أرادوا صرف منقبة " ذو النورين " عن عثمان فوقعوا في الطعن بنبينا صلى الله عليه وسلم !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمن يتتبع مناقشات الشيعة وأطروحاتهم سيجد استماتة في صرف الفضائل الثابتة عن صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم ، عن طريق تأويلها إو إنكارها.
وموضوعنا شاهدٌ على ذلك ، إذ بعد أن خصَّ الله تعالى عثمان رضي الله عنه بفضيلة لم يشركه فيها غيره وهي الزواج بابنتين من بنات نبينا صلى الله عليه وسلم ، حتى فاز بلقب ذي النورين ، وجدنا الشيعة أقبلوا على هذه المنقبة بخيلهم ورجلهم تأويلاً وتحريفاً لعلهم يشبعوا حقدهم ..
وكان من بين المحاولات لصرف هذه المنقبة هي دعوى كونهما ربائب رباهما النبي صلى الله عليه وسلم ولسن بناته ..
ولكن الإشكالية هي هل كان عثمان رضي الله عنه يملك الأهلية من حيث دينه وإيمانه وخلقه أم لا ؟
ومدار الجواب حول خيارين لا ثالث لهما وكما يلي:
الخيار الأول:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوَّج عثمان رضي الله عنه بناءاً على امتلاكه تلك الأهلية في دينه وإيمانه وخلقه كما نقل الخميني في كتابه ( تحرير الوسيلة ) ( 2 / 240 ) :[ ولا ينظر إلى شرافة الحسب وعلو النسب ، فعن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله " إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، قلت : يا رسول الله وإن كان دنيا في نسبه ، قال : إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " ].
ففي هذا التزويج تزكية من النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بكونه مرضياً في دينه وخلقه ، وهو ما يدندن حوله أهل السنة.
الخيار الثاني:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوَّج عثمان رضي الله عنه بالرغم من عدم امتلاكه تلك الأهلية في دينه وإيمانه وخلقه.
وهذا طعنٌ في النبي صلى الله عليه وسلم فداه أبي وأمي كما هو ظاهر.
بل حتى لو قلنا بكونه صلى الله عليه وسلم قد زوجه ربائبه وليس بناته ، فهو لا يبعد الطعن عنه صلى الله عليه وسلم بتزويجه لفاقد الأهلية في دينه وخلقه.
بل أن دعوى كونهن ربائب يزيد طعناً جديداً إضافة لما تقدم والمتمثل بخيانة النبي صلى الله عليه وسلم لأمانة الربائب في عنقه فاختار لهن أسوأ الأزواج ولم يحرص على تزويجهن بمن هو مرضي في دينه وخلقه ، بينما في تزويج ابنته فاطمة حرص على اختيار أفضل الرجال في دينه وخلقه وهو علي رضي الله عنه.
فلماذا التفريط والتهاون بتزويج الربائب من عثمان - بأوصافه السيئة عند الإمامية - وهنَّ أمانة في عنقه ، بينما نجد التدقيق والفحص والتنقيب فيمن يزوجه ابنته فاطمة ؟!!!
فكان من المتوقع من المسلم العادي أن يساوي بين اليتيمات وبناته في حق التزويج بصاحب خلق ودين وإيمان هذا إن لم يقدم الربائب على بنته ، فكيف بنبينا صلى الله عليه وسلم وهو الرحمة المهداة ؟!!!
وإني والله أعرف شخصاً من أهل الفضل والدين تزوج بإمرأة عندها بنات من زوجها الأول - المتوفى - فأحسن تربيتهن ولم يزوجهن إلا بصاحب دين وخلق ، فكان خيرُ مربٍ ووالدٍ لهن في كل شئ كما شَهِدْنَ له بذلك ، أ فليس رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بذلك ؟!!!
أم أنه يريد التخلص منهن بأي طريقة حاشاه بأبي هو وأمي ، وخصوصا إن استحضرنا ما ورد في كتب الإمامية بأن رقية قد قتلها عثمان بعد الضرب الشديد ، كما أثبته أخي المبدع الشيخ أحمد الأحمري - أبو شيماء المدني - في موضوعه القاتل:
كسر الاضلاع وفراق الابضاع:: عرفنا مظلومية الزهراء ، فأين مظلومية [رقــيـــة ] ؟!