العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-03, 03:03 AM   رقم المشاركة : 1
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


الرد على شبهات الرافضة في مسألة :ـ الرؤية. (للحفظ).

[ALIGN=JUSTIFY] بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله القائل : (( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ * وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ )) .

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آل بيته الطاهرين ، وصحابته الغر الميامين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وبعد :

* ملاحظة : لابد أن نعلم أن الشيعة في هذه المسألة وغيرها من المسائل تبعاً للمعتزلة ، لم يأتوا بجديد من عندهم ، ولا صحةَ لما يذكروه بأن المعتزلة تبعاً لهم ، وليأتوا بالدليل على ذلك إن قدروا .

نموذج لشيخ الشيعة المفيد في إنكار الرؤية حيث يقول : (( أقول : إنه لا يصح رؤية الباري سبحانه بالأبصار ، وبذلك شهد العقل ، ونطق القرآن ، وتواتر الخبر عن أئمة الهدى من آل محمد (ص) ، وعليه جمهور أهل الإمامة ، وعامة متكلميهم ، إلا من شذَّ منهم ، لشبهة عرضت له في تأويل الأخبار ، والمعتزلة بأسرها توافق أهل الإمامة في ذلك ، وجمهور المرجئة ، وكثير من الخوارج ، والزيدية ، وطوائف من أصحاب الحديث ، ويخالف فيه المشبهة ، وإخوانهم من أصحاب الصفات )) .

والآن لنستعرض سوياً شبهات الشيعة التي أوردوها على هذا الموضوع في إنكار مسألة الرؤية .

الشبهة الأولى : قوله تعالى : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) . (103) سورة الأنعام .

الجواب عنها :

لابد أن نفرق هنا بين أمرين . الأول : ( الإدراك ) . الثاني : ( الرؤية ) .

فنقول إن نفي الإدراك ، لا يستلزم نفي الرؤية ، لإمكان رؤية الشيء من غير إحاطة بحقيقته .

والإدراك أخص من الرؤية ، والرؤية أعم ، ونفي الأخص لا يدل على نفي الأعم ، إن الله نفى الإدراك ولم ينف الرؤية ، ففرق بين الرؤية وبين الإدراك ، فالرؤية أعم من الإدراك ، والإدراك أخص ، ونفي الأخص لا يدل على نفي الأعم ، والإنسان قد يرى الشيء لا يدركه ؛ لأن الإدراك هو الإحاطة ، فالله نفى الإدراك وهو الإحاطة ، ولم ينف الرؤية .

وهذه الآية لا تدل على أن الله لا يرى ، فنحن نؤمن بأن الأبصار تراه كما أنها لا تدركه ، فالأبصار وإن رأته لا يمكن لها أن تدركه ، فالله عز وجل يُرى بالعين رؤية حقيقية ، ولكنه لا يُدرك بهذه الرؤية ، لأنه عز وجل ، أعظم من أن يحاط به .

فالله لكمال عظمته وبهائه ، سبحانه وتعالى ، لا تدركه الأبصار ، ولا تحيط به رؤيةً ، قال تعالى : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ )) . كما أنه يُعلم ولا يُحاط به علماً . قال : (( ولا يحيطون به علماً )) . أي : لا يحيطون به علماً ، ولا يحيطون به رؤية ، ولا غير ذلك من وجوه الإحاطة ، بل سبحانه محيطٌ بكل شيء ، فكيف تحيطه الأبصار الضعيفة ؟! كيف يحيط المخلوق بالخالق ؟! فخلقه عاجزون عن إحاطته سبحانه وتعالى .

فالإدراك كما قلنا هو الإحاطة بالشيء ، بل هو قدر زائد على الرؤية . فلذلك نفى الله الإدراك ، ولم ينفِ الرؤية .

وأنظر أنت إلى السماء هل تراها كلها أم بعضها ؟ فإذا كانت السماء ، وهي مخلوقة ، لا تدركها ببصرك ، فكيف لك بالخالق عظيم الشأن سبحانه وتعالى ؟!

بل حتى هذه الشمس المخلوقة ، لا يتمكن رائيها من إدراكها على ما هي عليه ؟!

ولله المثل الأعلى .

ولنأخذ مثالاً من القرآن الكريم على الفرق بين ( الإدراك ) . و ( الرؤية ) .

قال تعالى : (( فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين * فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * وأزلفنا ثمَّ الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )) الشعراء 61 ـ 62 .

