العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-12, 04:30 AM   رقم المشاركة : 1
اخلاق عاليه
عضو نشيط






اخلاق عاليه غير متصل

اخلاق عاليه is on a distinguished road


Smile متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم

السلآآإممـ عليكممـ ورحمةة الله وبركآإتهـ
كتآإب <- كلمةة رآئع قليلة بحقةة
سأنزل
على قصةة قصةة ،

يالله بسم الله نبدأ


تأليف:
الدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا



"

الكتاب الأول :

سعيد بن عامر الجمحي
الطفيل بن عمرو الدوسي
عبدالله بن حذافه السهمي
عمير بن وهب
البراء بن مالك الأنصاري
أم سلمة
ثمامة بن اثال
ابو أيوب الأنصاري
عمرو بن الجموح
عبدالله بن جحش






التوقيع :
سالت شيعي: علي رضي الله عنه فوق الله ام دونه ؟
اجابني : دونه .
قلت له : قال تعالى في كتابه ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )

سمى الله هنا الدعاء شرك

,

"
من مواضيعي في المنتدى
»» عذاب القبر ونعيمة عند الاباضية
»» ماذا ارد على هذا (3) ؟
»» ماذا ارد على هذا (2) ؟
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» لكي تكونـ/ي الماسة ~
 
قديم 29-09-12, 04:32 AM   رقم المشاركة : 2
اخلاق عاليه
عضو نشيط






اخلاق عاليه غير متصل

اخلاق عاليه is on a distinguished road


سعيد بن عامر الجمحي ،

< سعيد بن عامر رجل أشترى الآخرة بالدنيا وآثر الله ورسوله على سوآهما > (المؤرخون)



كان الفتى سعيد بن عامر الجمحي ، واحدا من الألآف المؤلفة ، الذين خرجوا إلى منطقة التنعيم في ظاهر مكة بدعوة من زعماء قريش ، ليشهدوا مصرع خبيب بن عدي أحد أصحاب محمد بعد أن ظفروا به غدرا .
وقد مكنه شبابه الموفور وفتوته المتدفقة من أن يزاحم الناس بالمناكب ، حتى حاذى شيوخ قريش من أمثال أبي سفيان بن حرب ، وصفوان بن أمية ، وغيرهما ممن يتصدرون الموكب .

وقد أتاح له ذلك أن يرى أسير قريش مكبلا بقيوده ، وأكف النساء والصبيان والشبان تدفعه إلى ساحة الموت دفعا ، لينتقموا من محمد في شخصة ، وليثأروا لقتلاهم في بدر بقتله .

ولما وصلت هذه الجموع الحاشدة بأسيرها إلى المكان المعد لقتله ، وقف الفتى سعيد بن عامر الجمحي بقامته الممدودة يطل على خبيب ، وهو يقدم إلى خشبة الصلب ، وسمع صوته الثابت الهادئ من خلال صياح النسوة والصبيان وهو يقول :
إن شئتم أن تتركوني أركع ركعتين قبل مصرعي فأفعلوا ....
ثم نظر إليه ، وهو يستقبل الكعبة ، ويصلي ركعتين ، يالحسنهما ويا لتمامهما ...
ثم رآه يقبل على زعماء القوم ويقول :
والله لولا أن تظنوا أني أطلت الصلاة جزعا من الموت ؛ لأستكثرت من الصلاة ...
ثم شهد قومة بعيني رأسه وهم يمثلون (3) بخبيب حيا ، فيقطعون من جسدة القطعة تلوا القطعة وهم يقولون له :
أتحب أن يكون محمد مكانك وأنت ناج ؟.
فيقول - والدماء تنزف منه - :
والله ما أحب أن أكون آمنا وادعا في أهلي وولدي ، وأن محمدا يوخز بشوكة ...
فبلوح الناس بأيديهم في الفضاء ، ويتعالى صياحهم : أن أقتلوه ... أقتلوه ...
ثم أبصر سعيد بن عامر خبيبا يرفع بصره إلى السماء من فوق خشبة الصلب ويقول : اللهم أحصهم عددا وأقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا .
ثم لفظ أنفاسه الأخيرة ، وبه مالم يستطع إحصاءه من ضربات السيوف وطعنات الرماح .
***
عادت قريش إلى مكة ، ونسيت في زحمة الأحداث الجسام خبيبا ومصرعة .
لكن الفتى اليافع(1) سعيد بن عامر الجمحي لم يغب خبيب عن خاطره لحظة .
كان يراه في حلمه إذا نام ، ويراه بخيالة وهو مستيقظ ، ويمثل أمامه وهو يصلي ركعتيه الهادئتين المطمئنتين أمام خشبة الصلب ، ويسمع رنين صوته في أذنيه وهو يدعوا على قريش ، فيخشى أن تصعقه صاعقة أو تخر عليه صخرة من السماء .
ثم أن خبيبا علم سعيدا مالم يكن يعلم من قبل ...
علمه أن الحياة الحقة عقيدة وجهاد في سبيل العقيدة حتى الموت .
وعلمه أيضا أن الإيمان الراسخ يفعل الأعاجيب ، ويصنع المعجزات .
وعلمه أمرا أخر، هو أن الرجل الذي يحبه أصحابه كل هذا الحب إنما هو نبي مؤيد من السماء .
عند ذلك شرح الله صدر سعيد بن عامر إلى الإسلام ، فقام في ملأ(4) من الناس ، وأعلن براءته من آثام قريش وأوزارها ، وخلعه لأصنامها وأوثانها ودخوله في دين الله .
***
هاجر سعيد بن عامر إلى المدينة ، ولزم الرسول صلوات الله عليه ، وشهد معه خيبر وما بعدها من الغزوات .
ولما أنتقل النبي الكريم إلى جوار ربه وهو راض عنه ، ظل من بعده سيفا مسلولا بيدي خليفتيه أبي بكر وعمر ، عاش مثلا فريدا فذا للمؤمن الذي أشترى الآخرة بالدنيا ، وآثر مرضاة الله وثوابه على سائر رغبات النفس وشهوات الجسد .
***
وكان خليفتا رسول الله يعرفان لسعيد بن عامر صدقه وتقواه ، ويستمعان إلى نصحه ، ويصيخان إلى قوله .

دخل على عمر بن الخطاب في أول خلافته فقال : يا عمر ، أوصيك أن تخشى الله في الناس ، ولا تخش الناس في الله ، وألا يخالفك قولك فعلك ، فأن خير القول ما صدقه الفعل ...

يا عمر : أقم وجهك(5) لمن ولاك الله أمره من بعيد المسلمين وقريبهم ، وأحب لهم ما تحب لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، وخض الغمرات إلى الحق ولا تخف في الله لومة لائم .


فقال عمر : ومن يستطيع ذلك يا سعيد ؟!

