قال الخبير السياسي التركي "إبراهيم كالين" إن الاحتياجات الاستراتيجية وأولويات القوتين الإقليميتين تركيا والسعودية تتطلب تعاوناً أقرب وأكثر شمولاً حول القضايا الإقليمية والدولية التي تواجه العالم الإسلامي. مشيرًا إلى أن الثورات والثورات المضادة للربيع العربي قد شكلت فرصاً جديدةً وتحدّيات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأدّت مُطالبات الشعوب العربية بتحقيق العدالة والمساواة
والكرامة والرفاهية إلى إسقاط زعماء دكتاتوريين قُدماء مثل مبارك والقذافي، كما أخذت منحىً عنيفاً في سوريا وليبيا.
وعدد كالين فى مقال له بموقع "ترك برس" تحت عنوان "صفحة جديدة فى العلاقات التركية السعودية" تحديات الشرق الأوسط التي تتطلب تعاونا تركيا سعوديا؛ فقال: إنه مع استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، دخلت اليمن في حالة من الاضطراب وأصبحت تمثّل صراعاً كبيراً في منطقة الخليج. وخلق الانقلاب في مصر انقسامات عميقة وتوترات في البلاد. ويُعد احتواء التوترات السياسية، وإصلاح الصّدوع الاجتماعية وفتح الفضاء السياسي للجميع شرطاً لا غنى عنه لتحقيق الاستقرار والسلام.
وأضاف : دخلت الحرب الأهلية في سوريا عامها الرابع، وحصدت من الأرواح أكثر من 300 ألف. وتحول ملايين السوريين إلى لاجئين ومشرّدين في داخل البلاد. علاوة على ذلك، حولت الحرب في سوريا ذلك البلد إلى أرض ولّادةٍ للتطرف العنيف مع سيطرة "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)" على مساحات واسعة من سوريا والعراق. كما تُعاني الحكومة العراقية الجديدة بسبب ضعف الحكومة المركزية، وتهديد داعش، والمجموعات المسلّحة والاقتصاد الذي يُعاني على الرغم من عوائد النفط.
وفي ملف آخر يتطلب تعاونا بين الرياض وانقرة قال الخبير السياسي التركي : تظل القضية الفلسطينية في قلب سياسات الشرق الأوسط. مع تداعي عملية السلام، بتحدّي نتنياهو للعالم العربي والولايات المتحدة الأمريكية في آن واحد. كما أنّ المصالحة الوطنية الفلسطينية، التي تسهلها المملكة العربية السعودية بدعم من تركيا، ضرورية أكثر من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن اللحظة الراهنة تشهدد تمدّداً للتوترات الطائفية الممتدة من سوريا إلى لبنان، ومن العراق إلى اليمن، والبحرين وباكستان، مما يسبب انقسامات عميقة في المنطقة. وتعتقد كل من السعودية وتركيا بأنّ السياسات الطائفية والصراع الطائفي أثّرا بشكل كبير على المنطقة وينبغي استبدالهما بسياسة السلام والتعاون في المنطقة.
وأوضح أن الملك سلمان بث طاقة جديدة في البنية السياسية السعودية. كسياسي مُتمرّس، يعدّ الملك الأمن والسلام الإقليميين أولويةً قُصوى من أجل علاقات سياسية واقتصادية أفضل في المنطقة. كما أنّ فريقه على وعي تامّ بحقيقة أنّ التوترات الإقليمية تؤثر في كل الدول بما في ذلك المملكة العربية السعودية، وهذه نقطة جوهرية تتّفق عندها تركيا مع السعودية بشكل مطلق.
08-03-15, 08:35 AM
العرض العادي