فانظر معي هنا جيداً وتأمل بارك الله فيك أنه سبحانه أثبت رؤية الفريقين لبعضهم البعض ، بقوله : (( فلما تراء الجمعان )) . فأخبرنا الله سبحانه هنا أنهم قد رأى بعضهم بعضاً فحصلت منهم الرؤية . إذاً الآن كل واحدٍ من الفريقين رأى الآخر .

فلمّا أن تراؤا قال قوم موسى له عليه السلام : (( قال أصحاب موسى إنا لمدركون )) . فهم بعد أن حصلت الرؤية لكل منهم ، كان منهم أن قالوا لموسى عليه السلام : (( إنا لمدركون )) . وذلك أنه انتهى بهم السير إلى سيف البحر ، وهو بحر القلزم ، فصار أمامهم البحر ، وفرعون قد أدركهم بجنوده ، فهذا قالوا : (( إنا لمدركون )) .

فأجابهم عليه السلام بقوله : (( قال كلا )) . أي : لا يصل إليكم شيءٌ مما تحذرون ، فإن الله هو الذي أمرني أن أسير ههنا بكم . فلن يدرككم القوم فيحيطون بكم ، مع أنهم قد رأى كل منهم الآخر ، ثم قال لهم موسى عليه السلام : (( إن معي ربي سيهدين )) . فإن الله هو الذي أمرني أن أسير ههنا بكم ، وهو لا يخلف الميعاد . وكان هارون ، عليه السلام في المقدمة ، ومعه يوشع بن نون ، ومؤمن آل فرعون وموسى ، عليه السلام ، في الساقة .

فأوحى الله إلى موسى : (( أن اضرب بعصاك البحر )) . فضربه بها ، ففيها سلطان الله الذي أعطاه (( فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم )) أي : كالجبل الكبير . وبعث الله الريح على قعر البحر فلفحته ، فسار يبساً كوجه الأرض ، قال تعالى : (( فاضرب لهم طريقاً في البحر لا تخاف دركاً ولا تخشى )) .

إذاً فرعون وجنوده ، لم يدركوا موسى عليه السلام وقومه ، لكنهم رأوهم بأعينهم . فلا بد أن نفرق بين ( الرؤية ) و ( الإدراك ) .

ولو كانوا قد أدركوهم فما فائدة قوله تعالى : (( وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )) .

لأنهم قد أدركوهم ، وأحاطوا بهم ؟! مما يؤكد على أن للرؤية قدر معين ، وللإدراك قدرٌ زائد على الرؤية .

وذلك أن الله ، لكمال عظمته وبهائه ، سبحانه وتعالى ، يُرى لكن لا تدركه الأبصار ، ولا تحيط به رؤيةً ، قال تعالى : (( لا تدركه الأبصار )) . كما أنه يُعلم ، ولا يُحاط به علماً . قال : (( ولا يحيطون به علماً )) . أي : لا يحيطون به علماً ، ولا رؤية ، ولا غير ذلك من وجوه الإحاطة ، بل سبحانه مُحيط بكل شيء ، فكيف تُحيطه الأبصار الضعيفة ؟! كيف يُحيط المخلوق بالخالق ؟! كيف يُدرك الفاني الباقي ؟! فخلقه سبحانه عاجزون عن الإحاطة به (( لا تدركه الإبصار وهو يدرك الأبصار )) .

ثم إنَّ الآية سيقت مساق المدح ، الآية سيقت مساق المدح ، والمدح إنما يكون بالصفات الثبوتية ، أو بالنفي الذي يتضمن إثبات ضده من الكمال لا بالنفي المحض ، الآية سيقت مساق المدح ، الله أثنى على نفسه بأنه : (( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ )) . الآية سيقت مساق المدح ، والمدح إنما يكون بشيئين :

الشيء الأول : الصفات الثبوتية ، كما يمدح نفسه بأنه بكل شيء قدير ، وأحاط بكل شيء علمًا.

والثاني : النفي الذي يتضمن إثبات ضده من الكمال ، كنفي السنة والنوم بكمال قيوميته (( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ )) . هذا نفي ، لكن يتضمن إثبات ضده من الكمال حياته وقيوميته . لا يعجزه شيء لكمال قوته ، واقتدار نفي الموت لكمال حياته (( وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )) . لكمال عدله ، نفي الولد والشريك والصاحبة لكمال ربوبيته (( لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ )) . لكمال علمه ، فكذلك هذه الآية (( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ )) . لكمال عظمته ، وكونه أكبر من كل شيء ، فالكمال إنما يكون بالنفي الذي يتضمن إثبات ضده من الكمال ، كما في هذه الآيات ، أو يكون بالصفات الثبوتية .

