العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-13, 04:32 AM   رقم المشاركة : 1
سلالة الصحابه ...
عضو ذهبي







سلالة الصحابه ... غير متصل

سلالة الصحابه ... is on a distinguished road


التشيع بين العرب والفرس (5)

التشيع بين العرب والفرس

رب قائل يقول: لو صحّ ما قلتم؛ بنسبة عقائد الشيعة للمجوس لكان أصل التشيع فارسيّ. فكيف يكون ذلك والتشيّع عربي، وأول من قام به العرب؟ وكيف يحسن نسبته إلى الفرس والمجوس؟
فإن حاصل تهمتكم: أن التشيع ذو أصول وجذور فارسية، وهذا أمر مخالف لحقائق التاريخ، وقد تواتر وثبت في التاريخ الإسلامي وجود ثورات شيعية، قادها أئمة من أهل البيت، ضد الأمويين والعباسيين.
قال محمد جواد مغنية: «ثم كيف؟ ومن أين وصل التشيع إلى جزيرة العرب؟ هل جاء إليها من الفرس، والتاريخ يقول أن الفرس كانوا على التسنن، حين كان سكان الجزيرة العربية على التشيع؟ وهكذا يقع في التناقض من يضفي على التاريخ صفته الذاتية العدائية، ثم يبني عليه من آراءه وأحكامها»[«الشيعة في الميزان» (ص 67)].
قلت: إنا لا ننكر أن جذور التشيع عربية، ولكن الجذر شيء والجذع الذي يولد منه شيء آخر، كما لا يخفى.
ونحن نسلّم أن التشيع بذرته عربية، ولكن ماءه وسقايته مجوسية فارسية، فعقائد الشيعة من ردّة الصحابة، والرجعة، والجفر، والبداء، والعصمة، لم يعرفها أحد من شيعة عليّ ــ رضي الله عنه ــ في حرب صفين.
قال العلّامة نشوان الحميري[عاش في القرن السابع الهجري، وهو زيدي المذهب، فقيه، ومؤرخ، ولغوي، وشاعر، وعالم أنساب]: «كانت الشيعة الذين شايعوا علياً على قتال طلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية، والخوارج، في حياة علي ــ عليه السلام ــ ثلاثة فرق: فرقة منهم، وهم الجمهور الأعظم الكثير، يرون إمامة أبي بكر، وعمر، وعثمان إلى أن غيّر السيرة، وأحدث الأحداث. وفرقة منهم؛ أقل من أولئك عدداً، يرون الإمام بعد رسول الله أبا بكر، ثم عمر، ثم علياً، ولا يرون لعثمان إمامة.
وحكى الجاحظ؛ أنه كان في الصدر الأول لا يسمى شيعياً إلّا من قدم علياً على عثمان، ولذلك قيل: شيعي وعثماني، فالشيعي من قدّم علياً على عثمان، والعثماني من قدم عثمان على عليّ. وكان واصل بن عطاء ينسب إلى الشيعة في ذلك الزمان، لأنه كان يقدّم علياً على عثمان.
وفرقة منهم ــ يسيرة العدد جداً ــ ، يرون علياً أولى بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويرون إمامة أبي بكر وعمر كانت من الناس على وجه الرأي والمشورة، ويصوبونهم في رأيهم ولا يخطئونهم، إلّا أنهم يقولون: إن إمامة علي أصوب وأصلح.
وكان الشيعة كذلك حتى مقتل الحسين. واتخذ بعض هؤلاء من حب عليٍّ ستاراً، حرّكوا من ورائه الفتن، وأثاروا من خلفه عقائد باطلة، أنكرها علي نفسه، كتأليهه، والقول برجعته. وتمثل تلك الجماعات وما نادت به من آراء، البذور الأولى للحركة الشيعية في صورها المختلفة، وسرعان ما نمت هذه البذور، وترعرعت، وبدت في صور مذاهب عديدة»[«الحور العين» (ص 180)].
قلت: هذا حق، فإنه وحتى مقتل الحسين ــ رضي الله عنه ــ لم يعرف الشيعة أياً من العقائد التي يعتقدون بها. ولو كانت النصوص التي تشير بإمامة الاثني عشر إماماً موجودة، معروفة وثابتة، لما اختلف الشيعة على من يخلف الإمام المتوفى، فإنهم اختلفوا في من يخلف الحسين؟ ابنه علي زين العابدين أم أخوه ابن الحنفيه؟
