آية الله محمد باقر الصدر انَّ انتصار ثورة الخميني هو تحقيق لحلم الانبياء والائمة
من كتاب محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق للشيخ أحمد أبو زيد العاملي
، ج4 ص
25
كان السيّد الصدر(رحمة الله) في غاية السرور حين تلقّى خبر انتصار الثورة الإسلاميّة، فقد دخل عليه السيّد محمود الخطيب في غرفته في الطابق العلوي فوجده يجتازها ذهاباً وإياباً ويفرك يديه فرحاً، ثمّ وقف ورفع يديه إلى السماء قائلاً: «الحمد لله.. لقد تحقّق حلم الأنبياء.. الحمد لله») .
و في ص26
« الآن وصلني خبرٌ يفيد بأنّ آخر معقل من معاقل الطاغوت قد سقط بأيدي المسلمين، وقد حقّق الإمام الخميني حلم الأنبياء [والأولياء والأئمّة في التاريخ]) ) »، «اليوم انتصر موسى على فرعون وتحقّقت كافّة أحلام الأنبياء. اليوم أسقط آية الله الخميني حكومة الشاه»() ) ،
«إنّ السيّد الإمام الخميني العظيم قد حقّق آمال الأنبياء والأوصياء والأئمّة(ع) وتوّج جهود هؤلاء العظماء بإقامة أنظف وأطهر دولة في التاريخ.. وأنا أطلب منكم أن تؤكّدوا وتركّزوا على مرجعيّة وقيادة الإمام الخميني، فالعمل الحقيقي هو ما قام به السيّد الإمام، والهدف من المرجعيّة هو إقامة حكم الإسلام على الأرض، [إنّ الهدف من المرجعيّة ليس هو قبض الحقّ الشرعي وتوزيعه أو تدريس الفقه وأصوله، بل المسؤوليّة الكبيرة التي يجب أن نفكّر فيها هي إقامة حكم الله، ولكنّ البعثيّين لا يسمحون لنا بتنفيذها]() ) ،وقد حقّق هذا الهدفَ السيّدُ الخميني العظيم، وعلى هذا أطلب منكم أن لا تطرحوا مرجعيّتي في إيران() ) ...
فمن قبل بي فهذا منهجي ورأيي، فلا بدّ من ترك الدعوة إلى مرجعيّتي وتقليدي في إيران، فإنّنا نبتغي في حركتنا تحقيق الإسلام وأحكامه ومناهجه، والسيّد الخميني قد حقّق ذلك، لذا تنبغي الدعوة إليه والالتفاف حول مرجعيّته وقيادته» ) .
ثمّ بدأ يتحدّث عن أهميّة هذا الانتصار العظيم، متمنيّاً تحقيق هذا الانتصار في العالم الإسلامي في ظلّ قيادة الإمام الحكيمة، ثمّ أعلن - وحيداً - عن تعطيل درسه ابتهاجاً بهذا الانتصار(7)) لمدّة لثلاثة أيّام ) قائلاً: «ما كو درس اليوم» ) و«سوف نجعل غداً عيداً بمناسبة انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران» ).
ثمّ قام بدعوة طلاّبه إلى الخروج بمسيرة طلابيّة تأييداً للثورة الإسلاميّة. وقد أصرّ على خروج هذه المسيرة من أجل كسر الطوق الذي ضربته السلطة، وقد تمّ اعتقال مجموعة من المشاركين، ولكن سرعان ما أفرج عنهم بعد تدخّل السيّد الصدر(رحمة الله) ).