أما النفي المحض الصرف فهذا لا يكون كمالًا ؛ لأن المعدوم يوصف بالنفي الصرف المحض والمعدوم لا يمدح ، فلو كان المراد من الآية نفي الرؤية فقط لما كان كمالًا ، ولما كان مدحًا فلو قيل معنى : (( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ )) . لا تراه العيون ، لم يكن في هذا مدح ، لأن المعدوم لا يُرى . فلو قيل كان معنى : (( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ )) . لو كان معنى الآية كما تقولون أيها النفاة (( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ )) . لا تراه العيون ، لم يكن في هذا مدح ؛ لأن المعدوم لا يُرى ، فما فائدة هذا النفي ؟! ولكن إنما يكون كمالًا ، إذا تضمن إثبات ضده من الكمال ، وهو إثبات الرؤية ونفي الإدراك ، والمعنى : تراه الأبصار ولكن لا تحيط به ، ولا تدركه ، لكمال عظمته ، ولكونه أكبر من كل شيء _ سبحانه وتعالى _ فتبين أن الآية تدل على إثبات الرؤية ، ولكن المنفي هو الإدراك وهو الإحاطة لكونه _ سبحانه _ أكبر من كل شيء ، وأعظم من كل شيء .

ثم إنَّ الله تعالى قال في الآية قبلها : (( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل )) .

ثم قال سبحانه في الآية بعدها مباشرة : (( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) . فالله سبحانه وتعالى ، أخبر أنه على كل شيء وكيل ، ومتولٍ لأمور الأبصار ، يجعلها تدرك ، أو لا تدرك ، بمشيئته ، إذا شاء ، كيف شاء ، على الحد الذي يشاء ، فالله سبحانه على كل شيء وكيل ، وبيده كل شيء ، وبإذنه كل شيء ، مع كونه هو سبحانه يُدرك كل شيء ، ويعلمهُ بغاية عزَّته ، وقهره ، وكماله ، وغلبته .

سأل أبو ذر ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل رأيت ربك _ يعني في الدنيا _ ؟ فقال : (( نورٌ أنى أراه )) . رواه مسلم 1/161 ، وشرح الترمذي 9/170 ، ومسند أحمد 5/171 ، 175 .

فهذا هو معنى قوله تعالى : (( لا تدركه الأبصار )) أي : في الحياة الدنيا . ولما سُئل عن رؤيته في المعاد قال : (( نعم ، جهرةً كما ترى الشمس والقمر ليلة البدر )) . من حديث أبي هريرة ، فتح الباري 13/419 ، و شرح مسلم للنووي 1/163 _ 166 .

فهذا هو تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوضح تفسير ، وأفضل تعبير ، تفسيراً شافياً كافياً ، لا تجنياً منَّا ، ولا ضرباً من التأويل بلا دليل . والأحاديث في أنَّ الرؤية تحصل يوم القيامة ، كثيرة .. ومتوافرة .. وسنأتي عليها إن شاء الله .

وسيأتي الرد على بقية شبههم _ إن شاء الله _ بأسلوب سهل واضح لا غموض فيه ، أسأل الله تعالى أن يكتب فيه الأجر والنفع ، وهداية هؤلاء المنكرين وغيرهم . [/ALIGN]







التوقيع :
[align=center]
عـتـِبتُ علَى عَمروٍ فلمَّا تَركـتُهُ :: وجَربتُ أقواماً بَكَيتُ على عَمروٍ
[/align]
من مواضيعي في المنتدى
»» فدتك نفـسي يا سفر الحوالي
»» عـــــقـــــيـــــدتـــــنـــــا الـــــســـــلـــــفـــــيـــــة
»» من هم أئمة الشيعة الأثني عشر ؟ نماذج من الغلو فيهم !!
»» يا من يحفظ الله البلاد والعباد بكم أين أنتم ؟
»» التعريف بكتب الصحاح
 
قديم 05-07-03, 03:53 AM   رقم المشاركة : 2
Sunniah forever
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية Sunniah forever






Sunniah forever غير متصل

Sunniah forever


Thumbs up

جزيت خيراً وجعله في موازين حسناتك

للرفع وللنفع .....







