بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على الحبيب المصطفى نبينا محمد و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه ،،
المناظرات بين أهل السنة و الجماعة و الفرق الأخرى و خاصة الشيعة الإثنى عشرية لم تكن وليدة الحاضر و الكتب التي تناولت تبيان خطأ منهج الشيعة (بالمفهوم الحالي للتشيع ) كثيرة و المقالات كذلك ولا يزال المتناظرون على نفس المنهج و نفس الحجج ..
كثيرة هي الشبهات و الردود عليها و تبيانها أكثر و لكن لايزال هناك من يعيد النقاش للمربع الأول !!
كما قلت فإن أي شبهة يتم طرحها لابد أن يجد الطرف الآخر لها حلاً يجعلها من وجهة نظره أمراً سليماً لا إشكال فيه و حتى بعض الشبهات التي تستجد سيجد لها المتخصصون الرد و لو بتأليف الروايات بحجة فك الطلاسم و أنا أعني ما أقول ..
الشيعة لديهم رواياتهم التي يرون أن رواتها ثقات و لديهم تفسيرهم الخاص للقرآن و بالتالي يتناسب مع تعزيز المفاهيم و لديهم علم المنطق و الفلسفة فيتلاعبون بالألفاظ حتى تحقق مبتغاهم و الحديث يطول ..
الشيعة تتم برمجتهم منذ الصغر على كراهية أبي بكر و عمر و عثمان و معاوية و آخرون هذه البرمجة تتم وفق منهج علمي مدروس و حين يتغلف القلب بكراهية أناس لاشك أنه لا يتقبل منهم أي شيء بالمقابل يركز المبرمجون على الجانب العاطفي فيمزجون محبة آل البيت بما يسمى بالمظلومية .. وهذا بدوره يزيد من كمية الحقد المتراكم و يتم شحنه بالمناسبات و المآتم و على رأسها عاشوراء ..
إذن المسألة ليست بالسهولة التي نعتقد ..
حتى لا نبتعد كثيراً عن محور هذه المشاركة نعود للعنوان كيف يصل الإنسان للحق بأقصر الطرق؟
لو سألنا الطرفين المتناظرين هذه الأسئلة :
- هل صاحبتم الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ الإجابة = لا
-هل عايشتم عصر ما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ؟ الإجابة لا
-هل تستطيعون أن تقسموا بأن كل ما وصل لنا من الروايات و الأحاديث تم نقله بواسطة ثقات 100% ؟ بالطبع لا و إن اجتهد من جمع الأحاديث و الروايات ..
- هل كنتم ضمن جيوش المسلمين حين ظهرت الفتن ؟ بالطبع لا
- هل كتبت كتب التاريخ بموضوعية تامة ؟ بالطبع لا و إلا لما وجدنا روايات متناقضة عند الطرفين.
وهل ؟ و هل ؟ و هل ؟ بالطبع لا
إذن من هو المطلع على ما جرى و لا يزال حياً ؟ إنه الله عز وجل الحي الذي لا يموت .. هلا رفعنا خلافنا إليه ليحكم لنا ؟ أم أننا نثق بالروايات و البشر الذين لم يعصمهم الخالق و لا نثق بالخالق والعياذ بالله ؟
أحبتي بداية يجب أن يكون تحاورنا من أجل الخير لأننا نعتقد أننا على حق و نريد الخير لمن ضل السبيل لا الجدال العقيم و المكابرة !!
تشاهد قناة شيعية فتجده يسخر و يسخر و يسخر ويكذب فكيف أتلقى منك و هذا أسلوبك ؟؟!!
و الشيعي ينتظر مناظرة ليعرف الحق فيصدم بالإتهامات التي لا يجدها منطبقة عليه مشرك .. مجوسي .. حفيد اليهود .. ابن متعة ..
وهكذا تزداد الهوة اتساعاً .. الشيعي العامي يا إخوة يعمل ما نعتبره شركاً لإعتقاده بأنها و سيلة للتقرب إلى الله و لديه حججه و أدلته التي تلقاها منذ الصغر و هو في النهاية يريد رضا الله و جنته ..
