بشار في اشعار ابن المعتز ...

[مريهان الاحمد]

• بشار في اشعار ابن المعتز
احمد نوفل

مدخل.
الشعر ديوان العرب، وصدق الفاروق، ولأنه كذلك فإنّي أداوم النظر بين الفينة والفينة في دواوين الشعر، وعندي بفضل الله منها الكثير القديم والحديث.
وكنت أقلّب في ديوان ابن المعتز، وهو في نيف وخمسمئة صفحة طبعته دار صادر ببيروت وقبل خمسين سنة ونيف.
أما ابن المعتز فقد عاش في القرن الثالث ومات قبل 1137 سنة بالضبط. لكني فوجئت أنّه يكتب عن بشار الأسد وحكمه وظلمه، فانتزعت بعض قصائده من ديوانه ونقلتها في هذا المقال وفي المقال التالي، وقد يليه ثالث إن شاء الله.
وكنت أحتفظ بالعناوين والمضامين غالباً إلاّ من بعض رتوش لتوضيح الصورة، كما يفعل المصورون، فهو لا يغيّر الصورة، ولكن بعض لمسات تجليها، وهذا ما صنعت.
عسى أن تجدوا في هذه المقتطفات من المطابقات ما وجدت. وإنّما رشح ورجح عندي ابن المعتز رجائي أن يلاقي الرئيس ما لاقى الشاعر، فقد نصب خليفة، ثم خلع وقتل، ودفن بخربة. فإلى المقتطفات:
• يا قَرمطيون:
يا قرمطيون هَلا قام قبلكمُ كمثل ما قام البعث أو تركا. (نصاً وحرفاً) الديوان، ص 352.
• تُقَطّع أعناق أصحابها:
وكم دهي المــــــرءَ من نفســــــــــــه فلا تأكلنَّ بأنيابها
دعوا الأسد تفرس ثم اشبعوا بما تدع الأسد في غابها
قتــــــلنـــــــا "أميــــــــة" في دارهــــــا ونحن أحق بأسلابها. الديوان، ص 30-32.
• سحنة تقدح الشرر:
خبيثة أخلاقه والقلب منه حجر
كأنّما أفعـــــــاله من فعله تعتذر
لم أر وجهاً مثل ذا نجا عليه بشر. ص 106.
• الرئيس الكذّاب:
قف خليلي نســــــــأل لشـــــــــــرّة دارا أو محلاً منها خَلاءً قَفارا
ويناجي "بنات نعش" بذكــــراك إذا الليل ألبس الأرض قارا
وسؤالـــــي عــــــن بلــــــــدة أنت فيها أتلقى من نحوك الأخبارا
ما رأينا شبهاً لشره في الناس فسحقاً لشرّة الأشرارا. ص 204.
(قلت: الشُّرَّة: اسم الدلع للرئيس بشار ولشرشبيل في مسلسل الأطفال.)
• يا ظالم:
يا ظالم الفعل، ومعدوم النظر ويا كئيباً وغضيباً وحجر. ص 205.
• القاسي الكذوب:
والغدر في أثوابه، والضّر في دمه، وحيد القرن في إنكاره
لكنه قاس كذوب وعْدُه قاسي الفؤاد على أُهيْل دياره.
• جائر في حكمه:
يا جائراً في حكمــه وساخطاً في جرمه
وعامــــــــــــــــلاً بظنه وجاهلاً بعلمه
وقاتــــــــــــــــلاً لشعبه ومسرفاً في ظلمه
أضنيته فلم يطق من ضعفه حمل اسمه
• بخيل:
بخيل شقي الشعب به يكد الوعد باللجج.
• وجنود:
وجنـــــــود، رميتهـــــــم بحــــــــــريق يتلظى، إذا أحس بــــــريح
قرّت العين، إذا رأتهم سقوطاً كيسار من الصنيع المليح
(من سيئات الأسد، وهي لا تعدّ، أنّه جعل الشعب يكره جيش البلد، لأنّه لم يعد جيش البلد وإنّما جيش الأسد!)
• الشعب السوري:
قد عجموا عودي، وكنت مراً حراً، إذا لم يك حُرٌّ حراً
