ايران ارسلت القرد الى الفضاء ام الى العراق؟
في عام 1989 عندما ارسل العراق صاروخ العابد الى الفضاء ضمن مشروع عالي التقنية للعراق كان يهدف الى الوصول الى الفضاء,ارتعب العالم الغربي والشرقي من ذلك الانجاز,وكانت محطات الرصد الغربية ترقب حركة ذلك الصاروخ من لحظة انطلاقه وحتى لحظة تحطمه في الفضاء بعد ان دار سبع دورات حول الارض.
لم يكن الغرب والشرق ليسمح لدولة عربية كالعراق ان تملك تقنية من هذا النوع يمكن ان تنافسهم على استعمار الفضاء,خصوصا وان العراق كان يسعى لاطلاق قمر صناعي سمته اسرائيل حينها بانه اول قمر تجسس عربي!!.
وعلى الفور دق الغرب ناقوس الخطر,واتحد كهنوت المجوس والصليب واليهود ووضعوا الخطط لتدير العراق ,فحفروا لصدام حفرة الكويت,ودفعته بريطانيا اليه بعد ان وضعوا خلف ساقه حجر ايراني اسمه "بازوفت"!!.
وكانت الخطة تقتضي بان يتم تجييش الراي العام ضد صدام حسين ,
وحيث ان مثل هذا التجييش يحتاج الى ذريعة,لذلك اتفقت الخطة على ان ترسل بريطانيا جاسوسا الى العراق للتجسس على تطوره التقني,ثم تقوم بتسريب المعلومات عنه الى صدام لكي يعتقله ومن ثم يعدمه,وحالما يعدمه تثور ثائرة الغرب ويتم تجييش الراي العام ضده.
وحيث كان من الصعب على بريطانيا ان تضحي احد ابنائها الصليبيين,لذلك تبرع المجوس بان يكون ذلك "الكبش" ايرانيا .وهكذا تم تجنيد "بازوفت" الايراني للقيام بهذه المهمة وهو الذي منح الجنسية البريطانية منذ سنوات,وهكذا اعتبر مواطنا بريطانيا يحق لبريطانيا ان تستنفر العالم الغربي للدفاع عنه !!!.
علما ان نوري المالكي قام وبدم بارد باغتيال المخرج المسرحي هادي المهدي الذي يحمل الجنسية الدنماركية ولم يعترض الغرب على اغتياله بتلك الطريقة مثلما اعترضوا على اعدام بازوفت فلم تعترض لا الدنمارك ولا غيرها رغم انه يحمل جنسيتهم مثل بازوفت ؟!!
(كانت لي مراسلات مع هادي المهدي قبل سنوات وكان يسب ايران والسيستاني بطريقة لو اظهرتها للعلن لعلمتم لم تم اغتياله!!,لكن للاسف ضاعت تلك المراسلات بعد ان فقدت بريدي السابق!).
لقد استغل الغرب وبشكل رهيب عملية اطلاق صدام حسين لصاروخ العابد الى الفضاء ليصوروا العراق على انه البعبع الذي سوف يدمر الحضارة الغربية!,واصبح الشغل الشاغل لوسائل الاعلام الغربية هو خطر نظام صدام وكيف يمكن لجمه,ولم يكف الغرب عن التخويف من الرعب الصدامي الى ان تم اعدامه!.
في المقابل,
يقال ان ايران اطلقت قبل ايام صاروخا الى الفضاء يحمل قردا !!
,لم يثر هذا الخبر اي ردة فعل غربية مقابلة!
,بل ان وزير الدفاع الامريكي لم يتعرض للموضوع الا بعد ان سأله احد الصحفيين عن هذا الحدث!
,واما البيت الابيض فقد ((قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إن خطوة إيران بإرسال قرد إلى الفضاء الخارجي - في حال جرى التأكد من صحتها - تمثل انتهاكا صريحا لقرارات مجلس الأمن التي تمنع طهران من ممارسة نشاطات تتعلق بتطوير صواريخ بعيدة المدى، على خلفية برنامجها النووي.)).
ورغم مضي اسبوع على ادعاء ايران فان الغرب الذي كان يراقب حتى الطيور التي تنطلق او تهبط على ارض العراق,الى الان لم يقل لنا هل اطلقت ايران صاروخا الى الفضاء ام لا؟؟؟.