فمنهم من بايع ابن الحنفيه، وهم الكيسانية، أتباع المختار بن عبيد الثقفي.
ومنهم من قالوا: انقطعت الإمامة بعد الحسين، فلا إمامة. وسائر الشيعة من غيرهم، تولّوا زين العابدين.
ثم هؤلاء؛ منهم من تولّى زيد بن عليّ، وهم الزيدية.
ومنهم من رفض إمامة زيد، وتولوا الباقر، وهم الرافضة.
وهؤلاء الرافضة؛ منهم من تولّى اسماعيل بن جعفر، وهم الاسماعيلية.
ومنهم من تولى عبد الله الأفطح، وسموا بالفطحية.
ومنهم من تولى موسى الكاظم بن جعفر، وهم أكثرهم.
وبعد موت موسى الكاظم، انقسم هؤلاء إلى فرقتين: فرقة لم تؤمن بموته، وقالوا أنه لم يمت، وهو حي، وأنه المهدي المنتظر، وهؤلاء يسمون بالواقفة.
وفرقة أخرى؛ آمنت بموته، وبايعت من بعده ابنه علي الرضا.
وهذه الفرقة تحيّرت بعد موت الحسن العسكري، لعدم وجود إمام بعده من عقبه، فزعمت وجود ابن له، مختف متوار عن الأنظار، وجعلوا عمره ممدوداً إلى آخر الزمان، حتى لا يخل الزمان من إمام حجة، وهؤلاء سموا بالإمامية، أو الاثني عشرية، لاقتصارهم على اثني عشر إماماً.
فلو كانت النصوص ثابتة، لاحتج بعضهم على بعضٍ، ولما اختلفوا في أئمتهم، مما يدل على أن هذه النصوص، محدثة، ومنحولة.
والمختار بن عبيد الثقفي ــ زعيم الكيسانية ــ تولّى ابن الحنفية، وزعم أنه وزيره في الكوفة، فتبعه أكثر أهل الكوفة.
وقد حاول أن يكسب ود الموالي إلى صفّه، فساوى بينهم وبين العرب الأشراف، وهؤلاء الموالي جلّهم من الفرس الذين أسروا في الحروب، ثم حرروا، فأصبحوا موالي، دون الأحرار والأشراف في الرتبة والمكانة.
وهؤلاء كانوا أكثر من نصف سكان الكوفة، وكانت الحرف الصناعية والزراعية في أيديهم.
والمختار هذا؛ عُرف عنه الكذب، وكان يتقوّل كثيراً من الأقاويل على لسان ابن الحنفية، وحُكي عنه أنه ادعى مفاتح علم الغيب، وادعى النبوة.
وهو أول من ابتدع القول بالبداء، فقد كان يخالف تنبؤه ما يحدث في الواقع، فيعزو ذلك إلى البداء.
وتبعه أكثر موالي الفرس، وبظهوره ظهرت الحركة الشعوبية، بعدما أصبح الموالي الفرس قوة، ولهم كيان وشأن.
وعندما مات ابن الحنفية؛ انقسم الكيسانية، فمنهم من قال برجعته بعد موته، وأنه سيملأ الأرض عدلاً ورحمة. ولكن أكثرهم قال أنه اختفى، هو ومعه أربعون من أتباعه، في شعب من شعاب جبل نضوى، ويحرسهم أسد ونمر، ويتغذى من عينين: إحداهما ماء والآخرى عسل.
وفيه؛ قال الشاعر المعروف كثير عزة ــ وهو كيساني المذهب ــ:
ألا إن الأئمة من قريش ولا الحق أربعة سواء
عليّ والثلاثة من بنيه هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت يقود الخيول يقدمها اللواء
تغيب ولا يرى عنا زماناً بربوة عند عسل وماء
فتفرّق قولهم بين الرجعة والغيبة، وأكثرهم قال بالثانية.
وقد سبق وبيّنا الجذور المجوسية للفكرتين، وكان القول بالغيبة بدعاً لم يسبقهم إليه أحد من أهل الإسلام.
وقد سموا بالكيسانية نسبة إلى كيسان ــ أبي عمرة ــ ، صاحب شرطة المختار، وكان مولى لبجيلة أو لعرينة.
وقيل: إنه كيسان، مولى علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه.
فهو من الموالي على أي حال، وكان يغلو في حب آل البيت، وينال من الخلفاء الراشدين الثلاثة ــ رضي الله عنهم ــ.
وقال هؤلاء بالرجعة، وبالحلول، وبالتناسخ، تماماً كما قالت السبئية.
وأوّلوا الأركان الشرعية، فقالوا: إن الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، أسماء رجال.
