بحث جديد عن (أهل البيت ) في القران ... من هم ؟؟
(أهل البيت ) في القران
أهل البيت , من المصطلحات التي اختلف حولها المسلمون شيعة وسنة .
وقد اتفقنا ان يكون الحكم بيننا فيما اختلفنا فيه كتاب الله عز وجل :
{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام: 114]
ولما بحثت في كتاب الله عز وجل عن ( أهل البيت ) من هم ,وما وصفهم , وما حقوقهم تبين لي ما يلي :
لفظة (أهل البيت ) جائت في كتاب الله مرتين , وجائت مرة ثالثة بلفظ (أهل بيت )
وهذا هو التفصيل :
{قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود: 73]
{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]
{هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (} [القصص: 12]
****************
وبما أن افضل مافسر به القرأن هو القران , وعلى ضوء – وبعد تأمل – الأيات السابقة نصل الى ما يلي :
1. جاء ذكر أهل البيت بمعنى اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في أية واحدة من كتاب الله وهي اية 33 من سورة الأحزاب .
2. هذه الأية جائت مسبوقة ومتبوعة بأيات تتكلم عن , وتخاطب , نساء النبي صلى الله عليه وسلم .
3. هذه الأية بدأت أيضا بالخطاب الموجه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) ثم اختتمت بقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ).
4. اذا سألنا أي ناطق بالعربية( لم يسبق له الأسلام ) يقرأ هذه الأيات ما المراد بأهل ابيت فيها لقال نساء النبي صلى الله .
5. ولمن كان عنده شك في ذالك فاليتأمل أية سورة هود فإن لفظة (أهل البيت ) جائت فيها والمراد منها زوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام (ولا خلاف في ذالك ).
6. بل ان الأية الثالثة – أية القصص – تدخل الأم والإخوة فى أهل البيت .
7. أهل البيت في لغة العرب هم ساكنوه مثل قوله تعالى :
{قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ } أي ساكنوها . والله أعلم .
***************
وعند التأمل في كتاب الله عن لفظة (أهل ) والتي جائت فى كتاب الله في مواضع كثيرة وكلها مضافة ,(31 موضع (أهل الكتاب ) وأضيفت الى كلمات اخرى مثل ( المدينة – القرى – الإنجيل – النار ) .
كما انها اضيفت الى ضمائر مثل ( ياء المتكلم ( أهلي ) – وكاف المخاطب ( أهلك ) وهاء الغائب (أهله ).
والذي استفدناه بعد هذا التأمل في كتاب الله أن أهل الرجل يدخل فيهم زوجاته وأبناءه :قال تعالى : {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ } [العنكبوت: 33]
بل يدخل فيهم اخوته , فال تعالى : {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي} [طه: 29، 30]
وجائت صريحة بمعنى الزوجة في قوله تعالى :
{فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} [الذاريات: 26]
***************
وكذالك بحثت عن لفظة (البيت ) فوجدتها قد وردت في القرآن 19 مرة في أغلبها بمعنى ({الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 97]
وجائت بمعنى البيت المأهول في الايات الثلاث التى مضت معنا وفي قوله تعالى : {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [الذاريات: 36]
**************
تتمة
من الألفاظ التي تستعمل لأهل البيت أيضا الفاظ ( القربى & العترة & آل البيت )
وقد بحثت عن هذه الألفاظ في كتاب الله عز وجل فتبين لي ما يلي :
لفظة ( القربى ) جائت في القرآن 11 مرة .
وعند التأمل فيها نرى انها جائت بمعنى قرابة المؤمنين عموماً من مثل قوله تعالى :
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى } [النحل: 90]
*****
والقَرابَة والقُرْبَى: الدُّنُوُّ فِي النَّسب، والقُرْبَى فِي الرَّحِم. (لسان العرب (1/ 665)
................
وجائت بمعنى قرابة النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة مواضع وهي :
1) {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} [الأنفال: 41]
2) {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الحشر: 7]
3) { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى: 23]
وعند التأمل في هذه المواضع وجدت ما يلي :
1. في الموضعين الأول والثاني يشير القرآن الى حق ذوى القربى في خمس الخمس من الغنائم في الأية الأولى أو أو خمس الفىء في الأية الثانية .
2. في الموضع الثالث اُختُلِفَ في المراد منه على قولين :
القول الأول :وهو لواحد من أهل البيت (حبر الأمة عبد الله بن عباس) :
تفسير ابن كثير (7/ 199)
قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ: لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى هَذَا الْبَلَاغِ وَالنُّصْحِ لَكُمْ مَا لَا تُعْطُونِيهِ، وَإِنَّمَا أَطْلُبُ مِنْكُمْ أَنْ تَكُفُّوا شَرَّكُمْ عَنِّي وَتَذَرُونِي أُبَلِّغُ رِسَالَاتِ (1) رَبِّي، إِنْ لَمْ تَنْصُرُونِي فَلَا تُؤْذُونِي بِمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَجِلْتَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَقَالَ: إِلَّا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ.
