55).
وفي هذا دليل على خصوصية هذين الوقتين، وحث على المحافظة على الصلاة فيهما.

القرآن يبين ما المقصود بالعشي:

قد يخالط على البعض فلا يعرف المقصود بوقت العشي، أو يظن أنه العشاء. ولكنه لو رجع إلى القرآن -وخير من يفسر القرآن
هو القرآن نفسه - لوجده يحدده بدقة على أنه وقت العصر:
يقول (جل وعلا) مخبراً عن نبيه سليمان (عليه السلام):
* (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ) (ص:30،31).
ولا يصح أن يكون المقصود بـ(العشي) غير العصر
إذ الخيل (الصافنات الجياد) لا تعرض عند الظهر ولا بعد غياب الشمس، وإنما عند العصر الذي هو أنسب الأوقات ما بين الظهر إلى مغيب الشمس لاستعراض الخيل وإركاضها، ولذلك قال تعالى بعدها: (فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) (ص:32). أي حتى توارت الشمس بحجاب المغيب. فالعرض استمر من العصر حتى غروب الشمس.
وفي هذا يروي ابن بابويه القمي عن جعفر الصادق (ع) قال: إن سليمان بن داود (عليه السلام) عرض عليه ذات يوم بالعشي الخيل فاشتغل بالنظر إليها حتى توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة: ردوا الشمس علي حتى أصلي صلاتي في وقتها( 8).
ويقول سبحانه في موضع آخر:
* (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) (الروم:17،18).
(حين تمسون): (المغرب والعشاء)، و(حين تصبحون) الصبح، و(حين تظهرون) الظهر. ولم يبق إلا وقت العصر فعبر الله عنه بقوله: (وعشياً). فيكون مراد الله تعالى بـ(العشي) حين يذكره في كتابه موقتاً به الصلاة هو وقت العصر.

( 8) فقيه من لا يحضره الفقيه 1/129.







من مواضيعي في المنتدى
»» عودة الاعتقالات قبل مواسم الزيارة 2018
»» بيان مجموعة من العلماء في حكم الفدرالية/ هام جداً
»» سرقات نجل رئيس الوزراء (احمد نوري المالكي) لآثار الموصل ومافيات السياحة
»» كي لا ننسى على هامش الوثائق السرية الأمريكية على موقع ويكيليكس / 2
»» بدعة التربة الحسينية إشكالاتها ومخالفاتها للسنة النبوية
 
قديم 25-04-17, 03:40 PM   رقم المشاركة : 10
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


وقت صلاة العشاء

وقت صلاة العشاء الذي حدده الله تعالى في كتابه هو بعد غياب الشفق الأحمر وحلول ظلمة الليل، وليس بعد أداء صلاة المغرب.
وفي ذلك يقول جل وعلاأَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ) (الإسراء:7). وغسق الليل: اشتداد ظلمته. فإن أصل الغسق لغة: السيلان: يقال: غسقت العين: أي سال دمعها، ومنه قوله تعالى: (هذا فليذوقوه حميم وغساق) (ص:57) ومعنى غساق: صديد يسيل من أجساد أهل النار. تقول العرب: غَسَقَ الجرحُ: إذا سال منه الماء.
فكأن الظلمة تنصب على العالم وتسيل عليه وقت الغسق. ومنه قوله تعالى: (ومن شرِّ غاسقٍ إذا وقب) (الفلق:3)
أي الليل إذا اعتكر ظلامه ودخل في كل شيء، فيكون أنسب الأوقات لحدوث الشر لصعوبة الاحتزاز منه فيه.
فلا يكون الليل غاسقاً إلا بعد غياب الشفق وذهاب حمرته. فـ(غسق الليل) إذن لا يدخل إلا بعد غياب الشفق الأمر، لا قبله. فمن أقام صلاة العشاء قبل ذلك لم يكن ممن أقامها (... إلى غسق الليل) كما أمر الرب جل وعلا.
وفي هذا يروى الكليني عن أبي عبد الله (ع) قال: وقت العشاء حين يغيب الشفق إلى ثلث الليل( 9).
ويروي أيضاً عن أبي عبد الله (ع) وقد سأله سائل: متى تجب العتمة؟ قال: إذا غاب الشفق والشفق الحمرة .
ويروي كذلك عن أبي جعفر (ع) عن رسول الله (ص) أنه قال: لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء إلى ثلث الليل – وفي رواية- إلى نصف الليل .
ويروي الشريف الرضي عن أمير المؤمنين علي (ع) من كتاب له إلى أمراء البلاد... (وصل بهم العشاء حين يتوارى الشفق إلى ثلث الليل) .