اما اسرائيل التي تدعي بان ايران تهدد بازالتها فكانت ردود فعلها مقتصرة فقط على التشكيك في ان تكون ايران قد ارسلت فعلا مثل هذا الصاروخ !!,فقد (( قال رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية البروفسور يتسحاق بن يسرائيل، إن هذه «لعبة إعلامية أكثر من كونها أي شيء آخر». وقال بن يسرائيل إن إيران معروفة بقدرات تكنولوجية عالية نسبيا لدول العالم الثالث، ولكن الخطوة الإيرانية الأخيرة التي قالت إنها «خطوة كبرى في السعي لإرسال إنسان إلى الفضاء، هي ادعاء غير صحيح. فهذه خطوة عادية تتلاءم وإطلاق صاروخ إلى الجو بارتفاع 120 كيلومترا، ولكنه ليس غزو فضاء، ولا حتى وصول إلى الفضاء بالمفاهيم العلمية والمهنية. فالمسألة لا تتعدى اللعب الإعلامي»)).
هذه التصريحات الخجولة من قبل امريكا واسرائيل تدل-وبغض النظر عن حقيقة ارسال ايران لذلك القرد الى الفضاء ن عدمه – تدل دلالة قاطعة على ان الغرب لا يضمر اي عداء لايران,بل يدل على انه يحاول تغطية نشاطاتها التسليحية ولفت الانظار بعيدا عنها,
والا ,لو كانت ايران تشكل اي خطر على الغرب مهما كان صغيرا ,لكانت الدعاية الامريكية والاسرائيلية قد استغلت هذا الخبر –حتى لو كان كاذبا- للتحذير من الخطر الايراني على نفوذهم,ولراحوا يملأون العالم صياحا وعويلا وتخويفا من خطورة هذا المشروع على دولتهم المسكينة اسرائيل التي تهددها ايران كل يوم بازالتها من على وجه الارض!!!.
ومقارنة بسيطة بين تلك الدعاية المعادية للعراق ايام نظام صدام وكيف استغل الغرب اطلاقه لصاروخ العابد للتجييش ضده,والتهويل من خطره.وبين ردة الفعل الخجولة هذه من قبل الغرب والتي وصلت حدّ التشكيك في محاولة ليس فقط للتغاضي عنها وانما في محاولة لتخدير حتى العرب من الخطورة المحتملة لمثل هذا المشروع,كل هذا يدل على ان ايران لا تشكل بالنسبة للغرب وعلى راسهم اسرائيل اي خطر محتل ولو واحد بالمائة!!
,ويكفي ان نذكركم بان شارون كان اول من صرح بان المشروع النووي الايراني لا يشكل اي خطر على اسرائيل لاثبات ذلك التحالف الباطني بين ملة الكفر !.
لقد شن الغرب والشرق حربا شعواء على جمهورية "مالي" لمجرد ان ظهر لهم ولو بنسبة واحد بالمائة ان وجود الاسلاميين هنالك يمكن ان يشكل خطرا على مصالحهم المستقبلية والحاضرة.في المقابل فان امريكا سلمت العراق الى حزب الدعوة وفيلق بدر وجيش المهدي وهي تعلم بانهم مجرد اذرع عسكرية لايرن!!.
فهل نحتاج اكثر من ذلك لنعرف من هو العدو الحقيقي لامريكا واسرائيل,ومن هو الحليف الحقيقي لهم!!؟.
اما السؤال الاخطر فهو:
لماذا يسعى الغرب واسرائيل جاهدين لمنع وقوع اسلحة بشار الاسد الكيمياوية بيد الاسلاميين السنة,ولا يحذر مجرد تحذير من امكانية ان يكون بشر قد زود حزب الله بتلك الاسلحة؟؟,او على الاقل ان يتساءل عن امكانية ان يكون حزب الله قد امتلك هذه الاسلحة الكيمياوية منذ سنوات خصوصا وان العلاقة بين بشار وحزب الله اثبتت بانها اكثر من ان يبخل بشار بتزويد حزب الله بها ؟؟؟
(لقد اعترف نصر الله بان بشار هو من زوده بالصواريخ,فهل يعقل ان يبخل عليه بالسلاح الكيمياوي؟؟؟.وما هو راي اهل السنة في لبنان وهم يرون مخازن حزب الله مليئة بالاسلحة الكيمياوية التي لا يامن احد من انفجار احدها وتلويث لبنان باسره؟؟).
بالنسبة لي ,لا اشك ابدا في ان ايران قد كذبت بشان اطلاقها ذلك القرد الى الفضاء,وان كل هذه الاخبار مجرد مسرحية شبيهة بمسرحية اسقاطها لطائرات التجسس الامريكية وصنع نماذج شبيهة بها!!,خصوصا وانها لم تبث اي صور لاثبات ذلك الحدث باستثناء بثها لصورة القرد وهو بيد بعض المتخصصين!!.
لكني في المقابل لا اشك اطلاقا بان ايران ارسلت العشرات من تلك القردة قبل اسابيع,لكنها لم ترسلهم الى الفضاء وانما ارسلتهم الى العراق وسوريا ولبنان واليمن!!!.
فقبل اسابيع ارسلت ايران القرد مقتدى الصدر الى العراق في محاولة للعب على حبال اهل السنة والتشقلب عليها!
,ورغم علم ايران بان مقتدى مطلوب الى ما يسمى القضاء العراقي بتهمة قتل سيدهم عبد المجيد الخوئي,ورغم علمها بخطورة ارسال ذلك القرد الى العراق في ذلك الوقت الحرج خصوصا وان اهل السنة انتفضوا تحديدا ضد القضاء المسيس الذي يحاسب اهل السنة فقط ويغض الطرف عن جرائم الشيعة,ورغم علمها ان ارسال هذا القرد في هذا الوقت بالذات يشكل خطورة واحراج اضافي للمالكي ولقضاءه الاعور,الا انها اصرت على ارساله الى بغداد,واصرت على ان يمر بالقرب من المنطقة الخضراء,وان تلامس يده جدران السفارة الامريكية,ثم تعيده الى ايران سالما كما صرحت الجزيرة بذلك (اوردت الجزيرة خبر ارسال ايران القرد هكذا "ايران ترسل قردا الى الفضاء ثم تعيده سالما"!!,وحالما قرات الخبر عرفت انهم يقصدون بالقرد مقتدى,والفضاء هو العراق!!!).
نعم
لقد نجحت ايران في ارسال القرد مقتدى الى الفضاء العراقي,وقد نجحت في اعادته سالما,لكن هل نجح ذلك القرد في المهمة التي ارسل اليها؟,هل نجح في خداع اهل السنة والضحك عليهم؟
,لو نجح لما كانت قد ارسلت منتظر الزيدي بعده,
ولو نجحت لكان عدي الزيدي قد صعد الان على منصة الموصل !!!
,لكنه فشل والحمد لله,
ودليل فشله انه عاد وهو مبهوتا من هول ما رءاه من شدة وصلابة اهل السنة,وقد نجح احد الكتاب حين وصف القرد قائلا ((موقف نولاند جاء في معرض ردها على أسئلة الصحفيين حول الخطوة الإيرانية التي أعلنت عنها طهران من خلال شريط فيديو، يُظهر إطلاق الصاروخ الذي صعد إلى ارتفاع 120 كيلومتر عن سطح الأرض، حاملا كبسولة تقل القرد الذي أظهره الفيديو وقد عاد بعد فترة إلى الأرض وعلامات الذهول بادية عليه.))!!
,نعم فقد عاد مقتدى الى ايران مذهولا فعلا!!.
واليوم وانا اكتب هذه السطور لا تكاد صورة القرد مقتدى تفارق صورة القرد الذي قالت ايران انها اطلقته الى الفضاء,ولا اتكلم هنا عن ذلك الشبه الخلقي الكبير بين القرد وبين مقتدى,ولكني اتكلم عن ذلك التشابه في السلوك ايضا,فكلاهما يلعبان على اكثر من حبل,رغم ان الفرق بين الاثنين ان احدهما ينجح في اللعب على الحبال دائما ,بينما الاخر لثقل وزنه وغباء عقله فانه لا يكاد يقف على حبل حتى يهوي على راسه وهو يصيح "ها....جهلة جهلة جهلة"
عبدالله الفقير