تابع ،،
ثم لا يكتفي الرافضي الخبيث بهذه المطاعن فقط بل يواصل خبثه إذ يقول [ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يرفع من شأن أخيه علي رضي الله عنه فيما يحط من شأن أبيها فينتصر لعلي رضي الله عنه وتعصب له إذا ما مس بشطر كلمة فيقول : ما بال أقوام ينتقصون عليا؟! من تنقص عليا فقد تنقصني ومن فارق عليا فقد فارقني إن عليا مني وأنا منه خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم وأنا أفضل من إبراهيم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) ثم لا يكتفي بذلك حتى يؤكد نصبه وليا لأمر هذه الأمة بعده قائلاً ( إنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي )]
قلتُ :والحديث الأول رواه الطبراني في الأوسط،- وعلق عليه الهيثمي وقال - فيه جماعة لم أعرفهم، وحسين الأشقر ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان.
وحديث (إنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي ) فنقول : احتج الشيعة بقوله -صلى الله عليه وسلم- " إن عليا مني وأنا منه " على أن عليا -رضي الله عنه- أفضل من سائر الصحابة -رضي الله عنهم- زعما منهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعل عليا من نفسه حيث قال : " إن عليا مني " ولم يقل هذا القول في غير علي . قلت : زعمهم هذا باطل جدا فإنه ليس معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- " إن عليا مني " أنه جعله من نفسه حقيقة ، بل معناه هو ما قد عرفت آنفا ، وأما قولهم : لم يقل هذا القول في غير علي فباطل أيضا فإنه -صلى الله عليه وسلم- قد قال هذا القول في شأن جليبيب -رضي الله تعالى عنه- ففي حديث أبي برزة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في مغزى له فأفاء الله عليه فقال لأصحابه : " هل تفقدون من أحد " ؟ قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا الحديث ، وفيه قال : " لكني أفقد جليبيبا فاطلبوه " فطلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه . فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فوقف عليه فقال : " قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه " ورواه مسلم ، وقال -صلى الله عليه وسلم- هذا القول في شأن الأشعريين . ففي حديث أبي موسى قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو ، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم " . رواه مسلم . وقال -صلى الله عليه وسلم- هذا القول في شأن بني ناجية ، ففي حديث سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لبني ناجية : " أنا منهم وهم مني " . رواه أحمد في مسنده " وهو ولي كل مؤمن من بعدي " كذا في بعض النسخ بزيادة من ، ووقع في بعضها بعدي بحذف من وكذا وقع في رواية أحمد في مسنده ، وقد استدل به الشيعة على أن عليا -رضي الله عنه- كان خليفة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غير فصل ، واستدلالهم به عن هذا باطل فإن مداره عن صحة زيادة لفظ بعدي وكونها صحيحة محفوظة قابلة للاحتجاج ، والأمر ليس كذلك فإنها قد تفرد بها جعفر بن سليمان وهو شيعي بل هو غال في التشيع ، قال في تهذيب التهذيب : قال الدوري : كان جعفر إذا ذكر معاوية شتمه وإذا ذكر عليا قعد يبكي ، وقال ابن حبان في كتاب الثقات : حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن أبي كامل حدثنا جرير بن يزيد بن هارون بين يدي أبيه قال : بعثني أبي إلى جعفر ، فقلت : بلغنا أنك تسب أبا بكر وعمر ؟ قال : أما السب فلا ولكن البغض ما شئت فإذا هو رافضي الحمار . انتهى فسبه أبا بكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما- ينادي بأعلى نداء أنه كان غاليا في التشيع ، لكن قال ابن عدي عن زكرياء الساجي : وأما الحكاية التي حكيت عنه فإنما عنى به جارين كانا له قد تأذى بهما يكنى أحدهما : أبا بكر ، ويسمى الآخر عمر فسئل عنهما فقال : أما السب فلا ولكن بغضا ما لك ولم يعن به الشيخين ، أو كما قال . انتهى . فإن كان كلام ابن عدي هذا صحيحا فغلوه منتف ، وإلا فهو ظاهر ، وأما كونه شيعيا فهو بالاتفاق ، قال في التقريب : جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري صدوق زاهد لكنه كان يتشيع . انتهى ، وكذا في الميزان وغيره ، وظاهر أن قوله بعدي في هذا الحديث مما يقوى به معتقد الشيعة وقد تقرر في مقره أن المبتدع إذا روى شيئا يقوي به بدعته فهو مردود ، قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في مقدمته : والمختار أنه إن كان داعيا إلى بدعته ومروجا له رد وإن لم يكن كذلك قبل إلا أن يروي شيئا يقوي به بدعته فهو مردود قطعا . انتهى . تحفة الأحوذي للمباركفوري [ ص: 146 ]
ثم يقول الرافضي [ ومن هنا بدأت قصة اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقل نظام الحكم من بعده وتزوير أوامره وتحريف تعاليمه وكان للحميراء رضي الله عنها في هذه القصة المؤلمة دور أساس ومحوري ]
وهذا مبحثنا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
كتبه /
ما يهزك ريح