نقض شبهات الخليلي حول وجوه يومئذ ناضرة / الجزء الأول

[ابوغنام]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه وقفات مع محاضرة الخليلي المنشورة على اليوتيوب وهي محاضرة قديمة ومليئة بالأغاليط المسروقة من مذهب المعتزلة
يسرد فيها أدلة المعتزلة التي تسول عليها الإباضية المنقرضون وأصبحوا يضربون بسيوف غيرهم لكنها كسيف أبي صفرة لايقطع إبهاما..

سأقف مع كلامه بالترتيب نقطة نقطة بإذن الله وأبدأ بأول دليل لأهل السنة طرحه ثم أثار حوله شبهات وإذا انتهيت سأورد من الشبهات مانسي ان يورده ثم اعقبها بالرد إن شاءالله وليس عندي جديد ولكنه جمع للإفادة جعله الله نافعا ولوجهه خالصا

"]بدأ بالدليل العقلي وهو(إن الله موجود وكل موجود يصح أن يُرى
]ورد عليه ولايهمنا رده للآتي:
1-دعواه أن هذا دليل أهل السنة كذب فأهل السنة لايعتمدون إلا على نصوص الوحييين

2-في هذا الدليل قياس للمخلوق على الخالق ومن قاس الخالق على المخلوق كفر

ثم أورد الدليل النقلي الاول الذي أورده لأهل السنة هو قوله تعالى(وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة):

قال الخليلي:1-النظروالرؤية لايلزم أن يتفقا فلايقال –رأيت الهلال فلم أره-بل يقال-نظرت الهلال فلم أره فلا دلالة في لفظ(ناظرة)على الرؤية
الجواب:
أ-أنتم تعترفون بأن معنى قول موسى(أرني أنظر إليك)هو طلب الرؤية.
ب-إن العرب لاتقول(رأيت الهلال فلم أره)وإنما تقول (نظرت إلى السماء فلم أر الهلال)
قال ابن المولى:فظللت انظر في السماء كأنني/أبغي بناحية السماء هلالا
وقولهم(فرأيت الهلال) بعد(نظرت)هي من باب التأكيد كقول امرئ القيس(كجلمود صخر)والجلمود هو الصخر والأغلب في كلام العرب إذا أرادوا التأكيد المغايرة بين الالفاظ
وكل الفرق اتفقت أن الله ناظر إلى خلقه بمعنى مبصر ولم يشكوا في معنى ان الله ينظر
قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة مادة-ن ظ ر-أصل صحيح يرجع فروعه إلى معنى واحد وهو تامل الشيء ومعاينته ثم يستعار فيتسع فيه فيقال نظرت إلى الشيء
أنظر إليه إذا عاينته
ج-إذا سلمنا ان العرب تقول(نظرت الهلال فلم أره)فذلك على تقدير (نظرت إلى جهة الهلال)
قال الفرزدق:قياما ينظرون إلى سعيد/كأنهم يرون به هلالا
فجعل النظر والرؤية بمعنى واحد
بل قال أيضا فيما يدل على أن أصل النظر هو النظر بالعين:
نظروا إلي بأعين ملعونة..نظر الرجال وماهم برجال
د- ورد في حديث الرؤية (إنكم سترون ربكم)فهو يفسر النظر في الآية رغم أنه لايحتاج إلى تفسير
وإن كان هناك فارق بين النظر والرؤية فهو ان النظر فعل إرادي والرؤية غيرإرادية وليس ذلك على كل حال
هـ-ثم إذا لم يكن معنى النظر في الآية الرؤية فلن يكون إلا أحد ثلاثة:
-نظر اعتبار كقوله(أفلاينظرون إلى الإبل) ولايصح حمل الآية عليه لأن نظر الاعتبار لايكون في الآخرة فليست دار اعتبار
-نظر رحمة كقوله(ولاينظر إليهم)لأن الخلق لايرحمون الخالق
و-وإن تجوزنا في نظر الانتظار فهم ليسوا في مكان انتظار بل مكان لهم فيه ماتشتهيه الأنفس وفي الانتظار مشقة ويدل لذلك قوله في سورة المطففين(على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم) فماذا ينتظرون؟إن قيل ينتظرون المزيد فمعناه أنهم طول مكوثهم في الجنة ينتظرون ويرجون وهذا تنغيص لايخفى والمزيد في الجنة يأتيهم من غير ترقب ولااحتساب لأنهم يعطون أكثر ممايرجون(لهم مايشاؤون فيها ولدينا مزيد) والانتظار نوع من حبس النعيم وقد قيل خير البر عاجله
وقال الشاعر:
إني لأرجو منك خيرا عاجلا/والنفس مولعة بحب العاجل
زـ-وإن احتجوا بقوله(وتراهم ينظرون إليك وهم لايبصرون)على أن النظر لايلزم منه الرؤية

فالجواب:إن الآية مختلف في تفسيرها فمنهم من نسب عدم الإبصار إلى أصنام المشركين ومنهم من نسبه إلى المشركين وعلى الاحتمالين فلاحجة لأنه إن كان للمشركين فإن معناه عدم الانتفاع بالبصر
كما انهم يوصفون بعد السماع وليس معناه أنهم صم بل معناه انهم لاينتفعون بسماعهم فيسمعون الحق ويتبعونه
ح-لايصح أن يوصف أهل الجنة بالانتظار للنعيم لأن من كان على ثقة ويقين مستمر من أن كل مايريده ويشتهيه يأتي مع خاطرته وفي مظنته ووقته فلايصح تسميته منتظرا
2-النظر يطلق على الانتظار وله شواهد في اللغة كقوله(هل ينظرون إلا أن ياتيهم الله)
أي ينتظرون وأجيب عن هذا بأن النظر في الآية متعدي بإلى وهذا لايكون إلا بمعنى الرؤية فنجيب عنه بأن النظر قد يتعدى بإلى ويكون المعنى غير الرؤية كقوله (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولايكلمهم الله ولاينظر إليهم يوم القيامة ولايزكيهم)
ا
لجواب:
أماالنظر في قوله تعالى(هل ينظرون إلا) فهي بمعنى ينتظرون ولاإشكال فهي لم تتعد بإلى
وأما قوله(ولاينظر إليهم)وكون النظر فيها معدى بإلى فالجواب أن يقال إن آية القيامة(إلى ربها ناظرة) لم تكن فقط معداة بإلى بل مع ذلك مسندة للوجوه.
ويوجد فرق بين هذه الآية وآية سورة القيامة فالنظر هناك من الخلق إلى الخالق والنظر هنا من الخالق إلى الخلق
قالوا هذا تأويل وأنتم تمنعونه وتأخذون الصفات على ظاهرها فيقال إن قاعدة أهل السنة أن تؤخذ الصفة على ظاهرها ولاتؤول إلا بقرينة قوية
وهنا الآية تؤول بنظر الرحمة لأمور:
-أن الله لايمكن ان يوصف بأنه لايرى لقوله(بكل شيء بصير)وهذه قرينة كافية قوية قطعية توجب صرف الآية عن ظاهرها فكيف إذا كان معها دلالة السياق؟
-أن الله قال قبلها(ولايكلمهم الله)قال الطبري:ولايكلمهم بمايسرهم.
لأنه سيكلمهم بقوله(اخسئوا فيها ولاتكلمون) وأضاف الخليلي شاهدا لاعلاقة له وهو(فنظرة إلى ميسرة) وهذه ليست في من النظر فهي بكسر الظاء وليست بسكونها
وهي من التأخير والإمهال كما في لسان العرب

