العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-16, 11:42 PM   رقم المشاركة : 1
نجلاء الاحساء
عضو ذهبي








نجلاء الاحساء غير متصل

نجلاء الاحساء is on a distinguished road


مهرجان جروزني بين المؤتمر والمؤامرة

http://www.mohamadalsaidi.com/?p=5290#.V8NIW1srJdh



يوم الخميس ٢٢/ ١١/ ١٤٣٧هـ في العاصمة الشيشانية جروزني مؤتمر :من هم أهل السنة؟، والذي يهدف كما كتب بعض من شاركوا فيه إلى جمع كلمة أهل السنة والجماعة ، وتوحيدِها في مواجهة الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي .
والحقيقة :أن المؤشرات عديدة ومتضافرة على أن الهدف من هذا المؤتمر عكس ذلك ، بل هو مؤتمر تآمري على العالم الإسلامي وعلى المملكة العربية السعودية بشكل خاص ، يقع ضمن العديد من التحركات الغربية لقتل كل مظاهر يقظة الشعوب الإسلامية إلى حقيقة دينها ، وإعادة العقل المسلم إلى حضيرة الخرافة وتسلط الأولياء [المزعومين] وسدنة القبور وعقيدة الجبر على حياة الناس وعباداتهم . وفي هذا المقال سوف أشير إلى هذه المؤشرات ، أما الجواب عن سؤال المؤتمر الذي دُعِي من أجل الإجابة عنه عشرات العلماء من مختلف دول العالم الإسلامي ، فإن كتاب الله وسنة رسوله ﷺ قد بينا هذا الأمر بما هو أشد وضوحاً من الشمس في رائعة النهار ، ولو سَلِمَت القلوبُ من الأهواء ، واستسلمت للوحيين لوجدوا فيهما ما يغني عن كل هذه الضوضاء ، وصدق الله (ما فرطنا في الكتاب من شيء).
من المؤشرات على فقدان هذا المؤتمر للنزاهة ، أو إرادة تحقيق ما أعلنوا عنه من أهداف : عدمُ دعوةِ أيٍ من المؤسسات العلمية الشرعية في المملكة العربية السعودية للمشاركة في هذا المؤتمر ، الأمر الذي يُنبئ بطريقة غير مباشرة : بأن من أهداف المؤتمر الحقيقية عزل السلفية عن أهل السنة ، أو بمعنى أصرح وأوضح إخراج السلفية من دائرة أهل السنة والجماعة ، وهو مَطلَبُ سعت إليه الدعاية الصفوية التي طالما ردَّدَت :أنها ليس لها موقف من أهل السُّنَّة والجماعة وإنما خلافها مع السلفية التي تُسَمِّيها الدعاية المعادية لمنهج السلف: [الوهابية] وما ذلك إلا سعياً وراء عزل السلفية عن أهل السنة ، وللأسف فإن ما فشلت فيه إيران يُحاول أن ينجح فيه الآن عشرات من أبناء الفرق المنتسبة إلى أهل السنة الذين جاء البيان المنسوب إليهم في المؤتمر والمتداول في مواقع التواصل بحصر أهل السنة في العقيدة بأتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي صريحاً في استبعاد أتباع السلف رضي الله عنهم من دائرة أهل السنة والجماعة .
ولذلك فإن منظمي المؤتمر لم يَدْعُو من علماء السعودية إلا نفراً يسيراً من طلبة العلم الذين عُرِفوا بنقدهم للمنهج السلفي الذي بُنِيَت عليه الدولة السعودية ، أو ممن لهم انتماءات صوفية أو أشعرية ، أما علماء ودعاة المنهج السلفي في السعودية فحسب علمي لم تُوَجَه الدعوة لأحد منهم .
وكذلك لم أر حاضراً في المؤتمر أي من السلفيين المصريين بمختلف توجهاتهم ، ولا السلفيين في بلاد المغرب العربي ، ولا السلفيين في اليمن ولا السلفيين من الدول غير العربية ممن ينتشر فيها حَمَلَةُ منهج السلف كنيجيريا ومالي والسنغال والهند وباكستان .
إذاً فاستبعاد السلفيين من المؤتمر أمرٌ مقصود ، وليس خطأ عفوياً غير متعمد .
ومن المؤشرات على البعد التآمري لهذا المؤتمر عدم الإشارة إلى أكبر مهدد لأهل السنة والجماعة وهو المشروع الإيراني الصفوي ، والذي يمارس قمع أهل السنة في الداخل الإيراني ، ويُقٍيم مشروعاً خطيراً لتفريق العراق وإفراغها من أهل السُّنَّة عبر التعاون المبطن مع الجماعات التكفيرية وعبر ما يسمونه الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وكتائب بدر والمهدي وغيرها ، ويمارس أبشع صور القتل بدعم نظام الأسد وحزب الشيطان في سوريا ولبنان ، وكذلك دعم عملاء إيران من الحوثة والعفاشيين في اليمن ، إضافة إلى التبشير بالتشيع في بلاد أهل السنة شرقا وغرباً .
فهل من الممكن أن نعتبر مؤتمراً يتجاوز عمداً الحديث في افتتاحيته وخاتمته كل هذه المُهَدِّدات ، ثم يقال إنه مؤتمر لجمع كلمة أهل السنة ؟
جمعها ضد من ، وفي مواجهة من إذاً ؟!
ومن المؤشرات أيضا على البعد التآمري للمؤتمر : أنه يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات رعتها دولة الشيشان ، كلها تهدف إلى تلميع التصوف وإلصاق التكفير والتطرف بالسلفية ، وكان أخرها سنة ١٤٣٥هـ تحت عنوان “التصوف أمانٌ للإنسان واستقرار للأوطان”وفي تقديري أن تبني الشيشان لهذه السلسلة من المؤتمرات يصلح وحده ليكون علامةً على الدور التآمري الذي تأخذه الشيشان لمحاربة السلفية باعتبار الفكر السلفي كما يقولون هو المسؤول عن حركة التحرر الشعبية التي قام بها أبناء الشيشان ضد هيمنة روسيا الاتحادية على بلادهم ، فالشيشان حالياً إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية ، ومعلوم أن النظام الروسي مُغلق ثقافياً ، وغير معروف بالترحيب بالمؤتمرات العلمية أو التجمعات الثقافية ، فضلاً عن أن يكون مَعْنِيَاً بأهل السنة والجماعة ووحدةِ صفهم والتقاء كلمتهم ، إنَّ تصديق أن تكون روسيا مُشْفِقَةً على أهل السنة لدرجةٍ تجعلها تغَيِّر من سُلُوكها في التعامل مع الأديان والثقافات ، وتُجَنِّدُ إحدى جمهورياتها للاضطلاع بهذه المهمة إما سُخْفٌ في العقل وإما مشاركة في التآمر ، وفي ظني أن أكثر المشاركين من المنتسبين إلى السنة في هذا المؤتمر لا يخرجون عن أحد هذين الصنفين ، فهم سخفاء أو متآمرون ، وكيف لا يكون أكثرهم كذلك وهم يَعْقِدُون مؤتمرهم الذي يهدفون منه إلى نهضة أهل السنة ، في المدينة السُّنِية نفسها التي دمَّرتها جيوش روسيا وجعلتها رُكَاماً مدمَّرَةً بنسبة ٩٥٪ كما تقول تقارير الأمم المتحدة ، حين استعصت على الغزو الروسي عام١٩٩٩الرامي ، إلى إعادة الشيشان إلى أحضان روسيا بعد أن نجحت الشيشان في الاستقلال التام عن الاتحاد الروسي عام ١٩٩٤.
روسيا الاتحادية التي تستضيف هذا المؤتمر لتوحيد أهل السُّنَّة هي التي تنطلق طائراتها من إيران ومن أماكن أُخَر لتضرب حلب وحماة وغوطة دمشق لتجعل هذه البقاع السُّنِّيَة أثراً بعد عين ، كما فعلت سابقاً في جروزني ،حيث يجتمع المؤتمرون ،الذين لا يَخْفَاهم :أن الرئيس الشيشاني الذي يستقبلهم ويرحب بهم كان هو ووالده أحمد قاديروف من أكبر المتعاونين مع الروس لتمكينهم من الانتصار على الحكومة الشيشانية المستقلة ، ذلك النصر الذي جاء على أنقاض مدينة جروزني التي اعتبرتها الأمم المتحدة عام ٢٠٠١ أعظم المدن دماراً في العالم ، وأكبر من استفاد من هذا الدمار هو أحمد قاديروف الذي وقَّع الرئيس بوتين على تعيينه رئيسا للشيشان بعد إعادتها للاتحاد الروسي.
وبعد قتله عام ٢٠٠٤ تَدَرَّج ولده ليصبح الرئيسَ الحالي للشيشان ، والمؤيد لبشار الأسد السفّاح القاتل لأهل السنة في سوريا ، ومن العجائب أن نجد من يُصَدِّق أن من يؤيد بشار الأسد يمكن أن يسعى لجمع كلمة أهل السنة.
وروسيا هذه هي التي تُرسل سفنها إلى بحر العرب وتُهَرٍّب صواريخها البالستية لدعم عملاء إيران ضد اليمن ، وضد الدولة السُّنِّيَة السلفية قائدة التحالف العربي في مواجهة النفوذ الصفوي الإيراني .
ومن المؤشرات على الغاية التآمرية لهذا المؤتمر : أن الرئيس الشيشاني الذي يتولى شخصياً رعاية المؤتمر يبغض السلفية بغضاً لا يُمْكِن وصفه ، وله كلمات صريحة في ذلك وغير قابلة للتأويل ، يقول مثلاً :”الوهابيون لعنة الله عليهم وعلى آبائهم وأمهاتهم هم الذين قتلوا أصحاب رسول الله ﷺ ” “أقسم بالله لو يظهر في الشيشان وهابي أو أحد يُشْبِهه فسأقتله” “والله أقسم بالقرآن لن تقوم في هذه البلاد عقيدة أخرى غير عقيدة أولياء الصوفية” ” التيارات الأخرى كالوهابية والسلفية هي بالنسبة للشيشانيين مجرد بدع لا مكان لها في الشيشان ولا في روسيا عموماً إنه شر وخيانة لتعاليم الدين وأوامر المولى سبحانه وتعالى”.
هذا الحقد على السلفية منتشر في خطابات كثيرة للرئيس الشيشاني ، ولا يمكن أن يصدر من رجل يُتَصور منه أن يرعى أي مشروع يُوَحِد أهل السُّنَّة ، فضلاً عن أن يسعى ليُدْخِل السلفية في مظلتها ، ولا يُمْكِنني أن أقبل الاعتذار له بأنه يعاني من ردة فعل بعد الحرب الشيشانية ، لأنني أعلم كغيري أن الرئيس رمضان قاديروف كان أحد المشاركين في الحرب الشيشانية الأولى ضد روسيا مع والده أحمد قاديروف الذي أعلن الجهاد في تلك الحرب ، قبل أن يغير رأيه ويساهم في استعادة الشيشان إلى أحضان روسيا الاتحادية .
أما كلمة فضيلة شيخ الأزهر فقد كانت مؤسفة بحق، حيث استخدم الدبلماسية للإشارة من طرف خفي إلى عدم دخول السلفية في مسمى أهل السنة ، فذكر :أن أهل السنة منحصرون في أتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي وأهل الحديث ، ولا يخرج عن عباءة هؤلاء الحنفية والمالكية والشافعية والمعتدلون من الحنابلة .
ثم لم يُبين لنا مَنْ هم المعتدلون من الحنابلة ، ولماذا كان الحنابلة وحدهم ينقسمون إلى معتدلين وغير معتدلين؟
وبإمكاننا أن نسأله : هل الجحافل المصرية التي قدمت نجداً في القرن الثالث عشر الهجري بفتاوى من الأزهر بل ورافق الحملة بعض شيوخ الأزهر كمحمد المهدي وأحمد الطحاوي ، وأهلكت الحرث والنسل وارتكبت من الجرائم مالم تقم بها داعش في عصرنا الحاضر ، ألم يكن أُلئك ومن أفتاهم بالقتل والسلب والنهب من الأشاعرة والماتريدية والحنفية والمالكية والشافعية ؟
وهل شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري[يذكر أنه جد زعيم القاعدة أيمن الظواهري ]الذي ينسب إليه كتاب يهود لا حنابلة ،والذي يُكفِّر فيه أتباع الدعوة السلفية لم يكن أشعريا أوشافعياً؟
وهل الشيخ الصاوي صاحب الحاشية على تفسير الجلالين لم يكن أزهريا أشعرياً مالكياُ ، وهو يقول:”فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شئ إلا أنهم هم الكاذبون إستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم”
ومع أن شيخ الأزهر استدرك استدراكاً دبلماسياً فأضاف أهل الحديث إلى دائرة أهل السنة ، إلا أن منظمي المؤتمر لم تعرضهم دبلماسية الشيخ فحذفوا أهل الحديث من البيان الختامي .
كنت أتمنى من شيخ الأزهر أن يكون منصفا، وأن يكون أعلى وأكبر من النزاعات التي تفرضها الأهواء والمقاصد السياسية.