ويظهر أن المختار تأثر كثيراً بأفكار كيسان، أو أن أكثر أفكار الكيسانية، مأخوذة من كيسان نفسه، لذلك سموا بالكيسانية. ومنهم من سماهم بالمختارية أيضاً.
والرجعة التي قالت بها السبئية هي رجعة علي بن أبي طالب إلى الدنيا، وأنه لم يمت، بل صعد إلى السماء مثل عيسى، وقالوا كذلك برجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الزمان، وزعموا أنه أحق من النبي عيسى عليه السلام بالنزول.
والسبئية؛ نسبة إلى عبد الله بن سبأ، يهودي يمني من صنعاء، وقالوا بالوصية لعليّ، ولم ينصّوا على غيره من الأئمة. وقالوا بألوهيته وأنه لم يمت، وقالوا بالتناسخ، والحلول.
وقام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ بنفي ابن سبأ من الكوفة إلى المدائن، فاستكمل دعوته هناك، فانتشرت السبئية بين الفرس.
وتعتبر الكيسانية امتداداً للسبئية، إذ أكثر السبئية اتبعوا المختار.
وسموا كذلك بالخشبية، لأنهم قاتلوا بالخشب والعصي.
وفيهم قال الإمام الشعبي: «لو كانت الشيعة من الطير، لكانوا رخماً، ولو كانوا من الدواب، لكانوا حميراً»[«الطبقات الكبرى» لابن سعد، (6/261)]، وقال: «إني دست الأهواء كلها، فلم أر أقواماً أحمق من الخشبية» [«تاريخ واسط» (ص 173)].
وزياد بن المنذر ــ المسمى بأبي الجارود ــ هو من موالي الكوفة، وأصله من خراسان.
وهو رأس الفرقة الجارودية التي تمثل أكبر فرقة في الزيدية، وزعم أن كل من تقدم الإمامة عن عليّ فهو كافر، ونال من كافة الصحابة، ونسب كافة آرائه إلى الإمام زيد بن علي، وهو منها براء.
وأول من قال بالجفر؛ هارون بن سعد العجلي، وهو من موالي الكوفة، ومن أصبهان أصلاً.
وقد روى أنه بحوزته كتاب يرويه عن الإمام الصادق، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت، وتابعه على ذلك كافة فرق الشيعة.
وأول من صرّح بتحريف القرآن زيادة ونقصاناً هو هشام بن الحكم، وهو من موالي الكوفة، وكان مولى ابن شيبان، وكان يعتنق المانوية الفارسية، قبل أن يعتنق الإسلام ظاهراً، ويتشيع.
وهشام هذا أول من ابتدع القول أن الله جسم محدود منته. كما أنه صرّح بتكفير الشيخين ــ رضي الله عنهما ــ وسائر الصحابة، وادعى العصمة التكوينية للأئمة، وأنهم لا يسهون، ولا يغفلون.
وأول من دعا لإمامة اسماعيل بن جعفر هو محمد بن أبي زينب، وهو مولى لبني أسد في الكوفة، وإليه نسبت الخطابية.
وبعد موت اسماعيل؛ افترقوا، فمنهم من لم يعترف بموته، وقال أنه غاب، وسيظهر آخر الزمان.
ومنهم من اعترف بموته، وقد أقنعوا ابنه محمد بالدعوة لنفسه، بعد أبيه، وسافر إلى الديلم، وانقطعت أخباره هناك.
وقد زعم الخطابية أن الأئمة أنبياء، وأن لهم جزءاً إلهياً، وأباحوا الزنا والخمر، وتركوا سائر الفرائض، وهم من خوزستان.
وبذرة نشوء العبيديين، الذين تسموا بالفاطميين، كانت من ميمون بن ديصان القداح، مولى الصادق، وهو صاحب كتاب«الميزان» في الزندقة.
وميمون هذا مجوسيٌ من سبي الأهواز، من جنوب فارس، وقد انتشرت دعوته في فارس. وقد ادعى ابنه عبد الله النبوة، ودعا للإمام المستور من نسل إسماعيل بن جعفر، وسار في نواحي أصبهان، وتبعه خلق كثير.
وبعد وفاة عبد الله، تولى الدعوة ابنه محمد، وصحبه رستم بن حوشب النجار، فارسي من موالي الكوفة. وقد بعثه إلى اليمن للدعوة هناك، ونجح رستم في الدعوة، وتبعه ناس كثير.
وكان قد أباح الفاحشة، وأحلّ المحارم، ودعا للإمام المنتظر من نسل اسماعيل بن جعفر.
