نفى الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العريفي علمه بالأسباب التي من أجلها قررت السلطات الفرنسية منع دخول عدد من الدعاة المسلمين أجانب إلى أراضيها للمشاركة في مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا في إبريل الجاري مؤكداً أن هناك بعض التقارير ترفع عن بعض الدعاة لا تمثل فكرهم الحقيقي.
وقال الشيخ العريفي بحسب ما أوردته صحيفة المدينة "هناك جمعيات في الخارج ومنها جمعية أنا رأيتها في بلجيكا اسمها ( جمعية المرتدين عن الإسلام) يقوم عليها عدد من الرافضة وهم متخصصون في محاربة المراكز الإسلامية والدعوة إلى الإسلام، وبالتالي لا يسمعون بشيخ يأتي إلى بلجيكا إلا كتبوا فيه وحاولوا منعه وأنا أيضا كتبوا عني، وعندما كنت في بلجيكا قبل ثلاثة أشهر حرصت أن أقابل الجهات المعنية بدخول الدعاة إلى بلجيكا أو عدم دخولهم واقنعتهم بعدد من الأمور في هذا المجال وتفاجأوا بها، فتلك الجمعيات هي جمعيات يهودية ويقوم عليها عدد من الرافضة لحرب كل ما فيه نصرة للإسلام أو دعوة للإسلام".
وبين الدكتور العريفي أن منع الأشخاص من دخول الدول منهج قديم لأنه لم يعد ممكنا منع دخول فكر ذلك الداعية أو ذلك الشخص فهو يستطيع إدخال فكره عن طريق القنوات الفضائية والإنترنت والفيس بوك وتويتر ولذلك فالتصرف الصحيح هو مع من تخشى من فكره ليس استعداءه بل بالمحاورة والمناقشة والتلطف معه، وليس منعه من إلقاء محاضرة يشارك فيها أعداد بالمئات فيما هو لديه برامج يحضرها الملايين .
وأكد الداعية الإسلامي أن الدعاة هم ورثة الأنبياء، لأن الوظيفة التي كلف لها بها الأنبياء هي الدعوة إلى الله تعالى وتعليم الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولذلك كان الأنبياء يمشون في الأسواق للدعوة إلى الله تعالى وبالتالي فإن كل من سار على نهجهم ليس غريبا أن يصيبه ما أصابهم لأن أهل الباطل لا يريدون أن يروا شعائر الإسلام ماثلة بين العباد فهم يريدون نشر المحرمات ومحاربة كل من يدعو الناس إلى الخير.
وشدد الدكتور العريفي على أن كل ما يتعرض له الدعاة يمثل وقودا حقيقيا لأجل المواصلة أكثر والتقدم أكثر موضحا أنه على العكس تماما فإذا لم يتكلم عنك أحد من أعدائك لربما تشك في نفسك وتقول: إن كلامي ربما وافق ما هم عليه فاعتراضهم يدل على أنك تسير على الطريق الصحيح .
وأضاف: إن الداعية إذا كان مقتنعا بالطريق الذي يسلكه ويسير عليه فيرجو وجه الله والدار الآخرة وقد كسب عددا كبيرا من الناس يستمعون إليه ويتأثرون به فلا عليه بعد ذلك بمن قدح فيه مستشهدا بقول الشاعر ..
إذا رضيت عني كرام عشيرتي ... فلا زال غضبان علي لئامها
واشار إلى أن وجود التيار الليبرالي أو العلماني في بلادنا هو أمر يتكرر في كل مكان فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يسير على خيام الحجاج قبل الهجرة النبوية يدعوهم للإسلام فيقول: من يؤويني لأبلغ رسالة ربي فإن قريشا منعتني أن أبلغ رسالة ربي.. وكان وراءه أبوجهل فكان كلما وقف رسول الله وقف أبوجهل يقول: لا تصدقوه هذا كذاب، موضحا أن أبا جهل يمثل تيارا معاديا للإسلام .
وقال الدكتور العريفي: "إن وجود هذه التطاحنات أمر طبيعي جدا مشددا على حرصه الشخصي على أن تكون علاقته حسنة بالجميع لأن ديننا الإسلامي الحنيف دين الإحسان حتى مع الكافر" وأضاف : " إلا أن ردي على أحدهم في خطبة أو كتاب أو نحوه لا يعني أن أعاديهم عداوة شخصية لا والله بل أحب الخير لهم وادعو الله لهم بالهداية وكتبت ذلك مرارا حتى مع أشخاص يعادونني ويتتبعون ويأخذون من كلامي ما يثيرون ويهيّجون به الناس وقلت كثيرا عن هؤلاء : إنني أحب لهم الخير ولو مرضوا لزرتُهم ولو ماتوا لصلّيت عليهم وتصدّقت عنهم ولذلك ليس هناك عداوة شخصية وأسأل الله أن يهديهم جميعا ".
03-04-12, 02:34 PM
العرض العادي