التوقيع :
http://violet070.jeeran.com/Sunniah%20forever.gif

* الشيعة في قلوبنا.. ومـا أحلاهم في قلوبنا إن تسننوا *

أعذروني إن أنقطعت عنكم..أختكم..سنية للأبد..
من مواضيعي في المنتدى
»» سجل حضورك بذكر الله تعالى
»» ×× Urgent ××
»» إلى من يؤمن بصراط علي رضي الله عنه..وهو منكم بريء..
»» لا تنسوا هؤلاء البطلات
»» Evidences from The Holy Quraan talk about the pictures
 
قديم 06-07-03, 02:05 AM   رقم المشاركة : 3
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


جزاكِ الله خيراً وبارك الله فيكِ .







 
قديم 06-07-03, 01:25 PM   رقم المشاركة : 4
المنهج
عضو مميز





المنهج غير متصل

المنهج is on a distinguished road


بورك فيك.....







 
قديم 26-07-03, 02:45 AM   رقم المشاركة : 5
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


Lightbulb تابع الرد على ثاني أكبر شببهم في هذا الباب متابعة للمعتزلة ،،،

[ALIGN=JUSTIFY] الشبهة الثانية : قوله تعالى : (( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )) . (143) سورة الأعراف .


عدة أجوبة هي كالتالي :


نقول لهم : هل أنتم أعلم بالله تعالى من نبيه موسى عليه السلام ، أم نبيه موسى عليه السلام أعلم منكم بربه سبحانه ؟

فإذا كان نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام ، أعلم منكم أيها النفاة بربه جل وعلا ، وما يجب عليه ، وما يمتنع في حقه ، فهل يجهل موسى هنا الحكم فيطلب من ربه ما لا يقدر عليه فيقول : (( رَبِّ أَرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ )) . وهو يعلم أن هذا الطلب ممتنع في حق الله سبحانه ؟!

فهل فاق علمكم ودرايتكم بحق الله تعالى ، علم نبيه الكريم ، ورسوله إلى خلقه ؟!

ثم إن الله تعالى في هذه الآية الكريمة لم ينكر على موسى هنا طلبه ، فلماذا ذلك ؟! لأنه من الممكن أن يحقق له طلبه ، إذا شاء . ولكنه سبحانه أنكر على نوح عليه السلام حينما سأله نجاة ابنه فقال تعالى : (( إني أعظك أن تكون من الجاهلين )) هود 46 ، فتأمل !

بل أجابه الله تعالى بقوله : (( لَن تَرَانِي )) . أي : لن تراني يا موسى في هذه الدنيا . فلماذا ؟؟

لأن طبيعة خلقة الإنسان وبنيته ضعيفة وهزيلة لا تحتمل المثلة أمام الله تعالى وعظمته جل وعلا ، الجبل وهو الجبل بثباته وصلابته ، لم يستطع الثبات أمام الرب تبارك وتعالى حين تجلى له ، قال تعالى : (( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا )) . مع أنه من الممكن ثبوت الجبل ، لكنه أمام عظمة الله تعالى لم يستطع ذلك ، فالبشر من باب الأولى .

ثم إن تجلي الرب سبحانه وتعالى للجبل وهو جماد ، يورث الاعتقاد بإمكان تجليه سبحانه للبشر وهو من خلق الله تعالى العاقل الذي يفهم ، فهو أولى من الجبل ، لكن هذا لا يكون في الدنيا ، لعدم احتمال الخلق ذلك ، كما أنهد الجبل مع صلابته ، فالبشر الضعفاء من باب الأولى ، مع إمكان ذلك إذا شاء الرب جل وعلا .

فلو كان الله لا يُرى مطلقاً كما تزعمون لما اشترط لرؤيته ثبوت الجبل حيث أن موسى لن يراه سواء ثبت الجبل أم لم يثبت ، ولكن الله أراد بهذا الشرط أن يبين لموسى عليه السلام أن رؤيته في الدنيا غير ممكنة لأن الله لم يعطي البشر القدرة على ذلك فإذا كان الجبل وهو أكبر منك حجماً وأعظم منك قوة لم يستقر مكانه وصار دكا فكيف بك وأنت اضعف منه قوة وأصغر منه حجماً ، ولهذا خر موسى صعقا عندما رأى الجبل بعظمته وكبر حجمه لم يستقر مكانه لما تجلى الله له .

ثم لابد من معرفة ما هو السؤال الموجه من موسى عليه السلام ، وهو طلبه رؤية ربه في هذه الدنيا ، فكان الجواب على قدر السؤال بالنفي ، ولو كان السؤال طلباًَ للرؤية في الآخرة لكان الجواب غير ذلك ، فتأمل !