وبعد وفاة محمد، حمل الدعوة ابن أخيه سعيد بن الحسن بن عبد الله بن ميمون. وسعيد هذا قد زعم أنه عبيد الله المهدي، وادعى الانتساب لمحمد بن اسماعيل، الذي كان قد اختفى في بلاد خراسان والديلم، ولم يُعرف شيئاً عنه، ولا عن أولاده بعد ذلك.
ونجح سعيد في إقامة الدولة العبيدية، والتي تسمى بالدولة الفاطمية.
ومن فرق الاسماعيلية: فرقة النزارية، وقد أقامها الحسن بن الصباح، وهو فارسي، وكان قد دعا لنزار بن المنتصر بالله الفاطمي، وجعل نفسه نائباً له، شأنه شأن غيره.
وانتشر هذا المذهب في إيران. وعندما قتل نزار، زعموا أنه لم يمت، بل هرب واختفى، وأنه سيظهر آخر الزمان.
وعندما مات الحسن، استخلفه كيا بيزرك، ثم توالى أبناؤه ولاية أمر الاسماعيلية.
ومن فرقهم: الاسماعيلية الأغاخانية، نسبة لرجل إيراني يدعى حسن علي شاه، ظهر في إيران.
وكان قد علا شأنه في إيران، واتبعه خلق كثير، ثم فرض نفسه زعيماً، صاحب سلطة مطلقة على أتباعه. وكان قد أبطل التكاليف الشرعية، وأجرى الضرائب بدلاً عنها.
والحركة النصيرية تنسب لمحمد بن نصير النميري، وقد تولّى بعده عبد الله بن محمد الحنان الجنبلاني، وهو من جنبلا في إيران، وأصبح رئيس النصيرية وداعيتهم، ويلقب بالفارسي.
وهو مؤسس الطريقة الجنبلانية، التي ينفرد أصحابها اليوم باسم العلويين، في اللاذقية، شمال سوريا.
وقد قال بالحلول، والاتحاد، والتناسخ، وألوهية علي، وأباح نكاح المحارم.
وحركة القرامطة؛ تنسب لحمدان قرمط، وهو من أبناء المجوس، وأصله من خوزستان.
وكان لقيه الحسين الأهوازي، أحد دعاة عبد الله بن ميمون القداح، فاستدرج حمدان، وأغراه في الدعوة.
وقد خرجت دعوة القرامطة من فارس، وانبثق عن حركته ما يعرف بالمأمونية ــ وهم قرامطة فارس ــ ، نسبة إلى المأمون، وهو أخو حمدان قرمط.
وأول من دعا بفكرة تأليه الحاكم بأمر الله، هو حمزة بن علي الزوزني. وهو فارسي، من زوزن، بالقرب من نيسابور.
وكانت له حظوة عند الحاكم بأمر الله، وزعم أنه العقل الكلّي، وهو الطور، والكتاب المسطور، والبيت المعمور، ومنه تأسست فرقة الدروز.
وهم يزعمون أنه هو نفسه النبي شعيب ــ زمن موسى ــ، والصحابي الجليل سلمان ــ زمن رسول الله ــ ، وذلك لقولهم بالتناسخ.
ولحمزة هذا الكتاب المعروف باسم«النقض الخفي»، يزعم فيها أنه نسخ الشريعة الإسلامية.
ولو خرجنا عن فرق الشيعة، لما وجدنا الحال يختلف كثيراً.
فالجعد بن درهم من خراسان، وهو أول من قال بخلق القرآن. ومنه تعلّم الجهم بن صفوان، مقالة خلق القرآن.
وجهم هذا خراساني، وقيل خزري، وقيل سمرقندي. وقد أقام ببلخ، ومنه ظهرت فرقة الجهمية.
وكذلك تسللت إلى عقائد الخوارج كثيراً من التعاليم المجوسية، كما حدث لفرقة الأزارقة، التي تزعمها نافع بن الأزرق. حيث نادى ميمون بن عمران بإباحة زواج بنات البنات وبنات البنين، وهو ما تبيحه التعاليم المجوسية. وقد زعم أن سورة يوسف ليست من القرآن.
وميمون بن عمران كان من دعاة الأزارقة بعد موت نافع، وتركزت دعوته في الأهواز وفارس، وهو رأس الفرقة الميمونية.
وأحمد بن يحيى الراوندي ــ أو ابن الراوندي كما يعرف عنه ــ هو من راوند، من قرى أصبهان.
وهو ملحد زنديق، طعن في الصحابة، وفي القرآن، وفي الأنبياء. ومنه خرجت الراوندية، وهم أتباع أبي مسلم الخراساني.
وأبو مسلم هو أول من سنّ لبس السواد، وجعله رمزاً لبني العباس ، وهو لون ثياب الزرادشتين عند الانتقام، والغضب، في الظهور الأخير مع المخلّص، في آخر الزمان.
وهؤلاء الراوندية قوم من خراسان، حملوا دعوته، وزعموا تناسخ روح الله في الأئمة.
وهم من شيعة العباس ــ رضي الله عنه ــ ، وزعموا أن أحق الناس بالإمامة بعد النبي هو العباس، لكنهم يجيزون بيعة عليّ ، ويتبرؤون من الخلفاء الثلاثة ــ رضي الله عنهم أجمعين ــ .
وبابك الخرمي، فارسي من خراسان، وظهر في ناحية أذربيجان واتبعه خلق كثير، ودعا إلى الخرمية، وهي التلذذ، والتطيب بإباحة المحرمات، فعدت دعوته استمراراً للدعوة المزدكية. وأتباعه كانوا من الديلم.
والبابية؛ نسبة إلى عليّ بن محمد رضا الشيرازي، وهو من إيران.
والبهائية؛ نسبة إلى ميرزا حسين علي النوري، الملقب ببهاء الله. وهو إيراني من شيراز.
وكذلك الحسين بن منصور الحلاج من خراسان، وقد أظهر الزهد والتصوف والكرامات. فقد كان ينبئهم بما في بيوتهم، وكان ينام بلا سقف فوقه، ولا يجزعه حر ولا برد، ولا يأكل إلا أقل القليل من الطعام، وكان يحضر لهم فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، حتى افتتن الناس في أمره. وعندما نادى بالحلول والإتحاد صدقه كثير من الناس، واعتقدوا أن جزءاً إلهياً حل فيه.ولما قبض عليه وزير الخليفة، وقضوا بقتله، قال أصحابه في خراسان: لن تقدروا عليه.ولما قتله الوزير، قطع رأسه، وأرسله إلى أصحابه في خراسان ليتيقنوا من موته، فقالوا: إنه لم يُقتل، ولكن شُبه لكم، وسيرجع بعد أربعين يوماً، ثم قالوا: أربعين سنة. اللهم نسألك العافية في عقولنا.
وما ظهر من أمر هذا الرجل، إنما كان السحر والشعوذة، وكانت الجن تعينه على إظهار الخوارق، فلم ينفع سحره فيه ومات شر ميتة. ونعوذ بالله من الخذلان.
ففد رأينا أن جميع من ذكرنا كانوا فرساً، إما من الأقاليم الشرقية، أو من موالي الكوفة. وقد أظهروا ما أظهروه من البدع، وأدخلوا إلى التشيع ما أدخلوه من عقائد شركية.
وقد علمنا أن أفكار الألوهية، والتناسخ، والحلول، ونكاح المحارم، وتحليل الزنا، والرجعة، والغيبة، والجفر، كلها أفكار مجوسية، وعلمنا أن سب الشيخين أبي بكر وعمر ــ رضي الله عنهما ــ مستحدث.
وما كانت دعواتهم إلّا التشكيك بالإسلام، وإضعاف عقيدة التوحيد، وإثارة الفتن والقلاقل عند المسلمين. وكل هؤلاء أظهروا الإسلام ــ إلا بابك الخرمي ــ فهل حسبنا أمثالهم دخلوا الإسلام صدقاً؟
وجُلّ ما ذكرنا من دعوات، تتركز حول قولين: تأليه عبد من عباد الله، وإباحة الفحشاء.وهما من صميم الموروث الديني والاجتماعي المجوسي.
فلم نستبعد القول ــ بعد كل هذا ــ بأن نكاح المتعة دُس إلى مذهب الشيعة من بعض الفرس كذلك؟ ولم نستبعد القول بأن النصوص التي ذكرها الكليني، والقمي، والطوسي، استمدت من التعاليم الزرادشتية، والتقاليد الفارسية، خصوصاً أن ثلاثتهم من إيران؟
فالقول بنفاق هؤلاء المبتدعة ــ الذين أسلفنا ذكرهم ــ، وكذبهم في دعواهم التشيع لأهل البيت، معلوم لا يجادل فيه إلّا مكابر، وما تشيّعوا حباً لأهل البيت، بل لأن نصرتهم ودعم ثوراتهم تقلق مضاجع الخلافة الإسلامية، وتهدد بقاءها، ويضعف من أثر الإسلام، ويشتت شمل أهله.
وقد سبّب الفتح الإسلامي لفارس، والقضاء على امبراطورية الفرس، حقد الكثيرين منهم على العرب ــ باعتبارهم السبب في القضاء على حضارتهم ــ ، حيث أضحوا تابعين لهم، بدلاً من أن يكونوا متبوعين يسوسون الدنيا، فجعلوا همهم في احتضان أية حركة معادية للخلافة الإسلامية، من شأنها أن تضعفها، وتبعث على عدم الاستقرار فيها.
