بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فجزى الله خيرا كل إخواني الذين شرفوا الموضوع بمرورهم وتعليقاتهم ودعواتهم المباركة.
وبعد فلي عدة تعليقات على ما صرح به عالمهم محمد جواد مغنية وكما يلي:
التعليق الأول:
وهو يتعلق بتقسيمه للعلماء إزاء هذه البدعة المشينة إلى ثلاثة أقسام هي:
الصنف الأول: المؤيد لتلك البدعة المشينة
وهم الذين وصفهم بشيوخ السوء الذين أيدوا تلك البدعة وغايتهم هي الربح والتجارة ، فينطبق عليهم قول الله تعالى ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) (لأعراف:169)
الصنف الثاني: الساكت عنها خوفاً من الإهانة والضرر أو فوات المنفعة والمصلحة
وهؤلاء جانبوا الحق ووقعوا في الإثم لسكوتهم عن بيان الحق وإنكار المنكر فقد خانوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بكتمانهم الحق فلهم نصيب من قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159) ، وقوله سبحانه (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران:187)
الصنف الثالث: الذي أنكرها ووقف لمجابهتها
وهم الذين أصابوا الحق وبرأوا ذمتهم أمام الله تعالى بإنكارهم المنكر ومحاربة البدعة في الدين وهم القلة القليلة كما عبر عنهم المغنية ، ومنهم علامتهم محسن الأمين الذي ألف رسالة في الحكم بحرمتها وبدعيتها سماها ( التنزيه لأعمال التشبيه ) ، وقد واجهه تجار تلك البدعة بموجة من السخط والهجوم الشرس كما سأعرض مشهداً منه في التعليق الثاني فترقب.
ولكن قبل أن أنتقل للتعليق الثاني أتوجه للعقلاء والمنصفين من الشيعة بسؤال مهم يحتاج شجاع يصدع بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم وهو:
في ضوء تقسيم عالمهم مغنية لموقف العلماء من تلك البدعة إلى ثلاثة أصناف ، في أي صنف ستضعون السيستاني والخامنئي وباقي مراجع الشيعة الذي يشاهدون هذه البدعة المشينة في كل عام ولا يحركون ساكناً ؟!!!
التعليق الثاني:
وسأعرض فيه مشهداً واحداً من مشاهد الهجمة الشرسة التي شنَّها تجار تلك البدعة من مشايخ السوء على علامتهم محسن الأمين ، وهي عبارة عن بعض أشعار الهجاء والتجريح بحقه والتي سأنقلها من كتاب ( مرجعية المرحلة وغبار التغيير ) للكاتب الشيعي الإمامي جعفر الشاخوري البحراني حيث أوردها في مقدمته وكما يلي:
أ- هذا السيد صالح الحلي يأمر كل من يمر بدمشق ( جُلَّق ) بالبصاق في الأمين لأنه بنظره زنديق ، فيقول:
ياراكباً إمّا مَرَرْتَ بِجُلَّقِ فابْصُقْ بوجهِ أمينِِها المُتَزَنْدِقِ
ب- إن السيد رضا الهندي يأمر الناس بأن يخرجوا محسن الأمين من ذرية فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- فلا يعدوه منهم، فيقول:
ذرية الزهراء إن عُدِّدَتْ يوماً لتحصي الناس فيها الثنا
فلا تَُعُّدوا محسناً منهـم لأنها قد أسقَطَـتْ مُحْسِــنا
ج- صرح شاعر آخر - لم يصرح الشاخوري باسمه في كتابه المذكور - بأن فتواه هذه بالتحريم من حيث خطورتها على مذهب الإمامية تعدل ما قام به الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله في النهي عن الطواف بالقبور والاستغاثة بأصحابها ، فيقول:
وما مُعْوَلُ النَّجْديِّ أدهى مصيبةً من القلم الجاري بَمَنْعِ المآتِمِ