بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
وضعت ردا على موضوع للاخ جاسمكو وهو مقتبس ايضا من موضوع الاخت حفصة المغربية ,
واحببت ان افرد الرد في موضوع جديد من اجل النقاش وابراز الرد للاخوة الذين يتابعون المواضيع لا الردود , ومن اجل القراء الكرام .
راجيا التصويب والتسديد بارك الله فيكم .
الرد :
ان الردود يجب ان تكون مستوفية الاستقراء اما الجزئي او الكلي .
وحيث انه يصعب الاستقراء الكلي لموضوع معين فيكفي بالاستقراء الجزئي للرد والوصول الى محصلة ونتيجة مقبولة ومقنعة .
والوقف عند الردود يكون من خلال الاضافة لاستقرائات البيانات النصية التي يستدل بها الرافضة وكذلك التي يدلسونها في الاستشهادات .
ومنها نضعها هنا للاستفادة والنقاش ان شاء الله :
1 - يستدل هؤلاء البغاة الفساق الطاعنين بعرض النبي واهل بيته سلام الله عليهم ورضوانه ومنهم عائشة وحفصة امهات المؤمنين , بالاية الكريمة التي تقول :
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [سورة التحريم: آية 10
ويقولون ان الخطاب كان قد نزل في حادثة التحريم من النبي لتقربه من مارية القطبية سلام الله عليها .
فيكون الخطاب قد عني الله به ام المؤمنين عائشة وحفصة , وبهذا دل على كفريهما !
والجواب :
ان هذا ما يسمى بالاستقراء الناقص والاستشهاد الناقص للنصوص والتدليس فيها , واعتماد القران الكريم في مواضع للطعن بامهات المؤمنين واخفاء حقائق ونصوص تنقض ما يذهبون اليه من افتراء وطعن , كما هو حال اليهود والنصارى كانوا يضعون اصابعهم على مواضع في التوراة حتى لاتكشف الحقائق للناس .
فالاية الكريمة التي هي في موضوع تقريع وتهديد وتحذير عنيت كل الكفار ولم تقصد او تحكم بكفر احد , فالله يضرب الامثال للناس كي يتعضوا ويتقوا .
ولو فرضنا ان الله قصد في خطابه امهات المؤمنين عائشة وحفصة (على اساس ان الله ذكر اثنين من الكافرات كانتا تحت نبيين ) وهما التي سببت في نزول السورة او الايات المذكورة . ....
فنقول اذن : فمن قصد الله بالاية التي بعدها وذكر ايضا اثنتين من عباد الله وزوجة لرجل غير صالح واخرى ام نبي ؟
يقول الله سبحانه وتعالى بعد الاية التي يحتج بها الشيعة الفساق :
( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ( 11 ) ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ( 12 ) )
وبهذا يتم الاستقراء الجزئي ويتم الترجيح والفهم والنتيجة من الاستدالال في الايتين , ويسقط احتجاج الشيعة البغاة .
2 - ارجو التصحيح لمسئلة فهم المسلمين لخيانة امرأة نوح ولوط ,
فقد وجدت ان بعضهم يذهب الى ان النبيان كانا قد تزوجا من كافرتين وان الشرع كان يسمح لهم بذلك !
والحقيقة اني لا اريد الاطالة الان في سرد الجواب بشكل مسهب وبالادلة وما استشهد به من نصوص موافقة او معارضة ونخرج بها بنتيجة ترجيحية بعد هذا الاستقراء والبحث , لان المقام هنا لايسمح ,وارتأي الاختصار لاستيعاب الرد ,
فاقول :
1 - مسئلة وادعاء (الشرع) كان يسمح بزواج الكافرة ليس جواب تام . فان الشرع اما ان انه يكون قد سمح بذلك فعليه الدليل ؟
او يكون قد سكت عنه حتى نهى عنه فيما بعد (كحال الخمر وكحال بقاء نكاح الكافرات في اول الاسلام ) . والا فان الشرع لم يسمح بذلك ولم يحلل .
او يكون النبي قد تزوج المرأة وهي كافرة قبل ان يبعث نبيا ولا يعني ان النبي كافر والعياذ بالله , بل انه لم يكن له حكم يوجه به او يلزمه عليه .
(اذهب الى الاحتمال الثاني مع موافقة الاحتمال الثالث وفيه نظر ) .
2 - ان مسئلة الخيانة يجب ان تفسر وتفهم قبل الجواب .
فقول الله ( خانتاهما ) دليل على انهما كانتا مؤمنتين فخانتا فكفرتا .
لان الخيانة لاتكون الا بعد ان تعطي العهد والميثاق لمن ياتمنك على امانة او سر .
فيدل قول الخيانة هنا على ان الخائن كان مؤمن مؤتمن عليه في حفظ العهد والميثاق .
وبهذا يكون كفرهما بخيانتهما العهد والميثاق الذان قطعتهما للنبيين نوح ولوط عليهما السلام .
اكتفي بهذا القول حتى لااشعب الموضوع واطيل الجواب , وانتظر من الاخوة السنة التفكير والتصويب بارك الله فيهم ؟
كما انتظر من الروافض التفكير ايضا والاعتراض بالادلة والمنطق ؟
والله اعلم