أعزائي الاعضاء الافاضل
الكل منا يعلم أهمية الحوار الفكري للوصول إلى الفهم الكامل لجميع القضايا الخلافية , كما
أنه لا يخفى عليكم وجود أداب و أنظمة لهذا الحوار
لكي يكون مفيداً و نستطيع الوصول به إلى نتيجة .
ومن أداب الحوار :
-الإستماع للمحاور الأخر و مناقشته بأسلوب أدبي و فكري لا يحتوي على تجريح أو استخفاف بالأخر و خال من لغة التحدي
-و إدعاء الفهم الكامل فهذا يدعوا الى النفور و عدم التقبل من الجميع ،
- كما أن من أداب الحوار المناقشة الموضوعية و عدم بتر المواضيع من المنتصف بحكم عدم فهم الأخر.
ولكن ما أثار أستغرابي وجود الكثير من الذين يرتكزون في ردودهم أو نقاشاتهم على شخصية المحاور الأخر و بدون أن يكون لديهم أي رأي في القضية نفسها .
ففي كثير من الردود الموجودة تجد من يقوم بالرد على أحد المواضيع بأن صاحب الطرح غير كفؤ و أنه تابع لجهات معينة أو أنه يتلقى مالا لكي يكتب أو أنه باع دينه أو أنه من أتباع فلان الفلاني او الإستخفاف بصاحب الموضوع والسخريه والتنكيت الممجوج ..
دون ان يقول رأيه في الموضوع أو ما هو الشيء الذي أزعجه من المكتوب وليس من الكاتب.
وهذا الشيء يدل على ضعف المحاور من الناحية الإدراكية لماهية الموضوع أو لإنعدام حجته.
يا سادتي الحرية ليست مطلقة بحيث نتعدى على حريات الأخرين في طرح أرائهم , بل الواجب أن نقوم بالرد عليهم بطريقة عقلانية حتى نصل نحن وإياهم إلى حل يرضي جميع الأطراف وبهذا يستطيع المنطق أن يفرض نفسه و نستطيع جميعا التعايش في سلام مع الاخر.
نحن نعلم أن الحوار مفقود في مجتمعنا ولكن نأمل ألا نفتقده في أحد منابر الانترنت هنا ...
ونحن نعلم أن السبب الأساسي لهذه المشكلة هي التراكمات الأجتماعية القديمة لدى البعض عندما كان الفرد يتحكم بالجميع منتقصا من قدراتهم العقلية و مستغفلا لإبداعاتهم الفكرية.
ولكن هذا يجب ان يتغير و يجب ان نبدأ بأنفسنا.
أعزائي :
إن تطوير القدرات الحوارية دليل على الوعي الفكري و سعة المعرفة و حسن الأخلاق أما التجريح في شخصية المحاور فهو يذكرني بما قام به الكفار عندما عجزت عقولهم عن مجاراة الرسالة الإلهية فقاموا بالتشكيك في صاحب الرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
لذا لتكن صدورونا متسعة لتقبل الجميع و مناقشتهم في أرائهم فربما يكونون على صواب و نحن على خطأ.
م ن ال ش ا م خ ال س ن ي
مع تحياتي للجميع ...