خاتم النبوة
كما وجدنا من قبل ذكر في كتب أهل الكتاب لصفات للنبي صلى الله عليه وسلم معنوية، وجدنا كذلك الجسدية، مثل خاتم النبوة...
ذكر أشعيا في سفره نبوءة عن إحدى صفات النبي المنتظر فقال:
"لأنه يولد لنا ولد ويعطي لنا ابن [3] يحمل الرياسة على كتفه" أشعيا 9: 6.
كما ذكر يوحنا ذلك أيضاً: لا تسعوا وراء الطعام الفاني بل وراء الطعام الباقي إلى الحياة الأبدية، والذي يعطيكم إياه ابن الإنسان[4]، لأن هذا[5] قد وضع الله ختمه عليه" يوحنا 6: 27.
يفسر أهل الكتاب هذا الخاتم تفسيراً معنوياً لا مادياً. أي انه دليل عظمة ورياسة فقط والحق أن المعنى في الموضعين السابقين يحتمل هذا وذاك.
*** يفصل في هذا الأمر، الخاتم جسدي أم معنوي. المخطوطات الكتابية المكتشفة حديثاً ألا وهي مخطوطات البحر الميت المكتشفة عام 1947م التي كتبت في خلال القرن الأول قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى.
ذكرت هذه المخطوطات ( 40Messq 1:2 ) أن هناك علامات على جسد النبي المنتظر تشبه حبات العدس.
كذلك ذكر في كتاب من كتب اليهود القديمة كتب المركبة Seper Assap ذكر في هذا الكتاب أن هذه العلامات الجسدية بعضها مثل حبات العدس وبعضها مثل بذور الخيار [6].
هذا يتفق تماماً مع نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام. فمن المعروف عنه وجود خاتم النبوة بين كتفيه.
ذكر ذلك الصحابي سلمان الفارسي في نهاية سرده لقصة إسلامه بعد بحثه الطويل عن الحقيقة الذي دفعه إلى ترك ثراء أبيه ودفعه للرق ثم اتبع النصارى الموحدين وعلم منهم صفات نبي آخر الزمان ثم اختبر محمد عليه الصلاة والسلام في هذه الصفحات وكان آخرها خاتم النبوة ".... ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزراً بواحدة، مرتدياً الأخرى، فسلمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه... خاتم النبوة، كما وصف لي صاحبي..." رواه أحمد والطبراني وابن سعد عن ابن عباس.
ذكر ذلك أيضاً الصحابي عبد الله بن سرجس: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ناس من أصحابه، فدرت خلفه هكذا، فعرف الذي أريد، فألقى الرداء عن ظهره، فرأيت موضع الخاتم على نغض كتفه مثل الجمع حوله خيلان، كأنها الثآليل[6]" رواه مسلم والترمذي والنسائي".
= قليل من التأمل يظهر لنا التطابق بين ما ذكر في هذين الحديثين وما ذكر في كتب اليهود المذكورة قبلها خاصة كتاب Seper Assaq الذي يذكر أن خاتم النبوة مكون من جزئين كما روى عبد الله بن سلام