بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وبعد :
( الأسرة ) ومعناها - لغة - الدرع الحصينة ،وأشرة الرجل عشيرته وأهل بيته (1) .
ويلاحظ أن القرآن الكريم قد أطلق على كل من عضوي البيت اسم (الزوج) ولم يسم (زوجة) . ولكنه لم يطلق اسم (الزوج) على أي من الرجل أو المرأة إذا لم يكن بينهما علاقة - تزاوج - أي تماثل وتكامل في الفكر والإرادة والممارسة .فقال : (امرأة نوح ) و ( امرأة لوط ) ولم يقل ( زوج نوح ) و ( زوج لوط ) ومثله قوله تعالى { امرأت فرعون } ولم يقل ( زوج فرعون ) لإنها كان مؤمنة استجابت لرسالة موسى - عليه السلام - وفرعون كان كافراً عاصياً .
من نفس المنطلق خاطب سبحانه وتعالى آدم بقوله { اسكن أنت وزوجك الجنة } لأن حواء كانت تماثله وتتكامل معه فكراً وسلوكاً .
وخاطب الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأمثال قوله تعالى : { قل لأزواجك } و { تبتغي مرضات أزواجك } لأنهن ارتقين إلى مستوى المسئولية التي يقتضيها الزواج من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحمل الرسالة معه ثم من بعده(2) .
والله اعلم بقلوب عباده من الطاعنين في أمهات المؤمنين ، فلو كانوا جميعهم أو أحدهنّ فيه نفاق أو كفر لما خاطب الله رسوله بأن ماثله بهنّ ، فالقول ما قال القرآن فيهنّ لا ما قال الطاعنون تعديا على الله فيهنّ .
وبهذا يتضح المقال أن الطاعنين في أمهات المؤمنين أعظموا الفرية على الله وعلى رسوله وعليهنّ رضي الله عنهم .
والحمد لله رب العالمين .
[1] ابن منظور ،لسان العرب ، ج4
[2] د. ماجد عرسان الكيلاني ،هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 424
كتبهُ\
ما يهزك ريح