ومن الفرس من اعتقد بزواج الحسين بن علي ــ رضي الله عنه ــ لشهرنابو بنت يزدجرد كسرى فارس، فوجدوا في هذا الزواج فرصة لإحياء مجد الساسانيين، عن طريق نصرة الشيعة الطالبيين في دعواهم، بضرورة أن يكون الإمام من نسل عليّ بن أبي طالب. ولكنهم قصروها على الحسين لا الحسن، ليتم المجد لأبناء شهرنابو، ويتصل نسب أهل البيت بنسل ملوكهم العظام.
وقد أكد المجلسي في «البحار»على هذا، حيث ذكر قول يزدجرد عندما هرب ووقف بباب الإيوان، فقال: «السلام عليك أيها الإيوان، ها أنا منصرفٌ عنك، وراجعٌ إليك، أنا أو رجل من ولدي، لم يدن زمانه، ولا آن أوانه. فقال سليمان الديلمي راوي الحديث: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فسألته عن ذلك، وقلت له: ما معنى قوله «أو رجل من ولدي»؟ فقال: ذلكم صاحبكم، القائم بأمر الله عز وجل، السادس من ولدي.قد ولده يزدجرد، فهو ولده»[«بحار الأنوار» (51/164)].
وقد أحصى النوري الطبرسي أسماء المهدي، فذكر الاسم السابع والأربعين أنه (خسرو). وقال: «وقد ذكر في«الذخيرة»، و«التذكرة»، وذكر في كتاب «جاويدان» أن اسمه: خسرو مجوس»[«النجم الثاقب في أحوال الحجة الغائب» (ص 266)].
ومعنى كلمة (خسرو) بالمجوسية، هو: المخلّص. وكتاب «جاويدان خرد» هو للملك (هوشنك) ــ أحد ملوك الفرس ــ ، وقيل عنه أنه أشرف كتب الفرس، وترجمه الحسن بن سهل في عصر المأمون.
وهذا الذي تنبأ به ملك الفرس، مستمد من المجوسية، إلّا أنّ الذي رواه سليمان الديلمي عن الإمام جعفر مكذوبٌ منحولٌ، لم يُستمد إلّا من المجوسية، دين الديلم القديم.
قالت الباحثة (ماري بويس):«اعتنق عدد كبير من الإيرانيين التشيع عند دخولهم الإسلام، ليمكنهم من معارضة الأمويين، ودعم ثورات العلويين، التي تدعو بأحقية الخلافة، لأحفاد شهرنابو، سليلة العائلة المالكة الإيرانية»[«الزرادشتيون» (ص 151)].
وقال البروفيسور (ادوارد بروان) ــ المؤرخ المعروف ــ : «ظهرت الروح الفارسية بعد الفتح الإسلامي للدفاع عن حرية العرق الآري، وآمنوا بمعتقداتٍ تلبس رداء الإسلام، ولكن قد تكون مختلفة عن الذي قصده نبي العرب في دعوته»[«عامٌ بين الفرس» (ص 134)].
وقالت الجفرافية (سايكس):«لطالما أظهر الفرس مقاومة شجاعة، وطويلة ضد العرب المستعمرين لبلادهم. وحتى عندما تركوا ديانتهم، واستسلموا للمسلمين، واعتنقوا القرآن، لم يستقبلوا تعاليم محمد أبداً، بالطريقة البسيطة التي استقبلها بها العرب»[«فارس وشعبها» (ص139)].
فلماذا نستبعد أن يكون مذهب الشيعة الاثني عشرية منحولاً ومصنوعاً من أمثال هؤلاء، وقد رأينا ما تشابه منه مع المجوسية، في كثير من الأحكام والاعتقادات؟
وإن التوسل باعتقاد معيّن للوصول إلى اعتقاد آخر، أمرٌ معروف بين الناس، وسائر في مختلف الأقوام. فمن بين فرق الشيعة؛ نذكر مثالاً لذلك، وهو ديانة تسمى باسم «ديانة أهل الحق»، وهي ديانة كردية، انتشرت في كردستان الشرقية.
وكان قومها يتبعون المجوسية القديمة، التي تعبد الإله (ميثرا) ــ إله الشمس ــ .
وعندما اضطروا لدخول الدين الإسلامي، إثر الفتوحات الإسلامية، اعتنقوا التشيع، وزعموا تقديس علي بن أبي طالب، ثم اعتنقوا فكرة، مفادها أن علي بن أبي طالب رُفع إلى السماء، واندمج مع الشمس فأصبح هو الشمس. وهم يدعون تقديسهم الشمس، لتقديسهم عليّ بن أبي طالب.
والحقيقة أنهم رجعوا لتقديس الشمس وعبادتها، كما كانوا عليه في دينهم القديم.
فاتخذوا علي بن أبي طالب ذريعة ووسيلة، تنفذ بهم إلى ديانتهم القديمة، ويمارسونها بأمان، وبدعوى أنهم مسلمون.
