القاهرة - (وكالات الأنباء): تظاهر بضع مئات من المصريين امس الجمعة في مناطق عدة من القاهرة احتجاجا على ما يعتبرونه سيطرة لجماعة «الاخوان المسلمين» على الدولة بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي للإخوان.
وافاد مراسلو فرانس برس بأن صدامات وقعت بين متظاهرين مناهضين للرئيس المصري واخرين مؤيدين له. وتبادل الجانبان التراشق بمقذوفات في ميدان التحرير بوسط العاصمة. وأورد التلفزيون الرسمي ان شخصين اصيبا بجروح طفيفة نقلا إلى المستشفى. وطالب المتظاهرون الذين لبوا دعوة منظمات عدة مناهضة للاسلاميين، بحل حركة الاخوان المسلمين والتحقيق في مصادر تمويلها.
كذلك، طالبوا بسحب السلطات التشريعية من مرسي بعدما انتزعها في منتصف اغسطس من المجلس العسكري الذي كان استحوذ عليها منذ حل مجلس الشعب بقرار من المحكمة الدستورية العليا في يونيو. وهتف المتظاهرون «لا اله الا الله والاخوان اعداء الله». وحذرت وزارة الداخلية المصرية يوم الاربعاء الماضي من اي اعمال عنف خلال التظاهرات المعارضة للإخوان ومرسي.
واشار مراسلون إلى ان بضع مئات المصريين شاركوا امس الجمعة في احتجاج بالقاهرة ومدن أخرى ضد الرئيس الاسلامي محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها بعد مرور أقل من شهرين على رئاسته فيما يمثل أول اختبار لشعبية الرئيس الجديد.
لكن عدة جماعات وأحزاب ليبرالية اعتادت أن تنتقد الاخوان المسلمين قالت انها لن تشارك في الاحتجاج. ومن بين من بقوا بعيدا عن المحتجين حركة شباب ٦ ابريل التي قامت بدور في تعبئة الشارع ضد الرئيس السابق حسني مبارك.
وأطاحت انتفاضة شعبية بمبارك يوم ١١ فبراير العام الماضي. واشتبك امس معارضون للرئيس المصري محمد مرسي مع مؤيدين له وتبادلوا الرشق بالحجارة الجمعة في ميدان التحرير بوسط القاهرة.
وقال صحفي من تلفزيون رويترز ان بعض المشاركين في الاشتباكات من الجانبين كانوا يحملون عصيا وتقاذفوا بالحجارة. واستمرت الاشتباكات لفترة وجيزة. وقال شهود عيان ان اصابات طفيفة لحقت بعدة أشخاص ممن شاركوا في الاشتباكات. واضافوا أن طلقات خرطوش اطلقت في الميدان ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن وزارة الصحة أن شخصين أصيبا جراء تلك الطلقات. وكان محتجون من الجانبين تدخلوا في وقت سابق لوقف مناوشات وقعت في الميدان.
ويحاول المحتجون -الذين بلغ عددهم بضعة آلاف بعد ساعات من بدء الاحتجاج- تحدي مرسي في الشارع بعد مرور حوالي شهرين على رئاسته فيما يمثل أول اختبار لشعبيته.
وقالت حركة شباب ٦ ابريل في بيان أصدرته في وقت سابق حول موقفها من الاحتجاج «نختلف كثيرا مع جماعة الاخوان المسلمين في المنهج السياسي وطرق الحل والعقد... ولكن هل كل هذا وأكثر منه يجعلنا نصدر الان حكما بحرق أفراد الجماعة ومقارها ونفيهم من البلاد». وقال أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الاحرار في صفحته على فيسبوك «من يريد اسقاط الاخوان فليسقطهم في الانتخابات». وحزب المصريين الاحرار حزب ليبرالي من أبرز مؤسسيه رجل الاعمال القبطي نجيب ساويرس. وفي ميدان العباسية بشمال شرق القاهرة اندفع محتجون نحو ملتح رأوه قادما اليهم لكن زملاء لهم منعوهم من الاحتكاك به. وخارج مسجد النور الذي يوجد بأحد أطراف الميدان هتف نحو عشرة محتجين «يسقط يسقط حكم المرشد» في اشارة إلى المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع ورد عليهم نحو ٢٠ من مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين بهتافات يقول أحدها «يسقط الفلول» في اشارة إلى بقايا نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في العام الماضي.
كما هتف مؤيدو الاخوان «يسقط العملاء» و«يسقط أبو حامد» في اشارة إلى عضو مجلس الشعب المنحل محمد أبو حامد أحد أبرز الداعين لاحتجاج اليوم ضد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها وانطلق المتجمعون في الميدان في مسيرة وصلت إلى قرب قصر الرئاسة ووقف المشاركون أمام حاجز من الاسلاك الشائكة وقفت أمامه أعداد من قوات الامن المركزي. وانضم اليهم محتجون كانوا قد تجمعوا عند قبر الجندي المجهول وهتف الجميع «الشعب يريد اسقاط الاخوان» وفي مدينة الاسكندرية الساحلية تراشق بضعة محتجين بالالفاظ مع مؤيدين لجماعة الاخوان المسلمين أمام مسجد القائد ابراهيم الذي كان مركز انتفاضة العام الماضي في المدينة.
وشارك عشرات في احتجاجات بمدينتي السويس والاسماعيلية شرقي القاهرة. وفي مدينة المنيا التي تبعد نحو ٢٠٠ كيلومتر جنوبي القاهرة احتج مايكل ماهر غطاس (١٩ عاما) - وهو طالب جامعي مسيحي- بمفرده ضد مرسي وجماعة الاخوان رافعا لافتة كتب عليها عبارة «يسقط.. يسقط حكم المرشد» في ميدان الشهداء. لكن عشرات الشبان من الاخوان الذين سيطروا على الميدان انتزعو اللافتة منه ومزقوها.
ويتهم منظمو احتجاج الأمس الرئيس مرسي بالسعي لاحتكار السلطة بعد أن استعاد سلطات كان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد لنحو ١٨ شهرا بعد الاطاحة بمبارك احتفظ بها لنفسه. وقال محتج في الخمسينيات من العمر مخاطبا نحو ٢٠٠ شخص بميدان التحرير في قلب القاهرة الذي كان مركز الانتفاضة التي أطاحت بمبارك «فوقوا يا مصريين.. مصر مش للاخوان». وأضاف المحتج الذي كان يقف فوق دراجة نارية في الميدان الذي تدفقت فيه حركة المرور «مصر للجميع مش لجماعة واحدة». وبسبب حرارة الصيف الشديدة يرتفع عدد المحتجين عادة في أواخر النهار.
ويطالب منظمو الاحتجاج ومن بينهم السياسي المعارض محمد أبو حامد بالتحقيق في تمويل جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تعرضت للاضطهاد خلال حكم مبارك الذي امتد ٣٠ عاما والتي هيمنت على المشهد السياسي بعد الاطاحة به.
ووصفت صحيفة «المصري اليوم» اليومية المستقلة الاحتجاج في أبرز عناوين صفحتها الاولى امس قبل نزول المحتجين إلى الشوارع بأنه «أول اختبار لمرسي».
وفي ميدان العباسية بشمال القاهرة الذي يوجد بالقرب منه مقر وزارة الدفاع قال موظف حكومي «طنطاوي والاخوان سرقوا الثورة ودمروا مصر». وكان يشير إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع والانتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة الذي أحاله مرسي للتقاعد هذا الشهر.
وقالت تقارير ان محتجين يعتزمون استهداف مقار جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها. وقالت الجماعة والحزب ان أعضاء فيهما يشاركون في حماية المقار.
وشدد أبو حامد لدى وصوله إلى ميدان العباسية على سلمية التظاهر وهتف والمحتجون من ورائه «يسقط يسقط حكم المرشد» في اشارة الى المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين. وقالت الصفحة الداعية للاحتجاج على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ان الاحتجاج سيكون سلميا ولن يكون هناك أي لجوء إلى العنف.
25-08-12, 12:54 PM
العرض العادي