✍🏻 د محمد بن إبراهيم السعيدي


قلت : ولقد شاهدت في احد خطب عدنان ابراهيم ثناء غير عادي على رئيس الشيشان الصوفي المبتدع بل ويسميه آية من آيات الله ؟ لكن لاغرابة فعدنان ابراهيم عندي هو راس النفاق في هذا العصر ونحنُ لاندفع المال لعدنان لذلك لايمدحنا او على الاقل ينصفنا
https://www.youtube.com/watch?v=mBcyLbqwdZ8







التوقيع :
اسلك سبُل الهدى ، ولايحزنك قلة السالكين ، وتجنب سبُل الضلاله ، ولايغرك كثرة الهالكين .
من مواضيعي في المنتدى
»» توجيه حديث وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا
»» أحمد الأحسائي 😮يشهد على 12 من علماء الشيعه الكبار القول بالتحريف في القران الكريم
»» لم يظهر من فاطمة سلام الله عليها امر ولا نهي ولا تعليم للنساء أو الجميع
»» "الغناء في الميزان"
»» مولي محمد صالح المازندراني : الأرض على حوت أمر ممكن عقلا فوجب الإذعان به
 
قديم 29-08-16, 05:55 PM   رقم المشاركة : 2
نجلاء الاحساء
عضو ذهبي








نجلاء الاحساء غير متصل

نجلاء الاحساء is on a distinguished road


بَيانٌ وتِبيان عن حَقيقةِ مُؤتَمرِ الشِّيشان
علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
المشرف العام على مؤسسة الدرر السنية
26 ذو القعدة 1437هـ

الحَمدُ للهِ ناصِرِ عِبادِه المُؤمنِينَ الموحِّدين، الدَّاعين إلى اللهِ تعالى على بَصيرةٍ وعلى هَدْيِ سيِّدِ المُرسَلِين، وأصحابِه الطيِّبِينَ الطَّاهِرينَ، والتَّابِعينَ لهم بإحسانٍ إلى يَومِ الدِّين.
أمَّا بعدُ،
فقدِ انعَقَد في مدينة جروزني عاصمة جمهورية الشِّيشان، ولمدَّة ثلاثةِ أيَّام مؤتمرٌ بعنوان: (مَن هُم أهلُ السُّنَّة والجَماعة، بيانٌ وتوصيفٌ لمنهجِ أهل السُّنَّة والجَماعة اعتقادًا وفِقهًا وسلوكًا، وأثَر الانحرافِ عنه على الواقِع)، وقد انتهى المؤتمر يوم السبت 24 ذو القعدة 1437 الموافق 27 أغسطس 2016، وأصدر بَيانَه المُخزي، ثم أعْقَبه بتوصياتٍ عِدَّة.
وهذه وَقفاتٌ مع هذا المؤتمر المشؤومٍ؛ أُسجِّلها بيانًا للنَّاس، وتبيانًا للحقِّ، وتَعريةً لحقيقةِ هذا المؤتمرِ.

أولًا: انعقَد المؤتمرُ في مدينة غروزني عاصمة جمهورية الشِّيشان التابعةِ لروسيا الاتحاديَّة، وفي الوَقتِ الذي كانتْ كَلماتُ أعضاء المؤتمر تنالُ مِن عُلماءِ المسلِمين من أهلِ السُّنَّة والجَماعة ودُعاةِ التوحيدِ، كانتْ تُقصَفُ الصَّواريخُ الرُّوسيَّةُ على رُؤوسِ إخوانِنا في الشامِ، ولم يَصدُرْ أيُّ شَيءٍ في المؤتمرِ عن جرائمِ رُوسيا الشَّنيعةِ.

ثانيًا: راعِي المؤتمرِ هو رَئيسُ جمهوريَّة الشِّيشان رمضان قاديروف، المعروفُ بولائِه التامِّ للرَّئيس الرُّوسيِّ المجرِم بوتين، حتى إنَّه سَطَّر على صفحتِه على (الفيسبوك) بأنَّه جُنديٌّ من جُنودِ بوتين، وأنَّه وجنودَه مُستعِدُّون أن يُضحُّوا بحياتهم من أجلِ بوتين! فهل يَعي المؤتمِرون حقيقةَ هذا الرَّجُل
http://bit.ly/2bQHW8k

ثالثًا: رمضان قاديروف صوفيٌّ، خرافيٌّ، يزعُم أنه يحتفظُ بشَعرةِ للرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد أقام احتفالًا لاستقبالِها في مطار غروزني قادمةً من أوزبكستان، ويَزعُم أنَّ لديه قِطعةً مِن رِدائِه صلَّى الله عليه وسلَّم يَصِلُ طولها 50سم!
وهذِه بعضُ المقاطِع على اليوتيوب تُبيِّنُ حالَه وحالَ مستشاره:

1- مَقطعٌ مرئيٌّ يَظهَر في مقابلة تلفزيونية على قناة سكاي نيوز العربية: يتَّهم فيه الوهابيةَ بالخيانةِ لتعاليمِ الدِّين، ويقول عن المجاهِدين في سُوريَّة: إنَّهم ليسوا بمُجاهدِين وإنَّهم يُشوِّهون الإسلامَ.
http://bit.ly/2c2AYLJ
2- مقطعٌ مرئيٌّ يُظهر تخريفَ هذا الرَّجل، وفيه يَزعُم أنَّ لديه كُوبَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ويَرفعُه أمامَ الناسِ ويُقبِّله، وأنَّ لديه شَعرةَ الرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم ويُقبِّلها باكيًا، وفيها يَرقُص رقصةَ المجانين مع مجموعةٍ من مجاذيبِ الصوفيَّةِ، ويستقبلُ مفتي نظام الأسد حسون ويُرحِّب به، وفيه يقول: الوهابيُّون لَعنةُ اللهِ عليهم وعلى آبائِهم وأُمَّهاتِهم، ويَدَّعي زُورًا وبُهتانًا أنَّهم قتَلوا النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ويُقسِم باللهِ ليَقتلنَّهم!
http://bit.ly/2bwvZSb
3- مقطعٌ مرئيٌّ ثالِث لمستشارِه ومُدير إدارة الشُّؤون الدِّينيَّة بالشيشان، في مُحاضَرة له وهو يَدْعو صراحةً للاستغاثة بغيرِ الله من الأحياءِ والأمواتِ، ويهاجِم من يقول إنَّ هذا شركُ بالله.
http://bit.ly/2bUoYij
أفيليقُ بالمشَاركِين في المؤتمر المحسُوبين على العِلم الشَّرعي أن يشْكُروا رجلاً مشعوذًا محاربًا للتوْحِيد وأهلِه فيختُموا بيانهم بشُكْره قائلين: (كما تَقدَّم المشاركون بالشُّكرِ لفخامةِ الرئيس رمضان أحمد قديروف؛ لجُهودِه المبارَكةِ في خِدمةِ القُرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ المطهَّرة)؛ فعليهم مِن اللهِ ما يَستحقُّون!