فقال : يستطيعه رجل مثلك ممن ولاهم الله أمر أمة محمد ، وليس بينه وبين الله أحد .
***
عند ذلك دعا عمر بن الخطاب سعيدا إلى مؤازرته وقال :
يا سعيد إنا مولوك على أهل < حمص >
فقال : يا عمر نشدتك الله ألا تفتنني (6) فغضب عمر وقال :
ويحكم وضعتم هذا الأمر(7) في عنقي ثم تخليتم عني !! .. والله لا أدعك .
ثم ولاه على <حمص> وقال: ألا نفرض لك رزقا ؟
قال : وما أفعل به يا أمير المؤمنين ؟! فإن عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي ، ثم مضى إلى <حمص> .
وماهو إلا قليل حتى وفد على أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل <حمص> ، فقال لهم :
أكتبوا لي أسماء فقرائكم حتى أسد حاجتهم .
فرفعوا كتابا فإذا فيه : فلان وفلان وسعيد بن عامر .
فقال : ومن سعيد بن عامر ؟!
فقالوا : أميرنا .
قال : أميركم فقير ؟!
قالوا : نعم ، ووالله إنه لتمر عليه الأيام الطوال ولا يوقد في بيته نار .
فبكى عمر حتى بللت دموعه لحيته ، ثم عمد إلى ألف دينار فجعلها في صرة وقال :
أقرؤوا عليه السلام مني ، وقولوا له : بعث إليك أمير المؤمنين بهذا المال لتستعين به على قضاء حاجاتك .
***
جاء الوفد لسعيد بالصرة فنظر إليها فإذا هي دنانير ، فجعل يبعدها عنه ويقول :
إنا لله وإنا إليه راجعون - كأنما نزلت به نازلة أو حل بساحته خطب – فهبت زوجته مذعورة وقالت : ما شأنك يا سعيد ؟! أمات أمير المؤمنين ؟!
قال: بل أعظم من ذلك ،
قالت : أأصيب المسلمون في وقعه ؟!
قال: بل أعظم من ذلك .
قالت : وما أعظم من ذلك ؟!
قال: دخلت علي الدنيا لتفسد آخرتي ، وحلت الفتنة في بيتي .
قالت : تخلص منها - وهي لا تدري من أمر الدنانير شيئا –
قال : أوتعينينني على ذلك ؟!
قالت : نعم .
فأخذ الدنانير فجعلها في صرر ثم وزعها على فقراء المسلمين .
***
لم يمض على ذلك طويل وقت حتى أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها فلما نزل بحمص – وكانت تدعى <الكويفة> وهي تصغير للكوفة وتشبيه لحمص بها لكثرة شكوى أهلها من عمالهم وولاتهم كما كان يفعل أهل الكوفة – فلما نزل بها لقيه أهلها للسلام عليه فقال :
كيف وجدتم أميركم ؟
فشكوه إليه وذكروا أربعا من أفعاله ، كل وىحد منها أعظم من الأخر .
قال عمر : فجمعت بينه وبينهم ، ودعوت الله ألا يخيب ظني فيه ؛ فقد كنت عظيم الثقة به .
فلما أصبحوا عندي هم وأميرهم ، قلت :
ما تشكون من أميركم ؟
قالوا : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار .
فقلت : وما تقول في ذلك يا سعيد ؟ فسكـت قليلا ، ثم قال :
والله إني كنت أكره أن أقول ذلك ، أما وإنه لا بد منه ، فإنه ليس لأهلي خادم ، فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم ، ثم أتريث قليلا حتى يختمر ، ثم أخبزه لهم ، ثم أتوضأ وأخرج للناس .
قال عمر : فقلت لهم : وما تشكون منه أيضا ؟
قالوا : أنه لا يجيب أحد في ليل .
قلت : وما تقول في ذلك يا سعيد ؟
قال : إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضا . فأنا قد جعلت النهار لهم والليل لله عز وجل .
قلت : وما تشكون منه أيضا .
قالوا : أنه لا يخرج إلينا يوما في الشهر .
قلت : وما هذا يا سعيد ؟
قال : ليس لي خادم يا أمير المؤمنين ، وليس لي ثياب غير التي عليّ ، فأنا أغسلها في الشهر مرة وأنتظرها حتى تجف ، ثم أخرج إليهم في آخر النهار .
قالت : وما تشكون منه أيضا ؟
قالوا : تصيبه من حين إلى آخر غشية فيغيب عمن في مجلسه .
فقلت : وما هذا يا سعيد ؟!
فقال : شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك ، ورأيت قريش تقطع جسده وهي تقول :
أتحب أن يكون محمد مكانك ؟.
فيقول :والله ما أحب أن أكون آمنا وادعا في أهلي وولدي ، وأن محمدا تشوكه شوكة ... وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت أن الله لايغفر لي ... وأصابتني تلك الغشية .
عند ذلك قال عمر :
الحمد لله الذي لم يخيب ظني به .
ثم بعث له ألف دينار ليستعين بها على حاجته ، فلما رأتها زوجته قالت له :
الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك ، اشتر لنا مؤنة وأستأجر لنا خادما .
فقال لها : وهل لك فيما هو خير من ذلك ؟
قالت : وما ذاك ؟!
قال : ندفعها إلى من يأتينا بها ، ونحن أحوج ما نكون إليها .
قالت : وما ذاك ؟!
قال : نقرضها الله قرضا حسنا .
قالت : نعم ، وجزيت خيرا .
فما غادر مجلسه الذي هو فيه حتى جعل الدنانير في صرر ، وقال لواحد من أهله :
أنطلق بها إلى أرملة فلان ، وإلى أيتام فلان ، وإلى مساكين آل فلان ، وإلى معوزي آل فلان .
***
رضي الله عن سعيد بن عامر الجمحي فقد كان من الذين يؤثرون(8) على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة (9)

(1) التمثيل بالميت : تقطيع أجزاء من بدنه .
(2) تلو القطعة : بعد القطعة .
(3) اليافع : الذي قارب البلوغ .
(4) ملأ من الناس : جموع من الناس .
(5) أقم وجهك لفلان : أدم النظر في أمره .
(6) الأمر : المراد بها هنا الخلافة .
(7) تفتنني : تضلني وتستميلني إلى الدنيا .
(8) يؤثرون : يفضلون .
(9) الخصاصة : شدة الفقر .
*للإستزادة من أخبار سعيد بن عامر الجمحي أنظر :
1- تهذيب التهذيب 4/51.
2- أبن عساكر : 6 /145-147.
3- صفة الصفوة : 1/273.
3- حلية الأولياء : 1/ 244.
4- تاريخ الإسلام : 2/35.
6- الإصابة : 3/ 326.
7- نسب قريش : 399.






التوقيع :
سالت شيعي: علي رضي الله عنه فوق الله ام دونه ؟
اجابني : دونه .
قلت له : قال تعالى في كتابه ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )

سمى الله هنا الدعاء شرك

,

"
من مواضيعي في المنتدى
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» ماذا ارد على هذا (2) ؟
»» ماذا ارد على هذا ؟
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» لـ أصحاب الرسائل السلبية خاصة وللمسلمين عامة
 
قديم 30-09-12, 01:29 AM   رقم المشاركة : 3
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road


جزيت الجنة .







التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» منذ متى يا صويلح الشيحي اصبح الفسوق ادبا ؟ و عمك عبده يقاد الى السجن صاغرا
»» تحذير المسلمين من الغزو الثقافي الرافضي
»» رسالة من امراة مسلمة إلى علماء الامة واإسلاماه / صور وفيديو
»» الشيخ الفوزان معقباً على العريفي : (السلفية) منهج حق نسير عليه ونترك ما خالفه
»» امير الاحساء يهدد الشيعة
 
قديم 30-09-12, 02:51 AM   رقم المشاركة : 4
اخلاق عاليه
عضو نشيط






اخلاق عاليه غير متصل

اخلاق عاليه is on a distinguished road


الطفيل بن عمرو الدوسي ،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصرة الدعوة مشاهدة المشاركة
   جزيت الجنة .


وإيآإآك إن شآإء الله ، عيني ،

نكمل ~ مع شخصية أخرى ،
الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه ،


< اللهم أجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير > ( من دعاء الرسول له )

الطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة دوس في الجاهلية ، وشريف من أشراف العرب المرموقين ، وواحد من أصحاب المروءات المعدودين ...
لا تنزل له قدر على نار ، ولا يوصد له باب أمام طارق ...
يطعم الجائع ، ويؤمن الخائف ، ويجير المستجير .
وهو إلى ذلك أديب أريب (1) لبيب ، وشاعر مرهف الحس ، رقيق الشعور بصير بحلو البيان ومره ... حيث تفعل فيه الكلمة فعل السحر .
***
غادر الطفيل منازل قومه في تهامة (2) متوجها إلى مكة ، ورحى الصراع دائر بين الرسول الكريم صلوات الله عليه وكفار قريش ، كل يريد أن يكسب لنفسه الأنصار ، ويجتذب لحزبه الأعوان ... فالرسول صلوات الله عليه وسلامه يدعو لربه وسلاحه الإيمان والحق ، وكفار قريش يقاومون دعوته بكل سلاح ، ويصدون الناس عنه بكل وسيلة .

ووجد الطفيل نفسه يدخل في هذه المعركة على غير أهبة ، ويخوض غمارها عن غير قصد ...
فهو لم يقدم الى مكة لهذا الغرض ، ولا خطر له أمر محمد وقريش قبل ذلك على بال .
ومن هنا كانت للطفيل بن عمرو الدوسي مع هذا الصراع حكاية لا تنسى ؛ فلنستمع إليها ، فإنها من غرائب القصص . حدث الطفيل قال :
قدمت مكة ، فما إن رآني سادة قريش حتى أقبلوا علي فرحبوا بي أكرم ترحيب ، وأنزلوني فيهم أعز منزل .
ثم اجتمع إلي سادتهم وكبراؤهـم وقالـوا : يا طفيل ، إنك قد قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قد أفسد أمرنا ومزق شملنا ، وشتت جماعتنا ، ونحن إنما نخشى أن يحل بك وبزعامتك في قومك ما قد حل بنا ، فلا تكلم الرجل ، ولا تسمعن منه شيئا ؛ فإن له قولا كالسحر ، يفرق بين الولد وأبيه ، وبين الأخ وأخيه ، وبين الزوجة وزوجها .
قـال الطفيل : فوالله مازالوا بي يقصون علي من غرائب أخباره ، ويخوفونني على نفسي وقومي بعجائب أفعاله ، حتى أجمعت(3) أمري على ألا أقترب منه ، وألا أكلمه أو أسمع منه شيئا .
ولما غدوت إلى المسجد للطواف بالكعبة ، والتبرك بأصنامها التي كنا إليها نحج وإياها نعظم ، حشوت في أذني قطنا خوفا من أن يلامس سمعي شيء من قول محمد .
لكني ما إن دخلت المسجد حتى وجدته قائما يصلي عند الكعبة صلاة غير صلاتنا ، ويتعبد عبادة غير عبادتنا ، فأسرني منظره ، وهزتني عبادته ، ووجدت نفسي أدنو منه ، شيئا فشيئا على غير قصد مني حتى أصبحت قريبا منه ...
وأبى الله إلا أن يصل إلى سمعي بعض مما يقول ، فسمعت كلاما حسنا ، وقلت في نفسي :
ثكلتك أمك(4) يا طفيل ... إنك لرجل لبيب شاعر ، وما يخفى عليك الحسن من القبيح ، فما يمنعك أن تسمع من الرجل ما يقول ...
فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته ، وإن كان قبيحا تركته . قال الطفيل :
ثم مكثت حتى أنصرف رسول الله إلى بيته ، فتبعته حتى إذا دخل داره دخلت عليه ، فقلت : يا محمد ، إن قومك قد قالوا لي عنك كذا كذا وكذا ، فوالله ما برحوا يخوفونني من أمرك حتى سددت أذنيّ بقطن لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعني شيئا منه ، فوجدته حسنا فاعرض علي أمرك .
فعرض علي أمره ، وقرأ لي سورة الإخلاص والفلق ، فوالله ما سمعت قولا أحسن من قوله ، ولا رأيت أمرا أعدل من أمره .
عند ذلك بسطت يدي له ، وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ودخلت الإسلام .
***
قال الطفيل : ثم أقمت في مكة زمنا تعلمت فيه أمور الإسلام وحفظت فيه ما تيسر لي من القرآن ، ولما عزمت على العودة إلى قومي قلت :
يا رسول الله إني أمرؤ مطاع في عشيرتي ، وأنا راجع اليهم وداعيهم إلى الإسلام ، فأدع الله أن تكون لي آية تكون لي عونا فيما أدعوهم إليه فقال : ( اللهم أجعل له آية ) .
فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت في موضع مشرف على منازلهم وقع نور فيما بين عيني مثل المصباح ، فقلت :
اللهم أجعله في غير وجهي ، فإني أخشى أن يظنوا أنها عقوبة وقعت في وجهي لمفارقة دينهم ...
فتحول النور فوقع في رأس سوطي (5) ، فجعل الناس يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق ، وأنا أهبط إليهم من الثنية (6) فلما نزلت ، أتانى أبي – وكان شيخا كبيرا – فقلت :
إليك عني يا أبت ، فلست منك ولست مني .
قال : ولم يا بني ؟!
قلت : لقد أسلمت وتابعت دين محمد ،
قال : أي بني ، ديني دينك ، فقلت :
اذهب وأغتسل وطهر ثيابك ، ثم تعال حتى أعلمك ما علمت .
فذهب وأغتسل وطهر ثيابة ، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم .
ثم جاءت زوجتي ، فقلت :
فرق بيني وبينك الإسلام ، فقد أسلمت وتابعت دين محمد .
قالت : فديني دينك ، قلت :
فاذهبي فتطهري من ماء ذي الشرى – وذو الشرى صنم لدوس حوله ماء يهبط من الجبل – فقالت :
بأبي أنت وأمي ، أتخشى على الصبية شيئا من ذي الشرى ؟!
فقلت : تبا لك ولذي الشرى ... قلت لك : أذهبي وأغتسلي هناك عن الناس ، وأنا ضـامن لك ألا يفعل هذا الحجر الأصم شيئا .
فذهبت فاغتسلت ، ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت .
ثم دعوت دوسا فأبطؤوا علي إلا أبا هريرة (7) فقد كان أسرع الناس إسلاما .
***
قال الطفيل : فجئت رسول الله بمكة ، ومعي أبو هريرة فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام :
(ما وراءك يا طفيل ؟ )
فقلت : قلوب عليها أكنة(8) وكفر شديد ... لقد غلب على دوس الفسوق والعصيان ...
فقام رسول الله فتوضأ وصلى ورفع يده إلى السماء ، قال أبو هريرة :
فلما رأيته كذلك خفت أن يدعوا على قومي فيهلكوا ...
فقلت : واقوماه ...
لكن الرسول صلوات الله عليه جعل يقول : ( اللهم اهد دوسا ... اللهم اهد دوسا ... اللهم اهد دوسا ... )
ثم التفت إلى الطفيل وقال : ( أرجع إلى قومك وأرفق بهم وادعهم إلى الإسلام ).

قال الطفيل : فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر رسول الله إلى المدينة ، ومضت بدر وأحد والخندق ، فقدمت على النبي ومعي ثمانون بيتا من دوس أسلموا وحسن إسلامهم فسر بنا رسول الله وأسهم(9) لنا مع المسلمين من غنائم خيبر(10) فقلنا :
يا رسول الله : أجعلنا ميمنتك(11) في كل غزوة تغزوها واجعل شعارنا : < مبرور >.
قال الطفيل : ثم لم أزل مع رسول الله حتى فتح الله عليه مكة ، فقلت :
يا رسول الله أبعثني إلى <ذي الكفين> صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه ... فأذن له النبي عليه الصلاة والسلام ؛ فسار إلى الصنم في سرية من قومة .
فلما بلغه ، وهم بإحراقه أجتمع حوله النساء والرجال والأطفال يتربصون(12) به الشر ، وينتظرون أن تصعقه صاعقة إن هو نال <ذا الكفين> بضر .
لكن الطفيل أقبل على الصنم على مشهد من عباده ... وجعل يضرم النار في فؤاده ... وهو يرتجز :
يـا ذا الكفين لست من عبادكا
ميلادنا أقدم من ميلادكا
إني حشوت النار في فؤادكا
وما أن التهمت النار الصنم حتى التهمت معها ما تبقى من الشرك في قبيلة دوس ؛ فأسلم القوم جميعا وحسن إسلامهم .
***
ظل الطفيل بن عمرو الدوسي بعد ذلك ملازما لرسول الله صلوات الله عليه ، حتى قبض النبي إلى جوار ربه .

ولما آلت الخلافة من بعده إلى صاحبه الصديق وضع الطفيل نفسه وسيفه وولده في طاعة خليفة رسول الله .
ولما نشبت حروب الردة نفر(13) الطفيل في طليعة جيش المسلمين لحرب مسيلمة الكذاب ، ومعه ابنه عمرو .
وفيما هو في طريقه إلى اليمامة رأى رؤيا ، فقال لأصحابه :
إني رأيت رؤيا فعبروها لي .
فقالوا : وما رأيت ؟
قال : رأيت أن رأسي قد حلق ، وأن طائرا خرج من فمي ، وأن أمرأة أدخلتني في بطنها ، وأن أبني عمرا جعل يطلبني حثيثا لكنه حيل(14) بيني وبينه .
فقالوا : خيرا ..
فقال : أما أنا – والله - لقد أولتها :
أما حلق رأسي فذلك أنه يقطع ... وأما الطائر الذي خرج من فمي فهو روحي ... وأما المرأة التي أدخلتني في بطنها فهي الأرض تحفر لي فأدفن في جوفها ... وإني لأرجوا أن أقتل شهيدا .
وأما طلب أبني لي فهو يعني أنه يطلب الشهادة التي سأحظى بها – إذا أذن الله – لكنه يدركها فيما بعد .
***
وفي معركة اليمامة أبلى الصحابي الجليل الطفيل ابن عمرو الدوسي أعظم البلاء ، حتى خر صريعا شهيدا على أرض المعركة .
وأما أبنه عمرو فما زال يقاتل حتى أثخنته(15) الجراح وقطعت كفه اليمنى فعاد إلى المدينة مخلفا على أرض المدينة أباه ويده .
***
وفي خلافة عمر بن الخطاب ، دخل عليه عمرو بن الطفيل ، فأتي للفاروق بطعام ، والناس جلوس عنده ، فدعا القوم إلى طعامه ، فتنحى عمرو عنه ، فقال له الفاروق :
مالك ؟! لعلك تأخرت خجلا من يدك ،
قال : أجل(16) يا أمير المؤمنين .
قال : والله لا أذوق هذا الطعام حتى تخلطه بيدك المقطوعة ... والله ما في القوم أحد بعضه في الجنة إلا أنت ، يريد بذلك يده .
***
ظل حلم الشهادة يلوح(17) لعمرو منذ فارق أباه ، فلما كانت معركة اليرموك(18) بادر اليها عمرو مع المبادرين ومازال يقاتل حتى أدرك الشهادة التي مناه بها أبوه .
***
رحم الله الطفيل بن عمرو الدوسي ؛ فهو الشهيد وأبو الشهيد(*)



(1) أريب لبيب: ذكي فطن . (2) تهامة : السهل الساحلي المحاذي للبحر الأحمر .
(3) على غير أهبة : على غير استعداد . (4) أجمعت أمري : عزمت وصممت .
(5) ثكلتك أمك : فقدتك أمك بالموت . (6) السوط: ما يضرب به من جلد مضفور ونحوه .
(7) الثنية : العقبة . (8) انظر سيرته ص 479.
(9) أكنة : ستور تمنعها من رؤية الحق . (10) أسهم لنا : أعطانا سهما .
(11) خيبر : واحة في الحجاز كان يسكنها اليهود. (12) ميمنتك : جناح جيشك الأيمن .
(13) يتربصون به الشر : ينتظرون أن يصيبه الشر. (14) نفر: خرج للقتال .
(15) حيل بيني وبينه : وضع حائل بيني وبينه فلم يدخل معي. (16) أثخنته الجراح: أضعفته وأوهنت قواه.
(17) أجل: نعم (18) يلوح : يتراءى .
(19) معركة اليرموك : أحدى المعارك الفاصلة في التاريخ ، وقعت في السنة الخامسة عشر للهجرة وأنتصر فيها المسلمون على الروم نصرا كبيرا .
(*) للإستزادة من أخبار الطفيل بن عمرو الدوسي انظر :
1- الإصابة (طبعة السعادة) : 3/ 286-288.
2- الاستيعاب (طبعة حيدر آباد ) : 1/211-213.
3- أسد الغابة : 3/45-55.
4- صفة الصفوة : 1/ 245-246.
5- سير أعلام النبلاء : 1/248-250.
6- مختصر تاريخ دمشق : 7/ 59-64.
7- البداية والنهاية : 6/337.
8- شهداء الإسلام : 138- 143.
9- سيرة بطل لمحمد زيدان نشرته الدار السعودية عام 1386هـ .







التوقيع :
سالت شيعي: علي رضي الله عنه فوق الله ام دونه ؟
اجابني : دونه .
قلت له : قال تعالى في كتابه ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )

سمى الله هنا الدعاء شرك

,

"
من مواضيعي في المنتدى
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» لكي تكونـ/ي الماسة ~
»» ماذا ارد على هذا (3) ؟
»» ماذا ارد على هذا ؟
»» ماذا ارد على هذا (2) ؟
 
قديم 30-09-12, 11:18 PM   رقم المشاركة : 5
اخلاق عاليه
عضو نشيط






اخلاق عاليه غير متصل

اخلاق عاليه is on a distinguished road


عبدالله بن حذافة السهمي (1)

< حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبدالله بن حذافة ، وأنا أبدأ بذلك > (عمر بن الخطاب )


بطل قصتنا هذه رجل من الصحابة يدعى عبدالله بن حذافة السهمي .
لقد كان في وسع التاريخ أن يمر بهذا الرجل كما مر بملايين العرب من قبله دون أن يأبه لهم أو يخطروا له على بال .
لكن الإسلام العظيم أتاح لعبدالله بن حذافة السهمي أن يلقى سيدي الدنيا في زمانه : كسرى ملك الفرس ، وقيصر عظيم الروم ، وأن تكون له مع كل منهما قصة ما تزال تعيها ذاكرة الدهر ويرويها لسان التاريخ .
***
أنا قصته مع كسرى ملك الفرس فكانت في السنة السادسة للهجرة حين عزم النبي أن يبعث طائفة من أصحابة بكتب إلى ملوك الأعاجم يدعوهم فيها إلى الإسلام .
ولقد كان الرسول يقدر خطورة هذه المهمة ...
فهؤلاء الرسل سيذهبون إلى بلاد نائية لا عهد لهم بها من قبل ...
وهم يجهلون لغات تلك البلاد ولا يعرفون شيئا عن أمزجة ملوكها ...
ثم إنهم سيدعون هؤلاء الملوك إلى ترك أديانهم ، ومفارقة عزهم وسلطانهم ، والدخول في دين قوم كانوا إلى الأمس القريب من بعض أتباعهم ...
إنها رحلة خطرة ، الذاهب فيها مفقود والعائد منها مولود .
لذا جمع الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه ، وقام فيهم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وتشهد ، ثم قال :
( أما بعد ، فأني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم ، فلا تختلفوا علي كما أختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم )
فقال أصحاب رسول الله : نحن يا رسول الله نؤدي عنك ما تريد فأبعثنا حيث شئت .
***
أنتدب عليه الصلاة والسلام ستة من الصحابة ليحملوا كتبه إلى ملوك العرب والعجم ، وكان أحد هؤلاء الستة عبدالله بن حذافة السهمي ، فقد أختير لحمل رسالة النبي صلوات الله عليه إلى كسرى ملك الفرس .
***
جهز عبدالله بن حذافة راحلته ، وودع صاحبته وولده ، ومضى إلى غايته ترفعه النجاد(1) وتحطه الوهاد(2) ؛ وحيدا فريدا لي معه إلا الله ، حتى بلغ ديار فارس ، فاستأذن بالدخول على ملكها ، وأخبر الحاشية(3) بالرسالة التي يحملها له .
عند ذلك أمر كسرى بإيوانه فزين ، ودعا عظماء فارس لحضور مجلسه فحضروا ، ثم أذن لعبدالله بن حذافة بالدخول عليه .
دخل عبدالله بن حذافة على سيد فارس مشتملا شملته الرقيقة(4) ، مرتديا عبائته الصفيقة ، عليه بساطة الأعراب .
لكنه كان علي الهامة(5) ، مشدود القامة ، تتأجج بين جوانحه(6) عزة الإسلام ، وتتوقد في فؤادة كبرياء الإيمان .
فما إن رآه كسرى مقبلا حتى أومأ إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده فقال :
لا ، إنما أمرني رسول الله أن أدفعه لك يدا بيد وأنا لا أخالف أمرا لرسول الله .
فقال كسرى لرجاله : أتركوه يدنو مني ، فدنا من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده .
ثم دعا كسرى كاتبا عربيا من أهل الحيرة(7) ، وأمره أن يفض(8) الكتاب بين يديه ، وأن يقرأه عليه فإذا فيه :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من أتبع الهدى ... )
فما إن سمع كسرى من الرسالة هذا المقدار حتى أشتعلت نار الغضب في صدره ، فاحمر وجهه ، وانتفخت أوداجه(9) لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بدأ بنفسه ... فجذب الرسالة من يد كاتبه وجعل يمزقها دون أن يعلم ما فيها وهو يصيح : أيكتب لي بهذا ، وهو عبدي ؟!! ثم أمر عبدالله بن حذافة أن يخرج من مجلسه ، فأخرج .
***
خرج عبد الله بن حذافة من مجلس كسرى ، وهو لا يدري ما يفعل الله له ...
أيقتل أم يترك حرا طليقا ؟
لكنه ما لبث أن قال :
والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله ، وركب راحلته وأنطلق .
زلما سكت عن كسرى الغضب ، أمـر بأن يدخل عليه عبدالله ؛ فلم يوجد ...
فالتمسوه فلم يقفوا له على أثر ...
فطلبوه في الطريق إلى جزيرة العرب فوجدوه قد سبق .
فلما قدم عبد الله على النبي أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب ، فما زاد عليه الصلاة والسلام على أن قال :
( مزق الله ملكه ) .
***
أما كسرى فقد كتب إلى "باذان" نائبه على اليمن : أن أبعث إلى هذا الرجل الذي ظهر في الحجاز رجلين جلدين(10) من عندك ، وأمرهما أن يأتياني به ... فبعث "باذان" رجلين من خيرة رجاله إلى رسول الله ، وحملهما رسالة له ، يأمره فيها بأن ينصرف معهما إلى لقاء كسرى دون إبطاء ...
وطلب من الرجلين أن يقفا على خبر النبي عليه الصلاة والسلام ، وأن يستقصيا أمره ، وأن يأتياه بما يقفان عليه من معلومات .
***
خرج الرجلان يغذان السير(11) حتى بلغا الطائف فوجدا رجالا تجارا من قريش ، فسألاهم عن محمد عليه الصلاة والسلام ، فقالوا : هو في يثرب ، ثم مضى التجار إلى مكة فرحين مستبشرين ، وجعلوا يهنئون قريشا ويقولون :
قروا عينا(12) ؛ فإن كسرى تصدى لمحمد وكفاكم شره .
أما الرجلان فيمما(13) وجهيهما شطر(14) المدينة حتى إذا بلغاها لقيا النبي عليه الصلاة والسلام ، ودفعا إليه رسالة "باذان" وقالا له :
إن ملك الملوك كسرى كتب إلى ملكنا " باذان " أن يبعث إليك من يأتيه بك ... وقد أتيناك لتنطلق معنا إليه ، فإن أجبتنا كلمنا كسرى بما ينفعك ويكف أذاه عنك ، وإن أبيت فهو من قد علمت سطوته(15) وبطشه وقدرته على إهلاكك وإهلاك قومك .
فتبسم الرسول عليه الصلاة والسلام وقال لهما : ( ارجعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غدا ) .
فلما غدوا على النبي صلوات الله عليه في اليوم التالي ، قالا له : هل أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى ؟
فقالا لهما النبي :
( لن تلقيا كسرى بعد اليوم ... فلقد قتله الله ؛ حيث سلط عليه ابنه " شيرويه" في ليلة كذا .. من شهر كذا ... ).
فحدقا في وجه النبي ، وبدت الدهشة على وجهيهما ، وقالا :
أتدري ما تقول ؟! أنكتب بذلك " لباذان " ؟! قال : ( نعم ، وقولا له : إن ديني سيبلغ ما وصل إليه ملك كسرى ، وإنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك ، وملكتك على قومك ) .
***
خرج الرجلان من عند الرسول صلوات الله عليه ، وقدما على " باذان " وأخبراه الخبر ، فقال : لئن كان ما قاله محمد فهو نبي ، وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيا ...
فلم يلبث أن قدم على "باذان" كتاب "شيرويه" وفيه يقول :
أما بعد فقد قتلت كسرى ، ولم أقتله إلا إنتقاما لقومنا ، فقد استحل قتل أشرافهم وسبي نسائهم وانتهاب أموالهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن عندك .
فما إن "باذان " كتاب " شيرويه" حتى طرحه جانبا وأعلن دخوله في الإسلام ، وأسلم من كان معه من الفرس في بلاد اليمن .
***
هذه قصة لقاء عبدالله بن حذافة لكسرى ملك الفرس .
فما قصة لقائة لقيصر عظيم الروم ؟






التوقيع :
سالت شيعي: علي رضي الله عنه فوق الله ام دونه ؟
اجابني : دونه .
قلت له : قال تعالى في كتابه ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )

سمى الله هنا الدعاء شرك

,

"
من مواضيعي في المنتدى
»» ماذا ارد على هذا (2) ؟
»» ماذا ارد على هذا (3) ؟
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» لكي تكونـ/ي الماسة ~
»» الجقوا ياشيعة .. الامويين يهدرون دم قاتل علي بن ابي طالب ويطاردونه ^_^
 
قديم 01-10-12, 12:10 AM   رقم المشاركة : 6
سنية مصرية
موقوف






سنية مصرية غير متصل

سنية مصرية is on a distinguished road


بارك الله فيك يا حبيبة

ما أروع وأجمل ما نقلتي لنا .

نفحات عطرة من سيرة الأطهار الأبرار صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

جعله الله في ميزان حسناتك

ولا تحرمينا من إستكمال هذه الإشراقات

متابعة إن شاء الله








 
قديم 01-10-12, 01:07 AM   رقم المشاركة : 7
اخلاق عاليه
عضو نشيط






اخلاق عاليه غير متصل

اخلاق عاليه is on a distinguished road


عبدالله بن حذافة السهمي (2)

سنية مصرية
جزآك الله خيييييييييييييييييييييير ،

تسلمين يآ غآليتنآإ
ربي يوفقك على المتآإبعةة ،


حسنآإ سنكمل ،

قصة لقائة لقيصر عظيم الروم ؟



لقد كان لقاؤه لقيصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت له معه قصة من روائع القصص ...
ففي السنة التاسعة عشر للهجرة بعث عمر بن الخطاب جيشا لحرب الروم فيه عبدالله بن حذافة السهمي ... وكان فيصر عظيم الروم قد تناهت(16) إليه أخبار جند المسلمين وما يتحلون(17) به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس في سبيل الله ورسوله .
فأمر رجاله – إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين – أن يبقوا عليه ، وأن يأتوه به حيا ... وشاء الله أن يقع عبدالله بن حذافة السهمي أسيرا في أيدي الروم ؛ فحملوه إلى مليكهم وقالوا : إن هذا من أصحاب محمد السابقين إلى دينه قد وقع أسيرا في أيدينا ؛ فأتيناك به .