وفي مشكل إعراب القرآن لمكي
وَدخُول الى مَعَ النّظر بدل على أَنه نظر الْعين وَلَيْسَ من الِانْتِظَار وَلَو كَانَ من الِانْتِظَار لم تدخل مَعَه الى أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول انتظرت الى زيد وَتقول نظرت الى زيد فالى تصْحَب نظر الْعين وَلَا تصْحَب نظر الِانْتِظَار فَمن قَالَ ان ناظرة بِمَعْنى منتظرة فقد أَخطَأ فِي الْمَعْنى وَفِي الاعراب وَوضع الْكَلَام فِي غير مَوْضِعه
وَقد ألحد بعض الْمُعْتَزلَة فِي هَذَا الْموضع وَبلغ بِهِ التعسف وَالْخُرُوج من الْجَمَاعَة الى أَن قَالَ إِلَى لَيست بِحرف جر انما هِيَ اسْم وَاحِد آلَاء وربها مخفوض باضافة إِلَى اليه لَا بِحرف الْجَرّ وَالتَّقْدِير عِنْده نعْمَة رَبهَا منظرة وَهَذَا محَال فِي الْمَعْنى لِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة أَي ناعمة وَقد أخبرنَا أَنَّهَا ناعمة فَدخل النَّعيم بهَا وَظَهَرت دلائله عَلَيْهَا فَكيف ينْتَظر مَا أخبرنَا الله أَنه حَال فِيهَا إِنَّمَا ينْتَظر الشَّيْء الَّذِي هُوَ غير مَوْجُود فَأَما أَمر مَوْجُود حَال فَكيف ينْتَظر وَهل يجوز أَن تَقول أَنا انْتظر زيدا وَهُوَ مَعَك لم يفارقك وَلَا يؤمل مفارقتك هَذَا جهل عَظِيم من متأوله وَذهب بعض الْمُعْتَزلَة الى أَن ناظرة من نظر الْعين وَلَكِن قَالَ مَعْنَاهُ الى ثَوَاب رَبهَا ناظرة وَهُوَ أَيْضا خُرُوج عَن الظَّاهِر وَلَو جَازَ هَذَا لجَاز نظرت الى زيد بِمَعْنى نظرت الى عَطاء زيد وَهَذَا نقض لكَلَام الْعَرَب وَفِيه اخْتِلَاط الْمعَانِي ونقضها على أَنا نقُول لَو كَانَ الْأَمر كَذَلِك لَكَانَ أعظم الثَّوَاب المنتظر النّظر اليه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ.
وكذا قال الأصبهاني في إعراب القرآن
وكذا النحاس في إعراب القرآن

3-قال الخليلي:قال حسان بن ثابت:
وجوه يوم بدر ناظرات/إلى الرحمن يأتي بالفلاحِ..
فهنا -ناظرات إلى- بمعنى منتظرات
وأجاب مثبتوا الرؤية بأن البيت ليس هكذا وحرفوه كما حرف ابن القيم البيت الشهير(قد استوى بشر على العراق)
فهم إذا لم يوافق مذهبهم حرفوه..

الجواب:
1-البيت ليس لحسان بن ثابت وليس في دواوينه ولافي كتب السيرة.
2-البيت لايعرف قائله ولاوقت نظمه هل هو في زمن الاحتجاج بالشعر ام بعده وقد اختلط شعر المشاهير الكبار بغيره واعترف خلف الأحمر وغيره من الادباء انهم أدخلوا في شعر مشاهير الجاهلية كالأعشى وغيره ماليس منه واختلفوا في نسبة قصائد كاملة ودخلت أبيات من قصائد في قصائد اخرى فلايحتج غلا بماعلم يقينا ودواوين الشعر تملأ المكتبات أفلم تجدوا شاهدا غير هذا الذي ننكره عليكم منذ ألف سنة او تزيد؟
3-رواية البيت الصحيحة:وجوه
4-على فرض أن البيت كما رويتم فلانسلم أن معنى (ناظرات)أي منتظرات بل البيت حجة لنا لأن ناظرات بمعنى أنها ترى وتنظر إلى السماء تنتظر نصر الرحمن وتنزل الملائكة التي وعد الله بها في بدر وعندها يكون النظر مسند إلى الوجوه فيصير شاهدكم شاهدا لنا
5-دعواكم أن البيت هكذا نظمه الشاعر تقابلها دعوانا أن البيت ليس هكذا ولستم بأولى منا بالحق فيه فلادليل لكم إلا الدعوى
6-نظم البيت الصحيح هو:
وجوه يوم بكر ناظرات/إلى الرحمن تنتظر الخلاصا
ووقعة بكر في حرب الردة ضد مسيلمة وكانوا يسمونه رحمن اليمامة وقومه ينظرون إليه بأعينهم ينتظرون فرجا منه حيث يعتقدونه نبيا ليخلصهم
7-لو تنزلنا بأن البيت نسبته ونظمه كما أوردتموه وأنه كذلك معناه الانتظار فلاإشكال علينا فإننا نستطيع أن نعتبره مصروفا إلى الانتظار بقرينة وهي أن أهل بدر لم يرو ربهم

قال الخليلي:
وكذلك يقول الشاعر:وإذا نظرت إليك من ملكٍ/والبحر دونك زدتني نعما
الجواب:
النظر في البيت المراد به نظر العين فالشاعر يقول:
إذا رأيتك في مكانتك وملكك زادتني كل نظرة نعما فوق النعم التي سلفت منك وهكذا يكون المدح للملك بان النظر فقط إليه يجلب النعم والعطايا
قال البيضاوي :النظر هنا بمعنى السؤال لأن الانتظار لايستعقب العطاء.
فالعطاء يأتي بعد السؤال الذي هو بنظر الرجاء كما قال الاول:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني/حباؤك إن شيمتك الحباء
يقول لايحتاج أن أطلبك فأنت تعطي قبل السؤال والانتظار

