نبدأ سويًا الطريق إلى النجاح، فإن الحياة بها من المفاتيح الفعالة التي يجب على كل شاب أن يمتلكها لكي يصبح شخصية ناجحة وفعالة تحقق أهدافها وتصل للنجاح والتميز، وفي هذا المقال وما بعده؛ سنتعرف على هذه المفاتيح على شكل خطوات عملية نقطعها سويًا وصولًا إلى القمة بإذن الله..
الخطوة الأولى: التوكل على الله:
وما أجملها من خطوة، وما أحلاه من إنجاز، أن يبدأ الشاب خطواته إلى النجاح متوكلًا على الذي خلقه، وأمده بالقدرة على الإنجاز.
إن أهم خطوة في طريق النجاح ينبني عليها ما بعدها هي الثقة في الله والتوكل عليه سبحانه، فإنك لكي تكون ناجحًا وتحقق أحلامك وأهدافك يجب عليك أن تقف وتضع قدميك على الدرجة الأولى من الهرم وهي التوكل على الله عز وجل وأن تنوي جميع أعمالك لله عز وجل وتتوكل عليه وتثق أنه سبحانه وتعالى لن يخذلك وسيكون دائمًا بجوراك، قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
الخطوة الثانية: حدد أهدافك
بعد التوكل على الله عز وجل، يجلس الإنسان ليحدد أهدافه، يضع نصب عينيه الهدف الأكبر الذي يريد الوصول إليه، وكذلك وطموحاته وأحلامه في جميع المجالات ومن خلال أركان الاتزان السبعة، فيقوم الشاب بتدوينها بحيث يجعلها جميعًا موصلة إلى الهدف الأكبر الخاص به، فيقوم بوضع:
الأهداف الروحانية..
الأهداف العائلية..
الأهداف المهنية..
الأهداف المادية..
الأهداف الشخصية..
الأهداف الاجتماعية..
الأهداف الصحية..
تحقيق الأهداف في أركان الاتزان السبعة:
الركن الأول: الروحاني
هذا الركن من أهم الأركان، ويجب أن يكون له أولوية في حياة الشاب، فهو الركن الأساسي لاتزان الإنسان ويشتمل بالأساس على معرفة الله عز وجل حق المعرفة والمحافظة على العبادات والأخلاق الحسنة ورضا الله عزو وجل في كل حال، والسعي إلى الحياة الطيبية في ظل معرفة الله، فمعرفة الله قرن عين وسعادة في الدنيا والآخرة.
الركن الثاني: العائلي
أما الركن الثاني فهو الاهتمام بالصحة والجسد، كثير منها يضع أهدافًا طوال ويشغل فيها عقله ويتعب فيها بدنه، ويتشاغل عن الاعتناء بهذا الجسد، وينسى أو يتناسى أن سبيل الوصول إلى أهدافه وتحقيق طموحاته إنما يكون من خلال الجسد، فمن خلاله يعبر إلى أهدافه، فماذا لو أهلكه وأتعبه وأمرضه، إن الاعتناء بالجسد مكسب استراتيجي بلا شك، فيجب على كل شاب أن يهتم ببنيانه وصحته وتغذيته وأن يجري كشفًا دوريًا وأن يبتعد عن كل ما يضر بصحته ويحرص على ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة المفيدة.
الركان الثالث: الشخصي
إن كثيرًا منا مع انشغاله بواقع الحياة، ومواصلة السعي فيها، ينسى أن يهتم بنفسه وأن يجعلها دائمًا مبتهجة سعيدة راضية مستبشرة، تسعى وتجتهد وتخطط وتدبر وهي تعلم أن النجاح يقينًا سيتحقق وإنما مأمول أن يتحقق، فإن تحقق فبتيسير من الله عز وجل وأن لم يتحقق فهي تجربة على طريق النجاح فيرضى ويراجع الأسباب ويعيد الكرة من جديد.
الركن الرابع: العائلي
صديقي الشاب، هل تسمح لي بسؤال؟
كم من الوقت تقضيه مع أسرتك وبين أهلك؟
ما هي عدد الساعات التي تقضيها مع أقاربك وأحباب العائلة؟
من المهم لكي يحدث الاتزان في حياة الإنسان، أن يخصص وقتًا لعائلته وأن يحاول إسعادهم دائمًا، وأن يكون دائمًا بجانبهم وفي خدمتهم ولا يبخل عليهم، فما عاش من عاش لنفسه.
الركن الخامس: الاجتماعي
الإنسان يشعر بسعادة حقيقية، عندما يحب ويحصل على حب من المحيط الذي حوله، ولا يكون ذلك إلا إذا سعى في بناء علاقات اجتماعية قوية في ظل رضوان الله عز وجل، والعلاقات تشمل علاقاتك بأصدقائك وعلاقتك مع الآخرين وكيف تتواصل معهم.
إن السعي في خدمة الآخرين، لهو أحد أسباب تقوية العلاقات، وهو سبب رئيس من أسباب السعادة الحقيقية التي تملأ القلب إن كانت خدمته سعيًا في إسعاد الآخرين والوقوف بجوارهم ومد يد العون لهم، وكثيرًا ما أوصى الأطباء في العيادات النفسية المرضى، بأن يخصصوا وقتًا لإسعاد الآخرين ودعمهم ومساعدتهم، فالآن وجب عليك أن تسأل نفسك:
هل تبذل مجهودًا لكي تكتسب محبة الآخرين؟
الركن السادس: الركن المهني
ماذا تخطط؟ وماذا تفعل لكي تنجح في عملك؟ هل أنت راض عن عملك؟
أسئلة ربما تدور في كثير من أذهنة الشباب أو لا تدور، ولكن يجب أن نتوقف عندها ونعلم جيدًا..
أنه ينبغي على كل واحد منا أن يكون سعيدًا في عمله لكي ينجح فيه، ويصل إلى أعلى المناصب والمراتب، ربما يكون العمل المتاح لك الآن والذي تقوم به ليس هو الأفضل على الإطلاق، وأنت متطلع لغيره، لا بأس.. ولكن لا تجعل من حياتك الآن جحيمًا لأنك لا تحبه، أو لأنه ليس الأفضل، حاول أن تجتهد في تعمل لربما تستفد منه شيئًا واحدًا على الأقل، فطالما أنت تعمله وتقضي فيه وقتًا لماذا لا تتفاعل معه وتعطه حقه، وتقضي فيه الوقت برضا وسعاده بدل من أن تقضيه بحزن وسخط، إذا تفاءلت في عملت واعتبرته مرحلة من مراحل حياتك، ستبحث عن الإجابي فيه وستخرج منه بفائدة حتى لو كانت واحده، وكما قيل: "حب ما تعمل، حتى تعمل ما تحب".
الركن السابع: المادي
وهو ركن مهم لشعور الشخص بالاستقرار، فينبغي على الشاب أن يبدأ في التخطيط لدخل جيد، يعنيه على قضاء حوائجه، فيمكن للشخص أن يعدد من عمله بحيث يحقق الدخل المناسب وتأكد دائمًا أن الاجتهاد وحب العمل بالإضافة إلى الوقت يساوي التميز والمال.
وبذلك نكون قد انتهينا من الخطوة الأولى والثانية، وتتبقى خطوات أخرى على طريق النجاح نواصل الحديث عنها في مقالات قديمة.
22-02-14, 09:25 AM
العرض العادي