رابعًا: والأُمَّة تَعيش أَحْلَك ظُروفِها، وقد تَكالَب عليها أَعداؤُها مِن كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ؛ بل تَواطَأ معهم فِرَقُ الرَّوافِض الضَّالَّة، وجيوشُ النصارى الحاقدة، كي يَضرِبوا أَهْلَ السُّنَّة عن قَوسٍ واحِدةٍ، يَتَفاجَأ العالَمُ الإسلاميُّ مِن قِلَّةٍ مَحسوبَةٍ على العِلْم الشَّرعي لا يُمَثِّلون إلَّا أَنْفُسَهُم يَجتمِعون تحت رعايةِ هذا المُجرم، لا لِيَعِظوه، ولا لِيُحَذِّروه مِن انْتِقامِ اللهِ له في تَأييدِه سَيِّده بُوتِين الذي يَقْصِفُ إخواننا في سُوريَةَ (وفيهم السُّنِّيُّ، والصُّوفِيُّ، والأشْعَرِيُّ، والماتِريدِيُّ)، ولا ليَدْعُوا إلى تَوحيدِ المسلِمينَ سَلفيِّهم وصُوفيِّهم وأشعريِّهم ضِدَّ صَليبيَّة الرُّوس، ونُصيريَّة الأسد، وصَفويَّة إيران، وطائفيَّة حِزب اللات؛ لا، بل ليُكرِّسوا الخلافَ بين المسلمين حتى في هذه الظروف العصيبة التي تمرُّ بها الأمة!!

خامسًا: صُدِّرَ بيانُ المؤتمر بهذه الجُملة: (أهلُ السُّنَّة والجَماعةِ هُم الأشاعرةُ والماتريديَّةُ في الاعتِقادِ، وأهلُ المذاهِبِ الأَربعةِ في الفِقهِ، وأهلُ التصوُّفِ الصافي عِلمًا وأخلاقًا وتزكيةً)، وهم بهذا قد خالفوا السُّنَّةَ وفرَّقوا الجماعةَ، وأخْرَجوا أئمَّةَ الإسلامِ -ممَّن عاشُوا قبل الأشْعريِّ والماتريديِّ كمالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ والبُخاريِّ ومُسلمٍ، وغيرِهم- مِن مُسمَّى أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، ودُونَ هؤلاء المؤتمِرينَ- في إثباتِ أنَّ هؤلاءِ الأئمةَ ومن سارَ على نهجِهم أشاعرةٌ أو ماتريديَّةٌ أو صُوفيَّةٌ- خَرْطُ القَتاد!

سادسًا: عَرَّض المؤتمرُ بمَن سمَّاهم المتطرِّفين- وغالبًا ما يُشيرونَ بهذا إلى أصحابِ المَنهجِ السلفيِّ- بكَلِماتٍ نابيةٍ، وبأنَّهم أصحابُ مَنهجٍ مُنحرِفٍ، وخَطيرٍ، ومُتطرِّفٍ، وأنَّهم اختطفوا لقبَ أهل السُّنَّةِ والجَماعةِ وقَصَروه على أنفُسِهم، وأنَّ مُؤتمرَهم هذا جاء كنُقطةِ تحوُّلٍ لاسترجاعِ هذا اللَّقب، ونحن نقولُ لهم: البَيِّنةُ على المدِّعي، أثْبِتوا أنَّ منهجَ الصحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم ومَن تَبِعهم كان أشعريًّا أو صُوفيًّا؛ حتَّى تَصفو لكم دَعواكُم!
وهذا نصُّ عِبارةِ المؤتمَر:
(هذا المؤتمرُ نُقطةُ تحوُّلٍ هامَّةٌ وضروريَّةٌ؛ لتصويبِ الانحرافِ الحادِّ والخطيرِ الذي طالَ مَفهومَ "أهل السُّنَّة والجماعة" إثرَ محاولاتِ اختطافِ المتطرِّفين لهذا اللَّقبِ الشَّريفِ وقَصْرِه على أنفُسِهم وإخراجِ أهلِه منه)

سابعًا: أوَّل توصيةٍ في المؤتمر كانتْ عن: (إنشاء قناة تليفزيونيَّة على مُستوَى روسيا الاتحاديَّة؛ لتوصيلِ صورةِ الإسلامِ الصحيحةِ للمُواطنين، ومُحارَبةِ التطرُّفِ والإرهابِ)، وهذه تَوصيةٌ سِياسيَّةٌ بامتياز! يجتمعُ كِبارُ صوفيَّة العالَمِ، ومِن كلِّ قُطرٍ إسلاميٍّ؛ ليُوصُوا بإنشاءِ قناةٍ تلفزيونيَّة تُبثُّ على مستوى روسيا الاتحاديَّة؛ لتوصيلِ صُورةِ الإسلامِ الصَّحيحةِ -زَعَموا- للمُواطنينَ الرُّوسِ والشِّيشانيِّين!! فهل هناك استهتارٌ وازدراءٌ بمَن شارَك في المؤتمرِ أكثرُ من ذلك؟!

ثامنًا: وممَّا يدلُّ على أنَّه مؤتمرٌ انتقائيٌّ، إقصائيٌّ أكثرُ منه عالِميًّا: ما جاء في التوصيةِ الثالثةِ في المؤتمرِ، وهو (ضرورة رفْع مُستوَى التعاوُنِ بين المؤسَّساتِ العِلميَّةِ العَريقةِ كالأزهرِ الشَّريفِ، والقرويين، والزيتونة، وحضرموت، ومراكز العِلم والبحثِ فيما بينها وبين المؤسَّساتِ الدِّينيَّة والعِلميَّة في رُوسيا الاتحاديَّة) مُستبعِدين بذلك مراكزَ العِلم الأخرى في العالَمِ الإسلاميِّ كلِّه.

تاسعًا: ومِن المُضحِكات المُبكِياتِ التوصيةُ الثامنةُ في المؤتمر، التي تُوصِي الحُكوماتِ بـ: (تَشريع قوانين تُجرِّمُ نشْرَ الكراهيةِ، والتحريضَ على الفِتنةِ، والاحترابَ الداخليِّ، والتعدِّي على المُقدَّسات)! وهل هناك ما يَنشُرُ الكراهيةَ ويُحرِّضُ على الفِتنةِ أكثرُ مِن أن تُوصِمَ المخالِفَ لك مِن أهل السُّنَّة بالمتطرِّف وبأنَّ عِندَه انحرافًا حادًّا وخَطيرًا، وغيرِها مِن العِباراتِ التحريضيَّة؟!

عاشرًا: تجاهُلُ المؤتمرِ عُلماءَ السُّنَّة السَّلفيِّينَ في أنحاء العالَمِ كلِّه كان مقصودًا؛ فلو كان المؤتمرُ يَهدِفُ بالفِعلِ إلى تَوحيدِ الكلمةِ، ولَمِّ الشَّملِ، لَجَمَع عُلماءَ المسلمين بشَتَّى تَوجُّهاتِهم؛ ليَخرجوا ببيانٍ يَجمَعُ كلمتَهم- ولو فيما يتَّفقونَ عليه- ويُؤجِّلوا ما اختَلفوا فيه، خاصَّةً في مِثل هذا الوقتِ الذي تَكالَبَ فيه عليهم الرافضةُ واليهودُ والنَّصارى، لكنَّ همُّهم في إخراجِ السَّلفيِّين مِن دائرةِ أهلِ السُّنَّة والجماعةِ أكبرَ مِن هَمِّ تَوحيدِ صَفِّ المسلِمينَ ضِدَّ عَدُوِّهم!

حادي عشر: رأينا مَنْ حَضَر المؤتمرَ، وإذا بهم ثَلاثةُ أصناف: صِنفٌ يُشارِكُ القائمين على المؤتمرِ عقيدَتهم وفِكرَهم وتَوجُّهَهم الحاقِدَ على السَّلفيِّين ودعوةِ التوحيدِ، وهؤلاء ليس لنا إلَّا أن نَدْعو اللهَ لهم بالهِدايةِ، وصِنفٌ ذَهَب وهو يُحسِنُ الظنَّ بهم فخاب ظنُّه! وصِنفٌ ثالثٌ حضَر وهو لا يَدْري لِمَ حَضَر ولِمَن حضَر، وربَّما فُوجِئَ باللُّغةِ الفَجَّة التي ظهرتْ في البيانِ الختاميِّ للمؤتمر! وهذان الصِّنفانِ الأخيرانِ عليهما أن يَتحلَّيَا بالشجاعةِ والجُرأةِ وأنْ يَتبرَّأَا مِن هذا البيانِ وما حواه المؤتمرُ، وإلَّا فهي وصمةُ عارٍ في تاريخِ مَسيرتِهم العِلميَّةِ.
أمَّا أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ الحَقيقيُّون، وهم مَن كان على ما كان عليه رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابُه، فلا يَضيرهم ولا يَضرُّهم مِثلُ هذه المؤتمراتِ والمؤامراتِ، بل هي عَلامةٌ على قُوَّةِ هذا المنهجِ وعِظَمِ انتشارِه؛ ممَّا أقضَّ مضاجعَ القومِ، وجَعَلهم يَتداعَوْن مِن كلِّ مكانٍ؛ ليَخرجوا بهذه النتيجةِ المخزيةِ!.

والله غالبٌ على أمرِه ولكنَّ أكثرَ النَّاس لا يعلمون.

http://dorar.net/article/1931







التوقيع :
اسلك سبُل الهدى ، ولايحزنك قلة السالكين ، وتجنب سبُل الضلاله ، ولايغرك كثرة الهالكين .
من مواضيعي في المنتدى
»» ثناء ام المؤمنين على ابو السبطين
»» مفاجأة, عند الرافضة جابر مشرع لهم رغم عدم عصمته
»» النبي دفع رشوة
»» #صلاة_الخسوف_والكسوف عند #الشيعة
»» الجواب : لا يشترط الكتابة ولا الشهود .
 
قديم 29-08-16, 07:46 PM   رقم المشاركة : 3
نجلاء الاحساء
عضو ذهبي








نجلاء الاحساء غير متصل

نجلاء الاحساء is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

الحمد لله القائل في كتابه{ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}والقائل عز مِن قائل{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل في وصيته وهو يودع أمته من حديث العرباض بن سارية (فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد تابع مركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس] فعاليات المؤتمر الذي انعقد في جروزني بالشيشان, تحت عنوان ” من هم أهل السنة والجماعة “. وقد صدر عن هذا المؤتمر بيان ختامي يتضمن العديد من النتائج والتوصيات، وكان من أبعد هذه النتائج عن العدل الذي أمر الله به ،والعهد الذي أوصى سبحانه بالوفاء به كما إذ قال: {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون} ما جاء في الفقرة الأولى من أن “أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه, وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية”.
وإن مركز سلف للبحوث والدراسات[تحت التأسيس]يرى أنه من مهامه اللازمة :أن يبين ما يراه حقاً وعدلاً ووفاءً وعلماً فيما تضمنته هذه الفقرة خاصة ، وأما ما بعدها فليس ثَمَّ شيئ يستوجب الوقوف عنده ، بل هو بنيان على شفا جرف هار .
ونبدأ بـتقرير :أن السنة -في الأصل- هي الطريقة التي يسير فيها السالك ، ومن سِماتها اللازمة :أن تكون غير متناقضة ، بل مُتَّسِقَةً يشهد بعضها لبعض ، ولن تكون كذلك إلا إن كانت طريقة تَتَّبِع نهج معصومٍ عن الهوى والزَّلل ؛ وعليه فإن السنة الواجب اتباعها هي سُنَّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، أي: كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير, على ما أمر الله تعالى به في قوله:{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وعلى ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ, فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلاَفُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ). رواه البخاري ومسلم.
ولازم هذا أن تكون السُّنَّة واحدةً في ذاتها, ومتى ما كانت السنة سنة واحدة ، فإنه لا يصح أن تنسب إلى عالم من علماء المسلمين، فيقال: من اتبع فلان فهو سني. ومن أعرض عن فلان فليس بسني، فضلاً عن تجاوز هذا إلى الذهاب إلى أن أهل السُّنَّة والجماعة هم أتباع هذا وهذا وهذا. بل هي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم, والتي لا يسع أحدٌ إلا أن يدخل تحت لؤائها ، قال صلى الله عليه وسلم (فمن رغب عن سنتي فليس مني)رواه الشيخان .
ومما يبرهن على صحة ما ذهبنا إليه من أن السنة هي اتباع المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وأن زعم أن السنة اتباع غيره يوقع في الارتباك والتناقض ويبعد المسلم عن الدين الحق الذي شرعه الله، ويؤكد خطل بيان المؤتمر وتهافته :أنه قد كان لأبي الحسن الأشعري في حياته الفكرية مراحل ، وقد كان في مرحلته الأولى على عقيدة المعتزلة بالاتفاق ، ولو كان ممثلا للسنة للزم أن متابعته على عقيدة الاعتزال – قبل أن يخرج منها – سُنَّة أيضا, وهو لازم زعم أن السنة أتباع الأشعري ، وهو لازم باطل بالاتفاق ، وبطلان اللازم يعود على أصله بالبطلان.
وهذا من أهم الأسباب التي من أجلها قال النبي صلى الله عليه وسلم للناس في وصيته ( عليكم بسنتي ) وهو ما جعل أئمة أهل السنة والجماعة إلى يحثون الناس على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولو خالفت ما ذهبوا إليه في أقوال كثيرة صحيحة مشهورة عنهم ، ودأب لذلك الأئمة على تخويف الناس من التعصب إلى آراء وأقوال الرجال, يقول الإمام عمر بن عبدالعزيز:”أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالاِقْتِصَادِ فِي أَمْرِهِ وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ الْمُحْدِثُونَ بَعْدَ مَا جَرَتْ بِهِ سُنَّتُهُ،وَكُفُوا مُؤْنَتَهُ فَعَلَيْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ ، فَإِنَّهَا لَكَ بِإِذْنِ اللَّهِ عِصْمَةٌ “رواه أبو داود.
ثم إن بيان المؤتمر قد ذهب إلى أن أهل السنة والجماعة هم أتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي في الاعتقاد.
وقد توفي الأول [324هـ] بينما توفي الماتريدي [333هـ]أي بعد مضي القرون الثلاثة المفضلة ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ). رواه البخاري ومسلم. فما خالف فيه الأشعري والماتريدي أهل القرون الثلاثة المفضلة، فليس من الخير ، بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما وافقا فيه أهل القرون الثلاثة؛ فالاتباع فيه ليس لهما ، وإنما اتباع لأهل القرون المفضلة ، واتباع لمن نَصَّ على فضلها وخيريتها وهو النبي صلى الله عليه وسلم.

ويلزم من بيان المؤتمر أن من قبل الأشعري والماتريدي لا يطلق عليهم وصف السنة ، وهم أهل القرون المفضلة من الصحابة والتابعين ، وعظماء الفقهاء ،ورواة دواوين السنة النبوية ، فإن لم يكونوا من أهل السنة والجماعة فبماذا يوصفون إذاً؟!
وبماذا يوصف من اتَّبَعهم فيما خالفوا فيه الأشعري والماتريدي؟!
كما ذهب البيان الختامي:إلى أن أهل السنة والجماعة هم أهل المذاهب الأربعة في الفقه. وهنا يقال: إن كان من أهل المذاهب الأربعة في الفقه, ولم يكن في الاعتقاد على مذهب الأشاعرة والماتريدية، فهل هو من أهل السنة أم لا؟.
إن قيل: من لم يتابع الأشاعرة والماتريدية, فليس من أهل السنة والجماعة, وإن كان في الفروع على مذهب إمام من الأئمة الأربعة. قلنا: بَدَّعتم الجَمَّ الغفير من علماء المسلمين ، بل بَدَّعتم الأئمة الأربعة بأعيانهم فإنهم لم يكونوا يقولون بقول الأشعري والماتريدي في الأصول ، بل كانوا رحمهم الله تعالى يذمون علم الكلام وأهله وقد كان الأشعري والماتريدي من أقطاب علم الكلام كما لا يخفى ، وإذا ما تأملنا سيرة إمام واحد منهم, وجدنا هذا ظاهراً جليا، فقد نقل الذهبي عن الشافعي أنه قال: “حُكْمِي فِي أَهْلِ الكَلاَمِ، حُكْمُ عُمَرَ فِي صَبِيْغٍ “.
كما قال رحمه الله: “حُكْمِي فِي أَهْلِ الكَلاَمِ أَنْ يُضْرَبُوا بِالجَرِيْدِ، وَيُحْمَلُوا عَلَى الإِبِلِ، وَيُطَافُ بِهِم فِي العَشَائِرِ، يُنَادَى عَلَيْهِم: هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الكَلاَمِ “. كما قال: “مَذْهَبِي فِي أَهْلِ الكَلاَمِ تَقْنِيعُ رُؤُوْسِهِم بِالسِّيَاطِ، وَتَشْرِيدُهُمْ فِي البِلاَدِ “. وبعد أن نقل الإمام الذهبي هذه الأقوال عن الإمام الشافعي قال: “قُلْتُ: لَعَلَّ هَذَا مُتَوَاتِرٌ عَنِ الإِمَامِ” [سير أعلام النبلاء ج19ص19 ]والذهبي رحمه الله من ينتسب لمذهب الشافعي في الفروع ، ويخالف الأشعري في الأصول ، فهل هو خارج عن السُّنَّة ؟!

