حول ( فناء النار وانقطاع العذاب )
بين اتهامات الكوراني لعمر وابن تيمية و صدمات الشيرازي
بسم الله الرحمن الرحيم . .
إشكال يكرر كثيرا . .
قال الشيخ الشيعي - الرافض للإنقراض - علي الكوراني في كتابه : ( ألف سؤال وإشكال ) - ج 1 - ص 154 - 158 :
المسألة : 52 ما رأيكم في قول عمر وابن تيمية بفناء النار ونقل أهلها إلى الجنة ! من بديهيات عقائد الإسلام الخلود في الآخرة لأهل الجنة وأهل النار . . . وفي هذه العقيدة الأساسية تدخل عمر بن الخطاب أيضا ، فقال إن أهل النار ليسوا مخلدين فيها ، . . . وقد أخذ عمر عقيدته هذه من اليهود ولم يأخذ بتكذيب القرآن لهم . . . .الأسئلة 1 - هل توافقون على رأي عمر بفناء النار وانتهاء العقاب في الآخرة ؟ 2 - بماذا تفسرون تبني عمر لهذه العقيدة اليهودية مع تكذيب القرآن لها ؟ ! . . . أ.هـ
أقول : كلام الكوراني طويل وحشو ممل وحاولت جاهدا اختصاره فلم استطع إلا بهذه الصورة ومن يريده بطوله يرجع للمصدر المذكور . . ومن الكوراني أخذ مقلديه يكررون كلامه هنا وهناك . . ولنقف عند الأسئلة التي طرحها وهي :
( هل توافقون على رأي عمر بفناء النار وانتهاء العقاب في الآخرة ؟ 2 - بماذا تفسرون تبني عمر لهذه العقيدة اليهودية مع تكذيب القرآن لها ؟ ! )
أرجوا تذكرها جيدا . .
والآن مع المفاجئة !!
# الوثيقة :
# النص مختصرا بتصرف :
قال الشيعي الإمامي العلامة الكبير الحكيم الكبريائي آية الله الإحقاقي في كتابه إحقاق الحق ص 179 – 182 :
ومنهم الحكيم ملا صدرا الشيرازي ( رحمه الله ) في كتابه الأسفار قال : بعدم خلود أهل النار في العذاب , بل صرح بتألمهم وعذابهم في النار مقدار عمرهم في الشرك والكفر عقوبة وجزاء , ثم بتلذذهم وتنعمهم فيها كتلذذ الجعل بالريح النتن والقاذورات وتنعمه بها , بل بتألمهم إذا خرجوا من النار ودخلوا الجنة لحصول خلاف طبيعتهم كتألم الجعل برائحة العطر والريح الطيب .
( وقال ) : إن المراد من الخلود في النار هو الخلود دفيها من دون عذاب لا الخلود في العذاب و واستشهد بكلام محي الدين ابن عربي وغيره , ومخالفة هذا الاعتقاد لصريح الآيات , والأخبار وضرورة المذهب لا تحتاج إلى البيان وإقامة البرهان , بل هي أوضح من أن تستبان وقد تبعه في هذا القول تلميذه الأرشد وصهره ملا محسن الفيض في كتابه " عين اليقين " حيث قال : إن الألم عقليا كان أو حسيا لا بد وأن يزول أو يؤول إلى النعيم فإن القسر لا يدوم إلخ .
وأعلم أن هذا الاعتقاد المخالف لضرورة المذهب معتقد غالب أهل التصوف كابن عربي و . . . .أ.هـ
أقول :
والآن لنطرح الأسئلة الكورانية ونطبقها على صدر المتألهين :
بماذا تفسرون تبني ( الشيرازي ) لهذه العقيدة اليهودية مع تكذيب القرآن لها ؟ !
هذا من باب الإلزام , وإلا فلا نرضى هذا الأسلوب ولا هذه الطريقة !
والمقصود : أن المخالف المحترم المنصف إن كان يرى خطأ الشيرازي فإنه سيلتمس له ألف ألف عذر ! فكيف ينكر على الآخرين ما يفعله ؟! هذا بغض النظر عن : هل قال ابن تيمية بهذا أو لم يقل , وهل الحق القول بالفناء أم لا , وماهي أدلة الطرفين والترجيح والمناقشة , فالقضية لو كانت بحثية لتم الاكتفاء بها في حيزها , لكن أن تصبح مادة للقذف والسب والشتم فيلزمها لوازم لا يلتزم بها المخالف .
فإن قيل : قد اختلف علماء السنة في هذه المسألة !
قيل : كاختلاف الصدوق والمفيد في مسائل عقدية ! و إن سلم وقوع البينونة والتضاد لزم التحقيق لمعرفة الحق من قوليهما , ولا غضاضة من تخطئة المخطأ وتصويب المصيب .
وبالله التوفيق ,.