أيا جيل ابتداعٍ شرُّ جيـــــــل لقد جئتم بأمــــر مستــحيـــــــــــل
أفي القرآن قال لكم إلهي كلوا مثل البهائم وارقصوا لي!
وعليه؛ فإن الشرع الحكيم لم يلزم العباد حالًا تخرج بهم إلى ما لا ترضاه السجايا السليمة والفطر القويمة فضلًا عن أن يخرج بهم إلى عادات تشبه أفعال الحمقى والمجانين بحيث يكون هذا لهم دينًا يدينون به الله سبحانه وعز وجل، بل الذكر عبادة بل من أجل العبادات فلا يتناسب معها إلا ما يتناسب مع سائرها من لزوم الوقار والخشوع وحضور القلب.
ورحم الله القائل:
ومن شروط الذكر أن لا يُسقطا بعضَ حروفِ الاسمِ أو يُفرِّطا
في البعض من مناسك الشـريعة عمدًا فتلك بدعةٌ شـــنيعة
والرقص والصُّراخ والتصـفيقُ عمدًا بذكر الله لا يلـــيق
وإنما المطلوب في الأذكــار الذكرُ بالخشوع والـــوقار)[23]
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "مجموع فتاواه": (ذكر الله تعالى عبادة يتقرب بها إليه فيجب التمشي فيها على ما شرعه الله عز وجل؛ ولا يتم ذلك إلا بالإخلاص لله تعالى، والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلك تتحقق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؛ ولا يكون الاتباع إلا إذا كانت العبادة مبنية على الشرع في سببها، وجنسها، وقدرها، وكيفيتها، وزمانها، ومكانها)[24].
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى": (الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن مستحب إذ لم يتخذ ذلك عادةً راتبة، كالاجتماعات المشروعة، ولا اقترن به بدعة منكرة)[25].
[1] رواه أحمد في مسنده، (11653)، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند: إسناده ضعيف.
[2] رواه ابن حبان في صحيحه، (817).
[3] رواه الحاكم في المستدرك، (1839).
[4] رواه البيهقي في شعب الإيمان، (523).
[5] رواه أحمد في مسنده، (11674).
[6] رواه عبد بن حميد، (923).
[7] رواه أبو يعلى في مسنده، (1376).
[8] تاريخ دمشق، ابن عساكر، (17/223).
[9] المصدر السابق، (17/223-224)، وانظر: المغني في الضعفاء، الذهبي، (2039).
[10] الكامل في ضعفاء الرجال، ابن عدي، (4/15).
[11] المصدر السابق، (4/16).
[12] السلسة الضعيفة، الألباني، (7042).
[13] فيض القدير، المناوي، (2/84).
[14]رواه الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء فى فضل الذكر، (3375).
[15] رواه ابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الذكر، (3793).
[16] رواه أحمد في مسنده، (17680).
[17] الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية، يوسف خطَّار محمد، ص(182).
[18]المصدر السابق، ص(223).
[19] الاعتصام، الشاطبي، (1/342).
[20] متفق عليه، رواه البخاري، كتاب الجهاد، باب ما يكره من رفع الصوت فى التكبير ، (2992)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، (7037).
[21] فتح القدير، المناوي، (2/84).
[22]المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي، عبد الله بن الصديق الغماري، (2/164).
[23]السلسة الضعيفة، الألباني، (7042).
[24] مجموع الفتاوى، ابن عثيمين، (2/321).
[25] الفتاوى الكبري، ابن تيمية، (1/53).