وهذه الأقوال المنقولة عن الإمام الشافعي رحمه الله نصوص صريحة في أن من أخذ بعلم الكلام، فقد ترك الأخذ بالسنة، فكيف يمكن الجمع بين اتباع الشافعي واتباع من يحكم عليهم الشافعي بأنهم مفارقون للسنة؟!
وكذلك بقية الأئمة الأربعة, لم يكن منهم من هو على مذهب الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد, وكيف يكون أحدهم على هذا, وقد كان الإمام أحمد آخرهم موتا، وقد توفي [241هـ].
ثم يقال: رجل اتبع أقوال الأشعري الموجودة في كتبه ( الإبانة – رسالة إلى أهل الثغر – مقالات الإسلاميين ). ورجل اتبع مذهب الأشاعرة الموجود في كتاب المواقف للإيجي, فأي الرجلين هو السني؟!وأهيهما المبتدع؟!
أم الجميع من أهل السنة والجماعة.
إن قلتم: من اتبع أقوال الأشعري الموجودة في كتبه هو السني. قلنا: يلزم من ذلك أن حضور المؤتمر يحكم بعضهم على بعض بمخالفة السنة واتباع البدعة ، لأن من دَرَسَ مذهب الأشعري منهم ، إنما دَرَسَه على ما قرره العضد الإيجي في مواقفه.
وإن قلتم: من اتبع المذهب الأشعري على ما قرره العضد الإيجي في مواقفه؛ فهو الذي من أهل السنة والجماعة. قلنا: إذن بَدَّعْتُم الأشعري نفسه ؛ لأن تقريرات الإيجي في أصول الاعتقاد مناقضة لتقريرات الأشعري في كتبه التي قدمناها.
وإن قلتم: الكل من أهل السنة والجماعة ، فمن اتبع أقوال الأشعري فهو سني، ومن اتبع ما سَطَّرَه العضد الإيجي؛ فهو من أهل السنة والجماعة أيضا .
إن قلتم ذلك قلنا: جمعتم بين النقيضين؛ لأن الأشعري- وهذا تمثيل لا حصر- يذهب إلى أن الله عز وجل قد استوى على العرش، وأنه فوق العالم بذاته، بينما يقرر الإيجي نقيض هذا. كما يؤمن الأشعري بنزول الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل، وهو ما ينكره العضد الإيجي ،ومعه الأشاعرة المعاصرون.
كما يؤمن الأشعري بمجيء الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة ، وهو ما يرفضه الإيجي ومن معه من أشاعرة هذا العصر ، ذاهبين إلى أن الإيمان به بدعة من البدع.
بل يرى محرروا الأشاعرة أن من يؤمن بعلو الله تعالى
إلى غير هذا من الأصول العقدية, التي يرى الأشعري أن السنة فيها هو ما ذهب إليه, وقرره في كتبه, بينما يرى الأشاعرة المعاصرون – ومنهم من حظر المؤتمر – أنها أقوال بدعية, مخالفة للسنة. وهذا ما يجعل من المستحيل أن يقول قائل: إن الجميع على السنة, وهنا لابد أن يشهد الحاضرون على أنفسهم بأنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة؛ لمخالفتهم للأشعري. وإما أن يذهبوا إلى أن الأشعري خارج عن السنة.
ثم يقال: إن المشاركين في المؤتمر قد ذهبوا إلى أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد. ومن البديهي أن الأصول العقدية لابد أن تكون واحدة؛ لأن السنة واحدة, وهو ما لم يتحقق هنا؛ ولأجل هذا انقسموا إلى أشاعرة وماتريدية. وهو ما سلم منه المتبعون للسنة بحق, فلا يوجد عندهم انقسام على أساس عقدي, ولا يوجد عندهم تعصب لإمام غير معصوم, بل هم على الصراط المستقيم, متبعون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم, وإلى هذه السنة يردون ما اختلفوا فيه.
وبعد أن ذهب المشاركون في هذا المؤتمر إلى أن أهل السنة والجماعة هم من سبق ذكرهم, أضافوا: أن من أهل السنة والجماعة: أهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية.
وهنا يقال: ما مرادكم بالتصوف الصافي؟. هل تريدون الزهد الحقيقي الذي كان عليه الصديق وعمر وعثمان وعلي وأبو عبيدة وأبو ذر وبقية الصحابة رضي الله عنهم؟. أم تريدون التصوف الذي يمثله بعض الشخصيات المشاركة في المؤتمر؟.
إن كان مرادكم الزهد الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم, واتبعهم عليه سلف الأمة, فإنا نؤمن بأنهم من أهل السنة والجماعة, بل هو أئمة أهل السنة والجماعة, الذين لا يسع أحد الخروج عما اجمعوا عليه من أمور الاعتقاد. ولكن هؤلاء الأئمة الأبرار, لم يكونوا على مذهب الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد, وهذا لا يشك فيه من اطلع على الكتب التي اهتمت بنقل أقوال الصحابة والتابعين في أبواب الاعتقاد, فإن كانوا هم أهل السنة والجماعة؛ فقد بطل القول بأن الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة والجماعة.
وأما إن كان المراد بالتصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية, التصوف الذي يمثله بعض شخصيات المؤتمر, وهو تصوف يدعوا إلى الاستغاثة بغير الله تعالى, ويرى أن من الناس من يعلم الغيب, ويجتهد في نشر الخرافة, وتعبيد الناس لمشائخ الطرق الصوفية. فإن أدنى طلبة العلم معرفة بنصوص الشريعة؛ يعلم أن هذا الأمور ليست من السنة في شيء.
فإن قيل: ما قولكم في الأشاعرة والماتريدية؟ هل هم من أهل السنة والجماعة؟. أم هم خارجون عنها؟. قلنا: سبق معنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ». وهؤلاء من أهل السنة فيما وافقوا فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ووافقوا فيه أقوال الصحابة والتابعين المنقولة عنهم, ووافقوا قبل ذلك كتاب الله جل جلاله. وأما من ابتعد عن هذا؛ فقد ابتعد عن السنة بقدر ابتعاده.

وبعد هذا الكلامي العلمي, عما أتى في الفقرة الأولى من البيان الختامي للمؤتمر, فإن مركز سلف يجده في غنى عن التطرق إلى بقية الفقرات؛ لأنها فقرات إنشائية, لم تأت بجديد.

* وصلى الله على نبيّنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم *
إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]







التوقيع :
اسلك سبُل الهدى ، ولايحزنك قلة السالكين ، وتجنب سبُل الضلاله ، ولايغرك كثرة الهالكين .
من مواضيعي في المنتدى
»» سؤال للرافضة : هل الدين عزيز عندما كان جعفر الصادق يسكت ويسلم على شاتم علي ؟
»» متصل من العراق يعلن هدايته وعائلته على الهواء
»» خضروات بنت الامام
»» من تخاريف المجلسي : ام زين العابدين / آه بيروز باد هرم
»» حكم التوسل بالميت ( عثمان الخميس )
 
قديم 29-08-16, 07:47 PM   رقم المشاركة : 4
محب ابو بكر و عمر
عضو ماسي






محب ابو بكر و عمر غير متصل

محب ابو بكر و عمر is on a distinguished road


الضعيف ليس له وجود في هذا الكون وعلينا ان نكون اقوياء في كل مناحي الحياة ونتغدى بأعداءنا قبل ان ان يتعشوا بنا







التوقيع :
الرافضة اخطر عدو على الاسلام وتريد تدميره فما دورك في الرد عليها.
من مواضيعي في المنتدى
»» معبر رفح
»» وقاحة ما بعدها وقاحة
»» رضاع الكبير والمتعة
»» تعليق
»» الى الاخوة السعوديين
 
قديم 01-09-16, 02:02 AM   رقم المشاركة : 5
نجلاء الاحساء
عضو ذهبي








نجلاء الاحساء غير متصل

نجلاء الاحساء is on a distinguished road


أ.د لطف الله خوجه

قبل أيام معدودات وقع مؤتمر في الشيشان، برعاية من رئيسها، سماه المؤتمرون له “من هم أهل السنة والجماعة؟!” وفي بيانه الختامي نص على: أن أهل السنة والجماعة هم: الأشعرية، والماتريدية معتقدا، والصوفية سلوكا. وبما أن معتقد جميع هؤلاء مبسوط مسطور في الكتب المتقدمة المؤسسة، فلنا أن نعود بهذه الدعوى؛ لمعالجة قضيتها لمعرفة “صدقها من كذبها”، بحسب مصطلح المناطقة،


فإن أحرى الناس بتمثيل أهل السنة في مرحلة مهمة من تاريخ الإسلام؛ في القرن الثاني والثالث هم: أئمة المذاهب الأربعة. والمظنون به على أهله: أنه لا خلاف بين المسلمين على هذا التمثيل. ولأجله سنعرض لمقارنة بين أقوالهم وأقوال الأشعرية في قضايا المعتقد الأصلية، ونعتمد – ضمن ما نعتمد – في هذا كتاب “الرسالة” للقشيري؛ حيث إنه عقد فصلا لبيان “عقيدة الصوفية”، هي ذاتها عقيدة الأشعرية؛ فهو صوفي أشعري، كما الغزالي، وكثير من الأشعرية هم صوفية، والعكس صحيح، وبعض هؤلاء أكد هذه النسبة بين الفريقين، فماذا في هذا الكتاب؟.