قال الخليلي:وكذلك قال الشاعر:
وجوه بهاليل الحجاز على الهوى/إلى ملك كهف المعارف ناظرة
الجواب:
1-قال الباقلاني هذا البيت لايعرفه أحد من اهل العلم فلاحجة فيه.
2-البيت محمول على التجوز على تقدير صحته فالشاعر نزّل تشوقهم إليه وتمنيهم لملكه ومحبتهم إياه منزلة شخص هو بحضرتهم ينظرون إليه
ومثل هذا قول حذيفة لعمر بن الخطاب:قد نظر الناس إلى عثمان بن عفان وشهروه لها.
*اكتفى مفتي عمان أحمد الخليلي في محاضرته هذه بهذه الشواهد ولكن لإتمام الفائدة أورد ماوقفت عليه من أبيات يوردها منكروا الرؤية في هذا المجال:

*قول الشاعر:
ويوم بذي قارٍكأن وجوههم/إلى الموت من وقع السيوف نواظر
والجواب عنه أن يقال إن هذا شاهد لنا لاللمعطلة فإن المقاتل إذا اشتد الهول والقتال ثم نجا يقول(رأيت الموت بعيني)كناية عن شدة الموقف قال تعالى:
(ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون)
وكما يقال: لما رأيتهم رأيت الموت

قال الخليلي:الموت لايُرى ..قلنا هذا مجاز معروف مشهور ومعلوم أيضا أن الإنسان يرى ملك الموت عند الموت كما فسر به(فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)
إذن فالبيت لنا بلا أدنى شك

*أوردوا شاهدا آخر وهو:
يراه على قرب وإن بعد المدى/بأعين آمالٍ إليك نواظرِوالجواب:
إن في هذا البيت استعارة فقد استعار للآمال أعين تنظر فشببها بالإنسان فهو يقول للمقصود إن آمالي قريبة منك تنظر إليك بعينها رجاءا فيما عندك حتى وإن كنت بعيدا عنك

*وأوردوا شاهدا آخر:
إني إليك لما وعدت لناظر /نظر الفقير إلى الغني المعسر
والجواب:
وهذا لنا لالكم,فقد شبه نظره إليه بنظر الفقير المعسر إلى الغني وهي نظرة استجداء وانكسار وقد أورده القرطبي من شواهد من يفسر النظر بالرؤية ,ولكن الإباضية سرقوه
*وأوردوا بيتا نسبوه إلى جميل بثينة:
إني إليك لما وعدت لناظر/نظر الذليل إلى العزيز القاهر
وهو إن لم يكن نفس البيت الأول فإنه بنفس معناه حتى وإن كان الاول يخاطب ملكا
والثاني يخاطب حبيبة
قال الباقلاني فيه:هو بمعنى الرؤية لان نظره إليه تنجّز للوعد

وبما أنهم أوردوا شواهدهم التي أغنمنا الله إياها فإننا نزيد عليها من شواهدنا التي لم يسرقوها بعد قول الشاعر:

انظر إلي بوجه لاخفاء به/أريك تاجا على سادات عدنانِ
وقبله قال الله تعالى:
قد نرى تقلب وجهك في السماء..وماكان تقلب وجهه الشريف عليه السلام إلا نظرا فعبر عن تقليب الحدقة بتقليب الوجه

ونقول أخيرا:إذا كان كلام المعطلة صحيحا في أنه لاينسب النظر إلى الوجه فيقال نظر إليك وجهي فإننا نقول أيضا فإن الوجه لايظن حين قال (تظن أن يفعل بها فاقرة)
والحقيقة أن المراد صاحب الوجه وهو أسلوب عربي ومثله قولنا(نظر زيد)فالذي نظر هو عينا زيد
وكما يقال(تجري الأنهار) والذي يجري هو الماء
وقد أنكر الخليلي هذا التخريج فقال أنتم تنكرون المجاز والىن تقولون به؟فنقول كفى تمويها على الناس فالمجاز الذي أنكره ابن تيمية رحمه الله ومن وافقه
هو مجاز المفردات لامجاز السياق والسياق هنا واضح
فإن قالوا لماذا لاتسمحون لنا بمثل مجازكم هذا في قولنا(إلى ثواب ربها ناظرة)
قلنا إن الأصل في الكلام الحقيقة ولايجوز تقدير محذوف ولاتأويل إلا بقرينة قوية
وإلا تعطلت اللغة العربية وصرف كل كلام عن ظاهره فإذا قلت جاء أحمد فربما تعني ابنه أوجاره ثم تدعي انه محذوف

قال الخليلي:والقرائن الدالة على أن الآية معناها الانتظار لا النظر:1-

1-أنها في موقف القيامة والمثبتون قالوا إن الرؤية في الجنة واختلفوا فيها في الموقف
الجواب: الرؤية تكون في الموقف وفي الجنة وأيا كانت فهذه مسألة أخرى فالأصل الرؤية وهي مادل عليه القرآن صراحة وبقية التفاصيل حيث إنها تؤخذ من السنة فربما يحصل فيها خلاف وتقديم وتأخر أما أصل اعتقاد الرؤية فقد ثبت
ونحن لانتكلم الآن عن الرؤية في الموقف بل نتكلم عن الآيتين وهي تدل على
رؤية الله في الجنة والذي دلنا على أنها تتكلم عن الجنة هو آية سورة المطففين التي أوردنا سابقا(تعرف في وجوههم نضرة النعيم)فهي وماقبلهاوبعدها تدل على أن النضرة في الجنة ولم توصف الوجوه في الموقف بالنضرة فنبقى على الظاهر
ثم نقول ومنكروا الرؤية مضطربون في تقدير المحذوف فمرة هو الثواب ومرة هو الرحمة ومرةمغفرة ومرة جنة وبهذا تفسد المقابلة التي ادعاها الخليلي بين الآيتين

2-المثبتون لها في الموقف أثبتوا انها للمؤمنين والمنافقين.ا
لجواب:المنافقون يرون صورة أخرى هي التي ينكرها المؤمنون فلايرون ذات الله العلية والصورة شيء آخر غير الذات كما قال بعض العلماء وكما قلنا هذه مسالة فرعية تؤخذ من السنة ولكن الخليلي يحاول التشويش فيها فنقول كما أن أصل الجنة والنار ثابت ووصفها وبقية ماورد فيها قد يدخله الخلاف لقلة التفصيل او عدمه فإن الرؤية كذلك فلاتستطيع نفي أصل دخول الجنة والنار بسبب اختلاف في تفاصيلها
ثم إن الخليلي في نفس المحاضرة حين تكلم عن المزيد ذكر أن الرؤية في الجنة
3-مقتضى المقابلة في الآيات بين الوجوه الناضرة والباسرة يدل على أن المعنى الانتظار فإن الباسرة تظن أن يفعل بها فاقرة فهي في انتظار فكذلك الناظرة تنتظر ثواب الله والوجوه الناضرة هنا تفسرها الآية الأخرى في آخر سورة عبس(وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة)فهي تنتظرمابشرت به.الجواب:
1- هذه ليست دلالة قطعية ولانسلم بها.
2- المقابلة هنا ليست كاملة لالفظيا ولامعنويا
وجوه يومئذ ناضرة زعموا انها تقابل وجوه يومئذ باسرة
والنضرة لم تذكر إلا في الجنة
أما الباسرة أي الكالحة فأطلقت في الدنيا(ثم عبس وبسر)وذكر الكلوح في النار(تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون)
فالبسر جاء في لسان العرب: وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً: عَبَسَ. وَوَجْهٌ بَسْرٌ: باسِرٌ، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ
؛ وَفِيهِ: ثُمَّ عَبَسَ. وَبَسَرَ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: بَسَرَ أَي نَظَرَ بِكَرَاهَةٍ شَدِيدَةٍ. وَقَوْلُهُ: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ
أَي مُقَطِّبَةٌ قَدْ أَيقنت أَن الْعَذَابَ نَازِلٌ بِهَا. وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ. وَفِي حَدِيثِ
سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا أَسلمتُ رَاغَمَتْني أُمِّي فَكَانَتْ تَلْقَانِي مَرَّةً بالبِشْرِ ومَرَّةً بالبَسْرِ
؛ البِشْرُ، بِالْمُعْجَمَةِ: الطَّلَاقَةُ؛ والبَسْرُ، بِالْمُهْمَلَةِ: القُطُوبُ؛ بَسَرَ وَجْهَهُ يَبْسُرُه.

2-الموصوفون بالنظر إلى ربهم وصفت وجوههم بأنها ناضرة والنضرة إنما تحصل لهم بعد حلولهم في نعيم الجنة بدلالة قوله تعالى(إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم) ولم توصف وجوه المؤمنين في موقف القيامة والعرصات بالنضرة فنبقى على الظاهر بل وصفت وجوههم بأنها مسفرة والنضرة قدر زائد على الإسفار
قال المفسرون واهل اللغة في(مسفرة) مضيئة مشرقة
أما الناضرة فقال الفراء :مشرقة بالنعيم وقوله (تعرف في وجوههم نضرة النعيم)بريقه ونداه والنضرة نعيم الوجه.انتهى
وقال الزجاج :وجوه يومئذ ناضرة :نضرت بنعيم الجنة والنظر إلى ربها وغلام نضير :ناعم .انتهى
قال الطبري: ناضرة :حسنة جميلة من النعيم .انتهى
هذا دليل على أن النضرة تأتي من النعيم وهو إنما يحصل في دار النعيم وأما الإسفار ففي عرصات القيامة وهو اقل من النضرة
وإذا دققنا اكثر فإن آية (وجوه يومئذ مسفرة) لاتفسر (إلى ربها ناظرة)على معناها الصحيح الذي هو النظر بالعين وكذلك على تأويل المعطلة أنه الانتظار فالإسفار لاهو نظر ولاانتظار
وآية عبس ليس فيها مايبين هل هي في الموقف أم في الجنة والأقرب أن آية القيامة إضافة على مافي آية عبس فإن القاعدة تقول إذا دار الكلام بين التأسيس والتوكيد فالأولى التأسيس.
فبطلت علاقة آية القيامة بآية عبس .سواء كانت آية(إلى ربها ناظرة)تتناول رؤية الموقف والجنة ام فقط الجنة لأنها هي النعيم المقيم المقصود الذي يجتمع به نعيم النظر ونعيم المكان


4-لو كان النظر بمعنى الرؤية لكان تمام المقابلة أن يقول (ووجوه يومئذ باسرة عن رؤية ربها قاصرة)

الجواب:
الآية ليس فيها مقابلة لالفظا ولامعنى والمقابلة التامة ان تكون
فلفظ ناضرة يعني منعمة
ويقابله لفظ باسرة أي كالحةعابسة
والأقرب للفظ باسرة هي مسفرة وليس ناضرة
و(إلى ربها ناظرة) عندكم منتظرة
والباسرة تظن أي تعلم
والناضرة لم يصرح بماتنتظر حسب تأويلكم
والباسرة صرح بأنه فاقرة أي من العذاب
فدعوى التقابل غير مسلمة لالفظا ولامعنى
ثم إن إثبات النظر للناظرة زيادة نعيم يزيد السرور
أما لوقال عن رؤية ربها قاصرة لكان ذلك فوت نعيم فقط وأشد من فوت النعيم حصول العذاب فقد كان عمر يقول وددت لو اني خرجت كفافا لالي ولاعلي .

5- النظر أسند إلى الوجوه والنظر لايكون بالوجوه وهم-أي ابن باز والسلفيون-ينكرون المجاز فيلزم ان تكون الوجوه هي الرائية حسب ظاهر الآية
الجواب:
أولا كبار أئمة اللغة منهم من أنكر المجاز فهذا ليس قدحا في رأي من أنكره من السلفيين
ثانيا:هم يقرون المجاز في السياق لافي المفردات فيجعلون السياق هو الحكم وبشروط ثلاثة:
أن يكون مستعملاً في غير ما وضع له.
والثاني أن يكون هناك علاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي.
الثالث أن يوجد قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي
ثم نقول والظن لايسند إلى الوجوه وإنما المراد أصحاب الوجوه وهو كلام عربي وسبق التفصيل

6-فسر النظر بالانتظار علي وابن عباس كما في مسند الربيع!! وابن مردويه أخرجه عن ابن عمر كما أخرجه عن عكرمة أيضا ورواه ابن جرير عن مجاهد وهو تلميذ ابن عباس ورواه عن مجاهد عبد ابن حميد وصحح ابن حجر إسنادها فتبين أن هذا الرأي قال به السلف..

