السلام عليكم
لقد سألتك ما هي عقيدة الخوارج فاجبتني بعدة نقاط ولكني اخذ نقطه منها
1-الخروج على ولاة الامر عند رؤية المنكرات ضاربين بكلام النبي صلى الله عليه وسلم عرض الحائط..
تفضل من موقع سني
هل خرج زيد بن علي على هشام بن عبد الملك بسبب اعتناقه الأصل الخامس من أصول المعتزلة , وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والذي من أبرز معانيه : الخروج على أئمة الجور والظلم بالسيف.
أو خرج بناء على عقيدة شيعية في الإمامة .
1- لم يكن خروج زيد بن علي على بني أمية عملاً بأصل من أصول الشيعة , إذ لم يكن يعتقد أن الإمامة في علي وأبنائه , ولم يكن في خروجه مطالباً بحق إلهي له في الخلافة .
يقول ابن تيمية – رحمه الله - : "فإنَّ زيد بن علي بن الحسين لما خرج في خلافة هشام, وطلب الأمر لنفسه , كان ممن يتولى أبا بكر وعمر, فلم يكن قتاله على قاعدة من قواعد الإمامة التي يقولها الرافضة " (1).
2- سبب الخروج هو ما رآه من الظلم الواقع على الأمة عامة، وعلى آل البيت خاصة .
يقول أبو الحسن الأشعري عن زيد : ويرى الخروج على أئمة الجور" (2).
ونقل البغدادي عن زيد قوله وهو يبين سبب خروجه ـ : "وإنما خرجت على بني أمية الذين قتلوا جدِّي الحسين , وأغاروا على المدينة يوم الحرَّة , ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار" (3).
وفي نص البيعة أكبر دليل على ذلك , وفيها يقول زيد : "إنَّا ندعوكم إلى كتاب الله , وسنة نبيه ,وجهاد الظالمين , والدفع عن المستضعفين, وإعطاء المحرومين , وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء , ورد الظالمين .." (4).
3- لم يكن خروج زيد بناء على الأصل الخامس من أصول المعتزلة , فالخروج على أئمة الجور بالسيف ذهبت إليه طائفة من أهل السنة والجماعة , فهذا الرأي موجود قبل واصل بن عطاء , وقد يكون واصل والمعتزلة بعده قالوا بهذا الأصل بناء على فعل زيد , لا أن زيداً قام بالخروج بناء على أصلهم .
يقول ابن حزم : "وذهبت طوائف من أهل السنة وجميع المعتزلة , وجميع الخوارج والزيدية إلى أن سلَّ السيوف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إذا لم يمكن دفع المنكر إلا بذلك .. وهذا قول علي بن أبي طالب وكل من معه من الصحابة , وقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , وطلحة والزبير , وكل من كان معهم من الصحابة , وقول معاوية وعمر والنعمان بن البشير .." (5).
ويقول ابن حجر في دفاعه عن الحسن بن صالح : "وقولهم : كان يرى السيف, يعني : كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور , وهذا مذهب للسلف قديم,لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه"(6).
وبناء على ما تقدم , فخروج زيد بن علي لم يكن بناء على أصل معتزلي ولا بناءً على أصل من أصول الشيعة , ولم يخرج بناءً على أصل من أصول الخوارج , , وإنما خرج بناء على رأي عند أهل السنة والجماعة وهو جواز الخروج على الإمام الظالم إذا كان لدى الخارج القدرة على ذلك(7), وهو قد بايعه ما يقارب خمسة عشر ألف من أهل الكوفة , فرأى أنَّ بإمكانه إزالة الظلم , فخذل , فقتل – رحمه الله .
--------------------------------
(1) منهاج السنة (6/341) .
(2) مقالات الإسلاميين (1/137) . (3) الفرق بين الفرق (35 , 36) , وانظر : التبصير في الدين (26) .
(4) تاريخ الطبري (7/172) .
(5) الفصل (5/20) .
(6) تهذيب التهذيب (2/288) .
(7) انظر بحث هذه المسألة مفصلاً , في "الإمامة العظمى" د.عبد الله الدميجي (490 – وما بعدها) .
هنا