أولا: فيه أن “الإيمان: تصديق القلوب”، وهو قول الأشعري فيما نقله الشهرستاني في “الملل والنحل”. وتبعه الباقلاني في “الإنصاف”، وقلدهم فيه المتأخرون كما في “جوهرة التوحيد”، وهو قول أقرب إلى مذهب جهم لا أهل السنة؛ حيث إنه قال: “الإيمان هو المعرفة”، والتصديق يزيد على المعرفة بدرجة، لكن لا يصل إلى درج أهل السنة في هذا، الذين قالوا: “الإيمان قول وعمل”. بل هو بعيد جدا، وهذه أقوالهم:

أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال: “كان مالك بن أنس يقول: الإيمان قول وعمل”. الحلية

الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: “الإيمان قول وعمل يزيد وينقص”. مناقب الشافعي

عبد الله بن أحمد: سمعت أبي سُئل عن الإرجاء فقال: “الإيمان قول وعمل يزيد وينقص”. السنة

على هذا اتفاقهم، وقد حكى البخاري عن ألف من العلماء وزيادة أنهم قالوا: “الإيمان قول وعمل”. فعلى هذا إطباقهم وطباقهم، فأيهما على السنة، وهم أهل السنة والجماعة: آلذي يقول: الإيمان هو: “التصديق”. أم الذي يقول: “قول وعمل”؟

إن كان الأشعرية ومن وافقهم من الصوفية هم أهل السنة في هذه القضية الأصلية، فلا مناص من إخراج الأئمة الثلاثة من أهل السنة، فهل يوافق على هذا المؤتمرون، أم يتأولون كعادتهم؟

ثم إن الصوفية ليسوا كلهم على اتفاق مع الأشعرية في هذا، فمن متقدميهم الكلاباذي قد حكى عقائدهم في “التعرف” فنص في الإيمان على مثل ما قال به السلف والأئمة الثلاثة، قال: ” الإيمان عند الجمهور: قول وعمل ونية، ومعنى النية التصديق”. حتى يعلم المتصوفة أن ارتباطهم بالأشعرية ليس ضربا لازما، بل كثير من المتقدمين كانوا منكرين على المعتزلة والأشعرية متبرئين منهم، فألفوا في ذمهم مصنفات كـ “ذم الكلام” للسلمي وللهروي، أما أبو حنيفة فكان يقول الإيمان هو: “اعتقاد بالجنان، وقول باللسان”. ثم إن ابن عبد البر نقل عنه في “التمهيد” رجوعه إلى قول السلف في هذا.

فهذه قضية أصلية كبرى كالشمس وسط النهار، والقمر ليلة البدر، خالف فيها الأشعرية قول السلف قاطبة والأئمة الأربعة، فكيف يجرؤ هؤلاء المؤتمرون على الادعاء بأنهم يمثلون أهل السنة في هذا، وهم في حقيقة الأمر أقرب إلى مذهب جهم الملعون على لسان المؤمنين، جراء ما أحدثه وحرفه من الدين، إلا أن يكونوا غافلين، فأهل الغفلة عليهم إزالة غفلاتهم أولا، ثم الحديث باسم الأمة ثانيا، أو إنهم يمارسون تأويلا زائغا لكلام الأئمة كما مارسوه مع آيات الله!

* * *

ثانيا: طريقة الأشعرية في الصفات: إثبات سبع صفات، هي: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. يسمونها “صفات المعاني”، والقشيري ينقل ذلك، وبقية الصفات تؤول أو تفوض، وفي ذلك جاء في “الجوهرة”:

وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها

وهو – والكلاباذي كذلك – يقولان: إن كلامه بغير حرف ولا صوت. ومشهور عن الأشعرية أن كلامه تعالى نفسي؛ أي تكلم في نفسه، ولم يكن كلاما مسموعا بحرف وصوت، وفي هذا يستشهدون بالأخطل:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا

وعندهم أن الله تعالى ليس له مكان، وليس له في العلو، بل لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت. فهذه مسائل في الصفات عنهم، فماذا عن الأئمة؟

أبو حنيفة قال: “لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السُّنَّة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه: أحدٌ، صمد لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، حيٌّ، قادر، سميع، بصير، عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه”. الفقه الأبسط

وسُئل عن النزول الإلهي قال: “ينزل بلا كيف”. عقيدة السلف أصحاب الحديث

عن الوليد بن مسلم قال: «سألت مالكًا والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا أمروها كما جاءت”. الدارقطني في الصفات

وقال: “الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول”.

الذهبي في السير عن الشافعي أنه قال: “نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ووردت بها السنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}”.

عن عبد الله بن أحمد قال: “سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلّم الله موسى لم يتكلم بصوت فقال: تكلم الله بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت”. طبقات الحنابلة

عن أبي بكر المروزي قال: «سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمر الأخبار كما جاءت”. طبقات الحنابلة

هذه طائفة من نصوصهم في الصفات من غير استقصاء، وقد نقل من قولهم وغيرهم في إثبات علو الله تعالى واستوائه على العرش استواء يليق به، الإمامان ابن قدامة والذهبي في كتابيهما “العلو” نصوصا بالمئِين، عكس ما يقوله هؤلاء الأشعرية تماما: أنه ليس في العلو! كذلك ابن القيم في “اجتماع الجيوش الإسلامية”.

ولم نجد في كلامهم أنه يتكلم بغير صوت وحرف، بل ما نقله اللالكائي في “شرح أصول اعتقاد أهل السنة” وغيره من نصوص بلغت مبلغها كثرة، فيه إثباتهم كلام الله تعالى بصوت وحرف، وليس بكلام نفسي.

كذلك لم نجد أي كلمة منهم فيها حصر الصفات المثبتة في سبع صفات، بل هذا مما انحاز به الأشعرية عن الأمة والأئمة وانفردوا به.

ولم يتعرض الأئمة للتأويل، بل أقروا وأجمعوا على تفويض الكيفية، وجملهم فيها كثيرة جدا، لم تقتصر على الأئمة. هذا مع التنبيه إلى أن الأشعري خير من هؤلاء، فإنه لم يتأول النصوص كتأولهم، فقد أثبت الوجه واليدين على حقيقتهما، وهو ما نقله الشهرستاني عنه في “الملل”. فهؤلاء لا إمامهم تبعوا، ولا بأئمة المسلمين اقتدوا، ثم صاروا يدعون أنهم الممثلون الحصريون لأهل السنة والجماعة!

وبالجملة فكل مسائل الاعتقاد – ليس الصفات فحسب – قد تواطأت فيها ألفاظ السلف أئمة العلم والإيمان والحديث على خلاف ما أحدثه الأشعرية، ثم مع ذلك لا يتورع هؤلاء في ادعاء نسبتهم إلى هؤلاء الأئمة: إما باختيار متشابهات من كلامهم، يزعمون أنها تؤيد دعواهم، أو بتأويل قبيح ظاهر العبث والتبديل لكلام الأئمة، ولا عجب، فمن بدل معاني كلام الله تعالى، فتبديل معاني كلام البشر أيسر عليهم! ذلك مثل دعواهم في كلمة مالك: “الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول”. أن معناه: الاستيلاء.

فبالله عليكم: أين هذا المعنى في كلمة مالك؟!

يقول مالك: “الاستواء غير مجهول”.. “معلوم” – كما في رواية – والفهم الواضح لكلامه: أننا في لغتنا لا نجهل معنى الاستواء، وهو: العلو، والارتفاع، والاستقرار. كما حكاه أهل العربية في كتبهم، ولا يأتي في لغة العرب ألبتة بمعنى: الاستيلاء. فلم يعرف هذا إلا عن الأخطل النصراني، الذي قال:

قد استوى بِشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق

وقد فتش بعضهم في دواوين الشعر فلم يجد هذا البيت منسوبا إليه، فكيف ساغ لهذا المتأول أن يتسلط بمعنى أجنبي على الكلمة، ليحمّلها ويضمّنها كلمة الإمام فوق ذلك، هكذا بغير برهان إلا الادعاء، وممارسة التأويل القبيح الذي اتقنه هؤلاء، حتى حرفوا به الكلم عن مواضعه؟

إن كلمة مالك واضحة كل الوضوح: أن هذه الصفة معلومة المعنى في العربية، لكنا لا نفهم حقيقتها وكيفيتها. لأننا من جهة الأخبار الغيبية المتعلقة بالذات الإلهية، نعرف وجها دون وجه؛ نعرف ما يدور عليه المعنى وفق اللسان العربي، لكن لا نعرف ما تدور عليه الحقيقة و الكنهة؛ لأنه يفتقر لخبر آخر مفصل، أو تشترط له رؤية بصرية، وكلاهما غير حاصل، فنقف عند المعنى اللغوي من غير تدخل في الحقيقة والكيفية. هذا هو مؤدى الكلمة من غير تحريف، أما تفسيره بالاستيلاء، فليس فيه إلا الظن والعبث.

إن هذا التحريف منهم كمثل محاولاتهم المستميتة إلصاق التفويض للمعنى إلى السلف كأحمد وغيره، بجمل جاءت عنهم، حملوها على ما شاءوا، ليوافق مذهبهم في التفويض، ولم يسألوا أنفسهم يوما: لم يتركون كلمات الأئمة الصريحة في نقض مذاهبهم في الصفات، ويتعلقون بالمتشابه، ثم لا يجدون في كلامهم ما يجدونه عند أهل الكلام من: الكلام النفسي، بغير حرف ولا صوت، والسبع صفات إلى غيرها ؟!

حاصل الأمر: أن مذهب الأشعرية في الصفات أجنبي حتى عن الأشعري نفسه، فضلا عن الأئمة الأربعة والسلف، فهم يدورون على: التأويل الذي هو التعطيل في حقيقة معناه، وعلى تفويض المعنى، وعلى المجاز. هذا مع كون الطلمنكي وابن عبد البر قد نقلوا إجماع السلف على: إثبات صفات الله على الحقيقة لا المجاز. كذا هو في الاعتقاد القادري الذي أقر به علماء بغداد، وفيهم أشاعرة، في القرن الخامس، وفيه:

“وخلق العرش لا لحاجته إليه، فاستوى عليه كيف شاء وأراد، لا استقرار راحة كما يستريح الخلق.. لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية، ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق، تكلّم به تكليماً، وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل بعد ما سمعه جبريل منه، فتلا جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه محمد على أصحابه.. ويعلم أن الإيمان قول وعمل ونية، وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح تصديق به، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهو ذو أجزاء وشعب”.

فبعد هذا التباعد بين الطريقتين: الأشعرية، والسنية. كيف اقتحم هؤلاء سور الحقيقة، فثبتوا دعوى لا زمام لها ولا خطام أنهم هم أهل السنة لا من عداهم من السلفية، المتطرفين في حكمهم وقضائهم الجائر؟!

* * *

ثالثا: خبر الواحد مما اشتهر بإسقاط حجيته في العلم كل من المعتزلة والأشعرية، وفي هذا:

قال الباقلاني:”غير أن الفقهاء والمتكلمين قد تواضعوا على تسمية كل خبر قصر عن إيجاب العلم، بأنه خبر واحد، وسواء عندهم رواه الواحد أو الجماعة التي تزيد على الواحد. وهذا الخبر لا يوجب العلم على ما وصفناه أولا ولكن يوجب العمل”. تمهيد الأوائل

وقال الرازي: “أما التمسك بخبر الواحد في معرفة الله، فغير جائز”. أساس التقديس

وقال شلتوت شيخ الأزهر: “نصوص العلماء والمتكلمين والأصوليين مجتمعين على أن خبر الآحاد لا يفيد اليقين، فلا تثبت به العقيدة”. الإسلام عقيدة وشريعة

وكلامهم في هذا كثير، لكنا نجد الشافعي رحمه الله تعالى يقول غير هذا في رسالته:

“لو جاز لأحد من الناس أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الآحاد والانتهاء إليه، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلاَّ قد أثبته جاز لي، ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد، بما وصفت بأن ذلك موجود على كلِّهم”.

وحكى الإجماع مثله ابن عبد البر في التمهيد، وكذا ابن تيمية:

قال ابن عبد البر: “وكلهم يرون خبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعاً وحكماً وديناً في معتقده، على ذلك جماعة أهل السنة ولهم في الأحكام ما ذكرناه”.

قال ابن تيمية: “مما اتفق عليه سلف الأمة وأئمة الإسلام: أن الخبر الصحيح مقبول مصدق به في جميع أبواب العلم، لا يفرق بين المسائل العلمية والخبرية، ولا يرد الخبر في باب من الأبواب، سواء كانت أصولا أو فروعا بكونه خبر واحد، فإن هذا من محدثات أهل البدع المخالفة للسنة والجماعة”. جواب الاعتراضات المصرية

خطورة ما عليه الأشعرية في هذا الرأي، هو: أنه هدر لعامة نصوص السنة في الاعتقاد. إذ إن الأحاديث المتواترة في ذاتها قليلة، وفي قول بعض العلماء نفي لوجودها أصلا، لكن نسبتها إلى الآحاد كالماء في الصحراء، فجل الأحاديث هي من نوع الآحاد، ووضع قاعدة كهذه، هي من اختراع من قصد إراحة نفسه من تخريج الحديث وتوجيهه توجيها كلاميا فلسفيا مع تعذر وثقل؛ لمنافرة التوجيه لمعنى النص ظاهرا وباطنا، فيلجأ حينئذ إلى القول برده لآحاديته، بعدما بهره ظاهر النص بمعناه المبطل لما أراد تقريره. فهل يجوز للذي جعل من فريقه – حصرا -“أهل السنة”! وضع القواعد وتصريف الطرق لإبطال “السنة” بهذا الأصل البدعي؟ أم له وضع قاعدة أشنع من ذلك، يتوصل بها إلى القول بأن النص من قرآن وسنة لا يفيد اليقين؟ سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.

* * *

رابعا: من أشنع ما أتى به الأشعرية: تقريرهم أن النص لا يفيد اليقين، وإذا كان ليس فيه يقين، فاليقين أين يكون إذن، أفي قولهم هم والمعتزلة، أم الفلاسفة، أم الباطنية، أم من؟!

ذلك أنهم فرضوا حين تعارض العقل والنقل تقديم العقل مطلقا، فلولا أن النقل (= النص) لايفيد اليقين عندهم، لما تكلفوا وضع قاعدة يقدمون بها العقل مطلقا عند التعارض:

كما فعل الرازي قال: “أن يصدق الظواهر النقلية، ويكذب الظواهر العقلية، وذلك باطل؛ لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته، وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول”. أساس التقديس

والجويني قال: “إن كان مضمون الشرع المتصل بنا مخالفا لقضية العقل، فهو مردود قطعا بأن الشرع لا يخالف العقل، ولا يتصور في هذا ثبوت سمع قاطع، ولا خفاء به”. الإرشاد

فهذا الكلام يتضمن أمرين:

أولاهما: أن مثله لا يوجد في كلام السلف والأئمة الأربعة، بل عند المعتزلة والفلاسفة حصرا، فهؤلاء الأشعرية فيها تبع لهؤلاء المبتدعة لا أهل السنة والجماعة.

ثانيهما: تقرير أن هذا نص مخالف للعقل، يدخل فيه: التقدير الخاطئ، والهوى، واتباع الظن. وتطبيقات الأشعرية دالة على هذا، فقد نفوا علو الله تعالى واستواءه على العرش وسائر الصفات بدعوى مخالفة العقل، بينما لم يجد السلف – ولا الأربعة – في ذلك أية مخالفة عقلية؛ لأن مبنى المخالفة العقلية عندهم: تصور الإثبات موجب لتشبيه وتمثيل الخالق بالمخلوق. وهذا ممتنع. فهذا الامتناع في التشبيه والتمثيل صحيح، لكن الذي لم يفطنوا إليه: أن الإثبات غير موجب للتمثيل. ولأجله كان السلف يقولون: علو واستواء وصفات تليق به {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. فلم يكن عندهم تقدير أن الإثبات تمثيل، بل النفي تعطيل. فهؤلاء في حكمهم اعتمدوا عقولا جزئية لا العقل الكلي الذي عليه جميع العقلاء.

ولما كان هذا التقعيد موجبا لتعطيل النصوص وإبطالها بهذه الدعوى غير المنضبطة، ظهر منهم من يزعم أن النص الشرعي لا يفيد اليقين، إنما اليقين في العقل، وهو كلام متسق تماما مع القول بتقديم العقل مطلقا:

قال الإيجي صاحب “المواقف”: “الدلائل النقلية هل تفيد اليقين؟

قيل: لا؛ لتوقفه على العلم بالوضع والإرادة.

والأول (= العلم بالوضع): إنما يثبت بنقل اللغة والنحو والصرف وأصولها ثبت برواية الآحاد، وفروعها بالأقيسة، وكلاهما ظنيان.

والثاني (= الإرادة): يتوقف على عدم النقل والاشتراك، والمجاز والإضمار، والتخصيص والتقديم والتأخير، والكل لجواز بانتفائه، بل غايته الظن”.

يقول الجرجاني شارح المواقف: “إن القول بأن الأدلة النقلية لا تفيد اليقين هو: مذهب المعتزلة وجمهور الأشاعرة”. أي ما استقر عليه مذهبهم.

فمن يقول بأنه يمثل أهل السنة والجماعة حصرا واختصاصا، فعليه أن يأتي بأقوال أئمة الإسلام المعروفين من الأربعة وأقرانهم، أئمة القرنين الثاني والثالث – دع عنك الأول – من يوافقهم على هذا الرأي، فإن عجز، فإن لم يفعلوا، ولن يفعلوا، فقل: من أين لكم هذه الدعوى العريضة، وأنتم تعطلون وتبطلون معاني ما دلت عليه ألفاظ الكتاب والسنة، أية سنة، وأية جماعة عنها تتحدثون؟!

* * *

كافة الأصول العقدية يخالف فيها هؤلاء أهل القرون المفضلة، ثم من بعدهم من أئمة الحديث والأربعة وأقرانهم، وثمة مسائل لم نوردها هنا للاختصار، كانوا فيها منافرين للمعقول قبل المنقول والمأثور، كقولهم بأن أول الواجبات، هو: النظر، أو جزء النظر. حتى استقروا على القول بأنه: الشك. ومع أن جمعا منهم تبرأ من هذا القول كالغزالي و الآمدي، ورأوا فيه تضييقا لرحمة الله تعالى وحصرا للجنة على شرذمة قليلين من أهل الكلام، إلا أنهم مع ذلك لا يزالون يدرسون هذه المسألة على فسادها وخطرها ومنافاتها للمعقول والمنقول في الكليات والمعاهد الأزهرية. يعلمون الناس: أن يشكوا في إيمان الفطرة والتربية والتعليم لتحصيل إيمان ذاتي عقلي محض، غافلين ومتغافلين وصايا: الرازي، والجويني، والغزالي، و الشهرستاني.

لم يكن الأشعرية يوما امتدادا للسلف لا في المعتقد، ولا المنهج، ولا السلوك، فما عرف عن متعصبيهم إلا الهوى والظلم، وهم في ذلك تلامذة للمعتزلة، الذين ما إن مكنوا من السلطان حتى فعلوا ما لم يفعله أحد قبلهم، وهو امتحان الناس بخلق القرآن، فلا يعرف في الأمة امتحان كهذا، مع وجود: الشيعة، والخوارج، والقدرية، والجهمية، والمرجئة منذ القرن الأول، فلم يعرف عن علماء السنة تحريضهم الخلفاء، أن يمتحنوا الناس في اعتقادهم، والفحص عن بواطنهم ليعرفوا ما هم، كما فعل ابن أبي دؤاد وبشر المَريسي في عهد المأمون، والمعتصم، والواثق حتى اضطروا العلماء للتخفي بالقول وكتمان الحق خوفا من الأذى، فلم يثبت إلا الإمام أحمد، فتحمل أذى الجسد والسجن زمنا، كل ذلك لأنه استعصى عليهم أن يقول بخلق القرآن.

وهؤلاء الأشعرية – معهم الصوفية – فعلوا هكذا مع شيخ الإسلام ابن تيمية، فسعوا في أذاه، فكم من مرة سلطوا عليه العامة حتى ضربوه، ثم سعوا في سجنه مرارا وتكرارا حتى مات وهو مسجون مظلوم، لأنه أفتى بوقوع طلاق الثلاث واحدة، وعدم جواز شد الرحل إلى القبر النبوي، والفتوى الحموية، وقد قام لهم بالحجة والبرهان، وهم يتساقطون حوله صرعى لا يملكون بيانا ولا علما ناصعا، وهو يتحداهم إلى ثلاث سنين أن يأتوا بكلمة واحدة عن السلف يخالف ما جرى عليه في “الحموية” فلا يقوم له أحد منهم بشيء، فلما عجزوا عنه سعوا في إراقة دمه، وهكذا يفعل الجهل والهوى بصاحبه، فلا يردعه تقوى ولا علم وإيمان.

نقل ابن عبد الهادي في “العقود الدرية” عن الذهبي قوله:

” إلى أن دب إليه من أهل بلده الحسد، وألب أهل النظر منهم على ما ينتقد عليه من أمور المعتقد، فحفظوا عنه في ذلك كلاما أوسعوه بسببه ملاما، وفوقوا لتبديعه سهاما، وزعموا أنه خالف طريقهم، وفرق فريقهم، فنازعهم ونازعوه، وقاطع بعضهم وقاطعوه.

ثم نازع طائفة أخرى ينسبون من الفقر إلى طريقة، ويزعمون أنهم على أدق باطن منها وأجلى حقيقة، فكشف تلك الطرائق، وذكر لها على ما زعم بوائق، فآضت إلى الطائفة الأولى من منازعيه، واستعانت بذوي الضغن عليه من مقاطعيه، فوصلوا بالأمراء أمره، وأعمل كل منهم في كفره فكره، فرتبوا محاضر، وألّبوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر، وسعوا في نقله إلى حاضرة المملكة بالديار المصرية فنقل، وأودع السجن ساعة حضوره واعتقل، وعقدوا لإراقة دمه مجالس، وحشدوا لذلك قوما من عمار الزوايا وسكان المدارس، من مجامل في المنازعة، مخاتل بالمخادعة، ومن مجاهر بالتكفير مبارز بالمقاطعة، يسومونه ريب المنون، {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ}”.

فهل هذا فعل من اتبع هدي القرآن وسلوك السنة، لا يرعون فيه حق دمه حتى؟!

فكلما سادوا عذبوا من خالفهم، وقهروهم على معتقداتهم عنوة بكل ما يمكن، والبيان الختامي لهذا المؤتمر فيه هذا النفس الذي يسود فكر هؤلاء، من نفي من خالفهم نفيا تاما، ابتداء بعدم دعوة طائفة كبيرة من علماء الأمة، على رأسهم علماء السعودية، كأنه لا وجود لهم، وحصر الحضور في: الأشعرية، والماتريدية، والصوفية. ومتى كانت الأمة هي هذه الفئات الثلاث حصرا، وكلها من الفرق البدعية التي نشأت بعد مضي القرون المفضلة، وليس لها صلة نسب بعلم وعقيدة بهذا الصدر الأول؟

هذا و لم يعرف هؤلاء -الذين سموهم بالمتطرفين الذين اختطفوا الإسلام- اضطهادا لمن خالفهم، فهاهم أولاء الأشعرية والصوفية يملئون جامعات السعودية كأساتذة، يتعاقد معهم مع العلم بأنهم متخرجون من جامعات أشعرية، لكن ليس من غرض أتباع السلف، أهل السنة والجماعة حقا، قهر الناس على معتقداتهم، بل ما هي إلا دعوة بالكلمة الطيبة والحسنى، ولا يبلغ بأشدهم تعصبا أن يحرض على أذى مخالف في المعتقد، أو قهره، أو قتله، فغاية ما يمكن أن يفعل: لقياه بالجفاء والإعراض. وهو في ذلك يتبع وصايا السلف في الهجر، أو يفهمها على هذا النحو، فكل العدل والحكمة في موافقه السلف الصالح وطريقتهم مع المخالف، لكن الأشعرية ليس لهم هم إلا: النفي، والقهر، والتكفير. فكم امتلأت كتبهم بتكفير من خالفهم في المعتقد، ثم يأتي منهم من يرمي المحسن إليهم المعامل لهم بأخلاق النبوة بأوصاف التكفير والتطرف؛ كونه لم يكن معهم في المعتقد، فكل هذا على ما يدل؟

كلا، لم يتبع هؤلاء وصايا القرآن ولا النبي صلى الله عليه وسلم، بل ما أملاه عليهم الهوى والعقل المسلوب الهدى والتوفيق، فجروا بقبيح الأقوال والأفعال، إلا من كان منهم مرحوما مسددا، وجد نفسه في ساحتهم دهرا، فظنهم أهله وعشيرته في الاتباع، فأدرك بعد حين أن البدعة قد أحاطت بهم، فإما تبرأ منهم، أو يرجوها، أو سائر إليها، فكم منهم الذي تاب وأقلع، لكن يبقى في الناس فئة لا تحب أن تهتدي، و الله يهدي من يشاء.







التوقيع :
اسلك سبُل الهدى ، ولايحزنك قلة السالكين ، وتجنب سبُل الضلاله ، ولايغرك كثرة الهالكين .
من مواضيعي في المنتدى
»» التعليق على دعوى ( سريانية القران )
»» الجزائري : علي له محرميه لذلك نام مع رسول الله وزوجته في لحاف واحد
»» اخترع روآية فصدقوه وضجوا بالبكاء
»» الخوئي يرد على الخوئي وينفي ايمان زرارة
»» مناظرة نادرة بين يهودي عربي ومسيحي مصري
 
قديم 02-09-16, 01:04 AM   رقم المشاركة : 6
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


جزاكـ الله خير أخت نجلاء على هذه المتابعه ..

و تم التقييم ..






 
قديم 03-09-16, 08:14 PM   رقم المشاركة : 7
أبو ياسين
مشرف








أبو ياسين غير متصل

أبو ياسين is on a distinguished road


رئيس الشيشان المنافق عميل الكفار الروس المنسلخ من دين الله..







شتان بين رئيس حارب الروس وأذل بوتين

وبين كلب الروس الذي يفتخر بالكفار

وهاهو الكلب يسب العرب ويلعنههم ويتهمهم باللواط













التوقيع :


(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )
( أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )






أعتذر عن غيابي الطويل ..لظروفي القاهرة جدا...وسيكون تواجدي قليلا ومتقطعا حسب الظروف وقد أنقطع لفترات متباعدة وطويلة...وكل عام وأنتم بخير وشهر مبارك عليكم جميعا.
من مواضيعي في المنتدى
»» أبناء زنى / وحمير / وشر من اليهود والنصارى
»» سب الصحابة والتأويلات العجيبة عند الإسماعيلية الباطنية / 3
»» الأسد الشيعي/أثبت قولك وإلا فأنت كذاب أشر
»» مهدي الإسماعيلية...
»» خذوها صريحة من النعمان ..
 
قديم 03-09-16, 09:06 PM   رقم المشاركة : 8
عبيدالرحمن
مشترك جديد







عبيدالرحمن غير متصل

عبيدالرحمن is on a distinguished road


رمضان قاديروف هو كان مفتي الشيشان في عهد الثورة الشيشانية وهو من سلم الشيشان لروسيا في عهد الرئيس الذي أغتالته روسيا أصلان مسعادوف وتمت مكأفته لحكم الشيشان تحت النظام الفيدرالي وبالنسبة للمؤتمر فروسيا عدوة لدود ومعها إيران تسعى لهدم الإسلام وتحاربه وتتبنا أمور عظيمة لتفرقة المسلمين فكفانا تحالفات مع الرافضة ومايجري بالشام والعراق أكبر دليل على ذلك

والمؤتمر هذا لايمثل المسلمين لا من قريب ولا من بعيد وكلب روسيا ماهو بيضرنا عمله وهو الذي خان الثورة الشيشانية وسلم الشيشان على طبق من ذهب لروسيا أ هــ







 
قديم 03-09-16, 11:43 PM   رقم المشاركة : 9
أبو ياسين
مشرف








أبو ياسين غير متصل

أبو ياسين is on a distinguished road


الفتى سر أبيه....فأباه قد خان من قبل وارتمى في أحضان الروس الكفار...خائن ابن خائن

أما هذا الفاسق فأول مرة أسمع أنه كان مفتيا







التوقيع :


(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )
( أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )






أعتذر عن غيابي الطويل ..لظروفي القاهرة جدا...وسيكون تواجدي قليلا ومتقطعا حسب الظروف وقد أنقطع لفترات متباعدة وطويلة...وكل عام وأنتم بخير وشهر مبارك عليكم جميعا.
من مواضيعي في المنتدى
»» الشيخ محمد العريفي يثور دفاعا ًعن أمه أم المؤمنين عليها السلام ورضي الله عنها
»» سؤال للزملاء الإسماعيلية؟؟
»» كارثة : النبي محمد ليس هو النبي الحقيقي...ولكنه شخص آخر ..
»» الأسد الشيعي/أثبت قولك وإلا فأنت كذاب أشر
»» جعفر منصور اليمن يرد على عقائدي ..ويأتي بطامة على مذهبه..شاهد أعجب سيناريو في التاريخ
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:25 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "