أولا وقبل أن أبداء في الموضوع أريد أن يفهم الجميع إنني لا أقصد من هذا الموضوع ألإستنقاص أو التقليل من حجم الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ففضائله ومناقبه أكثر من أن تعد وتحصى في مجلدات ولكن
لو عدنا للواقع والتاريخ وأقوال وأفعال الصحابه رضي الله عنهم وكذلك صاحب الشأن علي رضي الله عنه وناقشنا أحقيته أوعدم أحقيته للخلافه بعقل وبموضوعيه بعيدا عن العاطفه فستتضح الحقيقه الجليه لكل منصف باحث عن الحق
الرافضه دائما مايقولون إن علي هو المستحق الوحيد للخلافه بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام ويستدلون لإثبات ذلك بالوصيه وكذلك قرابته ومصاهرته للرسول عليه الصلاة والسلام ولا يتكلمون عن ألأجدر والأكفاء
أما القرابه فلم نعرف عن الرسول عليه الصلاة والسلام إنه قال إن الخلافه أو الولايه تكون لإقربائه(نعم أعطاهم الموده والموالاه ولكنه لم يعطهم الولايه) فعندما يعطي الحاكم المزايا والمناصب لإقربائه فهذا أمر ممقوت ومكروه من الحكام العاديين فما بالك بخير خلق الله الذي عمل طوال حياته على ترسيخ مبداء إن إلإنسان بعمله لابنسبه , وإن أكرمكم عند الله أتقاكم, والرسول عليه الصلاة والسلام لم تكن دعوته عائليه أو قبليه وإنما كانت للأمه جمعاء فلا يمكن أن يحصر ألأمر في شخص وهناك من هو أفضل وأكفاء منه (وقد أثبت الصديق ومن بعده خلال فتره خلافتهم إنهم ألأفضل والأكفاء)
فهل يمكن للرسول عليه الصلاة والسلام أن يتركها للأقرب وإن لم يكن ألأجدر ويقطع الطريق على ألأفضل والأكفاء؟
أما المصاهره فالرسول عليه الصلاة والسلام أوضح بجلأ إنه لن ينفع إبنته فما بالك بزوجها والحديث المشهور عنه يوضح ذلك
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة t قال: قام رسول الله r حين أنزل الله {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قال: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ -أو كلمة نحوها- اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةَ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مِالِي لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا".
وهكذا فإن الرسول وضح أن هذه العلاقات لا تقدم ولا تؤخر في فضل المؤمنين، وإن التفاضل بين الناس لا يكون إلا بالتقوى والعمل الصالح والكفاءة وغير ذلك من الأمور المكتسبة، ولا يمكن أن يفضل أحد على أحد بحسب الأشياء التي لا دخل لهم فيها كالنسب، والقرابه ,واللون، وغير ذلك من أمور التفاضل
أما الوصيه التي يستدل بها الرافضه
أولا كل ألأحاديث والروايات التي ذكرت أمر الوصيه وإن الرسول أوصى في مرضه ألأخير لعلي كلها بلا إسثناء موضوعه ومكذوبه وأنا هنا أتحداهم أن يأتونا بحديث أو روايه صحيحة السند للوصيه
ثانيا لو إفترضنا على سبيل ألإفتراض فقط وجود وصيه فهل يمكن لجيل كامل من المهاجرين والأنصار ممن أشاد الله ورسوله بهم وكذلك القرشيين بل ومن بني هاشم أنفسهم أن ينكرو هذه الوصيه ولماذا ينكرونها وماهي مصلحتهم في إنكارها وماهي مصلحتهم في ترجيح أبابكر , ولماذا لم يذكر أو يشر أو يلمح أحد من الموجودين في سقيفة بني ساعده وخارجها لهذه الوصيه
ثالثا صاحب الشأن نفسه وهو علي رضي الله عنه هل كان يعلم بالوصيه ولو كان يعلم هل يمكن له أن يخالف الشرع وأن يأثم ويكتمها لأننا لم نسمعه يوما وقف وقال إن الوصيه له من الرسول عليه الصلاة والسلام بل إنه هو نفسه أنكر الوصيه وأنكر إن الرسول إستخلف أو أوصى لأحد من بعده
رابعا فاطمه رضي الله عنها كانت قريبه من النبي عليه الصلاة والسلام وقت وفاته فلماذا لم تذكر هذه الوصيه وكيف لها أن تطالب بأمر خاص وهو فدك وتترك وتكتم أمر الوصيه وهو أمر يهم ألإسلام والأمه أليس في ذلك إسائه كبيره لها فالوصيه إذا لاوجود لها ولا أساس
من كان ألأجدر والأكفاء لقيادة المسلمين
يجب أن لاننسى شيء هام وهو إن ألأمه كانت في شده وكرب بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام فهل يمكن أن تكون هناك وصيه لرجل يكرهه العرب (كماتقولون أنتم)وهو حديث السن فعمره كان حوالي 31عام ولايستطيع أن يوحد ويجمع كلمة المسلمين في تلك الظروف الصعبه في حين إن هنالك من هو ألأجدر والأفضل لقيادة المسلمين(والأيام أثبتت ذلك)
ولو قارنا في فترة حكم الشيخين وفترة حكم علي رضي الله عن الجميع لوجدنا الكفه تميل بوضوح لصالح الشيخين فقد كانت فترة حكمهما فتره إزدهر فيها الدين وثبت. وفي هذه الفتره تم القضاء على المرتدين وأنتشرت الفتوحات ألإسلاميه في طول ألأرض وعرضها وكان المسلمين إخوان لاتعرف الفتنه إليهم سبيلا
وماحصل خلال فترة حكم علي رضي الله عنه هو العكس فقد توقفت الفتوحات وتقاتل المسلمون فيما بينهم ودخلت الفتنه إلى بيوتهم فتخيلو معي لو جرت هذه ألإمور بعد وفاة النبي مباشره مالذي كان سيجري للإسلام والمسلمين ألن تكون ضربه قاصمه للدين
فمن كان ألأجدر والأكفاء لقيادة المسلمين سؤال لكل منصف