قال ابن كثير : وَبِهِ قَالَ مُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَقَتَادَةُ، وَالسُّدِّيُّ، وَأَبُو مَالِكٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَغَيْرُهُمْ.
وفي لسان العرب (1/ 665) وقولُه تَعَالَى: (قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)
؛ أَي إِلا أَن تَوَدُّوني فِي قَرابتي أَي فِي قَرابتي مِنْكُمْ.
القول الثاني : وَهُوَ مَا حَكَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ، رِوَايَةً عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ أَنْ تَوَدُّونِي فِي قَرَابَتِي، أَيْ: تُحْسِنُوا إِلَيْهِمْ وَتَبَرُّوهُمْ. تفسير ابن كثير (7/ 200)
لسان العرب (3/ 453) الودّ: الحُبُّ يَكُونُ فِي جَمِيعِ مَداخِل الخَيْر.
فائدة :
قال ابن كثير رحمه الله: (تفسير ابن كثير (7/ 201)).
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا علي بن الحسين، حَدَّثَنَا رَجُلٌ سَمَّاهُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِمَوَدَّتِهِمْ؟ قَالَ: "فَاطِمَةُ وَوَلَدُهَا، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ" (2) .
وَهَذَا إِسْنَادٌ (3) ضَعِيفٌ، فِيهِ مُبْهَمٌ لَا يُعْرَفُ، عَنْ شَيْخٍ شِيعِيٍّ مُتَخَرّق (4) ، وَهُوَ حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ، وَلَا يُقْبَلُ خَبَرُهُ فِي هَذَا الْمَحَلِّ. وَذِكْرُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي الْمَدِينَةِ بَعِيدٌ؛ فَإِنَّهَا مَكِّيَّةٌ وَلَمْ يَكُنْ إِذْ ذَاكَ لِفَاطِمَةَ أَوْلَادٌ بِالْكُلِّيَّةِ، فَإِنَّهَا لَمْ تَتَزَوَّجْ بَعْلِيٍّ إِلَّا بَعْدَ بَدْرٍ مِنَ (5) السَّنَةِ الثانية من الهجرة.
والحق تفسير الآية بِمَا فَسَّرَهَا بِهِ الْإِمَامُ حَبرُ الْأُمَّةِ، وَتُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، كَمَا رَوَاهُ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ [رَحِمَهُ اللَّهُ] (6) وَلَا تُنْكَرُ الْوَصَاةُ (7) بِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَالْأَمْرُ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، وَاحْتِرَامِهِمْ وَإِكْرَامِهِمْ، فَإِنَّهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةٍ طَاهِرَةٍ، مِنْ أَشْرَفِ بَيْتٍ وُجِدَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَخْرًا وَحَسَبًا وَنَسَبًا، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانُوا مُتَّبِعِينَ لِلسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الصَّحِيحَةِ الْوَاضِحَةِ الْجَلِيَّةِ، كَمَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُهُمْ، كَالْعَبَّاسِ وَبَنِيهِ، وَعَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، رَضِيَ الله عنهم أجمعين.
**************
أما لفظ ( العترة ) فقد بحثت عنه في كتاب الله فجائت نتيجة البحث (0 ) وكذالك لفظة ( آل البيت ) (0).
*************
بعد هذا البحث المتواضع نصل الى النتائج التالية :
1) من هو الفريق الأقرب للصواب في معرفة أهل البيت ,ومن هم أهل البيت ,بشهادة كتاب الله {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت: 41، 42]
2) من هم الذين يحبون ويحترمون ويوالون جميع أهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم , .... ومن هم الذين يفرقون بينهم , فينتقصون بعضهم (كبعض أزواج نبينا , وعمه العباس وبنيه )ويغالون في بعضهم ب {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ } [الحج: 71]
ملحوظه :
i. لم يقتصر تقسيم الشيعة لأهل البيت على من ذكرت وفقط بل عدو ذالك الى تقسيم ابنا فاطمة عليها السلام فغالوا في ابناء الحسين وانتقصوا ابناء الحسن رضي الله عنهما . ثم تبعو ذالك بتقسيم ابناء الحسين عليه السلام بنفس الطريقة (هداهم الله ).
i
*************
وبعد ..... فهذه أيات الله تحكم بيننا.... {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية: 6]