الجواب:
احتجاج الخليلي بالآثار هو أحد أمرين:
إما أنه احتجاج بالآثار وهنا يفتح باب السنة التي يهرب منها ولامحالة إنه مغلوب إن دخل
وإما أنه احتجاج من باب الإلزام وعلى هذه الحال هو كمن يجلب بضاعة التمر إلى اهل خيبر
وإما أنه يريد أن يبطل الإجماع فدون ذلك خرط القتاد وشرط الحداد لأن الصحابة أجمعوا عليها ولم يعلم منهم مخالف كيف لا والأحاديث الصريحة متواترة
ممن نقل الإجماع :
1- ابو الحسن الاشعري -رحمه الله - في ( الابانة عن اصول الديانة )ص (65) :"وقد روي عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل تراه العيون في الاخرة وما روي عن احد منهم ان الله عزوجل لا تراه العيون في الاخرة لما كانوا على هذا مجمعين وبه قائلين وان كانوا في رؤيته في الدنيا مختلفين ثبتت الرؤية في الاخرة اجماعا وان كانت في الدنيا مختلفا فيها ونحن انما قصدنا الى اثبات رؤية الله في الاخرة "
2- وقال السفاريني -رحمه الله - في (لوامع الانوار البهية )(2/241):"واتفق الانبياء والمرسلين والصحابة والتابعون وائمة السلف والدين على ثبوتها في دار القرار من غير شك ولا انكار وانما انكرها اهل البدع والضلال والتجهم والاعتزال "
3- وقال الحافظ عبد الغني المقدسي -رحمه الله - في ( الاقتصاد في الاعتقاد )ص (125):"واجمع اهل الحق واتفق اهل التوحيد والصدق ان الله تعالى يري في الاخرة كما جاء في كتابه وصح عن رسوله صلى الله عليه وسلم "
4- وقال ابن القيم -رحمه الله - في ( مختصر الصواعق المرسلة ) (3/1008):"الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين وجميع اهل السنة والحديث والائمة الاربعة واهل الاستقامة من اتباعهم متفقون على ان المؤمنين يرون ربهم تعالى في الجنة "
والمقصود هنا إجماع الصحابة أما من بعدهم فهناك من شذ ولم يعتبر قوله ومادام انعقد إجماع الصحابة فهو الحجة ولايخرقه من بعدهم
والآن نأخذ كلام الخليلي ومن نسب إليهم القول بتفسير النظر بالانتظار مع اعتبار أنه لو صح عن أحد أنه فسرها بالانتظار فليس دليلا أنه ينفي الرؤية..
قال:فسر ذلك علي وابن عباس كما عند الربيع في المسند!!
قلت:وأعجب منك لم تر قط عيني!! أتحتج على اهل السنة بمسند الإباضية!وهو مسند منقطع مجهول صاحبه !!



وإنك إذ تهدي القصائد نحونا/كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا
وسيفشل لامحالة لأن الرؤية متواترة ورويت عن 23 صحابيا ولايحصى التابعون الذين رووها
والآن لننظر في الأسماء التي نسب إليها القول:
1-علي وابن عباس في مسند الربيع!!
مسند الربيع من كتب الإباضية لايحتج به علينا ثم هو منسوب للربيع بن حبيب وهو مجهول وبداية المسند(قال الربيع)فهو منقطع بين الربيع وهذا الكاتب المجهول
2-أما مانسبه إلى ابن عمر فلم يذكر إسناده ولم يثبت عنه وكونه قد روي لايدل على صحته وابن مردويه أخرجه عن ابن عمر من أربعة طرق وفيه ثوير بن أبي فاختة
مجمع على ضعفه والمتن فيه إثبات ابن عمر للرؤية لاكما زعم الخليلي
بل روى الآجري أثرا صحيح الإسناد إلى ابن عمر في هذا الباب فقال(سمعته يقول :يدنو المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه...)والكنف الستر والناحية
3- أما نسبة الإنكار إلى عكرمة فعقب القرطبي على نسبة هذا القول إلى عكرمة بقوله: «وليس معروفا إلا عن مجاهد وحده» (تفسير القرطبي: 19/ 108) .
ولكن قال ابن حجر: وقد أخرج عبد بن حميد عن عكرمة من وجه آخر إنكار الرؤية، ثم قال: ويمكن الجمع بالحمل على غير أهل الجنة. انظر: فتح الباري 13/425.
2 فتح الباري 13/425.

وهذا أثر عكرمة أخرجه الطبري في تفسيره فقال حدثنا محمد بن منصور الطوسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا ثنا عليّ بن الحسن بن شقيق، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحويّ، عن عكرِمة قال: (تنظر إلى ربها نظرا) .(صحيح)



أثر عكرمة أخرجه الإمام الطبري ـ في جامع البيان (24/72) ـ وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة (1/261) عن عكرمة {نَاظِرَةٌ} قال: تنظر إليه نظراً. وقال محققه: إسناده صحيح. وأخرجه الآجري في الشريعة، ص (256) . ووصف الحافظ ـ في الفتح (13/424، 425) ـ سند ابن جرير بالصحة.

كما أنه ثبت أيضا عن قتادة بإسناد صحيح تفسيره للزيادة بأنها النظر وفي الأثر(وأما الزيادة :فالنظر إلى وجه الرحمن)أخرجه الطبري أثر رقم 17646و17647
ثم روى عن علي آثار تفسر الزيادة بغرفة من لؤلؤ والآثار ضعيفة



أما الآثار الواردة عن الصحابة فأورد بعضا منها وأذكر منها محل الشاهد والحكم على صحتها من تحقيق المحدث شعيب الأرنؤوط
1- حديث أبي بكر الصديق في مسند أحمد قال أبوبكر الصديق فيه راويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(ويقول الله عز وجل ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع .قال:فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى)
}إسناده حسن:أحمد:15{
2- حديث أبي هريرة في الصحيحين وحديث أبي سعيد أن ناسا قالوا يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يارسول الله.قال
هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قال فإنكم ترونه كذلك..أخرجه الشيخان والترمذي وأحمد

3-حديث جرير بن عبدالله في الصحيحين :كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال "إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا..)
رواه عن جرير قيس بن أبي حازم
ورواه عن قيس "إسماعيل بن أبي خالد" وتابعه جماعة منهم
بيان بن بشر ومجالد بن سعيد وطارق بن عبدالرحمن وجرير بن يزيد البجلي وعيسى بن المسيب
ورواه عن إسماعيل قرابة عشرة ومئة نفس ذكرهم ابن الوزير في العواصم والقواصم

4-حديث صهيب في مسلم قال قال رسول الله....فيكشف الحجاب فماأعطوا شيئا أحب من النظر إلى ربهم )

5-حديث أبي موسى الأشعري في الصحيحين:ومابين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن.
6-حديث عدي بن حاتم في البخاري :...وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه حجاب ولاترجمان..)
7- حديث أنس بن مالك في الصحيحين:عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال
(يجمع الله الناس يوم القيامة....-إلى أن يقول-فأستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا أنا رأيته فأقع ساجدا...)

8-حديث جابر بن عبدالله في مسلم ومسند أحمد وفيه قوله صلى الله عليه وسلم عن أهل الموقف المؤمنين يوم القيامة..(..فيقول أنا ربكم فيقولون حتى ننظر إليك فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى يضحك..)

9-حديث عمار بن ياسر في المسند وأخرجه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما وهو دعاء النبي المشهور وفيه(..وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى ولذة النظر إلى وجهك ..)
10-حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبدالله ياجابر ألاأبشرك قال بلى بشرك الله بالخير قال أشعرت الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال تمن علي ياعبدي ماشئت أعطكه..)
صححه الحاكم ويشهد له مارواه الترمذي وابن ماجه بسند صححه الألباني عن جابر بن عبدالله
وفي الحديث أن النبي قال لجابر(ماكلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا..)أي مواجهة ومقابلة بلاحجاب ولارسول
11-حديث ابن عباس: وآخره (فيتجلى لي ربي فأخر له ساجدا)قال شعيب حسن لغيره رواه أحمد في المسند

12-حديث أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال قلت يارسول الله أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة مخليا به؟قال نعم قلت ماآية ذلك في خلقه؟قال ياأبارزين أليس كلكم يرى القمر مخليا به ؟قلت بلى قال فالله أعظم)
أخرجه الآجري بسند حسن
13- حديث ابن مسعود الموقوف في الطبراني: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَبْدَأُ بِالْيَمِينِ قَبْلَ الْكَلَامِ، فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا أَنَّ رَبَّهُ سَيَخْلُو بِهِ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي؟ ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي؟ ابْنَ آدَمَ، مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ؟ ابْنَ آدَمَ مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ ابْنَ آدَمَ مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ ابْنَ آدَمَ مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ ".
قال شعيب :إسناده صحيح


رأي اهل اللغة في تأويل النظر بالانتظار:
وقد خطّأ النحاس هذا القول في إعراب القرآن: 5/ 84، وقال: «لأنه لا يجوز عندهم (عند النحويين) ولا عند أحد علمته: نظرت زيدا، أي: نظرت ثوابه» .
ورد الأزهري هذا القول- أيضا- في تهذيب اللغة: 14/ 371، والفخر الرازي في تفسيره: 30/ 227

وقال ابن حبيب وهو من علماء اللغة في العصر العباسي:النظر ثلاثة انواع:
فنظر مقرون بإلى ونظر مقرون بفي ونظر خالٍ منهما فأما المقرون بإلى فهو رؤية العين وأما المقرون بفي فهو رؤية القلب وأما الخالي منهما فهو بمعنى الانتظار.

وهنا انتهت شبهات الخليلي التي بثها في المناظرة واعتراضاته ونأتي إلى شبهات أثارها غيره
لتعم الفائدة إن شاءالله


.
شبهات أوردها غيره:
1- قال منكروا الرؤية إن الآية ليست قطعية لجواز التأويل بتقدير مضاف محذوف وهو الثواب و(ناظرة )بالانتظار فيكون المعنى (إلى ثواب ربها ناظرة) وإذا دخل الدليل الاحتمال بطل به الاستدلال..
والدليل على ذلك أن مجاهد قد أولها وبعض العلماء أولوها بالانتظار

الجواب:
كما قلنا الأصل في الكلام الحقيقة ولايجوز تأويله إلا بدليل قوي وإلا فقد أبطلنا دلالات اللغة فلو قال رجل(جاءأحمد) لقلنا هذا ليس صريح بل هناك محذوف تقديره(جاء ابن أحمد) فلاتستقيم دلالة بعدها ابدا
وليس كل تأويل معتبرا فإن بعض المفسرين أول كلمة(غلام) في سورة الكهف بأنه جارية وأولت المعتزلة (وكلم الله موسى تكليما فقالوا جرحه بمخالب الحكمة لأن معنى (كلمه)يأتي من الكلام ويأتي بمعنى الجرح وعلى هذا فالعبث لن ينتهي
فالآية يجب حملها على ظاهرها ويطالب من يؤولها بانتظار الثواب بدليله وإلا فهو تحكم وخلاف الأصل
2-تمحك بعضهم وقال :قول الله(إلى ربها)ليست إلى هنا حرف جر بل هي واحد الآلاء وهي النعم فيكون المعنى(نعمة ربها ناظرة)

الجواب:رغم بعده وقلة استعماله إلا أن واحد الآلاء يكتب بالألف لابالياء وهذه مكتوبة في المصاحف بالياء فدل أنها حرف جر
ولغة الفتح في (ألا) أكثر والتي في المصحف مكسورة(إلى) ولو كان المراد مفرد الآلاء لقرئت في القرآن بالفتح أو بالفتح والكسر فحيث أجمع على كسرها دل أنها ليست تلك وإنما هي حرف جر. هي بالكسر إذا وردت كما في التاج معها التنوين (إلىً)
ثم عن الآلاء نعمة الدفع وهم في الجنة لاينتظرون دفع محنة عنهم
قال تاج القراء الكرماني :وقول من جعل (إلى)واحد الآلاء إلغاز –أي لغز- وكلام الله منزه عن ذلك.
وعلى كل هي حجة سخيفة مريضة يحتج بها مريض القلب أو مريض اللغة وأسخف من هذا قولهم إن المراد بالوجوه في الآية هم أشراف الناس ووجوههم ووجهاؤهم
وهذا ينقضه قوله تعالى(ناضرة)فالنضرة وصف خاص بالوجوه الجوارح والنضرة لاتخص شرفاء الناس ووجهاؤهم بل عمت كل أهل الجنة كما في آية سورة المطففين..ثم عن الناس يوم القيامة ليس فيهم شريف ووضيع إلا بالتقوى بل إن الوضعاء هم أولى بالنضرة في الغالب من الوجهاء والرؤساء وكذلك لو كان يقصد وجهاء الناس ورؤساءهم لما قال(ناظرة)بل لقال(ناظرون)



3-قالوا:إذا قدمنا المفعول على عامله-ناظرة- ضعف العامل واسم الفاعل (ناظرة)أضعف من الفعل (نظر) فصار عندنا أمران يضعفان المعنى في(إلى ربها ناظرة)
تقديم المفعول(ربها) على العامل وكون العامل اسم فاعل
فلو قلت إلى ربها نظرت لكان المعنى أقوى ولو قلت (نظرت إلى ربها)لكان أقوى من الجميع
كما انك لوقلت(ضربت زيدا) لكان أقول من تقديم المفعول بقولك(لزيد ضربت)

الجواب:
هذا ليس من الباب الذي ذكرتموه ولو كان منه لكان المتصل بالمفعول الذي هو (ربها) لام الجر أي تكون الجلمة(لربها ناظرة)وليس (إلى ربها) فإنك لاتقول (إلى زيد ضربت) بل تقول(لزيد ضربت)
وسبب اختصاص اللام في هذا لأنها هي اللام الموضوعة تقديرا بين المضافين في مثل(غلام زيد) وتقديره(غلام لزيد) والحرف(إلى) لايكون في هذا المعنى .

4-قالوا:من شواهدنا على أن النظر يأتي بمعنى الانتظارقوله تعالى(فناظرة بم يرجع المرسلون)

الجواب:لاحجة في محتمل فيحتمل أن تكون من النظر أي أنظر إلى الذي يرجع به المرسلون من كتابة أو غيرها وقد يكون فيه مجاز ويحتمل من الانتظار فلاحجة
ثم هو لم يضف إلى الوجوه ولم يتعد بإلى فلاعلاقة له بآية سورة القيامة
5-قال الزمخشري:إن تقديم المفعول دائما هو دليل اختصاص فإذا فسرنا النظر بالرؤية
فيجب أن تكون خاصة برؤية الله ومعلوم أنهم يرون أشياء غير الله .

الجواب:الخصوصية موجودة ولكنها خصوصية النظر إلى الله فإذا رأوه لم يروا غيره ولم يلتفتوا
إلى شيء آخر ولذلك لم يقل الله(ناظرة إلى ربها ناضرة)بل قدم النضرة على النظرليختص بها
6-قالوا في شاهدهم –الذي سبق الكلام عليه- وهو قول الشاعر:
وإذا نظرت إليك من ملك/والبحر دونك زدتني نعما
وقلنا في جوابه إن النظر هنا حقيقةورؤية لكنها بمعنى السؤال –مع حاجة البيت للتثبت من نسبته ووقت نظمه-
قالوا لوكان النظر بمعنى السؤال لكان البيت(وإذا سألت إليك من ملك..)

الجواب:النظر بالعين له معانٍ كثيرة قال الشاعر:
فأومأت إيماءا خفيا لحبترٍ/ولله عينا حبترٍ أيما فتى!!
وقال الآخر:والعين تعرف من عيني محدثها /إن كان من حزبها أو من أعاديها
فالنظر نفسه بالعين لغة مفهومة قد تكون تعبر النظرة عن الحب وقد تعبر عن الموافقة والرضا وقد تعبر عن الحاجة والسؤال..

7-أوردوا شاهدا نسبوه إلى الشاعر جرير وهو:
كل الخلائق ينظرون سجاله/نظر الحجيج إلى طلوع هلالِ
وقالوا هذا يدل على أن النظر إذا عدي بإلى قد يكون معناه الانتظار

الجواب:
إما أن البيت محرف وإما أنه ليس لجرير فإني رجعت إلى نقائض جرير والفرزدق الذي ألفه الإمام اللغوي أبوعبيدة معمر بن المثنى المتوفى209هـ وهو أقرب لعصر الشاعر
وكذلك رجعت إلى ديوانه المطبوع فوجدت البيت غير مانقلوا
وأورد البيت الذي قبله ليتضح سياق الكلام
إني لتستلب الملوكَ فوارسي/وينازلون إذا يقال نزالِ
من كل أبيض يستضاء بوجهه/نظر الحجيج إلى طلوع هلالِ
أما البيت الذي زعموه فإن كان لشاعر آخر فإن بيت جرير يبين ويفسر المراد منه فإنه نفس معناه وتركيبه
وإن كان لاينسب لآخر فالقوم كذبوا ودلسوا
ونحن نجيبهم إن شاءالله على كل احتمال فنفسر أولا بيت جرير فإنه يذكر ان فرسان قومه بيض الوجوه يستضيء الناس بضوء وجوههم بالنظر إليها ويحرصون على رؤيتهم كما يحرص الحجيج على رؤية الهلال لمعرفة مناسكهم والاهتداء على أثرها

وأما البيت الذي أوردوه فيقال في شرحه:
النظر هنا بالعين لا بمعنى الانتظار ، والمعنى :
أي كل الخلائق يرون بأعينهم سجاله وكرمه
كما ينظر الناس بأعينهم إلى الهلال حال طلوعه محدقين بأبصارهم مقلبين لها .
وممن قرر هذا المعنى العضد الإيجي في شرح المواقف
9-قالوا:من القرائن التي توجب تأويل النظر إلى الانتظار :
أ-أن آية القيامة(إلى ربها ناظرة) لو فسرناها بالرؤية لوجب التناقض بينها وبين آية(لاتدركه الأبصار)

الجواب:لايلزم التناقض من وجهين:الاول ان الآية تتكلم عن الدنيا وليس عن الآخرة فهي كالآية التي قال فيها الله عن اليهود(ولن يتمنوه أبدا)يعني الموت مع أنه ذكر ان أهل النار (قالوا يامالك ليقض علينا ربك) فهم سيتمنون الموت في النار وصيغة النفي في هذه الآية أشد من صيغته في(لاتدركه الأبصار)ومع ذلك جاز أن تكون تتكلم عن الدنيا فقط
والوجه الثاني أن نفي الإدراك لايعني نفي الرؤية كما سنورده إن شاء الله في موضوع مستقل حول الآية في أجزاء أخرى

ب-أن التفسير بالانتظار يؤيده الرد إلى المحكم وتؤيده اللغة العربية .

الجواب:الآية(إلى ربها ناظرة)ليست متشابهة حتى نبحث عن المحكم وخلافكم معنا حولها لايجعلها متشابهة لأنكم ادعيتم المضاف المحذوف والتأويل بلاقرينة ولادليل بل الأدلة المتواترة من السنة ترد تأويلكم
ج-قالوا يردها تنزيه الله المطلق لأن النظر يستلزم التجسيم

الجواب:تنزيه الله هو وصفه بماوصف به نفسه ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه ولاتجسيم
وقولكم يدل على أن ظاهر القرآن كفر فلابد من الغوص إلى الباطن فصرتم كالباطنية
والقول بأن إثبات الصفات يستلزم التجسيم هو تجسيم لأنك لم تقل ذلك إلا وقد تخيلت أن الله تجري عليه القوانين التي تجري على الأجسام
هذا الجزء الأول يختص بالدليل الأول الذي تعرض له الخليلي في المحاضرة فمن كان من أهل السنة عنده تصويب أو إضافة فليفدنا والقراء
أما الإباضية فأرجو ألا يدخلوا الموضوع وأرجو من المشرفين الكرام الانتباه لذلك
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

[الجذيل المحكك]

الاخ الفاضل
هذا البحث جميل وسو يتم وضعه في موقع من هم الاباضية فمن هو صاحب البحث حتى يتم وضع اسمه ومتى ينزل الجزء الثاني
ولك جزيل الشكر

[ابوغنام]

أخي الجذيل المحكك

ضعه في أي موقع شئت وكتب الله لي ولك الأجر..وحبذا لو عدلت في تنسيقه إن كان لك خبرة فأنا جاهل في هذا والتنسيق يدعو للقراءة ويسهلها

وانا صاحب هذا البحث جمعته في البداية لنفسي ثم رأيت أن افيد منه من كان مثلي لأني لم أر كل هذه المعلومات مجموعة في موضوع واحد
فإن شئت تضع كاتب الموضوع(أبوغنام)أو (عبدالله العامري)وهو اسم شبه مستعار