مع هذا هناك من يطرق باب الله مختصراً الطريق دون أن يخوض مع الخائضين بقلب خاشع ذليل و عقل حائر ينشد الحقيقة و هؤلاء من يصبح اختياره قراراً لا رجعة فيه ..
قرأت كتباً و قصصاً لنصارى أسلموا فما هي المحصلة النهائية و القاسم المشترك ؟؟
إنه التوجه التام و الخالص للخالق الله وحده لا شريك له عالم الغيب و الشهادة الهادي الرؤوف الرحيم
والله جميعهم كانوا يبحثون عن الحقيقة .. المعبود الأوحد فهداهم الله للإسلام إسلام التوحيد و الله لو قرأنا قصصهم لإقشعرت أجسادنا من قصصهم و لأيقنا بأن الله لا يرد من سعى و تعب و ضحى لبلوغ محبته و إفراده في العبادة .
وحتى بعد إسلامهم يلازمهم التوفيق للثبات على الحق فلا تزيغ قلوبهم أبداً بل إنهم أحيان كثيرة يكونون أسلم قلوباً منا نحن يا من أنزل القرآن بلغتنا ..
أقول للجميع متى آخر مرة فررتم بها إلى الله ؟ أسألكم جميعاً ألا ترون أن هناك من يسعى من الطرفين السنة و الشيعة لتنفير الطرف المقابل ؟؟
أين نحن من الله ؟؟
أتوجه بهذه الكلمات و أشهد الله الذي لا إله إلا هو أنني أريد الخير لكل من ولد في بيئة شيعية فتشيع و أنا أعرف من الشيعة من لم يتربى على التكفير و الحقد و إن كانوا أقلية ، بل أتوجه للجميع حتى لا يقال أنني أزكي جماعتي .. إعرضوا أمركم على الله الخالق الذي يعلم ما حدث على هذا الكون منذ خلقه و يعلم ما سيجري عليه إلى يوم القيامة و يعلم ما سيحدث بعده ..
سبحانه و تعالى الذي أبعدنا عنه عباده فأصبح التقديس و الإحترام و التبجيل و الملاذ لعبيده لا له سبحانه
توجهوا إلى الله بقلوب خاشعة ذليلة و ادعوه كما علمنا الحبيب المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم جردوا عقولكم من الأفكار و الآراء و طهروا قلوبكم من نجاسات الدنيا و الأحقاد و ألحوا بالدعاء راجين منه أن يهديكم للحق " اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" و التمسوا الأوقات المباركة التي يستجاب فيها الدعاء و لو توفقت بركة الزمان بالمكان أفضل ..
يقول تعالى :" ﴿فَهَدَى اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
لا للمكابرة و لا للعناد فوالله ليس لمن يقرأ هذه الكلمات من حجة يتحجج بها أمام الله و الله لن ينفعكم فلان و علان لن ينفعكم التقليد و الإتباع حين تجدون أنفسكم من أهل الضلال و كنتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا..
رسالتي للمشائخ ليكن هدفكم الفوز بما هو خير من الدنيا و ما فيها بأن تكونوا و سيلة لهداية ضال .. لا تتعاملوا بعواطفكم و لا تعملوا ما تعملون للحصول على ثناء العوام وليقال :" انظر كيف ألجم هذا الرافضي " أو أن تنالوا الألقاب ( ... ) بل اتقوا الله وحده الذي خصكم بالعلم لتفقهوا الناس بدينهم و لكم في رسول الله أسوة صلى الله عليه و سلم .
هذا ما لدي و قد أبرأت ذمتي أمام الله و أما من أعرض و اختار طريقاً آخر فليتحمل نتائج عناده و مكابرته ..
أسأل الله أن ينفع بما كتبت و يهدي به إنه هو الهادي سبحانه .. و الحمد لله رب العالمين
ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته