يقول الأستاذ علي يحيى معمر في جوابه على الشيخ عبد القادر شيبة الحمد:
( 7 - قتل المشبهة:
يقول الاستاذ عبد القادر شيبة الحمد في كتابه السابق ما يلي:
«أباحوا قتل المشبهة واتباع مدبرهم وسبي نسائهم وذراريهم بناء على أنَّهم مرتدّون، وأنّ أبا بكر رضي الله عنه الله عنه فعل هذا بالمرتدين».
يبدوا لي أنَّ الالتواء في هذا التعبير مقصود من الذين صاغوه وكان ينبغي أن يقال أنَّ الإبَاضِية يرون وجوب قتل المرتدين.
أمَّا الحكم على المشبهة بأنَّهم مرتدون يحل قتلهم هكذا على الاطلاق فهو كلام ملتو يحتاج إلى إيضاح وتصحيح ولإيضاحه وتصحيحه أقول ما يلي:
1 - المجسمة وهم الذين يزعمون أنَّ الله ــ تبارك وتعالى وتنزه ــ جسم كأجسامهم بطول وعرض ولون وجوارح محددة.
والإبَاضِية يحكمون على هذا القسم بأنَّهم مشركون.
2 - أشباه المجسمة وهم الذين يزعمون أنَّ الله تبارك وتعالى جسم كالاجسام بطول وعرض إِلاَّ أنَّهم يحترزون بكلمة «ونحن لا نعرف ذلك» وهؤلاء أيضًا يحكم عليهم الإبَاضِية بالشرك.
3 - القسم الثالث وهم أغلبيَّة المسلمين غير الإبَاضِية والزيديَّة والمعتزلة الذين يعتقدون تنزيه البارئ جلَّ وعلا عن متشابه الخلق ولكنّهم يثبتون المعاني الحرفيَّة لبعض الكلمات التي وردت في القرآن تثبت له الحركة أو الجوارح كاليد والعين والساق والمجيء والنزول والاستواء والمسرَّة والضحك فيمسكون عن تأويلها بالمعنى المناسب ويقولون كما أراد الله. فهم يثبتون معانيها ويفرون من التشبيه بإعلان التنزيه.
ويقول الإبَاضِية عن هؤلاء بأنَّهم مشبهة لأنَّهم أخطأوا في التأويل ولكنهم لا يحكمون عليهم بأنَّهم مشركون بل هم جمهرة المسلمين ويرون انَّ لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات مثل ما على بقيّة المسلمين إذ أنَّ عقيدتهم التنزيه كعقيدة الإبَاضِية وكل ما هناك من فرق أنَّ الإبَاضِية أولوا الكلمات الموهمة للتشبيه بما يؤدي المعنى ولا ينافي كمال الله فقالوا عن العين أنَّها العلم والحفظ وقالوا عن اليد أنها النعمة والقدرة وقالوا عن الاستواء إنَّه الملك والقهر والغلبة وهكذا في جميع ما ورد في القرآن الكريم أو السنَّة النبويَّة الثابتة مِمَّا يوهم لتشبيه وقد رجع المتأرخون من اأشعريّة إلى التأويل وتقبلوه وأصبحوا يقولون به.
والذي أريد أن يكون واضحًا لدى القارئ الكريم هو التفريق بين المجسمة بنوعيهم وبين المشبهة فالمجسمة يعتبرهم الإبَاضِية مشركين لا فرق بينهم وبين عبدة الأوثان بسبب تصورهم وتصويرهم لإلههم بصورة المخلوق المحدود.
أمَّا المشبهة هم المخطئون في التأويل على رأي الإبَاضِية فأثبتوا لله تبارك وتعالى ما ورد في القرآن أو السنَّة مِمَّا يوهم التشبيه مع اعتقاد التنزيه. واعتماد المخالفة بين الخالق والمخلوق، واعتبار الآية الكريمة {ليس كمثله شيء}() محور عقيدة المسلمين، واب لا يحكمون على هؤلاء بالردَّة ولا بالشرك بل هم إخوتهم في الاسلام وإن اختلفوا معهم في بعض الأشياء وقد يطلقون عليهم اسم المشبهة في مواطن الجدل بعض صور العنف الكلامي ولكنَّهم مع جميع الاعتبارات لا يعتبرونهم مرتدّين ولا مشركين ولا يحكمون عليهم بأحكام هؤلاء.
من هذا ينضح لك أيُّها القارئ الكريم أنّ عبارة الأستاذ عبد القادر فيها شيء من الغموض والابهام فهو إنَّ كان يريد بالمشبهة من يسميهم الإبَاضِية المجسمة فكلامه صحيح إلى حدّ ما، أمَّا إذا كان يقصد بهم من يطلق عليهم الإبَاضِية اسم المشبّهة فكلامه غير صحيح البتَّة وقد علمت ما عند الإبَاضِية، ثُمَّ إنَّ الإبَاضِية يعدّون من أهمّ مسائل الخلاف بين الإبَاضِية من جهة وبين الزيديَّة أو النكار من جهة ثانية أنّ الزيديّة وكذلك النكار يحكمون بشرك المشبهين بالتأويل، ويكفي هذا ردًّ على الأستاذ عبد القادر شيبة الحمد. ) .
انتهى
[الإباضية بين الفرق الإسلامية لعلي معمر 1/ 348-350]
ولكن ....... !!!!
عطفاً على ما نراه من طرح بعض متعصبي الإباضية ووصفهم لأهل السنة المثبتين لصفات الله تعالى على الوجه اللائق به مع تنزيهه عن مماثلة المخلوق ، بأنهم مجسمة - في هذا المنتدى وغيره - فإن هذا يعطي انطباعاً بأن ما قاله الأستاذ علي يحيى معمر هو مجرد حبر على ورق ، وربما هو فقط للإستهلاك الإعلامي ومن باب التقية والكتمان التي يتعامل بها الإباضية مع مخالفيهم .. !!
فهل على أهل السنة أن يأخذوا حذرهم ويستعدوا للدفاع عن أنفسهم وأموالهم وذراريهم في وجه من يروج لشركهم ليستحل بذلك دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم .. ؟!!
بل هل نتوقع في الأيام القادمة تدمير لمساجد أهل السنة وإحراقها والعبث بها لكونهم مشركين في نظر هؤلاء المتطرفين المتعطشين لدماء المسلمين ، علماً بأن الإباضية يرون جواز ذلك في حق من يعتبرونهم مجسمة .
ما دعاني لفتح هذا الموضوع ليس التحريض على الفتنة الطائفية، بل على العكس لتحذير أولئك المتعصبين الحمقى من أنهم بهذا الطرح التكفيري المتعفن فهم يفتحون على أنفسهم وعلى بلادهم أبواب فتنة قد يكونون هم أول المحترقين فيها .. !!
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
والله الهادي إلى سواء السبيل .