( 9) فروع الكافي 3/279
المصدر نفسه 3/281.
2 أيضاً.
3 نهج البلاغة 3/83.


آية الاستئذان
ومن الآيات التي حددت وقت العشاء قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ
يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النور:58).
والعلة في تخصيص هذه الأوقات الثلاثة بالذكر في موضوع الاستئذان لكون هذه الأوقات هي التي تغلب فيها الخلوة بالأهل والتخفف من الثياب. فجاء توجيه الرب للعبيد والأطفال الذين كثيراً ما يحتاجون إلى الدخول والخروج فيكون الاستئذان المتكرر كلما دخلوا وخرجوا محرجاً فسمح لهم بترك الاستئذان إلا في هذه الأوقات الثلاثة خشية الإطلاع على ما لا ينبغي لهم الاطلاع عليه.
ولا شك أنه ليس من عادة المسلم الخلوة بالأهل أو التجرد والإيواء إلى الفراش بعد غياب الشمس، وإنما يكون ذلك بعد حلول الظلام ومرور وقت أقلُّه يمكـن
تحديده بغياب الشفق الأحمر، وهذا على أقل تقدير. وأما قبله فلا يعرف لأحد عادة للنوم فيه.
وهذا معناه أن صلاة العشاء إنما يحين وقتها بعد اشتداد الظلمة وغياب الحمرة لأنه الوقت الذي يمكن أن يتوقع بعده أن يكون الناس أو الأهل في خلوتهم وفراشهم، فالناس لا ينامون بعد غياب الشمس مباشرة. فلو كانت صلاة العشاء وقتها بعد الغياب لما وقّت الله الاستئذان بعدها لأنه وقت لا ينام الناس فيه ولا يضعون ثيابهم فلا داعي للاستئذان فيه لمثل أولئك الذين ذكرتهم الآية. إذن قوله تعالى عن الاستئذان: (من بعد صلاة العشاء) تحديد لوقت صلاة العشاء وأنه على الأقل- بعد غياب الشفق واشتداد ظلمة الليل.
وهو يعني أيضاً أن كون (صلاة العشاء) إنما يحين وقتها بعد اشتداد الظلام أمر متعارف عليه قبل نزولها بحيث صلح أن يكون أصلاً يوقت عليه، وهذا لا يمكن إلا بعد كونه كذلك.

وزلفاً من الليل:
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: (أقمِ الصلاةَ طرفَي النهار وزُلفاً مِنَ الليْلِ) (هود:114). على ما رواه ابن بابويه القمي
عن زرارة بن أعين: قلت لأبي جعفر (ع): أخبرني عما فرض الله تعالى من الصلوات؟ قال خمس صلوات في الليل والنهار. قلت: هل سماهن الله وبينهن في كتابه؟ فقال: نعم. قال الله عز وجل لنبيه (ص): (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) ودلوكها زوالها. ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن الله وبينهن ووقتهن. وغسق الليل انتصافه. ثم قال: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) فهذه الخامسة. وقال في ذلك: (أقم الصلاة طرفي النهار) وطرفاه المغرب والغداة. (وزلفا من الليل) وهي صلاة العشاء الآخرة( 13).


( ) فقيه من لا يحضره الفقيه 1/25







من مواضيعي في المنتدى
»» عاجل مطلوب من الإمامية / تواريخ
»» إحالة ملف محافظ الأنبار إلى القضاء بتهم فساد فور تجديد النية لإعلان الأقليم
»» فاجعة غرق عبارة الجزيرة السياحية وتملص الهيئات الحكومية
»» من أسرار الدين الإمامي / الأئمة تنسخ الدين قرآن وسنة
»» الكتاب الوحيد الخالي من التشيع :حديث تزويج أبي سفيان رضي الله عنه ابنته
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:02 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "