أخي الشيعيّ أوالصوفيّ أسألك بالله وبحبك للنبي ولآل بيته إلا تدبرت هذه الآيات الكريمة

[الحسيني]

فبعد اتساع الهوة التي بيننا أهل السنة وبينكم وكثير منا له أمل في نفسه أن يجر صاحبه إلى مذهبه وحصل ما حصل من تكفير وتفسيق وتبديع إلى آخره بين الطرفين تأملت قول الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64) فإذا كان هذا القول الحق ومن الحق تبارك وتعالى وبيننا وبين أهل الكتاب فمن باب أولى أن يكون بيننا وبينكم رابط وهو توحيد الله وإفراده بالعبودية ولن أطيل ولن أحشو المقالة بكلام أئمتنا ولا أئمتكم ...
بل سأجعل طريقها منيراً بضوء القرآن الكريم الذي نقرّ به جميعاً ولا عبرة في ديننا لمن خالف في ذلك فتأمل معي يا رعاك الله هذه الآيات واعلم أنني أكن لك كل محبة أن ينجيك الله مما أخشاه على نفسي ولا أريدك أن تترك مذهبك ولا ما نشأت عليه ولكن وقفة صادقة بعيداً عن معمعة الجدل والردود والسب واللعان فهيء نفسك واقرأ قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (يونس:31)

وتأمل قول الحق تبارك وتعالى: (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُون قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) (المؤمنون:84- 89) ..
استمع لقول ربك عز وجل وهو يقول: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر:38)

وهنا قف وقفة وتذكر الشفعاء وما يقول ربك : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (يونس:18) وقوله سبحانه: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (الزمر:44) وقوله تعالى: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (الأنعام:94)

[SIZE=3]وتأمل قول أعدائنا وأعدائكم من المشركين الأولين الذين جاءهم سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله برسالة نقية طاهرة دعاهم فيها إلى إفراد الله بالعبادة وإلى توحيده سبحانه فما كان جوابهم وردهم إلا كما يجيب كثير ممن ضلّ من هذه الأمة ومع بالغ الأسف فكان حالهم كما قال ربنا سبحانه[/SIZE]: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) (الزمر:3) .
أخي الكريم: تدارك نفسك قبل يدركك الموت ... وانج بنفسك قبل أن لا ينفع الندم ... واعلم أن من تحابيهم اليوم هم من سيتبرأ منك غدا (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) (البقرة:166) وتخيل أهل النار وهم في العذاب الأليم يقولون لآلهتهم : (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:98) ومن المعلوم ضرورة أنهم ما سووهم بالله في الخلق ولا التدبير ولا التأثير في الكون (أي: الربوبية) وإنما كانوا يسوونهم بالله في الحب والخضوع والذل والتعظيم والدعاء والاستغاثة ....... ونحو ذلك. فلا تصبك رهبة العبادة إلا من الله: (وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (النحل:51) ولا تدع في الملمات ووقت الشدائد إلا الله : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون:117) وقوله لا برهان له به هذا على المستقر شرعا وعقلا كقوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38) ومعلوم أن كل الطيور إنما تطير بجناحيها ..
ولا تسوي بحب الله أحداً فإن الله يقول : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) (البقرة:165) .

فلو تأملت أخي الكريم الحبيب أن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيء ولم يغنهم إيمانهم هذا ولم ينفعهم بل كانوا كفاراً مشركين جزاؤهم الخلود في نار جهنم : (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (يوسف:106) فلو سألتهم من خلق السماوات والأرض؟ لقالوا: الله . وهم مع هذا يعبدون غيره قال إلهنا وسيدنا وخالقنا: (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (المؤمنون:85) ...

ووالله إن الإنسان لا يملّ من آيات توحيد الله التي تفرده وتظهر عظمته وجبروته وتورث الطمأنينة وراحة النفس فهو القادر القاهر الخالق الرازق بيده ملكوت السماوات والأرض القائل متحدياً للمشركين: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) (سـبأ:22) ...
ولا تكن يا أخي الحبيب كمن قال الله عنهم : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الزمر:45) ....
[SIZE=4]واجعل نصب عي************ قوله تعالى: [/SIZE](إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48) ..
[MARQ=RIGHT]وفقني الله وإياك لسبيل الهدى والحق وأسأل الله الكريم الحليم العظيم أن يفتح بهذه الآيات آذاناً صما وأعينا عمياً وقلوباً غلفاً إنه جوادٌ كريم وصلى الله وسلم على خيرة خلقه محمد وعلى آله وصحبه ..[/MARQ]
[MARQ=LEFT]أخوكم المحب لكم / أبو عمر الحسيني
مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
صباح يوم الخميس الموافق 11 /4/ 1424هـ
[email protected][/MARQ]

[محمد السني]

جزاك الله خيراً .....

محمد السني

[فاضح الشيعة]

جزاك الله خير وبارك فيك

[النعمان]

جزاك الله خيراً

[باري القوس]

الاخ الحسيني موضوعك قيم وجزاك الله عليه خيرا ولكن الا تضن ان فيه خطا ما في العنوان من السؤال بحب النبي وحب ال البيت
اعتقد والله اعلم ان المسالة استحلاف الشيعي بحب البيت وهكذا اتصورها
هذا واسال الله التوفيق للجميع

[الحسيني]

وجزاكم الله خيرا أجمعين
أما بالنسبة لسؤال الإنسان الإنسان بشيء يحبه كما ذكرت فلا أظن أن هناك مانعاً شرعياً بخلاف المسألة التي فيها سؤال الله بغير ما ورد شرعاً ...
وفي القرآن الكريم (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) على القول بأنهم كانوا يسألون بالله وبالرحم ... وإن كان عندكم مزيد توضيح فجزاكم الله خيرا ............

[بسيط]

السلام عليكم

شكرا اخي الكريم الحسيني
فهذه أول مرة أرى موضوع في هذا المنتدي يكتب لله سبحانه وتعالى وبهذه الطريقة الخالية من السب والشتم ويا حبذا لو إطلع عليه المشرفين .
ولو كانت جميع المواضيع تكتب بهذه الطريقة وهذه النفسية من الجميع وإن لم نتوصل لحل فيكفي علينا أن نطهر نفوسنا من الاحقاد المتبادلة التى لا تزيدنا إلا تفرقة وبعد من الدين .
وأقول بأن هذا النصيحة توجه لنا ولهم .
وبارك الله فيك

[الطبيب المسلم]

اخي الطيب الحسيني بارك الله فيك
موضوع قيم وطرح رائع
وهذا ليس بجديد حيث أني اطلعت على أغلب مشاركاتك القيمة
اخي بارك الله فيك بالنسبة لعنوان الموضوع لي نقد بسيط أرجو ان يتسع صدرك له
وهو قولك اسالكم بالله حيث ان هذا اللفظ لايجوز حسب علمي وبحسب قتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب المناهي اللفظية

9- وسئل فضيلة الشيخ : عمن يسأل بوجه الله فيقول أسألك بوجه الله كذا وكذا فما الحكم في هذا لقول ؟
فأجاب قائلا : وجه الله أعظم من أن يسأل به الإنسان شيئاً من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله – عز وجل – كالوسيلة التي يتوصل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك ، فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال ، أي لا يقل وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه ذلك

والشيء الآخر هو عطف محبة الرسول اللهم صلي وسلم عليه وآل بيته رضوان الله عليهم بحرف الواو مع السؤال بالله وهذا فيه العطف والمساواة

واخيرا اكرر اعجابي بطرحك
فأتحفنا بما تجود به نفسك في هذا المنتدى المبارك
اخوك

[سيــ الحق ــف]

بارك الله فيك أخي في الله الحسيني ..
موضوع رائع ..

و جزاك الله خيرا أخي في الله الطبيب المسلم على توضيحك لمسألة قول "اسألك بوجه الله .."

[الحسيني]

مشكوووورون على تجاوبكم ومشاركتكم الكريمة وتعليقكم الأخوي ..

وأسأل الله أن يوفق الجميع لقول الحق والعمل به ... وأما مسألة رحابة الصدر فخذ راحتك الدين لله سبحانه وتعالى وكلنا ذوو خطأ وسأراجع المسألة التي طرحت وأدلتها قريبا ولن أخالف الحق بإذن الله سبحانه وتعالى فيها ....
والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......