لماذا عدد الأئمة عند الشيعة 12 وهل كان الأئمة يعلمون بعددهم وأسمائهم ؟

[رفقا رفقا]

لماذا عدد الأئمة عند الشيعة 12
وهل كان الأئمة يعلمون بعددهم وأسمائهم ؟

في تأريخ الإمامية بشتى فرقها لم تكن تعرف عددا محدد للأئمة وإنما كان الاعتقاد المشترك أن الإمامة نص شرعي في علي رضي الله عنه واختلفوا فيما بعد في الأئمة على فرق متعددة .

ولم يكن بين تلك الفرق من يقول بتحديد الأئمة عددا واسما ، فكان الإمام يلد الإمام ... وهكذا بلا تحديد للعدد الذي ستقف عنده الإمامية وحتى من يوقف الإمامية على علي رضي الله عنه أو على جعفر الصادق رحمه الله أو غيرهما لم تكن تُعرف فرقهم برقم محدد وأسماء محددة للأئمة علما على تلك الفرقة .

قصة الإثنى عشر إماما
تبدأ قصة الإثنى عشر إماما عندما مات الإمام الحسن العسكري بلا عقب ؛ مات ولم ينجب ولدا ! وبعضهم قال بل أنجب

وبعضهم احتار في الأمر واشتبه عليه كما سوف يأتينا .
هنا جاءت فكرة الإثنى عشر عند الفرقة التي قالت للعسكري ولد فاضطروا أن يقولوا أن عدد الأئمة اثنا عشر إماما ،
ولأن اعتقادهم بأن الإمامة متوارثة اضطرهم أن يضعوا الروايات لاستمرار هذه النظرية أو العقيدة !
فكان العدد 12 . فليثبتوا أن الإمامة لا تتوقف قالوا
هناك روايات تقول أن الأئمة لابد وأن تكون ا ثنا عشر
فالإمام العسكري ( رقم 11 ) لا يمكن أن يكون هو الإمام الأخير فهذا يقضي على اعتقاد الإمامية من جذوره
فمن هنا أحدث رقم جديد ووضع له إمام شاغر !
إمام شاغر وإن كان غائبا !!
وإليكم الأدلة من مصادر أهل العقيدة نفسها " الشيعة الإمامية الإثنى عشر"
لنرى هل عقيدة الإثنى عشر إماما كانت معروفة قبل موت العسكري أما أنها عقيدة محدثة ؟

1-يذكر كلا من النوبختي والقمي والكليني والمفيد والطوسي والصدوق والحر العاملي أن بعد موت الإمام الحسن
العسكري - المعروف لاحقا بالإمام الحادي عشر - : أن قسما كبيرا من الشيعة الإمامية ذهبوا إلى القول بالتوقف
وانقطاع الإمامة واحتجوا ببعض الأخبار الموثقة عن الباقر والصادق حول إمكانية انقطاع الإمامة ) (1)

فهل لو كانوا يعلمون بالأئمة الإثنى عشر وأسمائهم حصل التوقف عندهم والقول بانقطاع الأئمة ؟

2- يذكر المؤرخان المعاصران للغيبة ( القمي والنوبختي) أن قسما واسعا من الشيعة تراجعت عن إمامة الحسن

العسكري وقالوا : إن القول بإمامته غلط وخطأ وجب علينا الرجوع منه وقد ادعى الإمامة باطلا ) . (2)

أي أنه لما مات الإمام العسكري بلا ولد علموا أنه ليس بإمام لأن الإمامة لا تتوقف !

وهنا لنا وقفتان : الوقفة الأولى : كيف يقولون ببطلان إمامة إمامهم بعد وفاته ؟! لو كان هناك نص بأسماء الأئمة

هل يحدث هذا ؟! هل يكون إماما أصلا ؟!

والوقفة الثانية : كيف جهلوا أن له ولدا سيعقبه والنص عندهم بأسماء الأئمة الإثنى عشر ؟!!! دليل أن النصوص بإمامة الإثنى عشر المعنيين بأسمائهم ما جاءت إلا لاحقا .

3- ذهبت شريحة من الشيعة إلى القول بأن الحسن العسكري هو المهدي وهو صاحب الزمان (3)

ولو كان النص بين أيديهم لتبينوا أنه مات وخلفه ابنه المهدي صاحب الزمان !


4- ذهب جزء بعد وفاة الإمام الحسن العسكري من الشيعة إلى إمامة محمد بن علي أخو الحسن (4)

ولو كان النص عندهم لما حُق لهم أن يقولوا بإمامته كيف والإمامة تنصيب من الله كما تقول الإمامية وأمر محسوم بالشرع بأسماء محددة معلومة جاءت بها النصوص ؟! وهذا من أدلة أن نصوص عدد الأئمة وأسمائهم ماعُرفت وقتئذ .

5- هناك طائفة بعد موت الإمام العسكري حارت ولم تقل بأي قول مما سبق ، وقالوا : لا ندري ما نقول واشتبه الأمر علينا (5)

وقولهم " لا ندري" هو الجهل بعينه ، ووجود الاشتباه دليل أن ليس في الأمر أدلة تزيل الاشتباه وترفع الجهل .

