إلى..
النخبة العاملة في الأمة..
من العلماء والدعاة والقيادات السياسية والعسكرية والثقافية والعشائرية وغيرها
الذين أدركوا حقيقة خطر الشيعة
ويسعون جدياً في مواجهة هذا الخطر
لا تبددوا طاقاتكم في تجربة المجرَّب
والسعي وراء ما لا طائل تحته
من..
الأفكار التقليدية..
والأساليب القديمة غير المجدية
أيها العاملون ..!
وحتى أختصر لكم الطريق
فقد قمت بتشخيص الداء.. وتوصيف الدواء
لقد كنت أقلب البصر في أنحاء هذا الواقع ...
وأنا أفتش عن السر الكامن وراء ذلك الحقد الطائفي والممارسات المتخلفة المؤذية
الوقاحة الصفيقة في التعامل مع (الآخر)،
مع انعدام الإحساس بقيمته وقيمه ومشاعره،
وإسقاط النواقص الذاتية عليه؟
لماذا هذا العداء الوحشي الذي يلبس لبوس الدين؟
ومصادرة حق الآخر في العيش أو التعايش؟
والسعي الحثيث في محاولة تهميشه وإلغائه من الوجود بشتى الطرق:
اتهامه والوقيعة به، أو مطاردته واعتقاله وتعذيبه إلى حدود - وبأساليب - لا يبلغها العقل الإنساني!
أو اغتياله وتصفيته جسدياً بكل الوسائل الممكنة...؟
لماذا هذه اللعنات التي تصب على تاريخنا ورموزنا علناً وعلى رؤوس الأشهاد؟!
لماذا هذا التخريب والحركات الغوغائية المدمرة للذات وللغير؟
والعمالة المتكررة للغازي الأجنبي؟
ما هذا الفساد الخلقي الذي يمارس باسم الدين أو بلا اسم،
والذي يتركز ويزداد كلما اقتربت من الحوزات والمؤسسات أو المعالم والرموز الدينية؟
ما هذا الكذب السمج والنفاق والتظاهر بغير الباطن بلا مبرر من إكراه ونحوه؟
وهذا اللؤم وإنكار الجميل وتوجيه الأذى للمحسن أولاً وقبل غيره?
ما هذه الرايات السود التي تواصل التقدم من الشرق وبلا انقطاع منذ فجر التاريخ في أور سومر وإلى بغداد الأمس واليوم؟
وهذه الحروب التي لا تنتهي؟
ما هذا اللطم والنواح والتطبير وجلد الذات؟
وهذه الذلة والمسكنة والتباكي ودعوى الاضطهاد والمظلومية والمحرومية
أهي محرومية حقيقية؟
أم هي محرومية نفس جدباء لا تنبت كلأً ولا تمسك مطراً ؟
وأتلفت حولي وأنا أسأل وأتساءل، وأبحث وأبحث.. وشيئاً فشيئاً صارت تتكشف لي الحقيقة.
ومع الرصد والتنقيب والتحليل،
وتخزين الملاحظات وتسجيلها، وفحصها واختبارها،
وتجميع النتائج وتركيبها لاستخلاص القواعد والأسس وتطبيقها على المفردات والجزئيات -
ظهرت لي الحقيقة جلية. فإذا أنا أكتشف أن (التشيع عقدة وليس عقيدة).
وما كان أعجب تلك اللحظة التي اكتشفت فيها هذه الحقيقة!
وقد جاءتني عفواً على لسان أحد الأصدقاء، فكدت أصيح لحظتها
قائلاً: وجدتها..! وجدتها..!
هذه هي الحقيقة المفقودة..!
وهذا هو التشخيص المطلوب..!
وإن هذا التشخيص ضروري كل الضرورة لعلاج المشكلة،
وغيابه عن ذاكرة المهتمين بها هو السبب وراء فشل جميع المحاولات العلاجية،
أو تأخرها في إحداث الأثر المطلوب، بصرف النظر عن درجة الفشل: أهي قريبة من الصفر؟
أم تحوم تحت عتبة النجاح.
نواصل مع الدكتور طه الدليمي بعد الصلاة