***

نظر ملك الروم إلى عبدالله بن حذافة طويلا ثم بادره قائلا :
إني أعرض عليك أمرا .
قال : وما هو ؟
فقال : أعرض عليك أن تتنصر ... فإن فعلت خليت سبيلك وأكرمت مثواك .
فقال الأسير في أنفة وحزم : هيهات ... إن الموت لأحب إلى ألف مرة مما تدعوني إليه .
فقال قيصر: إني لأراك رجلا شهما ... فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني .
فتبسم الأسير المكبل(18) بقيودة وقال:
والله لو أعطيتني جميع ما تملك ، وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين(19) ما فعلت .
قال : إذاً أقتلك .
قال : أنت وا تريد ، ثم أمر به فصلب ، وقال لقناصته - بالرومية - :
ارموه قريبا من يديه ، وهو يعرض عليه التنصر فأبى .

عند ذلك أمرهم أن يكفوا عنه ، وطلب إليهم أن ينزلوه عن خشبة الصلب ، ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بأسيرين من أسارى المسلمين ، فأمر بأحدهم أن يلقى فيها فألقي ، فإذا لحمه يتفتت . وإذا عظامه تبدوا عارية ...
ثم ألتفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية ، فكان أشد إباء لها من قبل .
فلما يأس منه ؛ أمر به أن يلقى في القدر التي ألقي فيها صاحباه فلما ذُهب به دمعت عيناه ، فقال رجال قيصر لملكهم : إنه قد بكى ...
فظن أنه قد جزع وقال : ردوه إلي .
فلما مثٌل بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها .
فقال : ويحك ، فما الذي أبكاك إذاً ؟!
قال : أبكاني أني قلت في نفسي : تلقى الآن في هذه القدر ، فتذهب نفسك ، وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله .
فقال الطاغية : هل لك أن تقبل رأسي فأخلي عنك ؟
فقال له عبد الله : وعن جميع أسارى المسلمين أيضاً ؟
قال : وعن جميع أسارى المسلمين أيضاً .

قال عبدالله : فقلت في نفسي : عدو من أعداء الله ، أقبل رأسه فيخلي عني وعن أسارى المسلمين جميعاً ، لا ضير في ذلك علي .
ثم دنا منه وقبل رأسه ، فأمر ملك الروم أن يجمعوا له أسارى المسلمين ، وأن يدفعوهم إليه ، فدفعوا له .

***

قدم عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأخبره خبره ؛ فسر به الفاروق أعظم السرور ، ولما نظر إلى الأسرى قال : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة .. وأنا أبدأ بذلك ...
ثم قام وقبل رأسه(*)
____________________________
(1) النجاد : الأماكن العالية . (2) الوهاد : الأماكن المنخفضة .
(2) حاشية الملك : أعوانه . (4) الشملة : كساء يلف على الجسم لفاً .
(5) الصفيقة : الغليظة النسج . (6) الهامة : الرأس.
(7) الجوانح : الأضلاع . (8) الحيرة : منظقة في العرآق بين النجف والكوفة .
(9) فض الكتاب : فتحه . (10) الأوداج : جمع ودج ، وهو عرق في العنق ينتفخ عند الغضب .
(11) جلديين : قويين . (12) يغذان السير : يواصلانه بسرعة .
(13) قروا عينا : أي أفرحوا وأستبشروا . (14) يمما وجهيهما : أتجها .
(15) شطر : ناحية . (16) سطوته : قوته وبأسه .
(17) تناهت إليه : بلغته . (18) يتحلون به : يتصفون به .
(19) المكبل : المقيد . (20) طرفة عين : بمقدار ما تطرف العين .

(*) للإستزادة من أخبار عبدالله بن حذافة أنظر :
1- الإصابة في تمييز الصحابة لأبن حجر : 2/ 287-288 (طبعة مصطفى محمد).
2- السيرة النبوية لأبن هشام ( تحقيق السقا ) الفهارس .
3- حياة الصحابة لمحمد يوسف الكاندهلوي (انظر الفهارس في الجزء الرابع ) .
4- تهذيب التهذيب : 5/ 185.
5- إمتاع الأسماع : 1/ 308 و 444.
6- حسن الصحابة : 305 .
7- المحبر : 77.
8- تاريخ الإسلام للذهبي : 2/88.






التوقيع :
سالت شيعي: علي رضي الله عنه فوق الله ام دونه ؟
اجابني : دونه .
قلت له : قال تعالى في كتابه ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )

سمى الله هنا الدعاء شرك

,

"
من مواضيعي في المنتدى
»» الجقوا ياشيعة .. الامويين يهدرون دم قاتل علي بن ابي طالب ويطاردونه ^_^
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» لـ أصحاب الرسائل السلبية خاصة وللمسلمين عامة
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» ماذا ارد على هذا (3) ؟
 
قديم 01-10-12, 01:12 PM   رقم المشاركة : 8
اخلاق عاليه
عضو نشيط






اخلاق عاليه غير متصل

اخلاق عاليه is on a distinguished road


عمير بن وهب ،

< لقد غدا عمير بن وهب أحب إلي من بعض أبنائي > ( عمر بن الخطاب )


