يقول النائب جوزيف ليبرمان عضو الكونغرس الأمريكي: ( عندما نتمكن من تقوية الأغلبية الإسلامية المعتدلة!! لتقف وتواجه وتهزم الأقلية المتطرفة!! عند ذلك فقط نكون قد بنينا مقبرة ندفن فيها أحلام من يعمل على قيام إمبراطورية إسلامية!!! ).
هكذا كان المقال بدون تزلفٍ أو تمييع، أو تصنعٍ على استحياء، أو تخطيطٍ في الخفاء، بل هو النموذج الأمريكي التركيبي منذ تأسيس إمبراطورية الشيطان حاملة الصليب، وعندما يصدر هذا المقال فهو لا يمثل شخص كاتبه، بل يمثل المؤسسة الدستورية الأولى في الإمبراطورية الفاشية، ليس كما يظن البعض أن مجلس الشيوخ هو المؤسسة الدستورية المصدرة للقرارات الخارجية لأمريكا، بل إن المؤسسة الدستورية الأولى تتمثل بالكونغرس الأمريكي ويعتبر في المقام الأول الهيئة التشريعية في النظام السياسي ويتألف منه مجلسان: مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وما هما إلا شيطانان يتصدران التصويت على القرارات ومن ثم العمل بها على أرض الواقع، والواقع هو امتداد الحملات الصليبية على البلاد الإسلامية وتفتيتها لدويلات حتى لا تبنى دولة إسلامية تقوم على إثرها إمبراطورية إسلامية راديكالية أو فاشية كما يصفها الصليب الشيطاني على لسان خشبته جوزيف.
أعود إلى منظمة أصدقاء إبليس وعلى رأسهم ( جوزيف ليبر ) مع حقي في حذف بقية اسمه المتمثل في ( مان ) فلو اعتقدت أنه يستحق إضافة ( مان ) إلى ( ليبر ) لوضعتها دون استحياء، فهو يقول: ( عندما نتمكن من تقوية الأغلبية الإسلامية المعتدلة!! ) وهو كاذبٌ بذلك حيث أن هذه الأغلبية المعتدلة والتي يصفها في مقاله ما هي إلا الملتصقة في أحذية الرؤساء وجواربهم من أمثال قادة الصوفية علي جمعة ومحمد البوطي ومن سار على نهجهم وركب ركابهم وخاض بحارهم، فجوزيف الدعي المتمرس في الفقه الإسلامي الجمعي البوطي ما هو إلا شيطانهم الأكبر الذي يذهب بهم ذات اليمين وذات الشمال، ولا غرابة أن يصرح بهذا التصريح الخطير، حيث تتوافق الأحلام والرغبات مع بعضهم البعض حتى تشابهت قلوبهم وما تخفي صدورهم أكبر، فالثلاثة لا يختلفان على محاربة الإسلام واستعباد المستضعفين من المسلمين وبالذات محاربة الإرهابيين أي المجاهدين في أصقاع الأرض لأنهم النواة الحقيقية لصد العدو الصائل وقيام الإمبراطورية الإسلامية والتي هي حلم كل موحدٍ في هذه المعمورة، فقد تصدر هؤلاء الأقزام أعلى هرم الفتاوى الشاذة والمتميعة في العصر الحديث بإعطاء الحق لليهود والنصارى في استعمار أراضي المسلمين واستباحة دماء الموحدين بالكذب المزعوم بوجوب الطاعة والسمع لولي الأمر! وطعنوا في بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وحاربوا بألسنتهم اللاذعة الفاسدة المتسلطة أئمة وعلماء أهل السنة كالإمام أحمد بن حنبل وابن حجر وابن تيمية والألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله وغيرهم الكثير لا يسعني المقام لذكرهم، وحاولوا إحداث الشقاق والحرب بين أهل السنة والصوفية في مصر وسوريا فلم يفلحوا في ذلك، ثم أعطوا صك التعبد والحرية لكل موحدٍ أن يتعبد بالدين الرافضي! فهؤلاء الأقزام هم من قصدهم جوزيف بقوله ( الأغلبية الإسلامية المعتدلة )، أما وصفه ( بالأغلبية ) فهو جاهلٌ بفطرة الشعوب الإسلامية التي تراهم أقليةً كأسيادهم وضعوا لطعن المسلمين في خاصرتهم، ومنظوره القاصر بأنهم أراقيز بأيدي عبيدهم تم شراء ذممهم ليتصدروا دار الفتيا وبها يحكم عليهم بالأغلبية! فلن يجد أصدق وأخنع وأذل من هؤلاء ليتعامل معهم في حربهم الضروس على الإسلام والمسلمين، فكل طغاة الأرض تجد لهم عبيداً يعطونهم الصبغة الشرعية ويتسمون بالمفتين زوراً وبهتاناً لتثبيت عروشهم ممن أعلنوا الحرب على الله ورسوله والمؤمنين واتخذوا القوانين الوضعية دستوراً شرعياً ليتحاكموا إليه! وما أجمل ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله في حق هؤلاء المتفيهقين أبواق المجرمين:
فـظٌ غليـــظٌ جاهــــلٌ متمــعلـــمٌ
ضخــم العمامــة واســع الأذان
متفيهــقٌ متضلــعٌ بالجهــل ذو
ضلــعٍ وذو جلــحٍ من العرفـان
إلى قوله:
من جاهلٍ متطبّبٍ يُفتي الورى
ويحيل ذاك على قضى الرحمن
نأتي إلى الشق الآخر من مقال جوزيف جمعه بوطي حيث قال: ( عندما نتمكن من تقوية الأغلبية الإسلامية المعتدلة!! لتقف وتواجه وتهزم الأقلية المتطرفة!! ) التلاعب بالألفاظ واضح جليٌّ لا لبس عليه ولا تلبيس فيه حيث استخدمها لتتراقص داخل العقل الباطني الغربي الساذج أن المعتدلين ( الأذناب ) هم الغالبية، والمتطرفون ( العلماء الربانيين والمجاهدين ) هم الأقلية، وهذا من الكذب الصراح الذي لا يقبله العقلاء من الغرب لكن يقبله السذج منهم، وما القضية التي رفعها علي جمعه على الإمام المحدث أبي إسحاق الحويني فك الله أسره إلا خطةً لتقويض الصحوة الشبابية الإسلامية في مصر، واتحاداً مع البوطي بحربه على أعلام أهل السنة في سوريا بتكفيره من يفتي بجواز الخروج على هرم الإسلام النصيري زعم! فإسقاط أعلام وأئمة أهل السنة هو إسقاط للعقيدة الصحيحة وإعادة لعقيدة إرجاع العباد من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد، إذ كيف يسقط أعلى النظام ولا يسقط زبانيته؟! أليس هو مفتي الرئيس وملمع الحذاء الأجرب؟! كيف يظل في منصبه ولا يسقط كما سقط سيده؟! فقد سقط زين الهالكين فسقط المجرمون معه، وسقط فأر الثورات فسقطت كلابه معه، أين أصحاب الثورة من إسقاط من لمّع للنظام البائد العميل؟! إن في الأمر لمكيدة تكاد على أهلنا في مصر، فبقاؤه حتى هذه اللحظة دليل على أن المؤامرة تكيد بأهلنا منذ احتفاله بعيد ميلاده في نادي الليونز الماسوني! والعمل جارٍ على قدمٍ وساق إلا أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، وهذا إتماماً للمهمة الموكلة إلى جوزيف وأذنابه المتفيهقين داخل منظومته واعترافاً بالمهمة بقوله: ( عند ذلك فقط نكون قد بنينا مقبرة ندفن فيها أحلام من يعمل على قيام إمبراطورية إسلامية )! وقد صدق وهو كذوب، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
وكتبه
عضو هيئة الدفاع في شبكة الدفاع عن السنة
وليد الخالدي