ان الحمد لله نحمده ونستعينه و نستهديه و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
اما بعد :
قال تعالى (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ )
فمن هذا المنطلق وجب علينا ان نؤمن بجميع ما في القرآن محكمه و متشابهه و أن نجعل المحكم من الايات هي القاعدة التي نستند عليها في تبيين و توضيح المتشابه .
..
سوف نسلّط الضوء إن شاء الله على ( المتعة ) من الناحيتين القرآنية و العقلية .؟
..
الدليل المستند عليه في تحليل المتعة من القرآن :
( فَمَا ٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَـئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ )
هل هذه الاية متشابهة ام محكمة ؟
من له ذرة من عقل سيقول ان الاية متشابهة لعدة امور ابرزها :
1- انها أتت بعد ايات تحريم النكاح إذناً من الله بالنكاح على أسس شرعية .
2- انها تحتمل اكثر من معنى لذلك شُق الصدع بين اهل السنة و الشيعة .
هل سيكون التحليل و التحريم على ايات متشابهة ؟ كلا , إذن ما العمل ؟
من البديهي اننا نحتاج الى اية محكمة لتكون هي الاساس الذي نرتكز عليه في تفسير الايات المتشابهة لأنه كما هو معلوم ان القرآن يفسر بعضه بعضا
قال تعالى ( فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ )
امر الله في شطر هذه الاية ان يكون النكاح بأذن أهل الفتاة , و كما هو المعروف ان المتعة تحل للمطلقة و الأرملة بدون أذن ولي امرها . وهذا تعارض صريح مع القرآن
و قال تعالى ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )
حدد الله نوعين اثنين من النكاح وهما :
1- نكاح الرجل لزوجته .
2- نكاح الرجل لمُلك يمينه .
فهل المتمتعة تعتبر زوجة او ملك يمين ؟
الجواب : انها ليست زوجة ؛ لأنها لا يسعها ما يسع الزوجة من الميراث و النفقة و لا يرتفع نكاحها بطلاق و لا يشترط أذن ولي الامر للمطلقة و الأرملة .
كما انها ليست بملك يمين ؛ لأنها ليست مملوكة لسيدها لا عن طريق إرث ولا عن طريق سبي .
فما هو موقعها من الاعراب ؟
قد يقول قائل هي بمنزلة الأمه - اي المملوكة - و هذا القول باطل من الناحية العقلية كقول احدهم ( الخال بمنزلة الوالد ) فهل يترتب على هذه المنزلة ان ينكح اخته ؛ كلا انمها هي ميزة تميّز بها الخال عن سائر الاقارب .
..
و قد يقول قائل بأنها تكون حرّة ثم بعد الاتفاق على التمتع تكون كالأمة -اي المملوكة- ثم بعد انتهاء المدة المتفق عليها تعود حرة كما كانت .
و هذا الرد متهالك اكثر من سابقه لأن كل ذا عقل لن يستسيغ مثل هذا القول , كما انه لو مات عنها زوجها من المتعة فهل تبقى بمنزلة المملوكة حتى ينتهي الأجل المتفق عليه بينهما , فهل سينتقل عقد المتعة الى الابن كما تنتقل المملوكة الى الابن في حالة وفاة الاب ؛ طبعا الجواب لا .
..
سؤالي هو : اذا كانت المتمتعة ليست زوجة و ليست من الإماء فماذا تكون ؟