عاد عمير بن وهب الجمحي من بدر ناجياً بنفسه ، لكنه خلف وراءه أبنه " وهبا " أسيراً في أيدي المسلمين .
وقد كان عمير يخشى أن يأخذ المسلمون الفتى بجريرة(1) أبيه ، وأن يسوموه سوء العذاب جزاء ما كان ينزل برسول الله من الأذى ، ولقاء ما كان يُلحق بأصحابه من النكال(2) .
وفي ذات ضحى توجه عمير إلى المسجد للطواف بالكعبة والتبرك بأصنامها ، فوجد صفوان بن أمية جالسا إلى جانب الحِجر ، فأقبل عليه وقال :
عِم صباحا(3) يا سيد قريش .
فقال صفوان : عم صباحا يا أبا وهب ، أجلس نتحدث ساعة فإنما يقطع الوقت بالحديث .
فجلس عمير بإزاء صفوان بن أمية ، وطفق الرجلان يتذاكران بدرا ، ومصابها العظيم ، ويعددان الأسرى الذين وقعوا في أيدي محمد وأصحابه ، ويتفجعان على عظماء قريش ممن قتلتهم سيوف المسلمين وغيبهم القليب(4) في أعماقه.
فتنهد صفوان بن أمية وقال : ليس - والله - في العيش خير بعدهم .
فقال عمير : صدقت والله . ثم سكت قليلا ، وقال : ورب الكعبة لولا ديون علي ليس عندي ما أقضيها به ، وعيال أخشى عليهم الضياع من بعدي ، لمضيت إلى محمد وقتلته ، وحسمت أمره ، وكففت شره ، ثم أتبع يقول بصوت خافت :
وإن في وجود ابني وهب لديهم ما يجعل ذهابي إلى يثرب أمرا لا يثير الشبهات .
***
أغتنم صفوان بن أمية كلام عمير بن وهب ولم يشأ أن يفوت هذه الفرصة ، فالتفت إليه وقال : يا عمير أجعل دينك كله علي ، فأنا أقضيه عنك مهما بلغ ...
وأما عيالك فسأضمهم إلى عيالي ما امتدت بي وبهم الحياة ...
وإن في مالي من الكثرة ما يسعهم جميعا ويكفل لهم العيش الرغيد .
فقال عمير : إذن ، اكتم حديثنا هذا ولا تطلع عليه أحدا .
فقال صفوان : لك ذلك .
***
قام عمير من المسجد ونيران الحقد تتأجج(5) في فؤادة على محمد ، وطفق يعد العدة لإنفاذ ما عزم عليه ، فما كان يخشى أرتياب أحد في سفره ؛ ذلك لأن ذوي الأسرى من القرشيين كانوا يترددون على يثرب سعيا وراء أفتداء أسراهم .
***
أمر عمير بن وهب بسيفه فشحذ وسقي سما ...
ودعا براحلته فأعدت وقدمت له ؛ فأمتطى متنها(6) ...
ويمم وجهه شطر المدينة ، وملء برديه الضغينة(7) والشر .
بلغ عمير المدينة ومضى نحو المسجد يريد رسول الله ، فلما غدا قريبا من بابه أناخ راحلته ونزل عنها .
***
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه - إذ ذاك – جالسا مع بعض الصحابة قريبا من باب المسجد ، يتذاكرون بدرا وما خلفته وراءها من أسرى قريش وقتلاهم ، ويستعيدون صور بطولات المسلمين من المهاجرين والأنصار ، ويذكرون ما أكرمهم الله به من النصر ، وما أراهم في عدوهم من النكاية(8) والخذلان .
فحانت من عمر التفاته فرأى عمير بن وهب ينزل عن راحلته ، ويمضي نحو المسجد متوشحاً سيفه(9) ، فهب مذعورا وقال :
هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ...
والله ما جاء إلا لشر ، لقد ألب(10) المشركين علينا في مكة ، وكان عينا(11) لهم علينا قبيل بدر ... ثم قال لجلسائة :
امضوا إلى رسول الله ، وكونوا حوله ، و أحذروا أن يغدر به هذا الخبيث الماكر .
ثم بادر عمر إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، وقال : يا رسول الله ، هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه ، وما أظنه إلا يريد شراً .
فقال عليه السلام : أدخله علي .
فأقبل الفاروق على عمير بن وهب وأخذ بتلابيبه(12) ، وطوق عنقه بحمالة سيفه(13) ، ومضى به نحو رسول الله .
فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الحال ؛ قال لعمر :
( أطلقه يا عمر ) ، فأطلقه ، ثم قال له : ( استأخر عنه ) ، فتأخر عنه ، ثم توجه إلى عمير بن وهب وقال :
( أدن يا عمير ) ، فدنا وقال : أنعم صباحا ( وهي تحية العرب في الجاهلية ) .
فقال رسول الله : ( لقد أكرمنآ الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ... لقد أكرمنا الله بالسلام ، وهي تحية أهل الجنة ) .
فقال عمير : والله ما أنت ببعيد عن تحيتنا ، وإنك بها لحديث عهد .
فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام : ( وما الذي جاء بك يا عمير ؟! ).
قال : جئت أرجوا فكاك هذا الأسير الذي في أيديكم ، فأحسنوا إلي فيه .
قال : ( فما بال(14) السيف الذي في عنقك ؟! ).
قال : قبخها الله من سيوف ...
وهل أغنت عنا شيئا يوم بدر ؟!!
قال : ( أصدقني ، ما الذي جئت له يا عمير؟ ).
قال : ما جئت إلا لذاك .
قال : ( بل قعدت أنت وصفوان بن أمية عند الحجر ، فتذاكرتما أصحاب القليب من ضرعى قريش ثم قلت :
لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ...
فتحمل لك صفوان بن أمية دينك وعيالك على أن تقتلني ...
والله حائل بينك وبين ذلك ).
فذهل عمير لحظة ، ثم ما لبث أن قال : أشهد أنك لرسول الله .
ثم أردف(15) يقول : لقد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء ، وما ينزل عليك من الوحي ، لكن خبري مع صفوان بن أمية لم يعلم به أحد إلا أنا وهو ...
ووالله لقد أيفنت أنه ما أتاك به إلا الله ...
فالحمد لله الذي ساقني إليك سوقا ، ليهديني إلى الإسلام ... ثم شهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله ، وأسلم .
فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : فقهوا أخاكم في دينه ، وعلموه القرآن ، وأطلقوا أسيره .
***
فرح المسلمون بإسلام عمير بن وهب أشد الفرح ؛ حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لخنزير كان أحب إلى من عمير بن وهب حين قدم على رسول الله ، وهو اليوم أحب إلى من بعض أبنائي .
***
وفيما كان عمير يزكي(16) نفسه بتعاليم الإسلام ، ويترع(17) فؤاده بنور القرآن ، ويحيا أروع أيام حياته وأغناها ، مما أنساه مكة ومن في مكة .
كان صفوان بن أمية يمني نفسه الأماني ، ويمر بأندية قريش فيقول :
أبشروا بنبأ عظيم يأتيكم قريبا فينسيكم وقعة بدر .
***
ثم إنه لما طال الانتظار على صفوان بن أمية ، أخذ القلق يتسرب إلى نفسه شيئا فشيئا ، حتى غدا يتقلب على أحر من الجمر ، وطفق يسائل الركبان عن عمير بن وهب فلا يجد عند أحدا جوابا شافيا ...
إلى أن جاءه راكب فقال : إن عميرا قد أسلم ...
فنزل الخبر عليه نزول الصاعقة ... إذ كان يظن أن عمير بن وهب لا يسلم ولو أسلم جميع من على ظهر الأرض .
***
أما عمير بن وهب فأنه ما كاد يتفقه في دينه ويحفظ ما تيسر له من كلام ربه ، حتى جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال : يا رسول الله ، لقد غبر(18) علي زمان وأنا دائب على إطفاء نور الله ، شديد الأذى لمن كان على دين الإسلام ، وأنا أحب أن تأذن لي بأن أقدم على مكة لأدعوا قريشاً إلى الله ورسوله ، فإن قبلوا مني فنعم ما فعلوا ، وإن أعرضوا عني آذيتهم في دينهم كما كنت أؤذي أصحاب رسول الله .
فأذن له الرسول عليه الصلاة والسلام ، فوافى مكة ، وأتى بيت صفوان بن أمية وقال :
يا صفوان ، إنك لسيد من سادات مكة ، وعاقل من عقلاء قريش ، أفترى أن هذا الذي أنتم عليه من عبادة الأحجار والذبح لها يصح في العقل أن يكون ديناً ؟!
أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
***
ثم طفق عمير يدعوا إلى الله في مكة ، حتى أسلم على يديه خلق كثير .
أجزل الله مثوبة عمير بن وهب ، ونور الله له في قبره(*).


(1) بجريرو أبيه : بذنب أبيه. (2) النكال : الضرر الشديد الذي يجعل المرء عبرة لغيره .
(2) عم صباحا : تحية العرب في الجاهلية . (4) القليب : بئر – دفن فيه قتلى المشركين يوم بدر.
(5) تتأجج : تشتعل وتضطرم . (6) امتطى متنها : ركب ظهرها .
(7) الضغينة : الحقد والكره . (8) النكاية: القهر والإصابة بالقتل والجرح .
(9) متوشحا سيفه : متقلدا سيفه . (10) ألب : أثار .
(11) عينا : جاسوسا . (12) أخذ بتلابيبه: أمسكه من طوق ثوبه مسكة متمكن.
(13) حمالة السيف : ما يعلق به. (14) ما بال السيف : ما خبر السيف .
(15) أردف : أتبع . (16) يزكي نفسه : يطهرها .
(17) يترع : يملأ . (18) عبر : مضى .

(*) للاستزادة من أخبار عمير بن وهب أنظر :
1- حياة الصحابة (الفهارس في الجزء الرابع ).
2- السيرة لأبن هشام بتحقيق السقا (أنظر الفهارس).
3- الإصابة ، الترجمة : 6060.
4- طبقات ابن سعد : 4/146 .