لا تأمنوا من بعد حلم شراً كم غصن أخضر صار جمراً
(أرادها الشعب سلمية فأبى الظالمون ببطشهم إلاّ أن يحيلوا الشجر الأخضر ناراً. فلتكن عليهم!)
• موت البُشار:
مات بُشار وعاش شعب وذل مولى، وعزّ عبد
يا أبأس العالمين طراً ما لك من أن تجن بد.
• يا باغي الشر:
راح بُشــــار أو غـــــدا لســــــــت ببــــــــــاق أبدا
كم لك من أحبـــــة ماتوا فصاروا بددا
لا تُخدعن، فإنّما كوالــــــــد مـــــــن وُلدا
من سار كل ساعة أوشــــــــكْ به أن يردا
يا باغي الشـر لنا اردد عن الظلم يدا
لئن غُلبنـــــا عـدداً لقـــــد غَلبنا مــــــددا. ص 157.
• حسيبك الله:
لمتني يا مسيء والذنب ذنبك ويح أمكْ، حسيبُك اللهُ ربُّك
لا تحاول بحصر شعبك قتله قد تولى اليهود قتلهْ، فحسبك. ص 57.
• كيف ابتليت:
كيف ابتليتَ بغدره وبوعده يا أيّها الرجل الشقيّ الخائب
عساك لا تشغل مناك بوعد مَن مِن وعدِه وجد السراب الكاذب. ص 56.
• الحبس الطويل:
شفّعيني يا شُر، في رد نفسي فلقد طال حبس شعبي لديكِ
(قلنا إنّ "شُر" هو ترخيم وتسخيم وتدليع وتقطيع لاسم بشار، "بشدة" إن شاء الله!)
• جائر في حكمه:
خان عهدي وظلم جائر، فيما حكم
أصدق الناس بلا أكذب الناس نعم
قل لمن يحلف لي صادقاً فيما زعم
خـــــــل قلبي هكذا لا تزد قلبيَ هم. ص 395.
• يا بخيلاً:
يا بخيلاً ليس يدري ما الكرم حرّم اللؤم على فيه نعم
حدثوني عنه في العيد بما سرني من يقظة فيما حكم
واستخار الله في عزمته ثم ضحّى بقفاه واحتجم. ص 401.
• الشبّيحة القاتلة:
بشــــــــــار أســــــوأ مــــن حكم تفّا عليـــــــه، كمــا ظلم
لعـــــــب القِلــــــــى بـــــــوعوده فكأنّمـــــــــا كانت حُطَم
ومصرعين من الشعوب على الشوارع والقمم
قتلتـــــــمُ شبيحــــــــة عمداً ولــــم تـــــــــؤخــــــذ بـــــدم
• المجلس النتن:
قد نَتَنَ المجلس مذ جئتنا فكل من مر به يبصق
• قول هراء:
أيا زاعماً أنّ الفضائل حازها أبوه، استمع قولاً يزيل هراكا
كن ابن كليب، إن تشا، وابن كلبة بقتل أبي أشقى الإله أباكا
• يداك جنتا:
ويحك، بل ويبَّك، بل وويكا إن يديك قد جنت عليكا
شراً تعـــــــــــــــــــض دونه كفّيكا فـــــلا تدعني كربة إليكا
ومن كلا أذ************ لا لبيكا
• إياك من الدم:
والله كأن ابن المعتز ما عنى إلاك يا (..)
حين قال تحت هذا العنوان: إياك من دم مثله إياكا. ص 353.
• الحاذق بالمعاصي:
أراك تزيد حذقاً بالمعاصي إذا ما طال في الدنيا مداكا. ص 355.
• سريع إلى الأعداء:
سريع إلى الأعداء، أما لسانه فماضِ، وأما عنقه فطويل. ص 374.
• قرد على فيل:
أقول لما تبدى راكب الفيل وصح ما كان من قال ومن قيل
يزف في القيد محمولاً إلى سقر مقسماً بين تنضيج وتبطيل
انظر إلى حكمة الأقدار في أسد كالقرد شكلاً، وفي قرد على فيل.
• وختاماً:
وما الحكم إلاّ مدة سوف تنقضي وما الجاه إلاّ هالك عند هالك. ص 348.
وإلى حلقة أخرى!