وعن أبى صالح، قال: لما حضرت عمر الوفاة جمع أهل الشورى - فاجتمع عنده علي صلوات الله عليه وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأناس من المهاجرين والأنصار: - فحمد الله تعالى وأثنى عليه. وقال: إني مفارقكم كالذي فارقكم من قبلي، وإني أسألكم بالله هل تعلمون علي مظلمة أو تباعة لأحد من الناس من المسلمين والمعاهدين ؟ فقالوا جميعا: اللهم، لا. وسكت علي صلوات الله عليه. فقال: ألم تكونوا راضين إلى يومكم هذا ؟ قالوا: نعم. ولم يقل علي عليه السلام شيئا. فنظر إليه عمر، وقال: ما تقول يا أبا الحسن. قال: أقول: غفر الله لي ولك يا عمر أنت إلى رضا من تقدم عليه أحوج منك إلى رضانا، فقال له الزبير بن العوام: يا أبا الحسن، إن في صدر أمير المؤمنين هاجسا، ولم يقبل عليك بالمسألة من بيننا إلا لتسمعه خيرا. فقال علي عليه السلام: إن يكن فيما كان منه إلى خاصة - ما قد عرفت - فقد أحس فيما ولي من أمور العامة، وقد أوصاني خليلي أن تغفر المظلمة في خاصتنا، وأنا أقول كما قال يوسف: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) . قال عمر: ولك يغفر الله، يا أبا الحسن، فقديما كنت سباقا إلى الخير. ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرنا من قبل أن يقبض: إن الله مولى رسوله، وإن رسوله مولى كل مؤمن، وأولى المؤمنين من أنفسهم، وإن علي بن أبي طالب مولى من كان رسول الله صلوات الله عليه وآله مولاه. الغيبة للنعماني ص197 – 198