السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير
أولاً أعتذر للغالي ولكل المشاركين في الموضوع لني طلبت ابو يزن القصيمي بالاسم
الفقدي له في الشبكة وحبي الشخصه الكريم
ع سالفة أعيادنا قديماً كانت أعيادنا سابقاً تبدأ من عصر آخر يوم من رمضان حيث كان هناك مثل شعبي
أو حكمة شعبية تقول ليلة العيد باينة من عصاريها
فيحصل أن نشعر بالشبع في عصر آخر يوم في رمضان
أو هكذا يخيل لنا
فنتطارى بها فان أحسسنا بالشبع فهذه أول علامة بأن العيد سيكون يوم الغد وان حصل أن شعرنا بالجوع
فنتخيل أن يوم غدٍ تكملة الثلاثين رمضان خخخخ
نذهب لصلاة المغرب في المسجد في آخر يوم من رمضان
وتكون كالعادة فطرة جماعية يشارك فيها أهل القرية وهناك نتطارى بسالفة الجوع والشبع
ثم بعد الصلاة نتلفت لعلنا نسمع من أحد المتأخرين الذين يقضون
مافاتهم من الصلاة خبراً عن العيد
فان لم يأتينا أحدٌ بالخبر نعود أدراجنا الى البيوت وقد نسمع بالخبر من التلفاز في فترة
مابين المغرب والعشاء .. وأحياناً يتأخر الخبر الى وقت صلاة العشاء
فنصلي العشاء وبمجرد الانتهاء من الصلاة نتلفت لعلنا نسمع بالخبر
من أحد المتأخرين
وكان هناك رجلٌ في القرية معروف في أغلب الأعوام هو من يأتينا بالخبر ذلك الرجل كان بيته قريبٌ جداً
من المسجد فكان يتأخر عن الصلاة حتى يتأكد ويسمع بخبر العيد من التلفاز ثم يأتي الى صلاة العشاء
متأخراً وبعد أن يقضي مافاته من الصلاة كل من في المسجد ينتظره فيلتفت اليهم ويقول كل عام وأنتم بخير
عندها نطير فرحأ بالخبر وخاصة نحن الأطفال الصغار وتبدأ التبريكات والمعايدات من المسجد
ننطلق بعدها مسرعين الى البيوت لنسلم ع الوالد والوالده والأخوات ونهنئهن بالعيد ثم نخرج نحن الأطفال
الى أزقة وميادين وطرق القرية لنعيش اللحظات السعيدة التي تبدأ غالباً بالطراطيع والألعاب النارية
وأتذكر جيداً كان هناك تحديات في الألعاب النارية بين قريتنا
والقرى المجاورة وهم بالمناسبة من نفس الفخذ وكانت التحديات
على من يكثر من الألعاب النارية
في ليلة العيد كان يتم اشعال روس الجبال بالنيران وكان المغزى من هذه الحركة أنها علامة للقرى المجاورة
بأن يوم العيد هو غداّ فتشعل مثلاً قريتنا فترى القرية المجاورة النيران فيشعلوا نارهم
لتراها القرى الأخرى فيقومون أيضاً بالاشعال وهكذا حتى ترى رؤوس الجبال كأنها البراكين
وكان أغلب مايشعل هو ايطارات السيارات والشاحنات
لأنها تبقى مشتعلة لفترة طويلة ولا تنتهي نارها بسهولة
نبقى على هذا الحال الى منتصف الليل تقريباً
نذهب بعدها للبيت لنستعد للعيد بالاغتسال وتجهيز ملابس العيد لاننا كنا
غالباً ما نشتريها من بداية شهر رمضان
ثم نلقي بأجسامنا الصغيرة المتعبة المرهقة عل فرش النوم لِننام نومة من يستعجل الايقاظ
وينتظره بفارغ الصبر
قبل صلاة الفجر يقوم الوالد أو الوالدة بايقاظنا من النوم وما ان نسمع صوت أحدهم
حتى نفز ونقفز من مراقدنا غير مصدقين بأن يوم العيد قد بدأ
نتوجه الى مسجد القرية لنصلي الفجر ثم نعود الى البيوت لنلبس ملابس العيد وأكل حبات من التمر
أو الرطب مع القهوة التي أعدتها الوالدة مسبقاً
ثم نتوجه الى مسجد العيد الذي يقع في ربوة مرتفعة متوسطة بين أربع قُرى والمسجد عبارة عن أرض خلاء
مسورة وفي جانبها غرفة يجمع بها الفرش والسجاد ومعدات تكبير الصوت
يجتمع في هذا المصلى
كل أهل هذه القُرى الأربع للصلاة وطوال الطريق الذي نقطعه مشياً على الأقدام لا نسمع الى التكبيرات (تكبيرات العيد) والتهاني والتحايا
من جموع المتوجهين الى مسجد العيد
بعد أن نصل الى المسجد نقوم بالمشاركة في فرش أرض المصلى مع باقي شباب وأطفال القرية وكبار الجماعة يوجهوننا
ثم نجلس للتكبير وانتظار الامام وما ان يحظر الامام حتى نقف جميعاً
للصلاة ثم نستمع بعدها لخطبة العيد كاملة
بعد الانتهاء من الصلاة نقوم بالتوجه الى القرية وهناك يبدأ مسلسل العيد بزيارة البيوت بيتاً بيتاً والسلام ع أهلها
ومعايدتهم ويكون أهل البيت مستعدين للزوار بالقهوة والتمر والسمن والعسل والخبزة (خبزة الملة)
وشيئاً من الفاكهة وكل بيت بما يجود والأهم من هذا كله هو حلاوة العيد التي يحرص أهل كل بيتٍ نزوره بأن نأخذ منها
في أثناء زيارات البيوت تكون الألعاب النارية حاضرة فما أن نخرج من بيت ونتوجه الى آخر
حتى نقوم بممارسة هواية اشعالها
طبعاً كل هذا الكلام خاص بنا نحن الأطفال الذين نحرص على التجمع مع بعض
أما الكبار فلهم طريقتهم .. فكانوا منذ نزولهم
من مصلى العيد يتوجهون مباشرة الى أول بيت من القرية يصادفهم ليباركوا لصاحبه
ويعيدوه ثم البيت الذي يليه ثم الذي يليه حتى ينتهون من كل بيوت القرية
بعد أن ينتهي الكبار من معايدة كل بيوت القرية يجتمعون ويكون هناك اتفاق مسبق ع ذلك المهم يجتمعون
ويتوجهون الى القرية المجاورة للمعايدة وكان الاتفاق على أن تكون معايدة كل القرى الأربع المتجاورة
في اليوم الأول على القرية الفلانية واليوم الثاني بقية القرى الأربع على القرية الثانية وهكذا وتكون المعايدة
في بيت أو مجلس كبير كل قرية .. وكان ذلك كله سيراً ع الأقدام ودون استخدام السيارات
الا أن يكون لرجلٍ مقعد أو لمن لا يستطيع المشي
نعود للأطفال .. نبقى على ذلك الحال من زيارات للبيوت واللعب بالألعاب النارية .. وكان الكثير من أهل القرية
سواءً رجال أو نساء يجهزون المبالغ المالية للعيد وهي عبارة عن صرف كمية من النقود
من فئة العشرة والخمسة ريالات .. وكلما مرينا على بيت نحصل منه على شيءٍ من هذه المبالغ
وأثناء طوافنا ببيوت القرية ومرحنا وفرحتنا كانت ولابد تمر بنا أسراب من فتيات القرية .. كل سرب لا يقل عن ثلاث فتيات ولا يزيد عن الست
وهذه الأسراب تتوجه أيضاً الى بيوت القرية للمعايدة .. فما ان نرى أحد هذه الأسراب الجميلة
حتى نتصلب في أماكننا بدون حركة ولا شعور لنرى بديع خلق الخالق وحسن تصويره
وجلاً وخوفاً ورعباً من ذلك المنظر الأخاذ الخوف والحيا منا
والخوف من الزلة ح
نستمر على ذلك الحال من معايدات وزيارات وألعاب حتى يدخل وقت صلاة الظهر لنتوجه الى مسجد القرية
للصلاة وبعدها نعود الى البيت لنلقى بأجسامنا الضعيفة المنهكة
التي أرهقها التعب ونستسلم لنوم عميق حتى وقت العصر
بعد الاستيقاظ وأداء صلاة العصر نُكمل باقي يومنا على نفس الحال من الزيارات واللعب والمرح
ومن بعد المغرب تبدأ الجمعات في البيوت ومناسبات العشاء والغداء
فأول وليمة تكون وليمة العشاء ليوم العيد .. وبعدها ومن اليوم الثاني
تتحول الولائم الى غداء وعشاء وكل يوم في بيت .. حتى انها تستمر لمدة أربعة أو خمسة أيام
والذبائح غالباً ماتكون من أصحاب الحلال من أهل القرية .. والطبخ أيضاً يكون من أهل القرية
حيث يأتي الرجال بالقدور والصحون ويقومون بالطبخ
طبعاً كل عائلة كبيرة ولها ولائمها .. ولأن عائلتنا كبيرة
كانت لاتنتهي مناسبات الطعام الا في رابع أو خامس يومٍ من العيد
كان هُناك ترابط عجيب .. لدرجة أن حتى من لم يحضر لهذه المناسبات لأي سبب كان كمرض أو غيره .. يقوم الجماعة
بارسالنا نحن الصغار بطعامه الذي يغرف في صحن ويغطي بسفرة أو قصدير ونوصله له الى باب بيته
ثم ننتظر بالباب حتى يتم افراغ الصحن لنعود به
الى أصحاب الوليمة
هذا ما أسعفني به الوقت لذكره عن تلك الأعياد التي أدعو الله مخلصاً من قلبي أن تعود
بالمناسبة كانت هذه الأعياد في بدايات الثمانينات الميلادية
وصلى الله وسلم على نبينا ومحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا