ثوب النجاسة
وبنبرة رجل يأبى الانكسار قال في ندم: احتقرت نفسي وأنا انزلق إلى مستنقع الرذيلة بكافة أنواعها، وطاردتني الكوابيس، وأصبحت أعيش صراعاً نفسياً رهيباً، مبدياً خوفه من انتقام المنتمين لهذا العالم وقال: يرتعش جسدي ويسكنني الخوف عندما أتصور أني قد أموت في أي لحظة، بيد أن خوفي من ربي دفعني للإقلاع عن ذنوبي التي بلغت عنان السماء، وختم حديثه داعياً ربه أن يغفر له خطيئته، بعدما تاب توبة نصوحة، وأكد علينا عدم ذكر اسمه حيث أشار إلى أن هناك خطراً عليه، بعد أن فضح الدرباوية بأعمالها.
عالم قذر
وبصوت خافت يملؤه الشعور بالندم والرغبة في التوبة قال أ-ع لـ"سبق" : البطالة كانت هي السبب الرئيس لتورطي في الدرباوية، لتضييع الوقت في البداية وركوب المخاطر، كما كانوا يقولون، وبالفعل دخلت إلى هذا العالم القذر الذي يصعب على أي منتم إليه أن يستمر على نظافته وأخلاقه.
وأضاف: كانت أول مرة أتناول فيها المخدر بعد دخولي مع شباب الدرباوية بأسبوع، حيث لا يليق بدرباوي أن يمتنع عن الشرب، وعند سؤاله عن الأماكن التي يشترون منها المخدرات، قال: من أبسط الأمور هو أن تحصل على الحشيش وتشتريه من مشجعي التفحيط الذين يأتون ليشاهدوا المفحطين ويحملون إلينا كل ما نريد.
ورداً على سؤال حول الأماكن التي كانوا يجتمعون فيها، ومدى خوفهم من الأمن قال: دائماً ما نجتمع في الأماكن البعيدة جداً عن البلد وعن أعين المجتمع، أما عن الشرطة والخوف منها قال: فقدنا الإحساس بالخوف والحياة بأكملها، لم تكن "تفرق معانا" وقتها فهناك من كان يستهزئ بالشرطة وهناك من كان يراوغهم !!
توبة وندم
وبصوت ممزوج بالبكاء تحدث لـ"سبق" عن توبته قائلاً: أثناء انغماسي في شهواتي، تعرض صديقي لحادث سيارة، توفي على إثرها، وكان من أعز أصدقائي، وقد انصرف عني عندما اندمجت في هذا العالم المشبوه، مبدياً ندمه وتوبته عما اقترفه من ذنوب وقال: وفاة صديقي زلزلت كياني، وجعلتني أفكر في حياتي القذرة التي أعيشها، وظللت أياماً تنتابني نوبات نفسية عندما أتذكر حقارتي وذنوبي التي أخجلتني من نفسي أمام الله.
وتابع: ولأول مرة منذ سنوات صليت الفجر وارتعش جسدي أثناء مناجاة ربي، ودعوت الله أن ينقذني من نفسي ومن ذنوبي التي أهدرت آدميتي، معرباً عن سعادته لانتشال نفسه من مستنقع الموبقات بعد عام من ممارسته لكافة أنواع المحرمات، داعياً الله أن يتقبل توبته، ويثبته على درب الصلاح والهداية.
لحظة حاسمة
أما ط – أ فقال لـ"سبق": دخلت هذا المجتمع الذي وجدته كالإدمان عن طريق الأصحاب، مضيفاً أنه كان سعيداً جداً بالتفحيط وبممارسته، إلا أنه رفض تماماً أن يدخل في غير التفحيط من ممارسات غير أخلاقية وخلافه، مؤكداً أنها كانت فترة عصيبة جداً في حياته، وأحمد ربي أني خرجت من هذه النار الملتهبة.
وأراد في بداية كلامه أن يذكر السبب الرئيس الذي جعله يترك هذا العالم القذر، قائلاً: شاهدت أمام عيني مضاربة بين صديقي وآخر، ونتج عنها موت صديقي، شعرت وقتها أنه لا معنى للحياة والوقت قصير جداً أمامي، ووجدتها لحظة حاسمة، ومن وقتها قررت أن ابتعد.
وقال: هناك العديد من الأمور تتعلق بهذا المجتمع من مشاكل صدم السيارات وصدم الجمهور ومضاربات بالأسلحة، وكشف لـ"سبق" عن أنه قد تم القبض عليه ثلاث مرات من قبل الأمن بسبب التفحيط، كما قد قبض عليه خمس مرات أخرى في مضاربات بالسلاح ولكنها سرعان ما تنتهي بالتصالح.
ورداً على سؤال عما إذا كانت البطالة هي السبب في وجود الدرباوية، قال:
لاشك أن هناك الكثير من العاطلين، إلا أنه هناك أيضاً المعلم والموظف وغيرهم الكثير، إلا أنك تشعر أنك في عالم مليء بالمحرمات، فأكثر من 85% من الدرباويين يمارسون اللواط، حيث يتم استدراج الشاب "المزيون" وإغرائه بالتفحيط ثم يقع المحظور على حد قوله.
وأنهى حديثه محذراً الشباب من الوقوع في المحظور والذي عادة ما يبدأ بدعوة إلى مشاهدة التفحيط، وبعدها يتم سحب الرجل إلى الرزيلة بأنواعها.