فلو كنت النصوص بالأئمة معلومة لعلموا إمامهم يقينا .

6-وظهرت فرقة تقول بالجنين ؟ أي أن للحسن ولدا ولكنه جنين في بطن أمه - التي هي الأخرى له حكاية فلا
يعرف من هي صقيل أو نرجس أو مليكة أو سوسن أو ريحانة أو خمط أو مريم ... الحرة تارة والأمة تارة أخرى - !!

المهم أنه سيظل جنينا إلى قرب وقت الظهور . ويرون عن الرضا قوله : ( إنكم ستبتلون بالجنين في بطن أمه والرضيع ) . (6)

والعجيب أن كل فرقة تتبنى رأيا تأتي بأدلة توافق فكرتها مما يدل أن الأمر كله برمته باطل ومحض اختلاق فالحق لا يتعدد ولا يتناقض ، كيف وإن كان في أشهر وأهم عقيدة عند الشيعية !

7- مما يدل على أن حديث الإثنى عشر إماما حديث مختلق : قال أبو عبد الله " لا يموت الإمام حتى يعلممن يكون من بعده فيوصي إليه " (7)

لاحظ في الرواية السابقة أن الإمام لا يموت حتى يُعلم من بعده دليل أنه قبل ذلك في مدة من عمره لا يعلم من الإمام

بعده فأين النص بالإثنى عشر المسمين ؟!

ثم هو لاحظ أنه يخبر بالإمام الذي بعده وليس بكل الأئمة !

ثم أن الوصية تنفذ بعد وفاة الموصي صاحب الوصية فما فائدة أن يوصي بشيء معلوم ومفروغ منه بل هو عقيدة لا تخفى على معتقدِها ! فهنا لا تسمى وصية .

8- النص بالأئمة الإثنى عشر وذكر أسمائهم وضع متأخرا فتأمل في الدعاء التالي : نقل الكفعمي في
(المصباح) عن الإمام الرضا الدعاء حول (صاحب الزمان) قوله :
اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده " (8)

فكيف يكون الإمام المهدي رقم 12 وخلفه أئمة ! وإن كان المقصود بالمهدي إمام قبل المهدي الحالي فنصوص الأئمة الإثنى عشر تقول بأن المهدي هو رقم12 ولا مهدي قبله .

9- ويروي الإمامية ( الإثنى عشرية ) في كتبهم عن الرضا" من مات وليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة

جاهلية ، فسأله أحد الواقفية مستوضحا ومركزاعلى كلمة ( إمام حي ) فأكد له مرة أخرى) (9) .

وعبارة " إمام حي ظاهر" تُناقض الاعتقاد الحالي في المهدي ( الغائب ) كيف ظاهر وهو الغائب ؟!

ولو كانت هناك نصوص بأن الإمام رقم 12 غائب لما اشترط أن يكون حيا ظاهرا !!!!

10- كذلك يروون في كتبهم عن الباقر في شأن القائم أمام الزمان الرواية التالية : " روي عن جابر الجعفي أنهما
سألا الباقر عن القائم ؟ فقال وقد ضرب بيده على أبي عبد الله : هذا والله قائم آل محمد بعدي " (10) !!!!

كيف تقولون بأن المهدي في الإثنى عشرية هو القائم وهو رقم 12 والرواية تقول أن أبا عبد الله ( جعفر الصادق ) هو القائم !

11- يقول الطبرسي أحد كبار علماء الإثنى عشرية : " لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم

الغدير وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معاني يحتاج إلى تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن ) (11)

فإذا كان لم يصرح لعلي رضي الله عنه وهو أبو الأئمة فكيف بمن بعده ؟!

12- علي رضي الله عنه يرى أن الخلافة تكون بالشورى ولو كانت الإمامة منصوصا عليها للإثنى عشر ما كان يحق له التعدي على تنصيب الله لهم .

فقد قال علي رضي الله عنه " إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد
أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله
رضا ، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبي قاتلوه على اتباعه غير سبيل
المؤمنين، وولاه الله ما تولى" (12)

وقال أيضا : إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار للناس قبل أن يبايعوا ،فإذا بايعوا فلا خيار" (13)

13- علي رضي الله عنه يصرح بأحقية أبي بكر للخلافة ويثني على عهده فيقول : " فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر، فبايعته ، ونهضت في تلك الأحداث … فتولى أبو بكر تلك الأمور وسدد ويسر وقارب واقتصد ، فصحبته مناصحاً، وأطعته فيما أطاع الله جاهداً" (14)

وهذا لا يتماشى مع عقيدة الإثنى عشر أطلاقا فأحقية علي رضي الله عنه بالإمامة أن يكون رقم 1 مما يناقض الفكرة من أصلها.

14- علي رضي الله عنه يقر بخلافة أبي بكر وعمر ويثني عليهما وعلى معتقد الإثنى عشرية أن ليس لأبي بكر وعمر حق في الخلافة وإنهما مغتصبان للخلافة !

فقد كتب إلى أمير الشام معاوية بن أبي سفيان مقرا بخلافة الصديق وأفضليته ، ودعا له بعد موته بالمغفرة والإحسان،
وتأسف على انتقاله إلى ربه فقال : " وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيّدهم به ، فكانوا في منازلهم
عنده على قدر فضائلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق"
ولعمري أن مكانهما في الإسلام لعظيم ، وإن المصائب بهما لجرح في الإسلام شديد يرحمهما الله ، وجزاهم الله بأحسن ما
عملا " (15)

وقال في الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما " "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" (16)

فهل تتوافق هذه التزكية مع القول بأنهما اغتصبا الخلافة المنصوص عليها ؟!

15- أيعقل أن يقول الإمام المنصوص على إمامته دعوني والتمسوا غيري !
لما دعوا عليا رضي الله عنه إلى البيعة له بعد قتل عثمان ذي النورين رضي الله عنه قال : " دعوني والتمسوا غيري ،
فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول – إلى أن قال – وإن تركتموني فأنا
كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً " (17)

16- هل يحق للإمام المنصوص عليه المختار من قِبل الله أن يقول ليس لي رغبة في الولاية ولكنكم دعوتمني وحملتموني عليها ؟!
قال علي رضي الله عنه مخاطباً طلحة والزبير" والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ، ولا في الولاية إربة ، ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها" (18)

17- وفيما يلي روايات الـ 13 إماما !! فأين هذا من عقيدة الإثنى عشر إماما ؟!
عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :دخلت على فاطمةعليها السلام وبين يديها لوح

فيه أسماء الأوصياء من ولدها ،فعددت اثني عشرآخرهم القائم عليه السلام ، ثلاثة منهم محمدوثلاثة منهم علي(19)

التوضيح : 12 إماما من ولد فاطمة + الإمام علي رضي الله عنه = 13 إماما

وزيادة في التأكيد أنالحديث يشير إلى أنهم 12 من ولد فاطمة هو وجود3منهم أسماؤهم علي !

1- علي بن الحسين ( زين العابدين) 2- علي بن موسى ( الرضا) 3- علي بن محمد ( الهادي)

ويروون أن رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم قال : " إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض
يعني أوتادها وجبالها ، بنا أوتد الله الأرضأن تسيخ بأهلها ، فإذا ذهب الإثنى عشر من ولدي ساخت الأرض
بأهلها ولم ينظروا. (20) فيكون مجموع الأئمة 13 وليس 12 !!

وكذلك يروون أنه قال رسول الله " صلى الله عليه وآله : من ولدي اثنا عشرنقيبا، نجباء ، محدثون ،
مفهمون ، آخرهم القائم بالحق يملاها عدلا كما ملئتجورا . (21)

ولنا أن نتعجب بعد هذا كله

كيف تكون إمامة الإثنى عشر فرضا من أصول الدين عند الإمامية الإثنى عشرية يُكفرون عليه الناس ؟!
يقول الصدوق ابن بابويه القمي " اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة إنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء، وأنكر نبوة نبينا محمد " (22)

وقال الخوئي « فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الإثنى عشرية وإسلامهم ظاهرا بلا فرقفي ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم وإن كان جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة » (23)

ولذلك اعترض الشيعة الزيدية وقالوا : ( إن الرواية التي دلت على أن الأئمة اثنا عشر قول أحدثه الشيعة الأمامية قريبا وولدوا فيه أحاديث كاذبة ) (24)

عبد الله الحمدان
تويتر @yshe37
-----------------------------------------------------

(1) الكافي - (1/343) اكمال الدين -(230) اثبات الهدات - (3/477) الغيبة -الصدوق (244)الفصول المختارة - (260)
فرق الشيعة - (105) المقالات - (115)
(2) الفرق - النوبختي 114) المقالات - القمي 110)
(3) فرق الشيعة -(98) المقالات -(106) اكمال الدين - (40)
(4) فرق الشيعة-(101) الفصول - (260)
(5) الفصول - المفيد (260) المقالات - القمي (115) فرق الشيعة - (108)
(6) الفصول - المفيد (260) المقالات - (114) فرق الشيعة (108)
(7) (الكافي 1/217 كتاب الحجة باب أن الإمام يعرف الإمامالذي بعده)
(8) مفاتيح الجنان - القمي (ص 542)
(9) الكافي -(1/177)
(10) إثبات الوصية (194)
(11) فصل الخطاب 205 – 206
(12) نهج البلاغة ( 14 / 35 ) باب ( 6 )
(13) (ناسخ التواريخ) (ج3 الجزء2).
(14)الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (283 هـ) ج1 ص302 ، بحار الأنوار للمجلسي (1111هـ) ج33 ص566 باب 30
(15) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ١١٠ ، ابن ميثم (شرح نهج البلاغة) ط إيران ص488).
(16) كتاب الشافي ج2 ص428.
(17) شرح نهج البلاغة ص 705
(18) نهج البلاغة / الخطبة رقم 196
(19) الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 532
(20)الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 534
(21) الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 534
(22) (الاعتقادات) للقمي (ص130).
(23) كتاب الطهارة للخوئي2/87
(24) إكمال الدين - الصدوق