فكل من لا يقدر على الوصول إلى معتقده، يتوسّل إليه بمعتقد آخر.
وهؤلاء الذين ذكرناهم؛ لا ريب أنهم لم يعتنقوا الإسلام صدقاً، بل كذباً ونفاقاً، واتخذوا حب عليّ بن أبي طالب وأهل البيت مطيّة، ينفذون سمومهم عبرها.
وإن من تفحّص نصوص المجوس، وجدها تفوح برائحة الكره للإنسان العربي، فمنها ما ورد في الأفستا، ونصه: «ستقع السلطة بيد الروميين، والعرب المحتزمين، الذين يقتنعون بصعوبة. وهم سيحكمون بشكل سيء، لدرجة أن قتل الإنسان الصادق العفيف كقتل ذبابة، لن يعني شيئاً»[«أفستا»: زند أفستا (فصل 2 ، ص 737)].
ثم قال بعد ذلك: «المجد والازدهار، البلد والمدن، ومصادر إيران الطبيعية، مصادر أنهارها، التي كانت ملكاً للناس الأفاضل، ستتحول ملكيتها إلى الناس الكفرة، والغزاة الجشعون، بأسطولهم الحربي الجبار، سيهاجمون البلد، حاملين معهم العنف والكراهية»[«أفستا»:زند أفستا (فصل 2 ، ص 737)].
وقد ذكرت النصوص اجتماع التركي، والعربي، والرومي، وقتالهم، والانتصار عليهم في الموقعة الأخيرةا[لمصدر السابق (فصل 3 ، ص 741)].
ونلاحظ كيف تؤثر النصوص على نفوس المؤمنين بها، وتحرضهم على كره العرب، واعتبارهم أعداءه، وأعداء بلاده، وخيراتها.
والعجيب أن هذا الكره للإنسان العربي قد انتقل للإمام جعفر الصادق، بفعل تأثير المجوسية.فنجد الشيعة تروي عنه، أن المهدي سيكون على العرب شديد [«الغيبة»للنعماني (ص 194)].
ورووا عنه، أنه قال: «إذا خرج القائم، لم يكن بينه وبين العرب وقريش، إلا السيف» [المصدر السابق (ص234)]. ورووا كذلك عنه أنه قال: «ما بقي بيننا وبين العرب، إلا الذبح» [المصدر السابق (ص236)].
ونعجب من الإمام الصادق ــ وهو العربي القرشي ــ كيف يقول هذا الكلام؟ وما هو إلا امتداد لمشاعر المجوسية، المفعمة بالكراهية للرجل العربي، وتتوعده عبر النصوص المقدسة بحرب فاصلة، وانتقام وثأر، وقتل كبير.
وهذا ما انعكس على الفرس في بغضهم للعربي، واحتقارهم له، وتحيّنهم الفرصة للثأر، وانتظارهم المخلّص للانتقام، ورد الاعتبار.
وهو مما يقوّي الدافع عند المجوس لبغض العرب، وعدم التودد لهم، إلّا من رحم الله، وهداه بالدين القويم.
ولقد أثبت التاريخ أن المجوسي لا يتخلى بسهولة عن ديانته وديانة أجداده، المميّزة لهم ولقومه. فقد وقعت إيران تحت حكم الإغريق سنة 330 قبل الميلاد، على يد الاسكندر المقدوني. وحكم السلوقيون بعد ذلك، فأدخلوا كثيرا من الأفكار اليونانية إلى الثقافة الفارسية.
ثم استولى عليها الرومان لقرنين من الزمان، ومورست على الشعب أنواعاً كثيرة من الاضطهاد الديني والفكري، فلم ينفع ذلك معهم، فمنهم من بقي على مجوسيته، ومنهم من تظاهر بترك اعتناقها، وظل معتقداً بها في قلبه.
ولكن سرعان ما عاد الشعب إلى المجوسية، بعد تأسيس الامبراطورية الساسانية سنة 227ميلادية، وعادت الزرادشتية دين الدولة والشعب.
فالزرادشية دين إيراني خالص، وإلإله ــ كما يصوّرونه في نصوصهم المقدسة ــ إله إيراني، يعشق إيران، وأهل إيران. بل حتى إله الشمس (ميثرا) يعتبرونه، إلهاً إيرانياً، ونبيهم زرادشت إيراني أذري، والكتاب المقدس مكتوب في لغتهم القديمة.
فتعلق الفرس بديانتهم المجوسية؛ إنما هو في الحقيقة تعلق بقوميتهم، وتراثهم، وإثبات لهويتهم، ولا غنى لهم عنها، إلا من رحم الله.
فلا عجب أن نجد في عهد الفتح العربي، من تظاهر منهم باعتناق الإسلام، وهو في الباطن متمسك بمجوسيته، تماماً كما فعلوا في عصور اليونان والرومان.

