من تطورات الرافضة - الحسين بن حمدان الخصيبي من مغالٍِِ الى ثقة

[ابو بكر الباقلاني]

من يقرأ تاريخ مذهب الرافضة... يلاحظ تطور عقدي في كل مراحل تاريخ الرفض و التطور سلبي في كل اتجاهه
لأن ما بني على باطل فانه مآله البطلان و الخسران و هذا لا شك فيه

و من التطور هو اتجاه الرفض من غلو الى غلو ارفع من السابق

و من التطورات الأخيرة أن رجل مثل الحسين بن حمدان الخصيبي المتوفي عام 334 هـ وهو الغلاة المفوضة و من مؤسسي ديانة النصيرية المغضوب عليه عند متقدمي الإمامية اصبح من المرغوب فيهم و الثقات عند الرافضة الإمامية !!

وهذا التحول يعني أن تقبل مرويات الخصيبي التي طابعها التأليه للأئمة و مروياته تعتبر امتداد للغلاة المفوضة الذين ظهروا في عصر جعفر بن محمد الصادق وهم اتباع ابي الخطاب الاسدي الذي اتخذ جعفر إلها و لعنه جعفر باعتراف الإمامية , ومن اتباع الاسدي المفضل بن عمر و محمد بن سنان و غيرهم من المفوضة و من طالع كتاب الهداية الكبرى للخصيبي يلاحظ أن جل روايته عن المفوضة الكفرة عند الإمامية انفسهم فأن الإمامية ينقلون عن أئمتهم أن المفوضة اشد كفرا من المشركين فأن ابن بابويه القمي المسمى عند الرافضة بالصدوق يروى بسنده في "عيون أخبار الرضا الجزء1 صفحة219 " " عن أبي هاشم الجعفري قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن الغلاة والمفوضة فقال الغلاة كفار والمفوضة مشركون من جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو شاربهم أو وأصلهم أو زوجهم أو تزوج منهم أو آمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز وجل وولاية رسول الله ص وولايتنا أهل البيت ."

رغم أن حزب الخصيبي و تيار المفوضة يعتبرون الإمامية من المقصّرة في حق الأئمة " ابتسامة " :d


* اقول القادحين

قال النجاشي
"الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني أبو عبد الله فاسد المذهب " رجال النجاشي ص 67 برقم 159

و قال ابن الغضائري :
"الحسين بن حمدان ، الحصيني الجُنْبُلائيّ ، أبو عبد الله . كذّاب ، فاسد المذهب ، صاحب مقالة ملعونة ، لا يلتفت إليه"
رجال ابن الغضائري ص 54 رقم 40

...أقوال المادحين

و ثم جاء المتأخرون من الرافضة فعدوله و مدحوا عقيدته و لاسيما أن هذا الزمان يشهد التصالح السياسي بين ملل الكفر النصرية و الإمامية :d
فالسياسة تعلب دورها في تطور الرافضة

ومن هولاء تلميذ الخميني جعفر السبحاني الذي فقد قال في كتابه " الملل و النحل " ج8 ص419
"وأقوال الموَرخين المعاصرين عنه كثيرة بين متحامل عليه وحاقد ، وبين ملتزم في الصمت ، منهم : النجاشي ، وابن الغضائري ، وصاحب الخلاصة من المتحاملين عليه"اهـ

و قال ايضا في نفس الصفحة " في أعيان الشيعة للعلاّمة السيد محسن الاَمين العاملي ترجمة للخصيبي مفادها امتداحه والثناء عليه وكلّ ما نسب إليه من معاصريه وغيرهم لا أصل له ولا صحّة وإنّما كان طاهر السريرة والجيب وصحيح العقيدة. " أهـ

فالسبحاني و قبله الأمين يجرحا في النجاشي و ابن الغضائري وهما من أهم المصادر الرجلية عند الإمامية لعيون النصيرية

و من آثار هذا الزواج الغير ميمون بين الإمامية و النصيرية ...الالتقاء و الفصل حول الخلاف بين طبيعة الأئمة و الذي تطور من غلو الى غلو .. ابتداءً من علماء ابرار اهل اجتهاد الى معصومين من الخطأ و السهو و النسيان إلى الولاية التكوينة و تدبير الكائنات و أقانيم تحاكي أقانيم النصارى


و الحمد لله على نعمة اتباع سنة رسول الله و السلف الصالح

قال تعالى :

" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"