****
****
اسمه وكنيته وأسرته:
اسمه أوس بن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جُمَح. قال البﻼذري: اﻷثبت أنه أوس، وجزم ابن حزم في كتاب"النسب"****بأن سمرة أخوه، وخالف أبو اليقظان في ذلك فجزم بأن أوس بن معير قُتل يوم بدر كافراً، وأنَّ اسم أبي محذورة سلمان بن سمرة، وقيل: سلمة بن معير، وقيل اسم أبي محذورة معير بن محيريز. وحكى الطبريُّ أن اسم أخيه الذي قتل ببدر أنيس، وقال أبو عمر: اتفق الزبير وعمه وابن إسحاق والمسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس، وهم أعلم بأنساب قريش. ومن قال إن اسمه سلمة فقد أخطأ.
****ويقال أن اسمه****"سمرة"****بن مِعْيَر بكسر أوله وسكون المهملة وفتح التحتانية المثناة وهذا هو المشهور. وحكى ابنُ عبد البر أن بعضهم ضبطه بفتح العين وتشديد التحتانية المثناة بعدها نون.
****
بعض فضائله:
قال عنه الذهبي - رحمه الله-:****" مؤذن المسجد الحرام، وصاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ". وقد كان من أندى الناس صوتاً، فعن أبي محذورة قال: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم، فسمعتهم يؤذنون للصﻼة، فقمنا نؤذن نستهزئ ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لقد سمعت في هؤﻻء تأذين إنسان حسن الصوت). فأرسل إلينا، فأذنَّا رجﻼً رجﻼً، فكنت آخرهم، فقال حين أذنت****تعال). فأجلسني بين يديه، فمسح على ناصيتي، وبارك عليَّ ثﻼث مرات، ثم قال:****(اذهب فأذن عند البيت الحرام)****. قلت: كيف يا رسول الله؟ فعلمني اﻷولى كما يؤذنون بها، وفي الصبح الصﻼة خير من النوم، وعلمني اﻹقامة مرتين مرتين.. وعن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره، وكان يتيماً في حجر أبي محذورة حين جهزه إلى الشام، فعلمه اﻷذان. قال الواقدي: كان أبو محذورة يُؤذِّنُ بمكة إلى أنْ توفي سنة تسع وخمسين فبقي اﻷذان في ولده وولد ولده إلى اليوم بمكة. وأنشد مصعب بن عبد الله لبعضهم:أما ورب الكعبة المستـوره
وما تﻼ محمد من سورة
والنغمات من أبي محذوره
ﻷفعـلنَّ فعــلة منـكـــورة
****وعن ابن أبي مليكة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى أبا محذورة اﻷذان، فقدم عمر فنزل دار الندوة فأذن وأتى يسلم، فقال عمر: ما أندى صوتك أما تخشى أن ينشق مريطاؤك من شدة صوتك؟ قال: يا أمير المؤمنين قدمت فأحببت أن أسمعك صوتي، قال: يا أبا محذورة إنك بأرض شديدة الحر، فأبرد عن الصﻼة، ثم أبرد عنها، ثم أذن، ثم أقم تجدني عندك.
ولما كانت قصة إسﻼم أبي محذورة فيها من الغرابة ما فيها , كانت بدأت باستهزائه باﻷذان , ثم انتهت بإسﻼمه ؛ولذلك فإنَّ بعض العلماء يعنونون لقصته تلك بقولهم:****" قصة المستهزئ الذي هداه الله ".
****
وفاته:
قال ابنُ الكلبيِّ : لم يهاجرْ أبو محذورة، بل أقامَ بمكة إلى أنْ ماتَ بعد موت سَمُرة بن جُنْدُب. وقال غيرُهُ: مات سنة تسع وخمسين. وقيل سنة تسع وسبعين.
****
من مصادر الترجمة:
السير(3/117). واﻹصابة****(4/186). والمستدرك****(3/514). وأسد الغابة(1/150و5/292). وشذرات الذهب(1/65).
****