والجزء الثاني قد بدأت فيه ولعل الله يسهل ويعين ويوفق وسأضعه هنا في هذا المنتدى إن شاءالله
وإن يسر الله لي سأستمر في أدلة الرؤية ثم خلق القرآن ثم تخليد العصاة

دعواتكم

[التائبة لله]

يرفع للفائدة
اللهم لا تحرمنا من لذة النظر لوجهك الكريم

[ذو_الفقار]

ردود رائعه سلمت يمينك

[ذو_الفقار]

يرفع لجنون الحرف

[عاشق الكذب]

"]بدأ بالدليل العقلي وهو(إن الله موجود وكل موجود يصح أن يُرى
]ورد عليه ولايهمنا رده للآتي:
1-دعواه أن هذا دليل أهل السنة كذب فأهل السنة لايعتمدون إلا على نصوص الوحييين

2-في هذا الدليل قياس للمخلوق على الخالق ومن قاس الخالق على المخلوق كفر

هل تذكر رده او جئت فقط تنقد لعل الرد يفيد المعنى

ثانيا هل الدليل عندكم ليس موجود ؟؟ أي ان الله موجود وكل ما موجود يرى ؟؟


اما البقيه فكله لا معنى له ابدا

لكن جاوب لي بعض النقاط

الاولى نظر الله الى عباده ما معناها ؟؟

ونظر العبيد الى الخالق مامعناها

ثانيا الايه التي استدلت بها في الرؤيه متناقضه مع الاحاديث فلماذا فهنا يبين لنا يوم المحشر والاحاديث تبين لنا بعد النعيم ودخول الجنه

ثالثا من سيرى الله يوم القيامه هل المؤمنون والمنافقين والمشركين او الجميع او ماذا ؟؟






ثم أورد الدليل النقلي الاول الذي أورده لأهل السنة هو قوله تعالى(وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة):

[ابوغنام]

بارك الله فيك ياذا الفقار..

أما عاشق الكذب فلاأدري ماذا قال في الموضوع الثاني الذي حذف كلامه وهل أوقفت عضويته أم لا ولكن اجيب على كلامه

يقول عاشق الكذب:

اقتباس: هل تذكر رده او جئت فقط تنقد لعل الرد يفيد المعنى ثانيا هل الدليل عندكم ليس موجود ؟؟ أي ان الله موجود وكل ما موجود يرى ؟؟ اما البقيه فكله لا معنى له ابدا

أقم لسانك بالعربية فكلامك أكثره لايفيد معنى ولم أفهم بالضبط اعتراضك الاول ولكن أقول إن الخليلي ذكر الدليل العقلي واكتفى بما نقلته هنا ووضعت ردي هنا ولو أن له اعتراض عليه لنقلته وأجبت عنه والمحاضرة موجودة في اليوتيوب فتأكد بنفسك

اقتباس: الاولى نظر الله الى عباده ما معناها ؟؟ ونظر العبيد الى الخالق مامعناها

سبق تفصيل معاني النظر وأنواعه الثلاثة ونظر الله إلى عباده الرؤية(إنني معكما أسمع وأرى) وقد تكون بمعنى الرحمة
كما ذكرنا في أصل الموضوع في الإجابة عن(ولاينظر إليهم)

ونظر العباد إلى الله رؤيته بأبصارهم في الآخرة

اقتباس: ثانيا الايه التي استدلت بها في الرؤيه متناقضه مع الاحاديث فلماذا فهنا يبين لنا يوم المحشر والاحاديث تبين لنا بعد النعيم ودخول الجنه

لاتقل الآية متناقضة ولكن قل مناقضة..وليست كما تزعم فاالرؤية في الموقف وفي الجنة
وإذا ذكرت الآية رؤية الموقف فقط أو الرؤية التي في الجنة فقط فلاإشكال فأصل الرؤية قد ثبت
وسورة المطففين ذكرنا انها تثبت أن الرؤية المذكورة في سورة القيامة في الجنة لأنها ذكرة النضرة في الوجوه
فماذا ينتظر اهل الجنة من ثواب ربهم وهم فيه؟(على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم)

اقتباس: ثالثا من سيرى الله يوم القيامه هل المؤمنون والمنافقين والمشركين او الجميع او ماذا ؟؟

أما في الجنة فالمؤمنون فقط

وأما في الموقف فثبتت الرؤية للمؤمنين وفي المسألة خلاف متفرع عن أصل الرؤية وقد ثبت الأصل فلايضر الخلاف في الفرع
ورؤية الكفار والمنافقين إما رؤية تنكيل وعذاب وخوق وإما هي رؤية للصورة التي يتجلى الله بها وليست للذات الإلهية
والصورة صفة من صفات الله يتجلى كما شاء لخلقه

والذي يرد المتواتر والصريح ويزعم أنه يستطيع العلم بالله وصفاته عن طريق العقل هو كالصوفية الذين زعموا انهم يعرفون عن الله من غير الكتاب والسنة بل عن طريق الكشف والتجلي ليلعبوا بالإسلام

[ابوغنام]

زيادة توضيح


1-رؤية الله ثبتت في القرآن ثبوتا قطعيا كافيا لايحتاج معه إلى إلى السنة لإثبات أصل الرؤية

2-الذي في السنة زيادة تفصيل لو وقع فيها اختلاف لايتأثر أصل الرؤية الذي في القرآن

3-الرؤية في الموقف حسب حديث الصورة تكون ثلاث مرات في صورتين فالأولى للمؤمنين
والثانية للمؤمنين ويكون معهم المنافقون ولكنها في صورة ليست هي الاولى فلذلك لايكون المنافقون قد راوا ذات الله
بل راوا صورة تجلى فيها
ثم إذا حجبوا مع الكفار تجلى الله للمؤمنين بالصورة التي يعرفونها

والله اعلم

فطالب الحق لايضره عدم التفصيل في الحديث لأن هناك أمورا كثيرة لم يفصل فيها من امور يوم القيامة
وهناك امور تحتاج إلى منصف متجرد طالب للحق

فمثلا قال الله عن المجرمين (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا)

وفي آية أخرى(يوم تبيض وجوه وتسود وجوه)

ومرة ذكر أنه لايكلم أهل النار
ثم ذكر في موضع آخر أنه يقول لهم اخسئوا فيها ولاتكلمون)

وهكذا فيوم القيامة طويل جدا تختلف فيه الاحوال فمرة تكون وجوههم زرق ومرة سود وكذا احوالهم في النار

وأهل الاهواء يضربون القرآن بعضه ببعض ويضربون القرآن بالسنة ومن لم يبحث عن الهدى لم يهده الله

[يا رب عفوك]

سدد الله رميك بإنتظار الجزء 2