بــســم الله الــرحــمــن الــرحــيــم
حوار: صلاح عبد الرحمن
ـ الهند والصين متحالفتان مع حكومة بورما وتمنعان المنظمات الدولية من تقديم المساعدة لـمسلمي الروهنجيا.
ـ النازحون داخل أراكان تجاوزوا المائة وخمسين ألف نسمة، والهاربون خارج الإقليم بلغوا أكثر من سبعين ألف شخص.
ـ العصابات البوذية قامت في العامين الأخيرين - بدعم من الحكومة - بهدم كثير من المساجد الأثرية وحولت بعضها إلى معابد للبوذيين.
ـ أطالب بإنشاء "لجنة أراكان" على غرار لجنة القدس في منظمة التعاون الإسلامي.
طالب عطا الله نور الإسلام - رئيس وكالة أنباء الروهنجيا -
منظمة التعاون الإسلامي منح مسلمي الروهنجيا مقعدًا فيها بصفة مراقب، وأيضًا إنشاء لجنة تسمى "لجنة أراكان" على غرار لجنة القدس، وتعنى بمتابعة أوضاع المسلمين بصفة دائمة ومباشرة، وتقوم أيضًا بمتابعة قرارات الهيئات الدولية الأخرى التي تؤيد موقف المنظمة.
وذكر في حواره مع "مفكرة الإسلام" أن السلطات البورمية ارتكبت مجازر كثيرة منذ احتلالها لمملكة أراكان، وراح ضحية بعض تلك المجازر أكثر من مائة ألف شخص كما حدث في مذبحة عام 1942م.
وأضاف أن الأطباء البوذيين ينزعون الأعضاء الداخلية من مرضى المسلمين ويبيعونها لتجار الأعضاء البشرية في العالم.
وإلي نص الحوار:
ـ مفكرة الإسلام : بداية نريد أن تشرح لنا قضية المسلمين في بورما وأوضاعها التاريخية والسياسية؟
قضية مسلمي بورما لها جذور تاريخية تعود إلى أكثر من ألف ومائتي عام تقريبًا؛ وذلك عندما وصل الإسلام إلى منطقة أراكان في القرن السابع الميلادي؛ وانتشر هناك سريعًا، وأنشأوا مملكة إسلامية سميت بمملكة "أراكان".
واستمرت لمدة ثلاثة قرون ونصف حتى عام 1784م، حيث ترك المسلمون في أراكان آثارًا إسلامية متنوعة من مساجد ومدارس وأربطة، منها مسجد "بدر مقام" والمشهور جدًّا، ومسجد "سندي خان" الذي بني في عام 1430م وغيرها من المساجد والآثار الإسلامية، إضافة إلى العديد من المصكوكات الإسلامية التي نقشت عليها كلمة التوحيد واسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأسماء الصحابة، وبقيت شاهدة حتى يومنا هذا لقيام مملكة إسلامية هناك.
وبعد احتلال بورما لأراكان مارست مع مسلمي الروهنجيا ممارسات تعسفية؛ من قتل واغتصاب واعتقال واستعباد، ونهب ثروات المسلمين وممتلكاتهم، وعندها أصبح المسلمون مستضعفين ومضطهدين بعد أن كانوا حكامًا ومماليك، والله المستعان.
- مفكرة الإسلام : ما حجم المجازر التي ترتكبها السلطات والعصابات ضد المسلمين في بورما؟
ارتكبت سلطات بورما مجازر كثيرة منذ احتلالها لمملكة أراكان، وراح ضحية بعض تلك المجازر أكثر من مائة ألف شخص كما حدث في مذبحة عام 1942م.
ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا وقعت أكثر من عشرين مذبحة راح ضحيتها ما يقرب من مليون مسلم، إضافة إلى تشريد أكثر من مليوني مسلم من قبل البوذيين، ويعيشون الآن في مخيمات اللاجئين في بعض الدول المجاورة وفي بعض بلدان العالم.
وفي منتصف عام 2012م بدأت مذبحة تمثلت في حرق قرى المسلمين وقتل النساء والأطفال والشيوخ واعتقال الرجال في ثكنات الجيش وزجهم في السجون واستخدامهم في أعمال السخرة من إنشاء معسكرات وتعبيد الطرق.
وأيضًا هناك اعتقال للآلاف من النساء والصبايا واستغلالهن جنسيًّا، حتى إنه يوجد لدينا بعض المعلومات التي تفيد أن الآلاف من النساء أصبحن حوامل، بل إن بعضهن وضعن حملهن.
ومع الهجمات البوذية المنظمة من قبل جماعة 969 المتطرفة والمدعومة من حكومة بورما؛ اضطر أكثر من مائتي ألف شخص من ترك ديارهم، وأصبحوا نازحين داخل البلاد، في مخيمات أقل ما يقال عنها: إنها أشبه بالسجون، بل أسوأ من ذلك.
كما فر عشرات الآلاف إلى خارج البلاد عبر قوارب خشبية متهالكة، ومات الكثير منهم غرقًا في خليج البنغال والمحيط الهندي في أثناء لجوئهم إلى الدول المحيطة ببورما، مثل تايلاند وماليزيا وإندونيسيا.
- مفكرة الإسلام : ما حجم المساعدات والمساندة التي توجهها الدول الإسلامية لكم عبر المنظمات الدولية الرسمية وعبر الدول مباشرة؟
المساعدات التي تصل مسلمي الروهنجيا في أراكان ومخيمات اللاجئين قليلة جدًّا نظرًا للاحتياج الكبير هناك، فهناك منظمات تأتي من بعض الدول الإسلامية كتركيا وقطر تقدم أنواعًا من الإغاثات التي لا تسد الاحتياج ولا تكفي الحاجة، وبخاصة داخل أراكان.
وهناك أكثر من مليون شخص لم يستطيعوا الزراعة في موسم الأمطار، وعليه فلا توجد عندهم مدخرات من الأرز والقمح، إضافة إلى عدم تمكنهم من الخروج لصيد السمك بسبب منع السلطات الأمنية والعصابات البوذية التي تعتدي عليهم بالضرب والقتل والنهب.
وأنا من هذا المنبر الإعلامي أقول للمسلمين: اتقوا الله - تعالى -، وأدوا المسؤولية الملقاة على عواتقكم تجاه المظلومين والمضطهدين من المسلمين، وتذكروا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم).
- مفكرة الإسلام : كيف هو حال أوضاع المسلمين في مخيمات اللجوء، ومن يقدم المساعدات الإنسانية لهم؟
كما ذكرت في الإجابة السابقة أن هناك بعض المنظمات من بعض الدول الإسلامية وبعض دول العالم تقوم بتقديم بعض المساعدات، ولكن لا تكفي الحاجة؛ فهناك مئات الآلاف من البشر في مخيمات اللاجئين ببنجلاديش والهند وتايلاند ونيبال؛ يشتكون من الحاجة الشديدة والجوع والفقر والبرد، وانتشار الأمراض والأوبئة بسبب عدم وجود أماكن مناسبة لعيش البشر، وعدم توفر المياه النظيفة، مع عدم تمكن الأطفال من أخذ اللقاحات، وعدم وجود مستوصفات طبية أو مدارس، فالوضع مأساوي جدًّا، ويحتاج إلى هبَّة ونجدة من الأمة الإسلامية، بل من العالم أجمع.
- مفكرة الإسلام : ما مقدار التعاون والتحالف بين الرئيس الحالي لبورما مع الهند والصين؟ وكيف يؤثر ذلك في قضية المسلمين هناك؟ وكيف يمكن للدول الإسلامية أن تؤثر في كلتا الدولتين للضغط على الحكومة في بورما؟
الصين والهند لهما مصالح وأطماع كبيرة في بورما، وبخاصة ولاية أراكان ونهر ناف الفاصل بين بورما وبنجلاديش، والغني بالخيرات والنفط والغاز والثروات الطبيعية؛ ولهذا فإن التنسيق الأمني والتعاون والتحالف بين بورما والهند والصين على أعلى مستوى منذ مدة طويلة، وقوي في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن انتشر خبر إعلان القاعدة بإنشاء فرع لها في شمال القارة الهندية.
وهذا التحالف أثَّر كثيرًا في أوضاع المسلمين هناك؛ لأنه الحلف يريد إرضاء حكومة بورما مقابل الحصول على خيرات البلاد؛ وعليه فقد قامت تلك الدول بالتضييق على مسلمي الروهنجيا وعلى من يقوم بتقديم المساعدات لهم، ومنع المنظمات الدولية من تقديم المساعدات المباشرة للروهنجيين، والتضييق على النشطاء العاملين في المجال السياسي أو الإغاثي، وإلصاق تهم باطلة ضدهم.
وبإمكان الدول الإسلامية أن تلعب دورًا كبيرًا في تغيير الوضع هناك؛ حيث تحتفظ كبريات الدول الإسلامية بعلاقات متميزة مع تلك الدول، ولها علاقات تجارية معها، وتستطيع توظيفها في خدمة قضية مسلمي بورما، وتحسين أوضاعهم من جميع النواحي، فهم بحاجة ماسة إلى وقوف العالم معهم في الوقت الذي يتعرضون فيه إلى أسوأ أنواع الظلم والاضطهاد في تاريخ البشرية.
31-12-14, 02:57 AM
مذابح الاحتلال في أراكان يرويها رئيس وكالة أنباء الروهينجا في حوار حصري (1)
العرض العادي