ثم إن الله نادى موسى ، وناجاه ، وكلمه ، ومن جاز عليه التكليم ، وأن يسمع مخاطبه كلامه ، جاز رؤيته في الآخرة من باب أولى .

ثم إن الصاعقة التي أخذت موسى كما في الآية الكريمة كان للسؤال ألإلحافي: (( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ )) . فهم سألوه ماذا ؟؟ سألوه رؤية الله في الدنيا إلحافاً فقالوا : (( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً )) . ولكنهم لو يقولوا : حتى نرى الله في الآخرة مثلاً .. بل كان طلبهم من أجل أن يروا الله تعالى في الدنيا ، وهذا ظاهر من خلال الآية الكريمة ، فلذلك أخذتهم الصاعقة .

فأخذتهم الصاعقة لأنهم سألوا عما حظره الله على أهل الدنيا بقوله : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ )) .

وقول رسول الله لأبي ذر : (( نورٌ أنى أراه )) . وغيره من الأحاديث .

ولو أنهم سألوه رؤيته في الآخرة ، كما سأل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، لم تصبهم تلك الصاعقة ، ولم يقل لهم إلا كما قال محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لأصحابه إذ سألوه : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : (( نعم ، لا تضامون في رؤيته )) . فهنا لم يعبهم الله جل في علاه ، ولا رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ، بسؤالهم هذا ، بل نجد أنه حسَّنه لهم بل وبشرهم بها بشرى جميلة .

وهذه بشرى من الله تعالى في كتابه فقال : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) . قال الإمام أبو الحسن الأشعري : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ )) . يعني مشرقة . (( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) . يعني رائية . فهذه بشرى الله لأهل الإيمان .

وخاطب الله الكفار فقال سبحانه : (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ )) . فحجب الله الكفار عن رؤيته يوم القيامة عقاباً لهم ، كما امتن على أهل الإيمان بأن خصهم برؤيته جل جلاله وميزهم بها عن غيرهم .

فقوم موسى كما ترى سألوا نبيهم ما قد حظره الله على أهل الدنيا بقوله : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ )) .

وسأل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نبيهم ما قد أخبر الله أنه سيعطيهم ويثيبهم به كما في الآية أعلى الرؤية الأخروية ، فصُعق قوم موسى بسؤالهم ما لا يكون إلحافاً ، وسَلِمَ أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بسؤالهم ما يكون من الله منَّةً وفضلاً منه على عباده المؤمنين .

ولأن البشر ببشريتهم الضعيفة لا يستطيعون أن يثبتوا لرؤية الله سبحانه .

لكن في يوم القيامة يُنشَّأ الناس تنشئة قوية ، يتحملون ويثبتون فيها لرؤية الله عز وجل ، فصفاتهم تبدل صفات قوية . حتى إن الكافر يبدل جلده ، قال تعالى : (( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا )) . فيصير ضرسه في النار مثل جبل أُحد ، فإذن التنشئة تختلف ، والمؤمنون ينشئون تنشئة قوية ، فطول آدم ستون ذراعا في الجنة ، وهذا طول الناس ، والعرض سبعةُ أذرع ، كما جاء في حديث وفيه ضعف .

إذن التنشئة تختلف .

فقول الله لموسى : (( لَنْ تَرَانِي )) . يعني في الدنيا ، ولم يقل إني لا أُرى في الآخرة .

فمن الأولى الآن بالإتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم أم الروافض أتباع جهمٍ ومجددوا دينه ؟!

أيهما أولى أن يتبع ؟ النبي - صلى الله عليه وسلم- حين قال : (( سترون ربكم )) . أم هؤلاء الرافضة الجهمية ، القائلين بأن الله لا يُرى ؟!

ومتى عاب الله تعالى على قوم موسى سؤال الرؤية في الآخرة ، لتفترون بذلك عليهم أيها النفاة ؟!! تكذبون على الله وعلى رسوله ، والله لا يحب الكاذبين .

فاعرِضوا هذه الألفاظ على قلوبكم وعقولكم ، لتنكشف لكم عورة كلامكم وضلالكم وتأويلكم الباطل ، ودحوض حجتكم .

وقالوا أيضاً بأن " لن " في قوله تعالى : (( لَن تَرَانِي )) . تفيد النفي المؤبد .

والجواب : أنه قول ضعيف مرجوح عند النحاة . وأهل اللغة على أن " لن " لا تقتضي النفي المؤبد بدليل تحديد الفعل بعدها في قول الله تعالى : (( فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ )) .

فلو كانت للنفي المؤبد لما حُدد الفعل بعدها ، فلما حدد الفعل بعدها دل على أنها ليست للنفي المؤبد .

ولهذا قال ابن مالك رحمه الله تعالى ألفيته :

ومن رأى النفي بلن مؤبدًا ** فقولـه اردد وسواه فاعضدا

أي ردَّ قوله هذا لأنه ضعيف ، واعتضد بما سواه وهو الصحيح .

فإذن ، " لن " لا تكون للنفي المؤبد ، وحتى ولو قيدت بالتأبيد ؛ فإن الدوام لا يستمر في الآخرة ، بدليل أن الكفار تمنوا ، أخبر الله أنهم لن يتمنوا الموت ، وقَيَّدَ ذلك بالتأبيد ، ومع ذلك تمنوه في الآخرة . [/ALIGN]







التوقيع :
[align=center]
عـتـِبتُ علَى عَمروٍ فلمَّا تَركـتُهُ :: وجَربتُ أقواماً بَكَيتُ على عَمروٍ
[/align]
من مواضيعي في المنتدى
»» شافوا غليلنا يا شيعة! نحن خصومكم أمام ربّ العزة! أجيبونا بصدق؟
»» القصيدة التي أدمعت عينا الأسد المجاهد (عثمان الخميس) في مناظرات " فضائية المستقلة "
»» الزنديق المتزندق (حسن الصفار) يخرج أضغان حقده الأسود.
»» الأصول الثلاثة وأدلتها للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
»» من هو (قاهر الروافض) سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى.
 
قديم 26-07-03, 03:33 PM   رقم المشاركة : 6
ناصرالسنة
عضو مميز
 
الصورة الرمزية ناصرالسنة





ناصرالسنة غير متصل

ناصرالسنة is on a distinguished road


بارك الله في جهودك اخي الحبيب







 
قديم 26-07-03, 04:12 PM   رقم المشاركة : 7
السعدي 2
( مؤسس شبكة الدفاع عن السنة )







السعدي 2 غير متصل

السعدي 2 is on a distinguished road


[ALIGN=JUSTIFY]أخي الحبيب موحد 2 مجهود رائع وبحث علمي مؤيد بالدليل جزاك الله خير الجزاء على هذا الجهد وثبتنا الله واياك على الصراط المستقيم آمــــيـــن .[/ALIGN]


أخوكم المحب السعدي 2 ...







التوقيع :
قال سماحة الشيخ مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله الشيعة لايجوز تولية قاض منهم ولو فيهم

وقال رحمه الله : أما الرافضة فأفتينا الإمام أن يلزموا بالبيعه على الإسلام ، ويمنعوا من إظهار شعائر دينهم الباطل .
من مواضيعي في المنتدى
»» إعلان هام للأعضاء الكرام بخصوص تطوير شبكة الدفاع عن السنة
»» فتوى لسماحة الشيخ ابن جبرين حفظه الله حول الأحداث في العراق
»» نرحب بفضيلة الدكتور محمد البراك في شبكة الدفاع عن السنة
»» تنبيه للعضوين ( فاضح الشيعه ....و..... ناعس ) .....
»» صور من تشييع جثمان الشيخ المجاهد حمود الشعيبي رحمه الله
 
قديم 28-07-03, 02:50 AM   رقم المشاركة : 9
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


الأخوة الفضلاء :

المنهج ـ ناصر السنة ـ السعدي 2 ـ النعمان .

جزاكم الله خيراً ، وبارك الله فيكم ، وحبذا إضافاتكم وتعديلاتكم فأنا جامع مُرتب ومبسط لكلام العلماء في هذه المسألة فقط لا غير .







التوقيع :
[align=center]
عـتـِبتُ علَى عَمروٍ فلمَّا تَركـتُهُ :: وجَربتُ أقواماً بَكَيتُ على عَمروٍ
[/align]
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا شبكة الدفاع عن السنة؟ إستمع لجواب العلامة صالح الفوزان.
»» العلامة .. ( العثيمين ) .... و .. ( صاحب العمامة السوداء ) ..!؟
»» فضيحة مخزية المدعو الحزب في منتدى القطيف يدعوا إلى عبادة غير الله
»» قبل أن نتحاور في مسألة التحريف، هل يقول الشيعة بأن الله يتكلم أم لا ؟؟
»» حقيقة الإنتماء الــســيــاســي للرافضة في السعودية .
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "