1 - المسؤولية الدينية :
لقد كان الواجب الديني يحتم عليه القيام بوجه الحكم الاموي الذي استحل حرمات الله , ونكث عهوده وخالف سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله ).
2 - المسؤولية الاجتماعية :
وكان الإمام(عليه السلام )بحكم مركزه الاجتماعي مسؤولا أمام الأمة عما منيت به من الظلم والاضطهاد من قبل الامويين , ومن هو أولى بحمايتها ورد الاعتداء عنها من غيره .
فنهض(عليه السلام )بأعباء هذه المسؤولية الكبرى , وأدى رسالته بأمانة واخلاص , وضحى بنفسه وأهل بيته وأصحابه ليعيد عدالة الاسلام وحكم القران .
3 - إقامة الحجة عليه :
وقامت الحجة على الإمام لإعلان الجهاد , ومحاربة قوى البغي والإلحاد , فقد تواترت عليه الرسائل والوفود من أهل الكوفة , وكانت تحمله المسؤولية أمام الله إن لم يستجب لدعواتهم الملحة لإنقاذهم من ظلم الامويين وبغيهم .
4 - حماية الاسلام :
من الاسباب التي ثار من أجله(عليه السلام )هي حماية الاسلام من خطر الحكم الاموي الذي جهد على محوه , وقلع جذوره , فقد أعلن يزيد وهو على كرسي الخلافة الاسلامية الكفر والالحاد بقوله :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر * جاء ولا وحي نزل
وكشف هذا الشعر عن العقيدة الجاهلية التي كان يدين بها يزيد فهو لم يؤمن بوحي ولا كتاب , ولا جنة ولا نار , وبلغ به الاستهتار إلى الاعلان عن كفرياته واستهزائه بالاسلام .
5 - صيانة الخلافة :
من المع الأسباب التي ثار من أجله(عليه السلام )تطهير الخلافة الاسلامية ـ التي هي لأهل البيت (ع) من قبل الله ـ من أرجاس الامويين الذين نزوا عليها بغير حق .
وقد رأى الإمام(عليه السلام )أن مركز جده قد صار الى سكير مستهتر لا يعي إلا شهواته ورغباته , فثار ليعيد للخلافة الاسلامية كيانها المشرق وماضيها الزاهر .
6 - تحرير إرادة الامة :
ولم تملك الامة في عهد يزيد إرادتها واختياره , فقد كبلت بقيود ثقيلة سدت في وجهها منافذ النور والوعي , وحيل بينها وبين ارادتها .
لقد هب الإمام إلى ساحات الجهاد والفداء , ليطعم المسلمين بروح العزة والكرامة , فكان مقتله(عليه السلام )نقطة تحول في تاريخ المسلمين وحياتهم .
7 - تحرير اقتصاد الامة :
انهار اقتصاد الامة الذي هو شرايين حياتها الاجتماعية والفردية , فقد عمد الأمويون بشكل سافر الى نهب الخزينة المركزية , وقد أعلن معاوية أمام المسلمين أن المال مال الله , وليس مال المسلمين فهو أحق به .
فقد ثار(عليه السلام )ليحمي اقتصاد الامة , ويعيد توازن حياتها المعاشية .
8 - المظالم الاجتماعية :
انتشرت المظالم الاجتماعية في أنحاء البلاد الاسلامية , فلم يعد قطر من الاقطار إلا وهو يعج بالظلم والاضطهاد من جورهم .
فهب الإمام(عليه السلام )في ميادين الجهاد ليفتح للمسلمين أبواب العزة والكرامة , ويحطم عنهم ذلك الكابوس المظلم .
9 - المظالم الهائلة على الشيعة :
لقد كانت الاجراءات القاسية التي اتخذها الحكم الاموي ضد الشيعة من أسباب ثورته(عليه السلام ) , فهب لانقاذهم من واقعهم المرير , وحمايتهم من الجور والظلم .
10 - محو ذكر أهل البيت :
ومن ألمع الاسباب التي ثار من أجله(عليه السلام )هو أن الحكم الاموي قد جهد على محو ذكر أهل البيت(عليه السلام ) , واستئصال مآثرهم ومناقبهم , وقد استخذم معاوية في هذا السبيل أخبث الوسائل .
وكان(عليه السلام )يود أن الموت قد وافاه , ولا يسمع سب أبيه على المنابر والمآذن .
11 - تدمير القيم الاسلامية :
وعمد الامويون إلى تدمير القيم الاسلامية , فلم يعد لها أي ظل على واقع الحياة الاسلامية .
12 - انهيار المجتمع :
انهار المجتمع في عصر الامويين , وتحلل من جميع القيم الاسلامية .
وثار(عليه السلام )ليقضي على التذبذب والانحراف الذي منيت به الامة .
13 - الدفاع عن حقوقه :
وانبرى الإمام(عليه السلام )للجهاد دفاعا عن حقوقه التي نهبها الامويون واغتصبوه , وأهمه:الخلافة , وهو الخليفة الشرعي بمقتضى معاهدة الصلح التي تم الاتفاق عليها ـ فضلاً عن كونه الخليفة الحقيقي من قبل الله , وعلى هذا فلم تكن بيعة يزيد شرعية , فلم يخرج الإمام(عليه السلام )على إمام من أئمة المسلمين , كما يذهب لذلك بعض ذوي النزعات الاموية , وإنما خرج على ظالم مغتصب لحقه .
14 - الامر بالمعروف :
ومن أوكد الاسباب التي ثار من أجله(عليه السلام) إقامة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فانهما من مقومات هذا الدين , والإمام بالدرجة الاولى مسؤول عنهما .
وقد أدلى(عليه السلام )بذلك في وصيته لاخيه ابن الحنفية , التي أعلن فيها عن اسباب خروجه على يزيد , فقال :(إني لم اخرج أشر , ولا بطر , ولا ظالم , ولا مفسد , وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي , أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ).
15 - إماتة البدع :
وعمد الحكم الاموي إلى نشر البدع بين المسلمين , التي لم يقصد منها إلا محق الاسلام , والحاق الهزيمة به , وقد أشار(عليه السلام )إلى ذلك في رسالته التي بعثها لأهل البصرة:فان السنة قد اميتت والبدعة قد احييت .
لقد ثار(عليه السلام )ليقضي على البدع الجاهلية التي تبناها الامويون , ويحيي سنة جده التي اماتوه , ونشر راية الاسلام .
16 - العهد النبوي :
واستشف النبي(صلى الله عليه وآله )من وراء الغيب ما يمنى به الاسلام من الاخطار الهائلة على أيدي الامويين , وانه لا يمكن بأي حال تجديد رسالته وتخليد مبادئه إلا بتضحية ولده الحسين(عليه السلام ) , فعهد إليه بالتضحية والفداء , وقد أدلى الحسين بذلك حينما عدله المشفقون عليه من الخروج الى العراق فقال(عليه السلام )لهم:أمرني رسول الله بأمر وأنا ماض إليه .
17 - العزة والكرامة :
ومن أوثق الاسباب التي ثار من أجله(عليه السلام )هي العزة والكرامة , فقد أراد الامويون إرغامه على الذل والخنوع , فأبى إلا أن يعيش عزيز , وقد أعلن ذلك يوم الطف بقوله:(( ألا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة , وهيهات منا الذلٌة , يأبى الله لنا ذلك ورسوله , ونفوس أبية , وانوف حمية , من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ... )) .
18 - غدر الامويين وفتكهم :
وأيقن(عليه السلام )أن الامويين لا يتركونه , ولا تكف أيديهم عن الغدر والفتك به حتى لو سالمهم وبايعهم , وقد أعلن ذلك لأخيه محمد بن الحنفية:(( لو دخلت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني )) .
فاختار(عليه السلام )أن يعلن الحرب ويموت ميتة كريمة تهز عروشهم وتقضي على جبروتهم وطغيانهم .
هذه بعض الأسباب التي حفٌزت الإمام الحسين(عليه السلام )إلى الثورة على حكم يزيد .