النكاح في فارس القديمة (1)
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=160987

المرأة بين الشيعة والمجوس (2)

بين البويهيين والمجوس (3)
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=161470

تأثير المجوسية على عقائد الشيعة الجعفرية (4)
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=161612






التوقيع :
قال ابن القيم -رحمه الله-:
احترزْ مِنْ عدُوَّينِ هلكَ بهمَا أكثَر الخَلق:
صادّ عن سبيلِ الله بشبهاتهِ وزخرفِ قولِه، ومفتُون بدنيَاه ورئاستِه .
من مواضيعي في المنتدى
»» يا إماميه هل تملكون روايه صحيحة عن المعصومين تجيز و تأمر بالبناء على القبور ؟
»» مُداخلة الأُخت [أم صُهيب] إحدى المعتَقلات في سجونِ المالكِي الوحشيّة
»» استدراك على الإمام الألباني في تصحيحه لحديث الثقلين
»» يا للهول! سيفرضون الشريعة!
»» إعلان تأسيس الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية في سوريا لإدارة شؤون الناس
 
قديم 30-04-13, 04:14 AM   رقم المشاركة : 2
سلالة الصحابه ...
عضو ذهبي







سلالة الصحابه ... غير متصل

سلالة الصحابه ... is on a distinguished road


للفَائِدَة.







التوقيع :
قال ابن القيم -رحمه الله-:
احترزْ مِنْ عدُوَّينِ هلكَ بهمَا أكثَر الخَلق:
صادّ عن سبيلِ الله بشبهاتهِ وزخرفِ قولِه، ومفتُون بدنيَاه ورئاستِه .
من مواضيعي في المنتدى
»» حوار مع شيخ رافضي
»» المعصوم يقول بأنه قطعة من لحم الله - تقدس وتعالى - !
»» ثم ماذا يا حماس هل دماء القساميين هي الدماء ودماء السلفيين ماء؟
»» 9 شخصيات غيرت وجه العالم منذ العام 1950 حسب مجلة فوربس الأمريكية بالصور
»» الرسالة الخنفرية في الرد على الشيعة الجعفرية / لأبي يحيى الخنفري
 
قديم 01-05-13, 11:19 PM   رقم المشاركة : 3
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


وكأن بالشيعة الرافضة الا يهود صهاينة يدخلوا في الاسلام ليضربوه من الداخل ويهلكوا المسلمين انما من خلف ستار رقيق لا يرى فيه وجوههم الكالحة الغادرة وهي تعمل بخبث اسطوري







 
قديم 01-05-13, 11:40 PM   رقم المشاركة : 4
سلالة الصحابه ...
عضو ذهبي







سلالة الصحابه ... غير متصل

سلالة الصحابه ... is on a distinguished road


بارك الله بكم أخي سيد قطب.







التوقيع :
قال ابن القيم -رحمه الله-:
احترزْ مِنْ عدُوَّينِ هلكَ بهمَا أكثَر الخَلق:
صادّ عن سبيلِ الله بشبهاتهِ وزخرفِ قولِه، ومفتُون بدنيَاه ورئاستِه .
من مواضيعي في المنتدى
»» رسائل : مِن قسِّ بن سَاعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب
»» جبهة النصرة تنفذ عملية استشهادية في القصير تودي بـ60 من حزب الشيطان والجرحى بالمئات
»» من شهداء تونس الأشاوس على أرض الملحمة "الشام"
»» المذهَب السني بَاطل [فرضيَّة]
»» إني نسجتُ لقندهار عرائسي..! (أجمل مناظرة شعرية في العصر الحديث).
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "