الدكتور الشيعي جواد جعفر الخليلي يحكم بإرتداد الشيخين و ان السقيفة ام الفتن
من كتاب السقيفة امُّ الفتن للدكتور جواد جعفر الخليلي من ص86 الى ص88
ولكي أثبت أن السقيفة كانت أم الفتن ومنبع ظلم ، تلتها مظالم إلى اليوم ، وأنها لم تكن فيها لاصفة إجماعية ولا بعض إجماعية ، بل قامت على أكتاف أفراد رجال ونساء لا يعدون العشرة فيهم مكر وخداع ، وتلاها قتل وجور وسلب ونهب وسبي وكل ما يتصوره المرء من المظالم ، وتلا الغصب غصب مكرر على مر العصور والأحقاب ، والقسر قسر متكرر بدأ بإجبار علي عليهالسلام وبني هاشم والصحابة المقربين على البيعة ، وغصب نحلة فاطمة الزهراء عليهاالسلام بضعة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الطاهرة فدك ، وما تلا ذلك من اعتراضات علي وفاطمة وبنيهم عليهمالسلام وصحابتهم (رض) ،
أقدم نبذة من خطبة الزهراء عليهاالسلام التي خطبتها على أثر غصبهم منصب الخلافة ، وبعدها أعمال القسر والظلم ، وهي تذكرهم بأمجاد أبيها وبعلها ، وأعمالهم وما كانوا عليه قبل الاسلام ، حيث تقول :
«وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب ، ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق ، وتقتاتون الورق ، أذلة خاسئين ، تخافون
أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد التي واللتيا ، وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن للشيطان فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهوتها فلا ينكفئ حتى يطأ صحافها بأخمصه ويخمد لهيبها بسيفه ، مكدودا في ذات الله ، مجتهدا في أمر الله ، قريبا من رسول الله ، سيد أولياء الله ، مشمرا ، ناصحا ، مجدا ، كادحا ، وأنتم في رفاهية من العيش ، وادعون ، فاكهون ، آمنون» تعني الهيئة الحاكمة.
فانظر إلى هذه المناظرة الحقيقية الناصعة ، فهيهات تجد مثلها ومثل هذه الحقيقة في السابقة والإخلاص والتقوى والقرابة والثقة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والقدرة الفذة والتضحية المتناهية التي وجدت عند علي عليهالسلام ، وعلى نقيضها عندهم. فمن أحق منه بالخلافة ومن أجدر منه بالأمامة؟
ثم توجه خطابها الى السلطة الحاكمة :
«تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار» وهي تعني تآمرهم على آل البيت عليهماالسلام ، وقد مرت بنا التدابير التي اتخذوها قبل وبعد بعثة أسامة ، ولعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المتخلفين ، وموقف عمر من طلب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم القلم والقرطاس ، وبعدها ليلة السقيفة
ثم نراها تسترسل في خطبتها لائمة إياهم على تحديهم ونقضهم العهد وأثره ، ومنذرة إياهم عاقبة فعلهم ، بقولها : «فوسمتم غير إبلكم وأوردتم غير شربكم ، هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل ، والرسول لما يقبر ، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا ، وإن جنهم لمحيطة بالكافرين ، أما لعمر الله لقد لقحت فنظرة ريثما تحلب ، ثم احتلبوها طلاع القعب دما عبيطا ، هناك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسس الأولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم نفسا وأبشروا بسيف
صارم وهرج شامل واستبداد من الظالمين ، يدع فيأكم زهيدا وجمعكم حصيدا ، فيا حسرة عليكم».
وهكذا تعلن الزهراء عليهاالسلام وتفضح خططهم ، وتفند دعواهم من أنهم عملوا ما عملوا خوف الفتنة بل هي الفتنة ، ثم تعلن ارتدادهم بقولها «وإن جنهم لمحيطة بالكافرين» ، وتعلن استبدادهم وبعده خسرانهم ومنقلبهم ، وقد أقامت الحجة ، وأثبتت غصبهم لحقوق آل البيت عليهماالسلام في غاياتهم الوضيعة ونتائجهم المريعة ، وما سيلقونه يوم الجزاء من الأهوال الفظيعة من مركز العدل والقضاء الفصل.