الحاج الشيخ مهدي القمي وخاتم الشفاء
كان المرحوم الحاج الشيخ مهدي يسكن أطراف مدينة قم، وكان صاحب كرامات باهرة ومقامات عالية، ومن جملة كراماته: أنه لو وضع إصبعه أو خاتمه على مكان لدغ الأفعى أو العقرب يسكن الألم ويذهب السم فوراً، ويشفى المريض، وهذا الموضوع تناقله العلماء وأعيان قم.
ونقل أنه سافر المرحوم الحاج الشيخ مهدي إلى أصفهان، وعندما أراد الرجوع إلى قم أراد أن يركب السيارة فامتنع السائق ـ تحت تأثير جور رضا خان ـ أن يركبه السيارة، وقال: أعتذر عن ركوب رجال الدين في السيارة، وأخيراً وبعد وساطة مدير الكراج اقتنع صاحب السيارة أن يركب الشيخ مهدي، وتحركت السيارة، واتفق أثناء الطريق أن حدث للسيارة عطل، فصاح السائق بصوت عال وكان منذ البداية لا يرغب في صعود الشيخ مهدي إلى السيارة قائلاً: ألم أقل بأن هذا الشيخ لا يصعد السيارة، أرأيتم كيف صح قولي، إن السيارة قد أصابها العطل إثر صعود هذا الشيخ.
وتجاوز هذا السائق الحد وأمام أنظار المسافرين وأخذ باللوم على الشيخ، فتفرق المسافرون في أطراف الجادة، والشيخ مع بعض مريديه جلسوا في جهة أخرى، وفي هذه الأثناء قصد السائق مكاناً ليقضي حاجته فسمع صراخه وهو يقول: أيها الناس! أسعفوني أسعفوني، فهرع إليه الناس ليروا ما الذي جرى له، ولما وصلوا إليه رأوا أن أفعى قد لدغت رجله، فعرف السائق حينذاك أن هذا البلاء الذي لحقه كان من جراء إهانته لشخصية الحاج الشيخ مهدي، وحيث لم يكن في تلك الصحراء وسيلة للعلاج، وموته أصبح حتمياً، قال للذين اجتمعوا حوله: قولوا للشيخ أن يعفو عني ويسامحني عن ذنبي الذي اقترفته.
فلما قيل لهذا العالم الجليل القدر ما جرى للسائق وشرحوا له القضية، أجاب: بأني عفوت عنه، ائتوني به، فلما جيء به إلى الشيخ وهو يصرخ ويصيح من شدة الألم، عندها وضع الشيخ خاتمه على مكان لدغ الأفعى فخرج السم على الفور وسكن الألم، وكأن الله وببركة الشيخ قد أعطى السائق عمراً جديداً، وبقي حتى آخر عمره من مريدي الشيخ المخلصين وتاب عما بدر منه.
http://alshirazi.com/compilations/hi...ar/part3/1.htm