لماذا عزل النبي (ص) أبا بكر ؟
اخوتي في الله هذا رد احد مشائخ الشيعه على هذا السؤال ؟
و دفعتني غيرتي على ديني ان اعرضه هنا لنرى كيف يفكرون قاتلهم الله
السيد العلامة سلطان الواعظين الشيرازي
قلت : لم يذكر أحد العلماء والمحدثين في الكتب سببا منصوصا لعمل النبي (ص) ، وإنما ذكروا بعض الأسباب الاحتمالية ، أشهرها ما نقله ابن حجر في صواعقه / 19 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرته تحت عنوان : تفسير قوله (ص) : ولا يؤدي عني إلا علي جاء فيه ، وقال الزهري : إنما أمر النبي (ص) عليا (ع) أن يقرأ براءة دون غيره لأن عادة العرب أن لا يتولى العهود إلا سيد القبيلة وزعيمها أو رجل من أهل بيته يقوم مقامه كأخ أو عم أو ابن عم فأجراهم على عادتهم ، قال : وقد ذكر أحمد في الفضائل بمعناه . (انتهى ما نقلناه من التذكرة ) .
وأما هذا في نظري غير تام ، لأنه لو كان كذلك لما بعث رسول الله (ص) أبا بكر أولا . بل كان من بادئ الأمر يبعث عمه العباس وهو ذو شيبة وكان يعد الشيخ ذا السن من بني هاشم ، وإنما الذي يظهر من هذا الأمر ، أن الله ورسوله (ص) أرادا أن يظهرا مقام الإمام علي(ع) ومنزلته ، وأنه سفير النبي (ص) ، والذي هو كفوٌ وأهل لينوب عنه (ص) .
نعم أرادا كشف هذه الحقيقة حتى يستنبط شيعة علي (ع) منها الرد القانع والجواب القاطع على كلامكم الزائف وقولكم بأن أبا بكر أحق بالخلافة من علي (ع) لأنه كان أسن منه .
وإذا كان النبي (ص) يبعث عليا (ع) بادئ الأمر ، ما كان يلفت النظر ولم يكن له هذا الصدى والانعكاس الذي حصل من عزل أبي بكر ونصب الإمام علي (ع) وذلك بأمر من جبرئيل عن الله عز وجل إذ قال : لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك .
فيحصل من هذا الخبر المتواتر أن نيابة رسول الله (ص) والقيام مقامه لا يرتبط بكبر السن أو حداثته ، وإنما يلزم فيه الكفاءات ، واللياقات التي كانت في الإمام علي (ع) ولم تكن في أبي بكر ، ولذا عزل النبي (ص) ـ بأمر الله سبحانه ـ أبا بكر ونصب الإمام علي لأداء تلك المهمة ، فهو المقدم عند الله ورسوله (ص) على أبي بكر وغيره
السيد عبدالحي : لقد ورد في بعض الأخبار عن أبي هريرة بأن عليا كرم الله وجهه التحق بأبي بكر بأمر النبي (ص) ، وذهبا معا إلى مكة فعلي بلغ الآيات النازلة في أول سورة البراءة ، وأبو بكر علم الناس مناسك الحج ، فكلاهما متساويان في التبليغ .
قلت : هذا الخبر من وضع البكريين وأكاذيبهم وهو غير مشهور ويعارضه الخبر المتواتر المسلم عليه وهو عزل أبي بكر بأمر الله سبحانه ونصب الإمام علي (ع) مكانه وتبليغه الآيات بوحده . ومن الواضح لزوم التمسك بالخبر المروي في الصحاح والمسانيد والمجمع عليه بين الرواة والمحدثين ، وطرح الخبر الضعيف المعارض .
والنتيجة الحاصلة من هذا الخبر أن السن غير دخيل في نيابة رسول الله (ص) وخلافته ، بل اتفاق العقلاء والنبلاء بلزوم العلم والتقوى في الإمام الذي يتعين لقيادة الأمة .
ولهذا قدم الله ورسوله (ص) عليا (ع) إذ كان أعلم الصحابة حتى قال رسول الله (ص) في حقه : علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي(1) . فخصه دون غيره بهذه الفضيلة العالية والمنقبة السامية .
حسبنا الله هو نعم الوكيل