التوقيع :
سالت شيعي: علي رضي الله عنه فوق الله ام دونه ؟
اجابني : دونه .
قلت له : قال تعالى في كتابه ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )

سمى الله هنا الدعاء شرك

,

"
من مواضيعي في المنتدى
»» لـ أصحاب الرسائل السلبية خاصة وللمسلمين عامة
»» ماذا ارد على هذا (2) ؟
»» ماذا ارد على هذا (3) ؟
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» لكي تكونـ/ي الماسة ~
 
قديم 02-10-12, 12:42 AM   رقم المشاركة : 9
اخلاق عاليه
عضو نشيط






اخلاق عاليه غير متصل

اخلاق عاليه is on a distinguished road


البراء بن مالك الأنصاري (1)

< لا تولوا البراء جيشا من جيوش المسلمين مخافة أن يهلك جنده بإقدامه > ( عمر بن الخطاب )


كان أشعث أغبر(1) ضئيل الجسم معروق العظم(2) تقتحمه(3) عين رائية ثم تزور(4) عنه ازورارا .
ولكنه مع ذلك ، قتل مائة من المشركين مبارزة واحده ، عدا عن الذين قتلهم في غمار المعارك مع المحاربين .
إنه الكمي الباسل المقدام الذي كتب الفاروق بشأنه إلى عماله في الأفاق . ألا يولوه على جيش من جيوش المسلمين ، خوفاً من أن يهلكهم بإقدامه .
إنه البراء بن مالك الأنصاري ، أخو أنس بن مالك خادم رسول الله .
ولو رحت أستقصي لك أخبار بطولات البراء بن مالك ، لطال الكلام وضاق المقام ؛ لذا رأيت أن أعرض لك قصة واحدة من قصص بطولاته ، وهي تنبيك(5) عما عداها .
تبدأ هذه القصة منذ وفاة الرسول الكريم والتحاقه بالرفيق الأعلى ، حيث طفقت قبائل العرب تخرج من دين الله أفواجا ، كما دخلت في هذا الدين أفواجا ، حتى لم يبق على الإسلام إلا أهل مكة والمدينة والطائف وجماعات متفرقة هنا وهناك ممن ثبت الله قلوبهم على الإيمان .
***
صمد الصديق رضوان الله عليه ، لهذه الفتنة المدمرة العمياء ، صمود الجبال الراسيات ، وجهز من المهاجرين والأنصار أحدَ عشر جيشا ، وعقد لقادة هذه الجيوش أحدَ عشر لواءً ، ودفع بهم في أرجاء جزيرة العرب ليعيدوا المرتدين إلى سبيل الهدى والحق ، وليحملوا المنحرفين على الجادة(6) بحد السيف.
وكان أقوى المرتدين بأسا ، وأكثرهم عددا ، بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب.
فقد أجتمع لمسيلمة من قومه وحلفائهم أربعون ألفا من أشداء المحاربين .
وكان أكثر هؤلاء قد أتبعوه عصبية(7) له ، لا إيمانا به ، فقد كان بعضهم يقول :
أشهد أن مسيلمة كذاب ، ومحمدا صادق .... لكن كذاب ربيعة(8) أحب ألينا من صادق مضر(4).
***
هزم مسيلمة أول جيش خرج إليه من جيوش المسلمين بقيادة عكرمة بن أبي جهل ورده على أعقابه .
فأرسل له الصديق جيشاً ثانياً بقيادة خالد بن الوليد ، حشد فيه وجوه الصحابة من الأنصار والمهاجرين ، وكان في طليعة هؤلاء وهؤلاء البراء بن مالك الأنصاري ونفر من كماة المسلمين .
***
ألتقى الجيشان على أرض اليمامة في نجد ، فما هو إلا قليل ، حتى رجحت كفة مسيلمة وأصحابه ، وزلزلت الأرض تحت أقدام جنود المسلمين ، وطفقوا يتراجعون عن مواقفهم ، حتى أقتحم أصحاب مسيلمة فسطاط(5) خالد بن الوليد ، واقتلعوه من أصوله ، وكادوا يقتلون زوجته لولا أن أجارها واحد منهم .
عند ذلك شعر المسلمون بالخطر الداهم(6) ، وأدركوا أنهم إن ينهزموا أمام مسيلمة فلن تقوم للإسلام قائمة بعد اليوم ، ولن يعبد الله وحده لا شريك له في جزيرة العرب .
وهب خالد إلى جيشه ، فأعاد تنظيمه ، حيث ميز المهاجرين عن الأنصار ، وميز أبناء البوادي عن هؤلاء وهؤلاء .
وجمع أبناء كل أب تحت راية واحد منهم ، ليعرف بلاء كل فريق في المعركة ، وليعلم من أين يؤتى المسلمون(7) .
***
ودارت بين الفريقين رحى معركة ضروس(8) لم تعرف حروب المسلمين لها نظيرا من قبل ، وثبت قوم مسيلمة في ساحات الوغى ثبات الجبال الراسيات ولم يأبهوا(9) لكثرة ما أصابهم من القتل . وأبدى المسلمون من خوارق البطولات ما لو جمع لكان ملحمة(10) من روائع الملاحم.
فهذا ثابت بن قس(11) حامل لواء الأنصار يتحنظ ويتكفن ويحفر لنفسه حفرة في الأرض ، فينزل فيها إلى نصف ساقيه ، ويبقى ثابتا في موقفه ، يجالد عن راية قومه حتى خر صريعا شهيدا .
وهذا زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ينادي في المسلمين :
أيها الناس عضوا على أضراسكم ، واضربوا في عدوكم وأمضوا قدماً ...
أيها الناس ، والله لا أتكلم بعد هذه الكلمة أبدا حتى يهزم مسيلمة أو ألقى الله ، فأدلي إليه بحجتي ...
ثم كر على القوم فما زال يقاتل حتى قتل .
وهذا سالم مولى أبي حذيفة يحمل راية المهاجرين فيخشى عليه قومه أن يضعف أو يتزعزع ، فقالوا له :
إنا لنخشى أن نؤتى من قبلك ، فقال :
إن أتيتم من قبلي فبئس حامل القران أكون ...
ثم كر على أعداء الله كرة باسلة ، حتى أصيب .
ولكن بطولات هؤلاء جميعا تتضاءل أمام بطولة البراء بن مالك رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
ذلك أن خالدا حينما رأى وطيس(12) المعركة يحمى ويشتد ، التفت إلى البراء بن مالك وقال : إليهم يا فتى الأنصار ...
فالتفت البراء إلى قومه وقال :
يا معشر الأنصار لا يفكرن أحد منكم بالرجوع إلى المدينة ؛ فلا مدينة لكم بعد اليوم ...
وإنما هو الله وحده ... ثم الجنة ...
ثم حمل على المشركين وحملوا معه ، وانبرى يشق الصفوف ، ويعمل السيف في رقاب أعداء الله حتى زلزلت أقدام مسيلمة وأصحابه ،
فلجأو إلى الحديقة التي عرفت في التاريخ بعد ذلك بحديقة الموت ؛


مآإهي حديقةة الموت ولم سميت بذآإلك ... !!
ومآإذآ كآإن دور الصحآإبي الجليل البراء بن مالك فيهآإ ...؟؟،

هذآ مآإ سنقرأه إن شآإء الله في الجزء الثآإني ،



______________________________

(1) أشعث أغبر : متلبد الشعر أغبر الجسم. (2) معروق العظم : مهزول الجسد قليل اللحم.

(3) تقتحمه : تنظر إليه بصعوبة . (4) تزور عنه : تميل عنه .

(5) تنبيك : تخبرك . (6) الجادة : الصراط المستقيم الذي هو الإسلام.

(7) العصبية : شدة أرتباط المرء بعصبيته أو جماعته ونصرتها في الحق والباطل .

(8) كذاب ربيعة : مسيلمة . (9) صادق مضر : محمد .

(10) الفسطاط : الخيمة الكبيرة . (11) الخطر الداهم : الخطر الشديد المفاجئ.

(12) يؤتى المسلمون : من أين يصابون .







التوقيع :
سالت شيعي: علي رضي الله عنه فوق الله ام دونه ؟
اجابني : دونه .
قلت له : قال تعالى في كتابه ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )

سمى الله هنا الدعاء شرك

,

"
من مواضيعي في المنتدى
»» لـ أصحاب الرسائل السلبية خاصة وللمسلمين عامة
»» عذاب القبر ونعيمة عند الاباضية
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» لكي تكونـ/ي الماسة ~
»» ماذا ارد على هذا (3) ؟
 
قديم 02-10-12, 07:33 PM   رقم المشاركة : 10
سنية مصرية
موقوف






سنية مصرية غير متصل

سنية مصرية is on a distinguished road


في إنتظار " حديقة الموت "

وشكرا يا عصفورة على المجهود الجميل

والنهايات الشيقة " غلبتي شهر زاد "







 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
تفريغ ، صور ، الصحابة ، قصص ، كتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "