رضي الله عن عثمان بن عفان استحضرني قوله المشهور يعد هذه الحادثه

[معاوية]

..لقد ابتلي علي- رضي الله عنه- في أيام خلافته بمحب غال" ومبغض قال"..وتمادى امر الخوارج حتى ضللوا عليا" -رضي الله عنه- وأتباعه.. ومعاوية -رضي الله عنه- وأتباعه.. وكفروا الجميع.. وخرجوا عليهم مستحلين لقتالهم.. فقال علي لأصحابه : يقاتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان.
ثم نهزالى قتال الخوارج..فجرى له معهم وقعات..ولما أفناهم قتلا" ولم يبق لهم شوكة ولاجماعة..اجتمع نفر من بقاياهم وتعاقدوا على قتله.. وقتل معاوية وعمرو بن العاص (رضي الله عنهم جميعا)

وكان الذي التزم لهم قتل علي -رضي الله عنه- أشقى الأخوين عبد الرحمن بن ملجم الحميري ثم المرادي..

قدم الكوفة قاصدا" لذلك وخرج الى السدة التي يخرج منها علي الى المسجد..فكمن فيها ومعه شبيب بن بحرة..

فلما خرج علي بدره شبيب فضربه فأخطأ.. ثم ضربه ابن ملجم على رأسه.. وقال الحكم لله يا علي..لا لك ولا

لأصحابك.. فقال علي : لا يفوتكم الكلب.فشد الناس عليه من كل جانب حتى أمسكوه وخرج شبيب هاربا" من

باب كندة .. ثم قال علي - رضي الله عنه-: احبسوه ..فان مت فاقتلوه ولا تمثلوا به..وان لم امت فالامر الي في

العفو والقصاص..

فلما مات تقدم أبناؤه فقتلوا ابن ملجم ..وذهب الى ربه ليحاسبه على فعله الأثيم...

ورحل علي - رضي الله عنه- الى الدار الآخرة ..وقد طعن غدرا" في يوم السابع عشر من رمضان سنة اربعين للهجره..
في مثل اليوم الذي كان يطاعن فيه الكفار وينازل الطواغيت في غزوة بدر الكبرى.

رحل ابن ابي طالب (رضي الله عنه) بعدما سطر في كل لحظة من حياته الأمجاد والبطولات ونشر العلم النافع

وتخرج به الأئمة العلماء.. فكانت حياة البشرية..وراحت تجذب الى مدارها كل قيم البطولة والبسالة .. والحق و

الايمان.. والصدق والاخلاص.. والشرف والنجدة..

فهنيئا" له تلك الصحبة وبوركت تلك الأعمال الجليلة التي سطرها .. ونعم الخاتمة التى نالها ولتهنأه المنزلة من

الجنان في جوار ابن عمه وأبي زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.


لقد صدق عثمان بن عفان- رضي الله عنه عندما قال قولته المشهوره. ياقوم -وهو يخاطب الخوارج -

لا تقتلوني فاني وال" وأخ مسلم فوالله ان اردت الا الاصلاح ما استطعت..اصبت او اخطأت. وانكم ان تقتلوني لا

تصلوا جميعا" ابدا" ولا تغزوا جميعا" ابدا" ولا يقسم فيؤكم بينكم - فلما ابوا قال:

(( اللهم أحصهم عددا". وقتلهم بددا" ولا تبق منهم أحدا" ))

قال مجاهد : فقتل الله منهم من قتل في الفتنة وبعث يزيد الى أهل المدينه عشرين الفا" فأباحوا المدينة ثلاثا"

يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم ..