كان حري بك أن تكون مهذبا مع أسيادك.. ولكن السياط قد غاب عنك.. فالموضوع كان من انسان حسن النية وليس خبيث النية أسود القلب كحال المجسمة
على كل حال
هي بنا لنعلم كيف تنشأ هذه الصفات التي عطلها جمهور الامة إلا أنتم ..
هل تصحيح الاحاديث (الاحادية) وتضعيفها هو في النهاية أمر ظني قائم على إجتهاد البشر؟
كما هو معلوم عند الكل هو أمر ظني قائم على اجتهادات الحفاظ..
فهل تبنى العقيدة وخصوصا الصفات التي تصف بها الله عز وجل على أمور ظنية؟
إذا كان الامر كذلك هل تعتقد أن صفات الله تثبت وتنفى عند البعض؟
فهناك عالم من علماء الحديث - بعد أن إجتهد وطبق قواعد الحديث من قواعد في السند والمتن - يقول لك أن رواية وضع الله قدمة على جهنم لا تثبت وهناك أخر يقول بل هي صحيحة؟ وهم هنا يثبتون وينفون صفة من صفات الله، فهم هنا انقسموا إلى فريقين بين مثبت وبين نافي لصفة القدم، لان مصدر الصفة تلك الرواية الاحادية وهذا ليس أمرا هينا! فهل صفات الله، محل شك وظن بين من يضيف صفتا لله وبين من ينفي صفة؟
فلو أتيتك بكثير من علماء الحديث من ضعف مثل هذه الروايات.. وبذلك هو ينفي صفة الله التي وردة في تلك الرواية، فهل صفات الله عندكم تنفى تارة وتثبت تارة أخرى؟ وهذا أقرب إلى التلاعب في حق الله عزوجل وصفاته وكماله..
وعلى سبيل المثال
حديث الإستلقاء
(إن الله عز وجل لما قضى خلقه ، استلقى ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى ، ثم قال : لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا)
ابو محمد الخلال الحنبلي ( المتوفى سنة 439 هـ )
قال الفراء الحنبلي « قال أبو محمد الخلال : هذا حديث إسناده كلهم ثقات وهم مع ثقتهم شرط الصحيحين مسلم والبخاري » إبطال التأويلات ج1/ 189 - رقم182
قال ابو يعلى الفراء الحنبلي ( المتوفى سنة 458 هـ ) في كتابه إبطال التأويلات ج1/ ص190
« اعلم أن هذا الخبر يفيد أشياء منها جواز إطلاق الاستلقاء عليه ، لا على وجه الاستراحة ، بل على صفة لا تعقل معناها ، وأن له رجلين كما له يدام وأنه يضع إحداهما على الأخرى على صفة لا نعقلها ، إذ ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته
إبطال التأويلات ج1/ ص190
هنا أبو يعلى الفراء من خلال هذه الرواية الاحادية (بناءا على من صحح الرواية من قبلة) أثبت صفة لله عز وجل وهي وضع إحدى رجليه على الاخرى
ولكن في المقابل نجد أن من جاء بعدهم من الحفاظ من يضعف هذه الرواية ويجعلها رواية موضوعة وبالتالي ينفي صفة الاستلقاء لله عز وجل
قال الألباني في “ السلسلة الضعيفة و الموضوعة “ ( 2 / 177 ) : منكر جدا
قال الألباني: قلت :مع التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله تبارك و تعالى بعد أن فرغ من خلق السموات و الأرض استراح ! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك .و أنا أعتقد أن أصل هذا الحديث من الإسرائيليات)))
فهل ترى كيف التناقض بين الاثبات والنفي
وأبشرك مثل هذا عندكم كثير
ففي قديم الزمان زمن مجسمكم المشهور أبي يعلى =((جواز أن تصف صفة الاستلقاء ووضع الله قدمه على الاخرى))
وفي زمن الالباني انقرضت تلك الصفة من هذه الطائفة.. ربما أكلها الداجن