الحداثة مصيدة الجهلاء وفرحة السفهاء الأعداء

[سيوف العـز]

الحداثة هي ليست تجديد ، فشتان بين المصطلحين من ناحية المفهوم والمنهج .

فالحداثة تعني تقديم العقل على النقل ، وهذا ديدن الزنادقة وأهل الكلام من عصورٍ مضت وليسوا فقط في زماننا هذا ، إلى أنه انضمّ إليهم في زماننا هذا أهل الأهواء العابثون في الدين ، الذين لا يجرؤون على إنكار معلومة واحدة في علم الحيوانات أو علم النباتات لأنهم مسلّمون بها تسليماً بلا تحريكـ لعقولهم لأنهم يرون أنهم أصغر من أن يناقشوا موضوعاً لا يفهموا بعلمه شيئا ، لذا هم مصدقون كل ما يقوله الدكتور جورج أو الطبيب البروفيسور تشارلز أو المهندس حنفي .
بل أنهم لا ينكرون ما يقوله الفيلسوف شونق هنق بنق أو مريم حداد من مقولة أو عبارة ، وتجدهم يتقزّمون عن مجرد مناقشتها والحديث حولها !.

،

المسألة جد خطيرة ، وإعتماد مبدأ تقديم العقل على النقل هذا من الموبقات والمهلكات التي تقود صاحب هذا المبدأ إلى الضلال الذي ينتهي إلى الزندقه .

معلومة :
لو تبحّرت أخي الفاضل وأختي الفاضلة إلى رموز الحداثة في عصرنا هذا لرأيت أن من بينهم أناساً ليسوا بمسلمين أصلاً ، بل هم نصارى أو يهود أو أناس لا يهمّهم الدين أصلاً حتى وإن ادعوا الإسلام ، بل هم تابعوا أهواء باحثون عن الشهرة وكسب الأضواء أمام العالم وجني ما تصبوا إليه عقولهم الصغيرة وطموحاتهم الساقطة على حساب دينهم .

،

بخصوص الحديث الشريف ، سأورد معلومة مهمّة يجب أن نعلمها نحن العوامّ ونفقهها :

الحديث الموضوع هو الذي لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام رضوان ربي عليهم ، فقد وضعه أناساً ملاحدة زنادقة ، وأذكّركم بقصة ذاكـ الملحد الزنديق في العصر العباسي الذي حكم عليه القاضي بالقصاص ، وقبل أن يتم تنفيذ الحكم عليه قال :
لقد وضعت على نبيكم قرابة 5000 حديث ، فرد عليه القاضي - إن لم أخطئ - وقال أين أنت من فلان وفلان وفلان وفلان - يقصد علماء الحديث المعاصرون في نفس ذاكـ الزمان - فوالله إنهم أعدّوا الغرابيل لينقّوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم من كل ماهو موضوع ومكذوب .
الشاهد أن كل زمن يقيّض الله لهذا الدين وللسنة عباداً صالحون يحمون هذه السنة المطهّرة .
وزماننا هذا حافل بعلماء الحديث ولله الفضل والمنّه ، ولا يظن أحداً أن بإستطاعته وضع أي حديث على الرسول صلى الله عليه وسلم من دون أن يُكشف .
فهذا دين الله تكفّل بحفظه بتهيئة أناساً يذودون عنه شاء من شاء وأبى من أبى .

وبخصوص الحديث الضعيف ، أقول بعض الأحاديث الضعيفة ترقى إلى الحسن والصحيح، حينما يقوّيها متنُ آخر - أي حديثُ آخر صحيح - .

م ن ...............