كتب – كريم مجدي:
“ع. صلاح”، 22 سنة، الحالة الزوجية، متزوج ولديه طفلة واحدة، سليم الجسم، أبيض البشرة، أسود الشعر، أسود العينين، المهنة: كاسب، المسكن: بغداد العراق، البرج: العقرب، للبيع !!
.ما قرأته ليس مواصفات شخص يبحث عن زوجة ثانية في إعلان على إحدى القنوات التليفزيونية، إنما مواصفات شخص يعرض نفسه للبيع ، وليس هو وحده من قام بهذا، فهناك الآن العشرات مثله ممن يعرضون نفسهم للبيع على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.لم تكن هذه المرة الأولى التي يعرض شخص فيه نفسه للبيع على الانترنت، ففي 2012، عرض مواطن عراقي نفسه للبيع في مزاد علني عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وأوضح ستار عبد الله سلمان، الذي يبلغ من العمر 38 عاما، أن قراره جاء بعد مضي أكثر من عامين على تقديمه طلبات عديدة لمجلس الوزراء بإسقاط جنسيته العراقية وإعلانه التنازل عن العراق وما فيه، وأن جميع الطلبات قوبلت بالتجاهل من قبل الحكومة العراقية، إلا أن الحالة التي بين يدينا الأن مختلفة، فمن يبحث عن بيع أنفسهم هما أناس متزوجين ولهم أبناء وتعد حالتهم المادية مستقرة بشكل كبير، ولم يكن الدافع لبيع أنفسهم هو الفقر أو البطالة.ويضع المبتاعون، شروط لبيع أنفسهم، منها أن لا يأمروا في ما لا يخالف شرع الله، فهم معروضون، للعبودية أو للعمل أو للتزويج، وهناك لجنة خاصة للتفاوض مع المشترين، وأنه سوف يتم إعلان صفحات خاصة للبيع، وأجمع المقدمين على بيع أنفسهم، أنهم فعلوا ذلك ابتغاء لمرضات الله ولتعجيل ظهور الإمام المهدي.
وفي سؤالنا لأحد القائمين على صفحة “شباب للبيع”، وهي الصحفة المسؤولة عن إعلانات بيع هؤلاء الشباب، عن السبب الحقيقي وراء بيع الشباب لأنفسهم، قال أن هؤلاء الشباب أمنوا بفكرة وعقيدة لإصلاح المجتمع ونشر الإسلام الصحيح الخالي من التطرف والطائفية والتمهيد لتأسيس حكومة إلهية تحكم بإرادة السماء وهذا يكون عن طريق بيع أنفسهم لإنشاء قناة فضائية.وأضاف، أن هذه القناة هدفها نشر الإسلام المحمدي الأصيل، وتوضيح ما تشابه على الناس، والخطأ الذي أدى إلى تفكك المسلمين وقتل بعضهم بعضاً ورفع الظلم عن الناس، وقال أن خطوة بيع النفس قام بها هؤلاء الشباب ومعهم الكثيرين بعد أن طرقوا كل الأبواب لهذا الأمر ولم يجدوا آذان صاغية.
ويقول الباحث والخبير الاجتماعي العراقي انتصار محمد ": "هذه نكسة. العراق يتخلف. هناك عشرات من المعلنين عن بيع أنفسهم وترك أهلهم واستخدامهم خدما مقابل مبلغ مالي يستلمه رجل الدين القحطاني بحجة تهيئة أجواء ظهور المهدي، ومنها فضائية وبيت مناسب له، وقد تتطور لتكون سيارة في المستقبل، ويعدهم بأن ذلك سيعجل ظهوره من غيبته وسيكون العبيد الجدد الذين باعوا أنفسهم أول جنود جيشه، وأوّل من يدخل الجنة"
وتعود القصة إلى بعض الروايات الشيعية المرتبطة بظهور المهدي، فمن شروط الإمام المهدي عند الشيعة، إطلاق “الصيحة”، والتي اختلف العلماء الشيعة حول مصدرها، إلا أنهم أجمعوا على أنها ستخرج من مكان قريب، والمكان القريب في تفسير بعضهم هو “التليفزيون”، ولهذا يجب تخصيص قناة تليفزيونية لهذه الصيحة حتى يتم التعجيل بخروج الإمام المهدي، ولأن فتح قناة تليفزيونية مسألة باهظة التكاليف، فلقد قرر بعض الشباب بيع أنفسهم بكامل قواهم العقلية والنفسية، كما باع الخضر نفسه لأحد الأشخاص مقابل مبلغ من المال، وفقاً للروايات الشيعية.
&
&
&،
الله لايبلانه .
