بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وبعد :
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا ، وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ، يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ، وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ، يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا ، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا )
يعتقد الرافضة في أن هذا الجزء ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) نزل في حق أصحاب الكساء الخمسة فقط وهم المعنيين بالتطهير ، هذا رغم علمهم بأنهم بتروا هذا الجزء من الآية واستأصلوه لكي يثبتوا به طهارة أئمتهم وإثبات عصمتهم . إذ كيف يأمر الله أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعدة أوامر ثم بقدرة قادر يتحول الخطاب إلى الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين ؟! هذا الفهم الأعوج لدى الرافضة يلزمهم بإلزامات كثيرة لا داعي لذكرها الآن .
نصل إلى أن الشيعة يعتقدون بأن هذا الجزء من الآية نزل في حق الخمسة دون غيرهم ولكن في الجزء الأخير من موضوعنا سنجد أن الرافضة يخالفون هذا المبدأ بطريقة هزلية مضحكة .
يقول سيدهم نور الله التستري في كتابة مصائب النواصب ص 20 ( قلنا لكم : وهذه كانت قصته صلى الله عليه وسلم في الغار فبم تدفعون ذلك مع أن فِراره إلى الغار صريح في الخوف كما لا يخفى ، وإن قلتم : إنه صلى الله عليه وسلم قد كان محتاجاً إلى السكينة في كل حال لينتفي عنه الخوف والجزع ولا يتعلقان به في شيء من الأحوال نقضتم ما سلف لكم من الإعتلال وشهدتهم ببطلان مقالكم الذي قدّمناه على أن نصّ التلاوة يدل على خلاف ما ذكرتم وذلك أن الله سبحانه قال ( فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) فأنبا الله تعالى خلقه إن الذي نزلت عليه السكينة هو المؤيد بالملائكة إذ كانت الهاء التي في التأييد تدل على من دلت عليه الهاء التي في نزول السكينة وكانت هاء الكناية من مبتدأ قوله تعالى ( ألا تنصروه فقد نصره الله .. إلى قوله .. وأيده بجنود لم تروها ) عبارة عن مكنّى واحد ولم يجز أن يكون كناية عن اثنين غيرين كما لا يجوز أن يقول القائل لقيتُ زيداً فكلمته فاكرمته فيكون الكلام لزيد والكرامة لعمرو أو خالد أو بكر ، وإذا كان المؤيد بالملائكة رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتفاق الأمة فقد ثبت أن الذي نزلت عليه السكينة هو خاصّة دون صاحبه وهذا مما لا شبهة فيه . )
نجد هنا أن عالمهم التستري لم يجوّز أن يكون الخطاب موجه لزيد ثم يصبح لعمرو أو خالد أو بكر كما ذكر ، وهذا عين ما نتحدث عنه في آية التطهير إذ كيف جوّز الرافضة ومن سلك مسلكهم أن يكون الخطاب في بداية الآيات إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم ثم يصبح موجه للخمسة أصحاب الكساء ؟!!
خلاصة الموضوع
كما أنه لا يجوز أن يتحول الخطاب الرباني في آية الغار كذلك لا يجوز أن يتحول الخطاب الرباني في آية التطهير من نساء النبي إلى أصحاب الكساء حصراً ، فهل عند الرافضة أي اعتراض ؟؟
كتبه \
ما يهزك ريح